التصنيف
التصنيــف
يواجه الباحثون عادة عينة من المختبرين متعددة الخصائص فتصعب حينئذ عملية تحليل نتائج قياساتها اذ يعاب عليها عدم وجود التجانس وذلك لوجود فروق كبيرة بين صفات وسمات أفرادها ، لذلك يتم اللجوء إلى تقسيم أفراد العينة على فئات او مجموعات متجانسة في طبقاتها والتي تتميز فيها كل مجموعة عن الأخرى ، ويساعد هذا التقسيم في إيجاد علاقات ذات مغزى مما له الاثر الكبيرفــي التوصــل إلـى نتائـج جديـدة،ويسمـىذلـك التقسـيم بالتصنيـف.
ولكي تؤدي البرامج التدريبية دورها بكفاية وفاعلية ، ولغرض ان تكون العملية التعليمية او التدريبية ناجحة ، ولكي يستفيد من دروس التربية الرياضية اكبر عدد من التلاميذ فانه يفضل التوجه إلى فئات متجانسة وفق إمكاناتها او استعداداتها او بنيتها او حاجاتها ، ولهذا نجد الكثير من الالعاب بل وحتى الدراسات تستخدم التصنيف مثل التصنيف على اساس الوزن او العمر او النمط الجسمي..الخ ، إذ ان للتصنيف أغراضاً متعددة نذكر منها :([1])
- زيادة الممارسة: ان الفرد اذا وجد داخل مجموعة متجانسة فانه سيزداد اقباله على النشاط ، ومن ثم يزداد مقدار تحصيله .
- زيادة التنافس: اذ انه اذا اقتربت المستويات سيزداد تبعاً لها التنافس .
- العدالة: كلما قلت الفروق بين الافراد كانت النتائج عادلة والفرصة الممنوحة متساوية .
- الدافعية: المستويات المتقاربة تزيد من دافعية الأفراد والفرق في الممارسة .
- الأمان: اذا كانت الفروق واضحة بين الأفراد ، فان عامل الامان قد لا يكون متوافراً ، اذ ان الفرد الأضعف قد تستثيره عزة النفس او زيادة الياس إلى القيام بسلوك قد يعرضه للاصابة ، او قد يتعرض للاجهاد الشديد نتيجة محاولاته اليائسة .
- نجاح التدريس: إذا كانت المجموعة متجانسة فان عملية التدريس تكون اسهل وانجح مما اذا كانت المجموعة متباينة من حيث القدرات البدنية .
وإجمالا فان التصنيف من آليات عمل العقل الأساسية وله علاقة مهمة بالمعرفة وإطلاق الأحكام ، كما انه ضروري للعلم ، فإذا لم تصنف الظواهر إلى أنماط عامة فسيكون علينا ان نتعامل مع كل منها على أنها نسيج لوحده ، وسيؤدي إلى خلط لا مخرج منه ، لذلك فإننا لن نستطيع ان نصل إلى ابسط التعميمات ، ومن هنا نعرف التصنيف بانه "عملية إيجاد تجمعات خاصة متجانسة وفقاً لمقاييس متعددة (جسمية ، بدنية ، مهارية ، نفسية ، عقلية ،...) لأغراض المقارنات والوصول إلى معلومات دقيقة تخصصية عن هذه التجمعات" .
ويعد "التصنيف البنيوي (التكويني) من أهم وأدق أنواع التصنيف وخصوصاً الانثروبومتري (أطوال ،أوزان ، ...)"([2])وذلك لكونه جانباً حقيقياً ذو موضوعية عالية تبنى عليه الفروق بين الأفراد في أكثر المستويات (البدنية ، المهارية ، الميكانيكية ) خصوصاً وانه المحدد الأول للجانب الميكانيكي .
التصنيف من الناحية الإحصائية هو خلق تجمعات منفصلة مستقلة عن بعضها ، اذ " قد يكون هدف البحث الاستطلاعي هو التعرف على الفئات التصنيفية التي يتوقع ان تتوزع فيها المتغيرات المبحوثة .
تعد الدالة المميزة او تحليل التمييز (DA) من الأساليب الإحصائية المهمة والمتقدمة والتي تستخدم بشكل واسع في عملية تصنيف الأفراد في جماعات ، وكلما كانت نسبة حالات التصنيف كثيرة كان ذلك دالاً على ان الدالة المميزة مؤثرة ، ويستخدم التصنيف دوال كثيرة مثل دالة تحليل التباين والارتباطات ، كما ان الفرضيات الخاصة بتحليل البيانات بواسطة الدالة التمييزية هي نفسها الخاصة بالانحدار والارتباط المتعدد والمتغير المعتمد يجب ان يكون طبقياً([3]).
[1]قاسم المندلاوي واخرون :الاختبارات والقياس والتقويم في التربية الرياضية، مطبعة التعليم العالي ، بغداد ، 1989 ، ص 90-91 .
[2]محمد نصر الدين رضوان، محمد حسن علاوي :القياس في التربية الرياضية وعلم النفس الرياضي، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 2000 ، ص 43 .
[3]محمود مهدي البياتي :تحليل البيانات الإحصائية باستخدام البرنامج الإحصائيSPSS، ط1 ، دار الحامد للنشر والتوزيع ، عمّان ، 2005 ، ص 135
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : التصنيف