تفعيل دور مراكز التاهيل لذوي الاحتياجات الخاصة
تفعيل دور مراكز التاهيل لذوي الاحتياجات الخاصة
دراسة مقدمة الى وزارة الشباب والرياضة
1-اطار الدراسة :
1-1المقدمه واهمية الدراسة :
من المشاكل الاساسية التي تواجه المجتمعات وجود الافراد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ليس لديهم القدره على تاديه اعمالهم اسوة بزملائهم ، نتيجة لوجود عجز او اعاقة تمنعهم من ذلك .
ان ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم نقص مزمن او دائم وراثي او مكتسب في قدراتهم الجسمية او الفعلية يعوق حركتهم مما يؤثر على قدراتهم وامكاناتهم لممارسة حياتهم مثل الاسوياء ، لهذا نجد بان الاعاقة الخاصة بكل منهم تاثير انعكاسي نفسي او اجتماعي او انفعالي او مركب غالباً يحدث نتيجة الاصابة بخلل او عجز يمنعهم من اداء الدور المطلوب منهم .
تبعاً لعمرهم وجنسهم وحالتهم الاجتماعية او الثقافية اضافة الى مردودها العكسي على المجتمع لكونها تشكل عبئاً اقتصادياً على اسرهم نتيجة عدم قدرتهم على الاعتماد على انفسهم في مزاولة اعمالهم لقصور عضوي او عقلي او حسي او نتيجة عجز خلقي منذ الولاده .
لهذا نجدهم لايستطيعون ان يكفلوا لانفسهم كلياً او جزءياً ضرورات الحياة اليومية بسبب النقص في قواهم الجسمية او البدنية او العقلية .
ونتيجة لذلك فقد تظهر اثار نفسية تؤثر في شخصيتهم ، لذلك لابد من توفير اساليب الرعاية المناسبه لهم من خلال تفعيل دور مراكز التاهيل الخاصة بهم .
ومن هنا تكمن اهمية الدراسه بضرورة مراعاة التنوع بالمناهج الخاصة بهم على ان تتماشى مع قدراتهم ، وتضمينها الانشطة الرياضية التي تحققالنهوض المتكافئ لهم والتي تتوافق مع خصائصهم وظروفهم ،والاعتماد على الخبرات الحسيه التي تعوض لديهم الحاسه المفقوده باستخدام الوسائل الحديثه التي تحول جمود الرموز المكتوبة الى صور حيه تلبي رغباتهم وحاجاتهم وتزيد من ثقتهم بانفسهم نتيجة الامان وعدم الخوف منالخطا والشعور بالنقص والعجز .
1-2 مشكلة الدراسه:
ان معظم المناهج في مراكز التاهيل لذوي الاحتياجات الخاصة لم تاخذ في الاعتبار متطلبات المنتمين اليها ولم تفسح المجال امامهم لاختيار الانشطة الرياضية التي تخلق المتعه لديهم ولم تراعي الجوانب المهارية او الفروق الفرديه بينهم .
وهذا مما يستدعي البحث عن برامج بديله تدعم قدراتهم واستخدام اساليب وطرائق تتماشى مع رغباتهم وميولهم وامكاناتهم ، ومراعاة الفروق الفرديه بينهم ، لانها ستوفر القدرة لجذب انتباهم ، واستيعاب ما يطلب منهم ، وبهذا سوف يكتسبون خبرات جديده تعمل على اعادة تنظيم خبراتهم السابقة والتي تعتبر الاساس لتطوير قابلياتهم البدنية والنفسية والذهنية والاجتماعية .
1-3 اهداف الدراسه :
1- تفعيل دور مراكز التاهيل لذوي الاحتياجات الخاصة .
2- تحديث مناهج الانشطة الرياضية الخاصة بهم وبما يتوافق مع امكاناتهم وقدراتهم .
2-موضوعات الدراسه :
3-2-1 الاثار النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة :
بما ان الشخص المعاق لايملك القدرة على ان يقوم بمفرده بكامل او بعض متطلبات حياته الشخصيه او الاجتماعية ، نتيجة لنقص خلقي او غيره في قدراته الجسميه او الذهنية[1]، لهذا تظهر اثار نفسيه تؤثر في شخصيته ففيها الشعور بالنقص والعجز والامان وعدم الاتزان الانفعالي وسيادة مظاهر السلوك الدفاعي ، لذلك لابد من توفير اساليب الرعاية المناسبه لهم .
