أهمية السباحة
أهمية السباحة
اولا : من الجانب الفسيولوجى:
تعتبر السباحة من اهم الانشطة الرياضية التي يمارسها الانسان و تختلف عن بقية الفعاليات من خلال كونها تمارس داخل الماء و ليس مثل بقية الفعاليات في اليابسة و في الوسط الهوائي ، وحيث ان الماء اكثر كثافة من الهواء لذلك يتطلب جهدا بدنيا كبيرا لغرض التغلب على عدة مقاومات تحيط بالفرد اثناء الاداء .
و من خلال الملاحظة الدقيقة نجد ان الفرد يشعر بالراحة و الصحة و السعادة و الابتعاد عن روتين الحياة اليومية و تكسبه ايضا مقاومة ضد الامراض المختلفة .
و تزداد فوائد ممارسة السباحة لجسم الانسان و ما يحدث من تطور داخلي (تكيف )مع الوضع الجديد , حيث اثبتت الدراسات الحديثة و السابقة ان السباحة الرياضة الوحيدة التي تكون عضلات جسم الانسان عاملة بنسبة لا تقل عن 80%اثناء فترة الاداء الفعلية للرياضة , مع العلم ان العضلات الرئيسية التي تقوم بالعمل تبلغ نسبة الاداء فيها 100%مثل عضلات الاطراف العليا و الاطراف السفلى و هذا ما يميز فعالية السباحة عن بقية الفعاليات .
و كمثال عن تاثير السباحة في جسم الانسان هي درجة حرارة الماء , فعندما تنخفض درجة حراراة الماء لتصل الى 20درجة مئوية فان جسم السباح يفقد 100سعرة و هي تعادل نسبة ما يفقده على اليابسة خلال ساعة من الاداء اليومي .
اما عند بقاء جسم السباح في ماء درجة حرارته عند 25درجة مئوية و يرتفع حتى مستوى رقبة الشخص فانه يتطلب اوكسجين بنسبة لا تقل عن 50%عن الحالة الاعتيادية اليومية و هذا بدوره يتطلب 5-9 اضعاف من مقدار ما يحتاجه الفرد من الطاقة خلال نفس الفترة الزمنية عند وجودع على اليابسة .
ام من ناحية التاثيرات الداخلية فان المحيط المائي يرفع من عملية التمثيل الغذائي بسبب صرف الطاقة العالي نتيجة لاستخدام مجاميع عضلية كبيرة و لمختلف اجزاء الجسم حيث يدفع الاداء العضلي الشعيرات الدموية الدقيقة لزيادة سرعة التبادل الغذائي و تزويد العضلات بالطاقة اللازمة للعمل و التخلص في نفس الوقت من الفضلات و يمكن تفصيل ذلك كالاتي :
التاثيرات في عملية التبادل الغذائي :
ان عملية التمثيل الغذائي توفر السعرات الحرارية للعضلات للسباح و حيث ان الغذاء يحتوي على عناصر الرئيسية (الكاربوهيدرات , البروتينات , الدهون )فضلا عن الاملاح و الفيتامينات و حيث ان رياضة السباحة تتطلب كميات مختفلة من هذه العناصر ( تختلف من شخص الى اخر و حسب متطلبات الاداء ) .
و من خلال الدراسات المختلفة فان سباحي المستوى العالي ( الابطال ) يحتاجون الى 6000 سعرة حرارية يوميا , و هي كمية كبيرة اذا ما قورنت ببقية الفعاليات لذلك فان تدريب السباحة يتطلب غذاءا متوازنا وفق احتياجات الجسم للطاقة اثناء الاداء .
