علاقة التوازن ببعض التخصصات الرياضية

علاقة التوازن ببعض التخصصات الرياضية

1- التعريف بالبحث

1-1 المقدمة واهمية البحث

ان تحسين اللياقة البدنية والارتقاء بمستواها ليس غاية في حد ذاته وانما ايمان واقتناع باهمية ذلك لسلامة الفرد ، وان الافتقار للمهارات البدنية يعد احد اعراض الضعف الجسمي وعدم الشعور بالحيوية والشباب ، ومما يميز الفرد الرياضي عن الفرد غير الرياضي (الاعتيادي) هو عامل التوازن بين العمليات العقلية واصدار السلوك (الحركة).

ان التوازن كصفة بدنية ترتبط بين ترتبط بباقي عناصر البدنية على اشكال مختلفة فهي تساهم ايضا في توفير جو تدريبي مناسب ، كما هو متطلب من متطلبات الالعاب التي تتميز بوجود التماس بين لاعبي الفريقين ، فالاحتفاظ بمركز ثقل الجسم ضمن قاعدة واسعة يعني ان التماس مع الصم سيكون غير مؤذيا وذلك بتفادي مواقف عدم التوازن بنقل سريع لمركز ثقل الجسم الى القاعدة الضيقة الجديدة .

2-1 مشكلة البحث :

يبتعد كثير من الباحثين عن قياس صفة التوازن وذلك للصعوبة التي تكمن في نوع الاختبارات المصنفة لها ، كما ان الاختبارات الموضوعة تكون في اغلبها غير صادقة او موضوعية وذلك لاعتمادها على التوقيت اليدوي او احتساب شفوي لعدد مرات السقوط او زمن عدم التوازن .

ولقد ولدت هذه المشكلة ابتعاد المصادر عن بعض الحقائق التي تبرز اهمية هذه الصفة او مدى اختلافها من تخصص لاخر .

3-1 اهداف البحث

يهدف البحث الى :

1.التعرف على قابلية التوازن في بعض التخصصات (القدم ، السلة ، الطائرة ، الساحة ).

2.تحديد العلاقات المعنوية والعشوائية بين هذه التخصصات في قابلية التوازن .

4-1 فروض البحث

1.لا تظهر فروق بين التخصصات (السة ، الطائرة ) في قابلة التوازن .

2.توجد فروق معنوية دالة بين تخصص القدم والتخصصات الاخرى .

5-1 مجالات البحث

1- المجال البشري : طلاب المرحلة الرابعة قسم التدريب .

2- المجال المكاني ـ جامعة البصرة ، كلية التربية الرياضية ، قاعة الاثقال .

3- المجال الزماني ـ العام الدراسي 1993-1994 .

2- الدراسات النظرية

1-2 مفهوم التوازن :

يعرف (نزار الطالب ومحمود السامرائي 1981) التوازن بانه " قابلية الفرد على حفظ مركز ثقل جسمه فوق قاعدة الارتكاز وعدم السقوط " ( 5: 126) . اما (كيورتن) فيعرفه " امكانية الفرد للتحكم في المقدرات الفسيولوجية والتشريحية التي تنظم التاثير على التوازن مع القدرة على الاحساس بالمكان سواء باستخدام البصر او بدونه وذلك عضليا وعصبيا (4 : 417) . ومن الناحية البيوميكاننيكية فان التوازن يحدث عندما يمر المحور العمودي للجسم على مركز ثقل الجسم وتتساوى القوى المؤثرة في الجسم بحيث تكون صفرا في محصلتها (6 : 127).

ويرى الباحث ان التوازن هو امكانية اصدار نشاط عضلي بتحكم عصبي للحفاظ على وضع الجسم في حالة تشريحية مستقرة .

2-2 انواع التوازن :

من الناحية الفيزيائية يقسم التوازن الى ( توازن مستقر وقلق ومستمر) . اما من ناحية الاختبارات والقياس فقد حدد للتوازن نوعين من الاختبارات وتؤدى بالشكل التالي :

1.التوازن الثابت .

