حامض اللاكتيك وتأثيره على مستوى الإنجاز عند لاعبي العاب القوى
حامض اللاكتيك وتأثيره على مستوى الإنجاز عند لاعبي العاب القوى
** متى وكيف يتجمع حامض اللاكتيك
السؤال الذي يطرح هو متى وكيف يتجمع حامض اللاكتيك في عضلات ودم العداء وما هي تأثيراته السلبية على العداء وكيفية التخلص منه ؟
من وجهة نظر علم التدريب الرياضي فإن حامض اللاكتيك يتجمع في عضلات ودم العداء عندما ينفذ العداء التدريب بالشدة القصوى أو أقل من القصوى أي من (85 – 100%) من الشدة القصوى للمسافة التدريبية وتكون مدة تنفيذ هذه المسافة أكثر من حوالي 10 ثواني وأقل من ثلاث دقائق . وهذا يعني أن كل تدريب بهذه المواصفـات يتجمع حامض اللاكتيك في عضلات ودم العداء ومثل هكذا تدريب يُسمى التدريب اللاأوكسجيني بنظام حامض اللاكتيك .. أي أن التدريب يتم تنفيذه بعدم كفاية الأوكسجين في أجهزة وأعضاء جسم العداء لإنتاج الطاقة .
أما من وجهة نظر علم فسيولوجيا التدريب الرياضي وكيمياء التدريب الرياضي فإن حامض اللاكتيك يتجمع في العضلات والدم أثناء المنافسات أو التدريبات التي تنفذ بالشدة القصوى أو الأقل من القصوى نتيجة لتحلل مصدر الطاقـة الكربوهيدراتيـة ( تحلل الجلوكـوز لا أوكسجينياً ) أي أن الجلوكوز في هذه التدريبات يتحلل داخل الألياف العضلية للعداء دون توفر كمية كافية من الأوكسجين ويتم هذا التحلل خلال ( 11 ) خطوة كيميائية وبمساعدة العديد من الأنزيمات اللاأوكسجينية وتتم هذه العمليات داخل الألياف العضلية وخلال أجزاء من الثانية وينتج في نهاية التحلل اللاأوكسجيني للجلوكوز طاقة تقدر 2 ATP جزيئتين من مُركب ثلاثي فوسفات الأدنوزين والذي يعتبر المصدر الأساسي والمباشر لإنتاج الطاقة لأي عمل عضلي يقوم به العداء ، كما ينتج من هذا التحلل حامض اللاكتيك في العضلات ثم ينتقل بعد ذلك إلى الدم كما في المعادلة التالية :
** التأثيرات السلبية لتجمع حامض اللاكتيك في العضلات والدم على مستوىالإنجاز
نتيجة لتراكم حامض اللاكتيك في عضلات ودم العداء وبتراكيز عالية فإن هناك تأثيرات سلبية تحدث لأجهزة وأعضاء جسم العداء يمكن تلخيصها بما يلي : -
أولاً : إن تراكم أو تجمع حامض اللاكتيك في الألياف العضلية يكون في مناطق الاتصال
العضلي العصبي مما يؤدي ذلك إلى إعاقة وصول الإشارات العصبية وعدم وصولها إلى داخل الألياف العضلية بشكل انسيابي وهذا يقلل من إمكانية التقلص والانبساط السريع للعضلات وبالتالي يهبط المستوى وتقل قدرة العداء على العدو السريع .
ثانياً : إن تراكم أو تجمع حامض اللاكتيك في عضلات العداء يؤدي إلى زيادة أو مضاعفة
الضغط التناضحي للخلايا العضلية فيسبب في انتفاخها فتضغط الخلايا المنتفخة على نهايات الأعصاب الحسية فتسبب ظهور الألم في العضلات وقد يستمر هذا الألم في العضلات لعدة أيام وخصوصاً عند اللاعبين الغير متدربين جيداً على نظام حامض اللاكتيك .
ثالثاً : إن تراكم أو تجمع حامض اللاكتيك في الدم يؤدي إلى زيادة حموضة الدم وهذا يعني حدوث تغيير في التوازن ألحامضي القلويPHالدم .. فعندما يكون الدم حمضيا بدرجة كبيرة أي أقل من ( 7 ) درجة فإن خصائص البروتينات في الدم سوف تتغير ، وبما أن الأنزيمات والهرمونات التي في الدم تحتوي على البروتينات .. لذا فإن خصائص الأنزيمات والهرمونات سوف تتغير أيضاً تبعاً لذلك وهذا يشكل خطورة على حياة العداء وخصوصاً العدائين الغير متدربين جيداً على مثل هكذا ظروف ( نقص الأوكسجين في الخلايا العضلية )
وعليه فإن العدائين المتدربين جيداً على تدريبات حامض اللاكتيك وبتراكيز عالية في العضلات والدم فإن فرصة تحقيق الإنجازات هي واردة ومستمرة طالما لدى العداء القدرة على تحمل نقص الأوكسجين ومايصاحبه من تغييرات كيميائية داخل أجهزة وأعضاء جسم العداء .إن الأرقـام العالمية التي تحققـت في مسابقـة 400 م بزمـن ( 18ر43 ثانية ) والذي سجـله / مايكل جونسون . وفي مسابقة 800 م بزمن ( 11ر41ر1 دقيقة ) والذي سجلـه / كبكتر . وما تحقـق في مسابقـة 1500 م بزمن ( 00ر26ر3 دقيقـة ) والذي سجله / هشام الكروج . لايمكن لها أن تتحقق إلا عن طريق استخدام تدريبات نظام حامض اللاكتيك وبأساليب تدريبية مختلفة منها تدريبات التحكم بالتنفس ( الهيبوكسيا ) وتدريبات المرتفعات وبحجوم تدريبية عالية حتى يمكن للأجهزة الوظيفية أن تتكيف على نقص الأوكسجين ومايصاحبه من تغيرات فسيولوجية وكيميائية في العضلات والدم ومنها تراكم حامض اللاكتيك وبتراكيز عالية في العضلات والدم ولمدة طويلة نسبيا ودون هبوط مستوى الأداء خلال العدو بالإضافة إلى استخدام التغذية الجيدة ( المكملات الغذائية ) ووسائل استعادة الاستشفاء المناسبة والتي تؤدي إلى المزيد من التكيفات الوظيفية للعدائين وتعمل على تحسين مستوى الإنجاز .
