التحليل الحركي لخطوة الارتقاء بالوثب الطويل

قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة - كلية التربية- جامعة قطر

كيف يتمكن المدرب من تطوير الخصائص والقدرات المختارة لمرحلة الارتقاء ؟كيف يتم التعرف على مسببات عدم التطور ؟

تحتل مسابقة الوثب الطويل مكانة بارزة بين مسابقات الميدان، حيث تمارس فى كافة المراحل السنية وتمثل فى المسابقات المركبة، وقد تبدو أنها أسهلالسباقات الوثب والقفز، بينما نجدها من اصعب السباقات التى يمكن أن يتقدم فيها المتسابق رقميا بسبب المتطلبات الحركيه لحظة الارتقاء والوثب .

وتتلخص المتطلبات الحركية لسباقات الوثب والقفز عموما من الوجهة البيوميكانيكية فى الوصول الى معدلات عالية من السرع ( كمحصلة للسرعة عند بداية لحظة الطيران) والناتجة من سرعة الاقتراب والارتقاء ، ومحصله القوة الناتجة حركة اطراف الجسم والجذع خلال الاقتراب والارتقاء ، وبمسار حركي يتناسب ونوع الوثبه او القفزة .

يوضح باليستيروس والفاريز (2006) أن جميع مسابقات الوثب والقفز لها ثلاث متغيرات ميكانيكية أساسية وهى:

سرعة الارتقاء التى ترتبط بالسرعة الخطية للاقتراب (العجلة التزايدية).

زوايا الارتقاء التى ترتبط بالدفع العمودى والافقي (الارتقاء).

مسار مركز ثقل الجسم والمرتبط بالقوة المؤثرة الناتجة من الارتقاء كرد فعل .

وتعتبر مرحلة الارتقاء فى الوثب الطويل إحدى المراحل الفنية الأساسية و تشكل إحدى الصعوبات خلالها يتم تغيير مسار مركز ثقل الجسم منالاتجاه الافقي الىالاتجاه العمودي باتجاه الطيران والناتج من قوة فعل الارتقاء ورد الفعل .

وطالما أن العبء الرئيسى فى أداء الوثب الطويليقع على المجموعات العضلية العاملة على مفاصل الطرف السفلى والتى منها ينطلق المتسابق من الأرض لتحقيق مرحلة طيران ، فمن المنطلق أنه كلما زادت القدرة الانفجارية للرجلين كلما ساعد المتسابق على تحقيق أقصى ارتفاع عمودى للجسم عند الارتقاء استعداد للطيران بزوايا مناسبه .

اوصت عدد من الدراسات المدربين الى اهميه تنمية القدرة الانفجارية للاعب في كافة مسابقات الوثب والقفز ,والتى وجد بانها ترتبط ارتباطا وثيقا بعملية تنمية المهارات الحركية، وفى هذا الصدد يوضح طلحه حسام الدين (1994) أن اختيار وسيلة التدريب يتوقف على تشخيص وتوصيف الأداء المهارى توصيفا دقيقا يحدد دور القوة العضلية كمتغير بدنى أساسى فى هذا الاداء وأسلوب تدريب القوة الخاصة بالأداء ينطلق من الخصائص الكينماتيكية للأداء المهارى كقاعدة أساسية لاختيار وسيلة التدريب وبناء التمرينات المستخدمة سواء من حيث الشكل أو من حيث مقادير المقاومات وعدد مرات التكرار والى ذلك من المواصفات الفنية لبناء التدريب الخاص بالمسابقة . ويشير تيلز(2003) بأن معظم الإنجازات الرقمية العالمية فى مسابقات الوثب حققت نتائج عالية عن طريق الاقتراب والارتقاء الناجحين, لذا فإن معظم برامج التدريب فى مسابقات الوثب يجب أن تستغل فى تطوير المسار الحركى الصحيح لمرحلتى الاقتراب والارتقاء مقارنة بما يستغل فى مرحلة الطيران.ووجدت ايمان شاكر(2006) الى ان الفترات الزمنية ما بين الشد والارتخاء للعضلات خلال الارتقاء تلعب دورا مهما في تحديد قيم قوة الانطلاق واللازمة للتغلب على كافة القوى الخارجية والمقدرة بحوالي 8000 باون ,والتى تعد المؤثر الاساسي للطيران , و تضيف ان 75% من السرعة الافقيه المكتسبه من الاقتراب يفقدها الواثب اذا لم يتمكن من تحقيق التوافق المناسب بين الاقتراب والارتقاء , والتى اعتبرها قاسم حسن (2000) مفتاح الانجاز متفقا مع العالم هاي (1995) الذي اشار الى ان" مفتاح النجاح في الوثب الطويل هى مقدار الترابط ما بين الخطوات الاخيرة لسرعة الاقتراب مع لحظة هبوط القدم استعداد لمرحلة الارتقاء ويسال عن ما يجب ان يفعلة الواثب خلال الفترة الزمنية للارتقاء والتى لا تزيد عن 12. 0 ثانية لتحقيق الارتقاء والطيران المتوازنين " ؟ بينما احد العلماء الاسترالين وجد ان كل واثب يعد حاله فردية يجب معالجتها :Margy Galloway & Keith Connor (Sanders & Gibson edsمن احد الجامعات الاستراليه , وجد في احد ابحاثة :ان احد اهم مشاكل الارتقاء بالوثب الطويل تركزت في المتغيرات الميكانيكية لخطوات الاعداد للارتقاء , حيث وجد تناقصا في قيم السرعة الافقيه المكتسبه في الخطوة الاخيرة بخاصة ومن مسافة متر عن لوحة الارتقاء مما اثرت في قيم قوة الدفع والانجاز .واوصى اهميه تعديل برنامج كل واثب عن الاخر لانها حالات فردية اى دراسة كل حاله على حده, بسبب اختلاف القدرات الحركيه والمهارية