2.التوازن المتحرك .

ويعني التوازن الثابت " الحفاظ على وضع الجسم في حالة ثبات كالوقوف على قدم واحدة " اما التوازن المتحرك فيعني " الحفاظ على مركز ثقل الجسم فوق قاعدة ارتكاز متحركة" (5 :127) .

3-2 العوامل المؤثرة في التوازن :

لقد حددت المصادر وكنتيجة للدراسات والبحوث التي اجريت بعض العوامل المؤثرة في اختبارات التوازن وقد اعدها ( محمد صبحي حسانين 1987) بالشكل الاتي (4: 421-424) .

- تواجد مركز ثقل الجسم .

- مساحة قاعدة الارتكاز .

- وزن الجسم .

- الاحتكاك بالسطح .

- وجود مواقع الاجزاء .

- العوامل النفسية .

- العوامل الفسيولوجية .

3- منهج البحث واجراءاته الميدانية

1-3 منهج البحث :

استخدم الباحث المنهج الوصفي بطريقة المسح لملائمته.

2-3 عينة البحث :

تكونت عينة البحث من اربعة شعب يمثلون تخصصات ( القدم ، السلة ، الساحة ، الطائرة) في قسم التدريب بكلية التربية الرياضية جامعة البصرة وقد بلغت في مجموعها (43) طالبا يمثلون (63%) من مجتمع الاصل الفعلي .

3-3 ادوات البحث

- جهاز استابلوميتر ـ الشكل رقم (1) .

- فريق العمل .

- شريط قياس الاطوال .

الشكل رقم (1): يبين جهاز استابلوميتر والملخق الالكتروني

4-3 اجراءات التجربة الميدانية

قام الباحث بعزل العوامل المؤثرة في صفة التوازن حيث تمكن من عزل عامل الطول وذلك باختبار انسجام التخصصات الاربعة وتبين ان قيمة (F) المحتسبة كانت (0.22) وهي اصغر من القيمة الجدولية البالغة (3.01) ، كما تمكن من عزل عامل الوزن بنفس الاختبار وكانت قيمة (F) المحتسبة (0.21) وهي ايضا اصغر من القيمة الجدولية . اما الاختبار فقد تم ادائه بعزل عامل تواجد الجسم باخذ وضع التخصر ، وتم توحيد وتقليل الاحتكاك بالسطح باستخدام الاحذية الرياضية وتحديد قاعدة الارتكاز بشريط قياس لعرض الكتف .

وقد تم اجراء الاختبار ضمن مواصفات الاداء وعلى الشكل التالي :

- يمنح الجهاز (30) ثانية لاداء حالة التوازن ، ويظهر على شاشة المؤقت الالكتروني فقط زمن حالة المرور من وضع الاتزان ويحتسب الوقت على شكل تراكمي .

- يبدأ الجهاز بالعمل بواسطة نغمة البدء وينتهي الاداء بعد الاستماع الى نغمة الانتهاء بعد (30) ثانية .

5-3 الوسائل الاحصائية :

- الوسط الحسابي

- الانحراف المعياري

- اختبار تحليل التباين ـFـ (3 :167)

- اختبار اقل فرق معنوي ـ LSD ـ (3: 183)

4- عرض النتائج ومناقشتها

1-4 عرض النتائج

جدول رقم (1)

يوضح الاوساط الحسابية والانحرافات المعيارية واقل زمن واكبر زمن

في حالة الاتزان لدى عينة البحث

يتضح من الجدول رقم (1) ان افضل زمن لحالة التوازن كان قد بلغ (11.20) ثانية لدى فريق الساحة والميدان وبانحراف معياري قدره (1.07) وكان افضل زمن فردي قد سجل في تخصص الطائرة بزمن (15.36) ثانية واقل زمن فردي كان قد سجل لدى تخصص كرة القدم حيث بلغ (7.05) ثانية .