** تأثير حامض اللاكتيك على لاعبي المسافات القصيرة والوثب والرمي
أن الطاقـة المستخـدمة في هـذه المسابقـات هي (ATP-PC) أى تحلل ثلاثي فوسفات الأدنوزين وفوسفات الكرياتين لاأوكسجينياً ، وهذه المواد الفوسفاتية عندما تتحلل لا ينتج عنها حامض اللاكتيك .. بل ينتجعنها في النهايةطاقة ثم إعادة بناء الطاقة عن طريق فوسفات الكرياتينPC. ولكن كمية المخزون في العضلات من هذه الطاقةATP-PCقليل جداً ويمكن أن يعطينا طاقة للاستمرار بالعدو تصل إلى قمة عطائها في الثانية الثامنة من بدء العدو وبدون تراكم حامض اللاكتيك ، وكلما طالت مدة العدو بالسرعة القصوى عن ( 10 ثانية ) قلت مشاركة هذا النظام في إنتاج الطاقة ودخول نظام حامض اللاكتيك في المشاركة بإنتاج الطاقة وعلية فان حامض اللاكتيك لايتراكم بتراكيز عالية في العضلات والدم عند عدائـي المسافـات القصيرة ( 100 م ، 200 م ، 110 م. ح ، 100م. حواجز ) .. وعليه فإن السرعة القصوى للعداء وخاصة عند عدائي المستويات العليا تستمر حتى نهاية المسابقة نظراً لقصر الفترة الزمنية للمسابقة و لعدم تراكم حامض اللاكتيك بتراكيز عالية ولتحمل نقص الأوكسجين وما يصاحبه من حدوث ظاهرة (الدين الأوكسجيني ) نتيجة للتكيف الذي أحدثه الحجوم التدريبية العالية باستخدام هذا النظام وخاصة خلال فترة الإعداد الخاص والمنافسات وعلية فان لاعبي المسافات القصيرة لا يتأثرون بشكل كبير بتراكم حامض اللاكتيك في العضلات والدم كما هو عند لاعبي المسافات المتوسطةً.أما عند لاعبـي مسابقات الوثب (الوثب العالي ، القفز بالعصا، الوثب الطويل ، الوثب الثلاثي ) ولاعبي مسابقات الرمي ( دفع الكرة الحديدية ، رمي القرص ، إطاحة المطرقة ، رمي الرمح ) فأنة لايتراكم إلا بتراكيز بسيطة بسب قصر الفترة الزمنية لتنفيذ المحاولة .
** كيف يتم تصريف أو التخلص من حامض اللاكتيك
يتم التخلص من حامض اللاكتيك في الجسم وفقاً لما يلي : -
* الكمية الأكبر من حامض اللاكتيك يتم استهلاكها كمصدر للطاقة من قبل القلب والكبد والكلى.
* كمية من حامض اللاكتيك يتم تحويله إلى جلايكوجين في الكبد لوجود الأنزيمات الخاصة بتحويل حامض اللاكتيك إلى حامض البيروفك ثم إلى جلايكوجين .
* نسبة قليلة من حامض اللاكتيك تتحول إلى بروتين داخل الكبد في الفترات الأولى من استعادة الاستشفاء وقسم منه يخرج من البول كفضلات من الجهاز الإخراجي وقسم يخرج مع التعرق .
وقد أثبتت الدراسات أن فترة ( 90 ) دقيقة هي كافية للتخلص من ( 90 % ) من كمية الحامض المتجمع ويقل هذا الزمن إلى النصف عند تنفيذ تمارين الاسترخاء والهرولة الخفيفة بعد الجهد البدني ، كما أن إستخدام وسائل استعادة الاستشفاء ومنها المساج يقصر الفترة الزمنية للتخلص من حامض اللاكتيك .
** كيف تقاس كمية حامض اللاكتيك في الدم عند اللاعبين
استخدمت في السنوات الأخيرة أجهزة حديثة وبسيطة يمكن حملها باليد لقياس كمية حامض اللاكتيك في الدم وذلك عن طريق أخذ عينة قليلة من الدم من الأذن أو أصابع اليد بعد تنفيذ الجهد البدني بحوالي دقيقة وذلك لضمان انتقال الكمية الأكبر من حامض اللاكتيك من العضلات إلى الدم ووضع هذه العينة من الدم في الجهاز حيث يقيس الجهاز كمية حامض اللاكتيك بعد عدة ثواني ويمكننا أخذ عينات من الدم على فترات ، أي بعد (30 ثانية) وبعد ( 1 ) دقيقة وبعد( 2 ) دقيقة وبعد ( 3 ) دقيقة بعد تنفيذ الجهد البدني المطلوب لمعرفة حركة تصاعد وهبوط كمية اللاكتات بالدم بعد الجهد البدني ، وهذه القياسات ضرورية جداً في تحديد العتبة اللاكتيكيه للاعبي المسافات المتوسطة والطويلة والتي تمكننا من تقنين الحمل التدريبي بشكل علمي
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : حامض اللاكتيك وتأثيره على مستوى الإنجاز عند لاعبي العاب القوى