اماW. S. Selbieland G. E. CaldwelFمن جامعة مورلاند الامريكية ان الواثب يعمل من خلال خطوات الاقتراب من انتاج سرعة خطيه من خلال حركات المرجحات الدورانيه حول المحاور المختلفة للجسم من خلال حركة و الجذع باتجاه الهدف لتنتقل كميه الحركة من الاطراف الى مشط قدم الارتقاء ليتم الدفع والانطلاق والطيران الذي يتناسب وحجم الجسم فكلما ازادت الحركات حول محاور الجسم ازداد القوة المنقوله مما يؤدي الى زيادة قيم قوة الدفع , ويوصيان بان على المدرب ان يركزان على مبدائين اساسيين فى مسابقات العدو والوثب والرمى للحصول على القيم القصوية للقوة لكل مفصل والتى تساهم في تحقيق القوة القصوى وانتاج كميه الحركة المناسبة والسرعة وبذلك من خلال:

الاستخدام الفعال لكل مفصل من مفاصل الجسم خلال الحركة .

استخدام كل مفصل وفق التسلسل الحركي لنقل القوة من الاعلى الى الاسفل ( من الذراعين الى القدم بالوثب ) وبالعكس بمسابقات الرمى( من القدمين الى الذراعين ).

لذا كان على المدربين العمل خلال وحداته التدريبية على تنمية القدرة الانفجارية( القوة والسرعة في ان واحد ) للعضلات العاملة على مفاصل الطرف السفلى (الرجلين) لتحسين مسافة الوثب العمودى لتاثيرها في قيم قوة الدفع عند الارتقاء والافقية لتحقيق الانجاز المطلوب . حيث يلعب المدرب الدور المهم في النجاحات المهمة والانجازات الرقميه في كل مسابقة من مسابقات الميدان والمضمار وبخاصه المدرب ذي الخبرة المتميزة باتخاذ القرار المناسب في تعديل الاداء و المسار الحركي و بشكل دوري ومستمر مستخدما كافة التقنيات الفنية والبرامج التدريبيه العلميه التى تساهم في التعرف على نقاط الضعف والقوة واللازمة لتقويم الاداء وتطوير القدرات وامكانيات الحركيه لكل لاعب على حدة ليتم بناء التكنيك المناسب تدريجيا و لسنوات عديدة ليصل الى المستوى العالي وفقا لقدرات اللاعب . بينما المدرب القليل الخبرة غالبا يجد الصعوبه فى اتخاذ القرار باجراء التعديلات وغالبا ما يستخدم احد ابرز الابطال كنموذج لتعديل طريقة اداء لاعبيه والذي يتصف باداء فنى ذي خصائص وقدرات بدنيه مغايرة للبطل النموذج , مما يؤدى الى صعوبة في تطوير المستوى والانجاز وبالتالي تتناقص الثقة بين اللاعب والمدرب .