مفهوم الإحصاء

مفهوم علم الإحصاء ^([1]): 

        الإحصاء في اللغة العد الشامل ومن المجاز قول العرب لم أر أكثر منهم حصى أي لم أرى أكثر منهم عددا وقولهم هذا أمر لا احصيه اي لا أطيقه ولا أضبطه والإحصاء علم لا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا اليومية وحتى نتمكن من دراسته وعرفة مضامينه لا بد من الإلمام بالأسس التي يبنى عليها والأساليب التي جاء بها فله معان كثيرة تختلف باختلاف الناس إذ منهم من يجد فيها الجداول والأعداد المعينة بالحياة وفعاليتها ومنهم من يراه من خلال ما تقدمه الصحف والمجلات من بيانات متنوعة .

         اما في العصر الاسلامي فالتاريخ يشهد على ان الاحصاء موجود وبشكل ملموس في استخدامه من قبل المسلمين كما ورد في القرآن الكريم (واتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها).سورة إبراهيم الآية (28) .

         ان الاحصاء واساليبه اقتصر في بدايته على استخدامات الدولة وتنظيم شؤونها لذلك سمي في مصطلحه الاجنبي الذي مشتق من معنى الدولة او الولاية اذ كان يعني مجموعة من الحقائق التي تخص الدولة .ولكن بعد ان نمت المجتمعات وتطورت البلدان والدول تطور مفهوم الاحصاء حتى اصبح في الوقت الحاضر علم يعتمد الصيغ والقوانين الرياضية والكمية .

         وللتعريف بالإحصاء نجد أن معظم الباحثين يتفقون على كونه علم يمثل حقائق عددية ومن تعاريف علم الإحصاء هي :

• الإحصاء طريقة لجمع وتلخيص وتحليل البيانات الرقمية .
• الإحصاء هو مجوعة الطرق والوسائل والقواعد والقوانين المبينة على التحليل المنطقي .
• الإحصاء اسلوب علمي لجمع وتنظيم وإعادة عرض واختصار البيانات مع عمل استنتاجات صادقة وثابتة .

        نشأ علم الاحصاء في اطار التنظيم السياسي للدولة على يد البارو بيفلد سنة 1770 وترجع النشأة الرياضية الصحيحة لهذا العلم الى ابحاث لاباس الرياضي الفرنسي وجاوس الرياضي الالماني وجولتون العالم الانكليزي . 

       وهناك تعريف أخر للإحصاء هو  عبارة عن مجموعة خاصة من القواعد والإجراءات والتي يمكن تطبيقها على البيانات المأخوذة من العينات .

        وثمة تعريف أخر هو طرق رياضية تستخدم لفرض الظواهر الطبيعية الاجتماعية أو غيرها ثم استخلاص المعالم المطلوبة لقياس هذه الظواهر ^([2]).

أقسام الإحصاء ^([3]):

        مهما كان التعدد في تفسير كلمة احصاء فانه من المتفق عليه ان علم الاحصاء يعتبر اللغة العالمية التي تتعامل بها العلوم المختلفة وهو علم يتعدى حدود تطبيق مجموعة من الوسائل والادوات الى كونه يتطلب من مستخدميه التمكن من استعمال وسائله المختلفة بدقة اذ يمكنهم ذلك من خلال ما يلي :

1. الوصف الدقيق للنتائج التي تتوصل اليها البحوث العلمية .
2. اتخاذ القرارات في ضوء ما يتم التوصل اليه من نتائج احصائية .
3. تقدير القيم الاحصائية للمجتمع في ضوء القيم المستخلصة من العينة وعلى هذا الاساس يمكن تعريف الاحصاء انه علم جمع وتصنيف وعرض وتفسير البيانات العددية والاستقرار وصنع القرارات .

       ويقسم الاحصاء الى فرعين رئيسيين هما :

اولا-الاحصاء الوصفي :

         ويستخدم عندما يكون الهدف من البحث وصف الظاهرة التي يدرسها الباحث ويتميز الاحصاء الوصفي بوفرة وغزارة الاساليب الاحصائية المتاحة له والتي يمكن استخدامها في معالجة البيانات المختلفة في هذا المجال اذ يستطيع الباحث من استحصال عدد من البيانات الرقمية عن ظاهرة من الظواهر او متغير من المتغيرات مثل مستوى اداء المهارة ضربة الراس بكرة القدم او مهارة الارسال في التنس ومهارة التهديف بكرة السلة او مقدار القوة لدى مجموعة من اللاعبين وان هذه البيانات يمكن تلخيصها والتعبير عنها بأحد اشكال تعابير النزعة المركزية (متوسط ، الوسيط ، المنوال) وقد يمتد التعبير عنها الى استخدام احد مقاييس التشتت (الانحراف المعياري ، المدى ، الانحراف المتوسط) .

         وتعتبر المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والتباين اكثر مقاييس الاحصاء الوصفي اهمية اذ انها الاساس لفهم الاحصاء الاستدلالي .

ثانيا : الاحصاء الاستدلالي ( الاستنتاجي ):

          عندما يريد الباحث تعميم النتائج التي يتوصل اليها في تجربته الى ابعد من مجموعة الافراد الذين طبقت عليهم التجربة فانه يحتاج في ظل هذه الحالة الى استخدام كل من الاحصاء الوصفي والاحصاء الاستدلالي وذلك بان يقوم اولا بتطبيق الاحصاء الوصفي والاحصاء الاستدلالي وذلك بان يقوم اولا بتطبيق الحصاء الوصفي لاستخراج قيم مقاييس النزعة المركزية اذ تعطيه هذه المقاييس وصفا مختصرا للمتغيرات التي يتم قياسها ويكون ذلك في حدود حجم وخصائص مجموعة الافراد التي استخدمها في تجربة بحثه ومن ثم تطبيق الاحصاء الاستدلالي باستخدام المعلومات المأخوذة من العينة لتقدير معلومات المجتمع الاصلي .