التاثيرات في جهازي القلب و الدوران :
من خلال ممارسة السباحة فان الاداء يتطلب طاقة عالية و توفير كميات من الاوكسجين المنقول عن طريق كريات الدم الحمراء التي تتضاعف نتيجة لزيادة الطلب من قبل العضلات و بقية اجزاء الجسم على الطاقة و هذه الزيادة في الدم تؤدي الى زيادة في حجم القلب و كذلك زيادة في حجم الدفع القلبي –باستمرار الاداء للفعالية – لذلك نجد كبر حجم القلب و زيادة حجم الدم المدفوع في الضربة الواحدة و هذا يتطلب زيادة في حجم الاوعية الدموية التي يزداد قطرها عن الوضع الاعتيادي و ايضا زيادة قابلية الشعيرات الدموية لزيادة قابلية التبادل مع العضلات العاملة بصورة خاصة و بقية اجزاء الجسم بصورة عامة .
و هذا بدوره يؤدي الى انخفاض الضغط العالي للدم و الى ارتفاع بسيط في الضغط الواطئ و هو يبعد بذلك مرض القلب و الضغط المرتفع عن الانسان .
التاثيرات في جهاز التنفس :
ان الزيادة في عملية التمثيل الغذائي تتطلب توفر الاوكسجين و هذا بدوره يحدث تغيرا و تكيفا خاصا لدى السباحين من خلال زيادة قابلية التبادل الغازي للحويصلات الرئوية التي تزداد قدرتها على التبادل لسد النقص في كمية الاوكسجين المطلوب وهذا بدوره يؤدي الى زيادة السعة الرئوية لدى السباحين من خلال زيادة عدد مرات التنفس في الدقيقة الواحدة و كذلك زيادة حجم الشهيق في المرة الواحدة , اما من ناحية قابلية الحويصلات فانها تزداد ايضا كرد فعل عن التكيف الحاصل مع هذه التغيرات الفسلجية .
التاثيرات في جهاز الحركي :
من خلال ما يبذله السباح اثناء اداء فعالية السباحة فان التطورات التي تحدث على العضلات كثيرة منها :
1- زيادة في القوة العضلية عند الاداء اذا ما قورنت بالعضلة قبل الاداء .
2- زيادة في حجم العضلات كنتيجة لمتطلبات الاداء .
3- زيادة في مطاطية العضلة .
4- التخلص من الشحوم و الدهون الموجودة في العضلات و المتراكمة قبل بدء التمارين للسباحة.
5- الزيادة في قابلية المفاصل على الحركة و ابعاد الصابة عنها .
6- زيادة قابلية الترابط بين المفاصل و العضلات .
7- زيادة كمية الطاقة الواصلة الى العضلات من خلال زيادة حجم الشعيرات الدموية و زيادة تفرعاتهاداخل العضلة الواحدة .
التاثيرات في الجهاز العصبي :
قد تكون هي اقل من بقية اجهزة الجسم الاخرى الا انها الاهم بسبب ما يمثله من اهمية عالية في جسم الانسان حيث يتطلب التكيف بين الحوافز و الايعازات الصادرة من الدماغ و كذلك الورادة الى الدماغ و زيادة في سرعة تحليل و الادراك لوضع الجسم و ما يتطلبه الموقف من اداء حيث ان الجهاز العصبي يتكيف مع الوضع الجديد و كل ما يجري من تكيفات في اجهزة الجسم المختلفة نتيجة للتكيف الذي يحصل في الجهاز العصبي .
المحاضرة الرابعة :
ثانيا : من الجانب العلاجي :
من حيث الفعل فان الماء يعتبر مدلك طبيعي لجسم الانسان و كذلك فانه يحفز النهايات العصبية في اجزاء الجسم المختلفة و اي هوضا ينشط الدورة الدموية و بذلك يعمل في الجانب الترويحي على ازالة التعب من جسم الانسان .
ان ممارسة السباحة ترفع من قدرة الانسان لبناء خلايا الدم الحمراء و البيضاء و بذلك فهي ترفع من مقاومة الجسم للامراض المختلفة و نتيجة للعمل العضلي الكبير فاننا نلاحظ تطور في مرونة في المفاصل و الرشاقة في اداء حركات السباحة .
