أسس ومتطلبات تدريب سباق 800م
أسس ومتطلبات تدريب سباق 800م
نبذة تاريخية :
حسب تصنيف الاتحاد الدولي لألعاب القوى ، تعد فعالية ركض 800 متر ضمن فعاليات الاركاض المتوسطة ، وتمارس من قبل الرجال والنساء ، وأدخلت لأول مرة ضمن فعاليات الدورات الأولمبية للرجال في دورة أثينا عام 1896 والتي فاز بها البطل الأسترالي ( ادوين فلاك ) بزمن ( 2.11 ) دقيقة وحصل الهنغاري ( ناندورداني ) على الوسام الفضي بزمن ( 2.11.8 ) دقيقة.
أما بالنسبة للنساء فقد أدخلت هذه الفعالية في دورة امستردام عام 1928 ولكن لم تنجح المحاولة وألغيت من الدورات حتى أدخلت في دورة روما عام 1960 .
وعند مقارنة زمن هذه الفعالية في الدورة الأولى وما تحقق في الدورات الأخيرة من زمن ( 1.41.01 ) دقيقه نلاحظ أن هناك تطور كبير قد تحقق وهذا يعود لأسباب عديدة منها استخدام الوسائل العلمية في التدريب من تقنين الأحمال التدريبية من حجم وشدة وراحة واستخدام الطرائق التدريبية الملائمة للمتطلبات البدنية الخاصة بهذه الفعالية فضلا عن الاعتماد على المتغيرات الفسيولوجية كمؤثر في استخدام الأحمال التدريبية وتقنين فترات الراحة وخصوصا مؤشري معدل ضربات القلب وتركيز اللاكتيك في الدم ،مع العمل على تطوير أنظمة طاقة معينة .
علاقة ركض 800 متر بالقدرات البدنية :
يعد اختيار القدرات البدنية المناسبة لتطوير هذه الفعالية من الضروريات المهمة جدا ،إذ أن هذه المسافة تقع ما بين الاركاض السريعة والاركاض الطويلة نسبيا لذلك يجب أن يكون هناك اختيار مناسب لهذه القدرات واستخدامها في المراحل التدريبية .
علاقة ركض 800 متر بالتحمل
يعد التحمل قدرة بدنية من الضروري جدا تطويرها بنوعيها العام والخاص .فالتحمل العام من الضروري تطويره في مرحلة الإعداد العام لأنه يعمل على تحسين كفاءة عمل الجهازين الدوري والتنفسي والقلب وذلك بزيادة حجم القلب الحصول على تجاويف واسعة مما يؤدي إلى اقتصاد في عمل القلب بقلة في معدل ضرباته مقابل زيادة حجم الضربة القلبية وزيادة في حجم الدم المدفوع إلى العضلات لتغذيتها كما يعمل على زيادة كمية الهيموغلوبين وزيادة في الشعيرات الدموية في الأنسجة العضلية مما يؤدي إلى تغذيتها بالدم على نحو واسع فضلا عن تطوير عمل الجهاز التنفسي وخصوصا الرئتين باستيعاب اكبر كمية من الأوكسجين وتزويد العضلات به ،كما يعد العامل الأساسي في مقاومة التعب وذلك بالتخلص من حامض اللاكتيك المتركز في العضلات والمسبب للتعب أما بتحويله إلى ثاني أكسيد الكاربون وماء وطرحه خارج الجسم أو بنشره في العضلات الغير عامله وللقلب والكبد مرة أخرى.
ويذكر ( دايفيد ساندرلاتد ) مدرب منتخب بريطانيا أن التحمل يعطي الرياضي أساسا قويا يستمر لسنوات طويلة ويساعد على تنفيذ كافة متطلبات التدريب وتشارك أنواع عديدة من المطاولة وهي :
أولا : المطاولة القصيرة الأمد : والتي تستمر من 8-2 دقيقة ويكون تطويرها عن طريق :
ثانيا : المطاولة متوسطة الأمد : والتي تستمر من 30-8 دقيقة ويكون تطويرها عن طريق :
ثالثا : المطاولة الطويلة الأمد : 30 دقيقة فما فوق ويكون تطويرها عن طريق :
ثانيا : علاقة ركض 800 متر بتحمل السرعة الخاصة
نظرا لأداء هذه الفعالية بشدة عالية وشبه عالية يكون لزاما على الرياضي أن يحافظ على سرعته طوال مسافة هذه المسابقة،لذلك يكون التدريب على تطوير القدرات البدنية بهذا الاتجاه،وتعد قدرة تحمل السرعة الخاصة لهذه الفعالية من القدرات البدنية الحركية الضرورية والمهمة جدا لأنها تتكون من التحمل والسرعة معا ويكون تطويرها في مرحلة الإعداد الخاص .