وبما ان الانشطة الرياضية المتنوعه تفسح المجال امامهم لتطوير قابلياتهم وامكاناتهم ، لهذا وجب تضمين المناهج الخاصة بهم فعاليات رياضية مراعين التنوع بها وبما يتلاءم مع قدراتهم ، وتتوافق مع خصائصهم وظروفهم اخذين بنظر الاعتبار الاعتماد على الخبرات الحسيه التي لديهم الحاسة المفقوده لديهم .
ان المعلومات التي يتعلمها الانسان عن طريق البصر تشكل نسبة (75%) اما المعلومات المكتسبة من خلال حاسة السمع فتشكل (13%) فقط[2]
لذلك فان على جميع العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة التركيزعلى استخدام الوسائل البصرية ، اضافة الى السمعية ، لكونها ذات فاعلية وذلك تحقيقاً لمبدأ قابلية الجميع للتعلم ولكن على صعد مختلفة اضافة الى انها تخدم جميع الانشطة الرياضية .
ان استخدام الافلام الرياضية والمصورات والوسائل الايضاح للالعاب المختلفة عن طريق الاجهزة المرئية المتنوعة سوف تلبي حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة وتحفز قدراتهم واستثارة الجمود الجسدي لديهم وهذا بدوره سوف يزيد من قدراتهم . ولهذا فان المناهج الخاصه بهم لو اعدت بطرائق مناسبة ودرست بوسائل واساليب تتفق مع نوع العوق لديهم ودرجته لاحرز كل منهم تقدماً ملحوظاً[3]
واتضح من الدراسات الكثيرة لذوي الاحتياجات الخاصة ان فقدان عنصر التشويق اثناء العرض والشرح ( أي البصري والسمعي ) يسبب الضجر للمعلمين نتيجة لضعف تركيز الطلاب وخاصة الص وضعاف السمع اثناء الشرح[4][5][6].
كما وان هذه الدراسات اشارت الى ان هناك قصوراً واضحاً في توصيل المعلومه للطلبه الذين يدرسون في المعاهد او البرامج الخاصة بهم ، ومن الصعوبة ايصال المفاهيم المجرده لديهم .
ان جمود محتوى المناهج وعدم مراعاة الفروق الفرديه الموجوده لدى ذوى الاحتياجات الخاصه سوف تؤدي الى مشكلات عديده ترتبط بصعوبات التعلم الناجحة عن ظروف الاعاقة .
ولهذا وجب وجود حاجه ملحه لتنويع الوسائل والاساليب التي تنفذ من خلالها الانشطة الرياضية لكونها تلزم الطالب بطبيعته على المجابهة والتحدي ، وتجعله يدخل في تعلم نشط وحيوي .
2-2 اختيار الفعاليات الرياضية وتحديد الطرائق لذوي الاحتياجات الخاصة :
ان اختيار الفعاليات الرياضية الملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة وتحديد الطرائق والاساليب التي سوف يتم استخدامها اثناء تنفيذ هذه الفعاليات سوف تكون افضل وسيلة تتبع للوصول الى الهدف الذي يصبوا اليه العاملين في هذا المجال المهم .لان استخدامها يعني عملية نقل المعرفة واساليبها الى ذهن المتعلم بايسر السبل من خلال الاعداد المدروس للخطوات اللازمة وذلك بتنظيم مواد التعلم والتعليم واستعمالها لاجل الوصول الى الاهداف المرسومة بتحريك الدافع وتوليد الاهتمام لدى المتعلم .
ولهذا فعلى المدرس او المدرب ان يحدد بدوره الطريقة التي يتبعها من خلال اعادة اكتشاف القواعد والطرائق التي حصل عليها المعلمون الاذكياء ذوي الخبرة عبر السنين ، لان كل جيل من المدرسين يستفاد قليلاً جداً من ابتكارات اسلافهم ومن حكمه الممتهنين التدريس لزيادة خبراتهم وما يتطلبه التدريس من ادوات وامكانات لمهنتهم ، ولهذا يتطلب من المدرسين الاهتمام والعناية بحركه وسير التدريس ، وكذلك الاستجابة الى المواقف التي تظهر بالعمل والحركة المناسبة ، وبالوقت والقدرة النوعية المناسبة[7].