من خلال وضع الجسم الذي يكون صورة موازية للسطح الماء و هذه الحالة تعني ان العمود الفقري لا يتحمل وزن الجسم مما تعطيه راحة كبيرة و تسهل من مارسة الرياضة ( السباحة ) و هي فقرة لا تتوفر في اي رياضة اخرى ، وحيث ان هذا الامتداد و يساعد على تقوية العضلات و يعطيه راحة كبيرة و يزيل عنه الثقل الذي يتحمله يوميا ما دام على اليابسة .
و هو ما وضع السباحة في المقام الاول في علاج اصابات الظهر و التقويم حيث نتيجة لوضعية الجسم ليصبح العمود الفقري حرا لا يتحمل وزن الجسم و تحديد الحركات اثناء السباحة قام المختصين و الاطباء اسلوبا يساعد الشخص المصاب لازالة اي تقوس او اصابة و المساعدة على اعادة العمود الفقري الى شكله الطبيعي .
و قد استخدم الكثير من المختصين البيئة المائية من خلال ممارسة السباحة لعلاج اصابات المفاصل و العضلات و كذلك تحفيز الاعصاب في المناطق المصابة لغرض علاج تلك الاصابات باعتبار الماء مدلك طبيعي و من خلال الضغط الذي يسلطه الماء على جميع انحاء الجسم و بصورة متساوية و ايضا حركة جزيئة الماء بصورة مستمرة مما يدفع الجهاز العصبي للنشاط و التفاعل بالصورة الايجابية مع البيئة الجديدة .
ثالثا : من الناحية النفسية و الاجتماعية :
نتيجة للضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها الانسان في محيطه اليومي و الاعباء الكبيرة الروتينية فان علماء النفس والاجتماع ينصحون باستمرار باللجوء الى ممارسة السباحة لكونها تزيل الاعباء الكبيرة و كذلك تبعده عن الضغط اليومي الذي يتعرض له فالسباحة تسهم في علاج حالات نفسية كثيرة ليستعيد الراحة المطلوبة و العودة الى الحياة الطبيعية من خلال ممارسة السباحة و تدفعه الى تكوين علاقات اجتماعية مع المحيط الجديد و هذا بدوره يدفع الى زيادة الانتاج .
و هذا ما اتبعته الكثير من الشركات ذات المعامل الكبيرة حيث عمدت الى بناء مسابح كبيرة لدفع العاملين و المهندسين للترويح و السباحة حيث اظهرت النتائج زيادة في الانتاج و قلة في مشاكل العمل اليومية .
رابعا : من الناحية الاقتصادية :
تعتبر السباحة من اكثر الموارد التي تدر عن استغلالها بصورة صحيحة , حيث ان توفير المسابح و المسطحات المائية من اكثر الاعمال الاقتصادية نجاحا و تبنى المشاريع لغرض الاستفادة المادية الكبيرة التي تجنى من هذه الاماكن .
في دراسات كثيرة وجدت ان شواطئ البحيرات و البحار تعتبر عاملا اقتصاديا تبنى عليه اقتصاديات دول كثيرة , فمثلا مدنية ميامي في الولايات المتحدة الامريكية تعتبر الساجل الممتد على طول هذه الولاية المصدر الاول للدخل اليومي للولاية حيث تعتمد على الواردات التي تجنى عن طريقه و التي تعتبر ذات مردود لا يمكن حصره . لذلك اصبح بناء المنتجعات و المسطحات المائية من مصادر الكثير من الدول .
المصادر :
1-فيصل رشيد العياش : رياضة السباحة , الموصل , دار الكتب , سنة 1989.
2-حسن السيد جعفر , مقداد السيد جعفر : السباحة الاولمبية الحديثة , بغداد , مكتب الزاكي للطباعة , سنة 2006 .
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : أهمية السباحة