ولاختبار الفروقات بين الاوساط الحسابية استخدم الباحث اختبار تحليل التباين للعينات غير المتساوية كما يتضح من الجدول رقم (2) حيث بلغ قيمة (F) المحتسبة (4.53) وهي اكبر من القيمة الجدولية البالغة (3.01) عند التقاء درجتي حرية (39.3) .

وبما ان القيمة المحتسبة اكبر من القيمة الجدولية فان الباحث يستنتج من ذلك وجود فروق بين التخصصات الاربعة في صفة التوازن .

جدول رقم (2)

يوضح قيمة (F) المحتسبة لاختبار تحليل التباين

ولاختبار اختلاف التخصصات في صفة التوازن قام الباحث باجراء اختبار اقل فرق معنوي (LSD) بين التخصصات الاربعة وتبين من الجدول رقم (2) ان هناك فروقا بين التخصصات (السلة ، الساحة ، الطائرة) مع تخصص القدم وعدم وجود فروق بين التخصصات الاخرى وبذلك تتحقق فروض البحث .

جدول رقم (3)

يوضح الفروقات بين التخصصات الاربعة باستخدام (LSD)

2-4 مناقشة البحث

من خلال عرض النتائج في الفقرة السابقة تبين للباحث ان هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين تخصص القدم والتخصصات الاخرى ضمن مجال البحث ، ويرى الباحث ان السبب في ذلك يعود الى جملة امور يبدأها بمساحة الملعب بالنسبة لتخصصات القدم والسلة الطائرة ، فلاعب كرة القدم يتحرك طليقا في ملعب كبير يستطيع التوازن على القدمين اضافة الى مساعدة اليدين في خلق توافق الحركة ، كما ان مجال اعادة التوازن اكبر وذلك بسبب التوقفات وابتعاد الخصم عنه عدا مناطق محددة .

اما في ملعب كرة السلة فاضافة الى انشغال اللاعب بتحريك قدميه والسيطرة على الكرة باليدين فان صغر الملعب واقتراب الخصم منه ضمن خطة اللعب يجعله يتحرك ضمن منطقة ضيقة ، وكذلك يتفق معه لاعب كرة الطائرة في انشغال يديه في الدفاع والاستقبال والصد والهجوم اضافة الى ادامة اتصال قدميه بالارض . ومما يجعل لاعب كرة السلة اكثر حاجة الى الاتزان من لاعب كرة القدم هو تنفيذه للحركات ضمن زمن يقيده القانون .

كما يرى الباحث ان سرعة الحركة عند اختياز الخصم لدى لاعب كرة السلة تكون اعقد من حيث الاداء مقارنة بسرعة الحركة لدى لاعب كرة القدم وذلك لتطلب الحركة من لاعب كرة السلة الهجوم باستخدام الطبطبة او المناولة او التهديف ، ويشير ( نزار الطالب ومحمود السامرائي 1981) ان الاحتفاظ بمركز ثقل الجسم لدى لاعب كرة السلة او القدم سيكون صعبا من جراء الحركة وعليه فان قابلية الفرد على تغيير اتجاه حركة الجسم ككل او جزء وبدقة وسرعة بدون ان يفقد توازنه سيدرج تحت صفة الحفة (Agility) والذي هو ناتج السرعة مع التوازن (5: 127) .

اما الدقة التي تتطلبها لعبة الكرة الطائرة ضمن المركبات (خطط الهجوم) فانها ستكون حاسمة في اضافة نقطة او تغيير الارسال . ويشير ( محمد صبحي حسانين 1987) الى ان الدقة هي القدرة على توجه الحركات الارادية التي يقوم بها الفرد نحو هدف معين وهي مرتبطة بالتوازن (4: 447) .

ويرى الباحث ان لدى لاعب كرة القدم الفرصة في اعادة محاولة الهجوم في حالة الخطأ في حين يقيد لاعب الكرة الطائرة باداء الهجمة وذلك لتقيده بحالة ثلاث لمسات للكرة ، وعليه فان عامل الدقة يكون متطلب مهم لدى لاعب الكرة الطائرة من لاعب كرة القدم .