وعند اختيار الانشطة الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة وجب ملاحظة :[8]
1-يجب تناسب الانشطة الاهداف الموضوعة بالتحديد .
2-تحديد الانشطة بما يجعلها تتزايد بالصعوبة في الاداء مع التقدم في التعليم .
وهناك انشطة عديدة تتناسب مع كل نوع من انواع العوق الموجوده ( كالتخلف العقلي ، ضعف التعلم ، الصم ، وغيره ) ومنها محفزات للتوازن ، تطوير رد الفعل ، التتابع البصري ، المرونة ، وغيرها ).
3- المقترحات والتوصيات
1- اختيار الانشطة الرياضية استناداً الى حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة مع مراعاة الفروق الفردية بينهم .
2- عدم الاستهانة بقدراتهم اثناء اداء الحركات او المهارات الرياضية .
3- مشاركة الجميع في الانشطة والفعاليات الرياضية .
4-التاكيد على الانشطة الرياضية التي تطور العمل الحس حركي .
5- تحديد الاهداف المطلوبة تحقيقها في مناهج تعلم ذوي الاحتياجات الخاصة .
6- تدريب المعلمين والمدربين العاملين في مراكز التاهيل واشراكهم في الدراسات والبحوث الخاصة بطلبتهم ولاعبيهم .
7- التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بفاعلية وعلى اسس مدروسه ترمي الى مساعدتهم .
8- حث المعوقين بضرورة الاقتراب من الاشخاص الطبيعين مما يزيد من تكيفهم الاجتماعي .
9- الاهتمام بتنمية الحواس التي يحتاجها المعاق لكي تصبح قنوات لتوصيل المعلومات .
10- تحديث اساليب تقويم الطلاب ( اللاعبين ) والمدرسين ( المدربين ) بما يتلاءم مع المناهج الجديده المسايرة للتطور .
11- وضع المناهج المتطوره التي تلبي حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة وتحفز قدراتهم التخيلية وتثير المجهود البدني لديهم .
[1]- مرزوك يوسف ، بهيجه اسماعيل : الثقافة الصحيه ، ط1 ، الكويت ، مطبعة الفجر ، 1997 ، ص637.
[2]- الزيد ، واخرون : دليل الوسائل التعليمية فصول التربية الخاصة ( الجزء الاول ) وزارة التربية والتعليم – الامارات العربية المتحدة – 1997 .
[3]- المطر دوي ، خالد : مشكلات منهج معاهد الامل الابتدائية للصم في المملكة العربية السعوديه من وجهة نظر المعلمين والمعلمات ، رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم المناهج وطرائق التدريس ، كلية التربية ، جامعة الملك سعود ، رياض ، 1416هـ.
[4]- Tayiler , Linda ; A Handy Workable ; picture . file perspectives in Education and deafness ,V13 , N 5 , 1999.
[5]-Gina , Ellen Wood ; Diallague Journal Writing , An Interactivw tool for deaf . students teachers in training , perspectives in Education and Deafness , Voll 14, N4, 1999>
[6]- سلام ، صفيه : اثر استخدام الاكتشافات شبه الموجهة في تدريس العلوم على تنمية المفاهيم والمهارات العلميه والفعلية والتفكير الابتكاري لتلاميذ التعلم الاساسي ،مجلة البحث في التربية وعلم النفس ، كلية التربية ، جامعة افيتا العدد الثالث ، مصر ، 1990.
[7]- الربيعي محمود داود : طرائق واساليب التدريس المعاصرة : عالم الكتاب الحديث ، جدار الكتاب العالمي للنشر والتوزيع – الاردن 2006 – ص47.
[8]- فريق كمونه : مبادئ وطرق التربية الرياضية للمعاقين ، ط1 ، عمان ، الدار العالمية والدولية للنشر ، 2002 ، ص147.
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : تفعيل دور مراكز التاهيل لذوي الاحتياجات الخاصة