أن تطوير هذه القدرة تجعل الرياضي محافظا على سرعته بشدة قصوى وشبه قصوى طوال مده استغراق المسابقة مقاوما التعب نتيجة شدة الأداء وتراكم كميات عالية من حامض اللاكتيك في العضلات وتركيزه في الدم لاحقا نتيجة نقص الأوكسجين لذلك فهي تعني ” مقاومة أجهزة جسم الرياضي العضوية للتعب تحت حالات الشدة القصوى ” لذا عند التدريب يكون هناك اختيار مسافات خاصة بركض 800 متر لتطوير هذه القدرة . ويذكر عنها ( ماتفيف ) بأنها ” قابلية مقاومة التعب في العمل العضلي الذي يتطلب سرعة عالية مثل الركض القصير وركض المسافات المتوسطة ” . لذا فهي تعمل على تهيئة اللاعب على بذل جهد بدني بشدة عالية لأطول مده زمنية ممكنة بنفس الكفاءة تحت ظروف نقص عال للأوكسجين .” كما أكد على ضرورة هذه القدرة لفعالية ركض 800 متر وتطويرها في مرحلة الإعداد الخاص كل من ( Ballesteros .M .J ) و(Alvares .J ) ” .
ويؤكد ( دايفيد ساندرلاند ) على أن هذه القدرة الحركية ” تعد مفتاح الأمان لركض 800 متر فيما إذا استخدمت بشكل منتظم والمسافات التي تعطي من 200 –1000 متر والشدة تكون عالية والراحة قصيرة وتزداد عند التقرب إلى مرحلة المنافسات ”
أما ( جيم بالستروز ) المدرب العالمي فيذكر بان ” تحمل السرعة يعمل على تهيئه الرياضي للجهد الشديد أي يزيد من قابلية الرياضي لتحمل نقص الأوكسجين والشدة تكون من 90-100 % وبتكرارات قليلة اكثر من مسافة السباق ”
لذلك هذه القدرة الحركية مهمة جدا لتطوير فعالية ركض 800 متر والتي يؤدي تنميتها زيادة في كفاءة الرياضيين وقدرتهم على تحمل جهد بدني عال خلال أداء مسابقة 800 متر مقاومين التعب الحاصل نتيجة زيادة تركيز حامض اللاكتيك الناتج من نقص الأوكسجين .
علاقة ركض 800 متر بأنظمة الطاقة
أن فعالية ركض 800 متر تعد من المسافات المتوسطة وتقع ضمن منطقة الشدة الأقل من القصوى عند تقنين الإحمال التدريبية لها . لذا فان أنظمة الطاقة تشترك كلها في أداء هذه الفعالية ولكن بنسب متفاوتة .كما تباينت المصادر الفسيولوجية في ذكر نسبة الطاقة اللااوكسجينية إلى الاوكسجينية فبعضها يذكر بان النسبة هي 95 %- 5%على التوالي ، ومصدر آخر يذكر أن النسبة 85%-15%على التوالي.
من ذلك يتضح بان المصادر كلها ترجح تفوق النظام اللااوكسجيني على الأوكسجين ،وبالرغم من ذلك فإن هذا التباين يعود إلى زمن أداء هذه الفعالية ،إذ كلما ازداد الزمن اصبح قريبا إلى النظام الأوكسجين ،كما يرتبط ذلك بفئة اللاعبين سواء كانوا مبتدئين أو ناشئين أو متقدمين ،وكذلك حسب الجنس سواء كانوا ذكورا أو إناثا.
وبما أن هذه الفعالية تستغرق ركض دورتين حول الملعب والبالغ 400 متر وليس بالإمكان قطعها بالسرعة القصوى لذا يكون هناك توازن في استخدام الطاقة للمحافظة على تكملتها بكفاءة عالية .في بداية الركض يكون نظام الفوسفاجين هو السائد ولمسافة 100 متر ثم يبدأ بخفض السرعة لتكون اقل من القصوى ولمسافة حوالي 700 متر يتكون نظام الطاقة الغالب هو نظام حامض اللاكتيك ويشترك معه النظام الاوكسجيني لاحقا بنسبة اقل مع زيادة في السرعة في الـ 100 متر الأخيرة من السباق إذ أن تكملة السباق بالسرعة العالية يؤدي إلى نقص في الأوكسجين مما يؤدي إلى العمل بعدم وجود الأوكسجين وبالتالي يؤدي إلى تراكم عال لحامض اللاكتيك في العضلات والدم ويسرع في ظهور علامات التعب لذا يكون تدريب هذه الفعالية على تعويد العضلات على العمل بالشدة القصوى والأقل من القصوى بالرغم من تراكم حامض اللاكتيك وتطوير نظامي الطاقة اللااوكسجين والاوكسجين .