اما لاعب الساحة والميدان فيرى الباحث بانه لاعب متخصص وان نمو صفة التوازن لديه سيكون مرتبطا بنوع المهارة وكمية تكرارها وفي اغلب الاحيان فان لاعبي الساحة والميدان عند ثباتهم او ادائهم للحركة سيكونون خاضعين للزوايا التي تتشكل في اجزاء الجسم او مركز ثقل الجسم مع الارض ، وهذا يتفق ما يؤكده (صائب عطيه وسمير مسلط 1991) على ان حالة التوازن تتحقق عندما يسقط اشعاع مركز ثقل الجسم في وسط مساحة منطقة التوازن ، اما في حالة التنقلات فان الاشعاع يبتعد عن منطقة التوازن (2: 178) ويتفق الباحث مع ما سبق في ان اغلب العاب الساحة والميدان يتطلب البدء من توازن مستقر الى توازن يخلق حالة انطلاق او شروع في بدء المهارة .

ان تغطية قدم الارتكاز للارض كاملة ( كما تحدث في اغلب فعاليات الساحة والميدان) تصبح اكثر اتزانا كونها مرتكزة على القدم كله ، وتكون الحركة قلقة عندما ترتكز القدم على الكعب (او حافات القدم) (1:403) .

كما ان قدرة لاعبي الساحة والميدان في التحكم بحركاتهم الارادية نحو هدف معين تكون اكبر واعقد وذلك لغياب حالة السماح بتكرار المحاولة او بتكرارها في حدود القوانين الضيقة ، ويرى (لارسون ويوكيم) ان القدرة على التحكم في الحركات وتوجيهها لتحقيق هدف معين يدرج ضمن عامل الخفة والذي هو مرتبط بالتوازن) (4: 447) .

5- الاستنتاجات والتصويات

1-5 الاستنتاجات

1.وجود فروق معنوية بين تخصص القدم والتخصصات الاخرى ضمن مجال البحث .

2.عدم وجود فروق بين تخصصات الساحة والكرة الطائرة والسلة .

3.ان افضل زمن لحالة التوازن بلغ (15.36 ثانية) واقل زمن كان (7.05 ثانية) .

4.وجود تفاوت بين التخصصات المختلفة في صفة التوازن حالة طبيعية تخضع لنوع التخصص .

2-5 التوصيات

1.يمكن استخدام اختبارات التوازن لقياس حالة لاعبين ضمن معايير زمنية محددة .

2.اجراء بحوث مشابهة بين الفعاليات المختلفة في صفة التوازن .

3.ضرورة استخدام جهاز استابلوميتر ( التوازن المتحرك ) في اجراء البحوث الخاصة بالتوازن .

المصادر

1- ريسان خريبط ، نجاح مهدي : التحليل الحركي ، مطبعة دار الحكمة ، جامعة البصرة 1992 .

2- صائب عطيه ، سمير مسلط ، موفق مجيد : الميكانيكيا الحيوية التطبيقية ، دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل ، 1991 .

3- لطفي هندي : الاحصاء التجريبي : ط2 ، دار المعارف ، القاهرة ، 1971 .

4- محمد صبحي حسانين : التقويم والقياس في التربية الرياضية ، ج2 ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1987

5- نزار الطالب ، محمود السامرائي : مبادىء الاحصاء والاختبارات البدينة والرياضية ، دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل ، 1981 .

6- وجيه محجوب : علم الحركة التعلم الحركي ، ج1 ، مديرية مطبعة الجامعة ، جامعة الموصل ، 1985.

المدرس : حسين مردان عمر (جامعة البصرة - كلية التربية الرياضية)

البحث منشور في مجلة دراسات وبحوث التربية الرياضية - العدد الخامس - جامعة البصرة - كلية التربية الرياضية - (جمهورية العراق) بتاريخ 1995، الصفحات 199 - 204