متطلبات تطوير ركض 800 متر
تعد هذه الفعالية من الاركاض التي تحتاج إلى تطوير متطلبات بدنية خاصة واستخدام طرائق تدريبية مناسبة مع كل قدرة بدنية ومرحلة إعداد فضلا عن تطوير أنظمة طاقة تتناسب مع مسافتها وشدة أدائها العالية وقدرة على تحمل ارتفاع مستوى حامض اللاكتيك في العضلات والدم وزيادة الألم المصاحب له نتيجة التعب الذي يحدث . فإن الاهتمام بالناحية الفسلجية وربطها بالتدريب وكذلك المتغيرات البيوكيميائية التي تحدث في العضلات والدم له أهمية بالغة في تحسين المستويات الرياضية لكل أنواع الرياضات ومنها ركض 800 متر لذا ترى أن متطلبات ركض 800 متر هي :-
.1 التكنيك الجيد والتكتيك : حيث يعتمد ركض المسافات المتوسطة على توفير السرعة باقتصادية ويتطلب ذلك تحويل الطاقة المتوفرة إلى سرعة عالية عن طريق سعة الخطوة القصيرة وخفض في تردد الخطوة بحيث تعتمد طول الخطوة على القوة والتوافق العضلي العصبي فكلما كانت القوة والتوافق العضلي العصبي جيد كان طول الخطوة مناسب . أما الغرض من التكتيك هو الحصول على احسن موقع بالركض بالنسبة للمتسابقين ويعتمد ذلك على الإنجاز الواقعي للمتسابق والهدف في السباق كان يكون الهدف هو تحقيق الفوز أو تسجيل افضل رقم ، ولتسجيل افضل زمن تعتمد على قدرة وقابلية الرياضي على توزيع مصادر الطاقة لمسافة معينة.
.2 اختيار الطرائق التدريبية المناسبة مع كل مرحلة تدريبية وقدرة بدنية والطرائق التي تستخدم في تدريبها الطريقة المستمرة والفتري المنخفض الشدة والتدريب الدائري خلال مرحلة الإعداد العام لتطوير التحمل العام والقوة العامة والفتري المرتفع الشدة لتطوير السرعة . والفتري المرتفع الشدة والتكراري خلال الإعداد الخاص لتطوير السرعة وتحمل السرعة والفتري المنخفض الشدة لتطوير التحمل والدائري والمحطات لتطوير القوة المميزة بالسرعة وتحمل القوة . وفي مرحلة المنافسات التكراري والفتري المرتفع الشدة والاختبارات .
.3 استخدام الحمل التدريبي المناسب وتوزيع مكوناته من حجم وشدة وراحة مع كل مرحلة تدريبية وطريقة تدريبية وقدرة بدنية وذلك باستخدام الحجم الكثيف والراحة القليلة والشدة المنخفضة خلال مرحلة الإعداد العام وذلك لبناء أساس متين للأجهزة الوظيفية والعضوية لأجل التهيؤ للإعداد الخاص الذي يكون الحجم منخفضا والشدة عالية والراحة تكون مناسبة مع هدف التدريب .
.5 تطوير أنظمة الطاقة الخاصة بركض 800 متر إذ تدرج هذه الفعالية ضمن نظام الطاقة المختلط مع تغلب الطاقة اللاهوائية بنسبة اكثر من الهوائية إذ تتم الحاجة إلى النظام الفوسفوجيني في بداية السباق ولمسافة حوالي 100 متر إذ تكون البداية بسرعة قصوى ثم خفض الشدة لتكون شبة قصوى حتى نهاية السباق أو حتى لآخر 100 متر وهنا يكون نظام الطاقة اللاهوائي الكلايكوجيني وفي نهاية السباق الانطلاق بسرعة لتكملة السباق بأقل زمن أو الحصول على المركز الأول . لذلك يجب أن يكون هناك تطوير للقدرات اللاهوائية اللاكتيكية لان حامض اللاكتيك في هذه الركضة يزداد مستوى تراكمه بشكل عال والذي يؤدي إلى حدوث التعب.
.6 ربط التدريب بالمتغيرات والقدرات الفسيولوجية والبيوكيميائية مثل مؤشر معدل ضربات القلب الذي يعد مؤشرا مهما وسهلا لمعرفة شدة الحمل التدريبي وبأي اتجاه يكون لمعرفة نظام الطاقة المستخدم واستخدامه في تقنين الراحة ليكون التدريب اكثر ملاءمة وعلمية وكذلك مؤشر الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين لمعرفة شدة التدريب الذي يعد افضل المؤشرات سابقا في تقنين شدة حمل التدريب وحاليا اجمع اغلب علماء التدريب والفسيولوجيا على مؤشر حامض اللاكتيك المهم جدا في التعرف على شدة التدريب من المتغيرات البيوكيميائية التي تحدث في العضلات والدم ولصعوبة فحصة في العضلة يعتمد على تركيزه في الدم بعد انتقاله من العضلات .
إن الاعتماد على تلك المؤشرات في التدريب تجعل المدرب والرياضي في منطقة الأمان أثناء التدريب إذ يكون اكثر علمية لذلك نرى بان التدريبات التي تعتمد على تلك المؤشرات هي افضل واسلم وهذا ما يقوم به المدربين في العالم واستنادا للمصادر التي اطلعت عليها التي توفرت للباحثة وهذه التدريبات هي :
.1 تدريب السرعة : وتستخدم لتنمية ATP-PC والقوة العضلية وتؤدى بأقصى سرعة واستشفاء كامل ، وأدخلت عليها تقسيمات أخرى وهي :
.2 تدريب الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين : وفيها تكون المسافات بين 600-300 متر وبشدة من %90-80 إذ يذكر ( ماجلشو ) بان أداء تكرارات لمسافات متوسطة له اثر كبير في تنمية الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين كما يصل زمن المجهود إلى ضعف زمن الراحة 1-2 .
.5 التدريب بسرعة السباق : يؤدي التدريب بهذا النوع إلى حدوث تكيف مع السباق وإحداث بعض أشكال التوافق والتكيف مع عمليات تمثيل الطاقة للسباق وتحسين القدرة على الاستمرار في السرعة لفترة طويلة .
أنظمة الطاقة Energy System
إن تنوع حركات الجسم والأنشطة البدنية المختلفة يقابلها تنوع في نظم إنتاج الطاقة ، ويذكر كل من ( محمد احمد وبكر محمد ) أن اغلب علماء فسيولوجيا الجهد البدني ومنهم ( هولمان وهتنجر ) و ( كونسلمان ) و( سيسل وكولين ) و ( فوكس وماثيوس ) و ( علاوي وأبو العلا ) و ( بهاء الدين سلامة ) قد اتفقوا على إن هناك ثلاثة أنظمة للطاقة هي :
بينما في سباقات التحمل مثل 5000-3000-1500 متر جري صنفت على أنها هوائية لان الأكسدة التي تحدث في الخلايا طول مسافة السباق تكون أكسدة هوائية باستثناء فترات قليلة في بداية السباق ونهايته حيث يتدخل النظام اللاهوائي لثوان معدودة بينما أثناء مرحلة السباق يكون النظام الهوائي الذي يعتمد على الأوكسجين هو الوسيلة الرئيسة التي تعتمدها الخلايا العضلية في احتياجها للطاقة .
فبالإضافة إلى تقسيم الألعاب إلى أنظمة الطاقة المذكورة إلا إن المصادر الفسيولوجية تذكر بان هناك علماء وضعوا تقسيمات أخرى . فعلى سبيل المثال قام ( فوكس وزملائه ) بتقسيم الأنشطة الرياضية حسب زمن أدائها ومصدر الطاقة التي تستمد منها الوقود إلى أربعة فترات حيث شملت :
وأخيرا قام العالمان ( سكينر ومورغان Skinner & Morgan ) بالاعتماد على المعلومات والنتائج المتوفرة من احدث البحوث والدراسات عن حامض اللاكتيك واللاكتيت ودورهما أثناء المجهود البدني وعن المعلومات عن شدة الحمل البدني حيث قسما الأنشطة الرياضية إلى المراحل التالية :
من ذلك يتضح إن كافة المصادر قد اتفقت على إن هناك تباين بين الألعاب الرياضية حسب شدة وزمن أدائها ومصدر الطاقة التي تستمد منه وقودها للاستمرار بالمجهود البدني لتلك اللعبة و التقسيم الأخير للعالمان ( سكينر ومورغان Skinner & Morgan ) هو اقرب من بقية التقسيمات إلى التدريب الرياضي .
المراجع والمصادر المستخدمة :
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : أسس ومتطلبات تدريب سباق 800م