الرياضة المدرسية ودورها في انتقاء المواهب الشابة
الرياضة المدرسية ودورها في انتقاء المواهب الشابة
الباحث: نعمان عبد الغني-*
التنقيب عن الموهوبين، وصناعة البطل الرياضي ، مشروع الساعة في الرياضة الجزائرية. المشروع وصل متأخرا لكن مساحة التفاؤل بنتائجه آخذة في الاتساع.
البطل هو الفرد الذي يؤدي أداء ممتاز أمام الجمهور في أي نوع من النشاط ، و لكي تصبح بطلا رياضيا لابد من وجود القدرة الرياضية الممتازة العالية ففي كثير من الأحيان تكون في حد ذاتها كافية لجعل الفرد بطلا رياضيا ، و لكن أن تكون لدى البطل الرياضي مميزات أخرى بجانب المهارة الحركية قبل حصوله على درجة البطولة .أشار بعض الخبراء أن الموهبة هي الصفة الأولى الأساسية في البطل ثم تصقل لكي يكون نجما لامعا فالأبطال الرياضيين محبوبين و مشهورين لان الناس يحاولوا تقليدهم في كثير من الأحوال و هذه طبيعة حسنة، فالبطل الرياضي مقبول و لكن المجتمع من يشجعه لان الرياضة تمثل اغلب القيم الثقافية فنجد الطفل سرعان ما يتعلم أهمية الرياضة .
والبطل نموذج اجتماعي يستخدم من قبل المجتمع للمساعدة في حفظ النظام الاجتماعي و لذا يجب أن يكون سلوكه اجتماعي سويا و متماسكا و ثابتا و موجبا في كل الأوقات لا نه يحتذىبه من أفراد كثيرون في المجتمع.
إن الحياة صراع و البقاء للأصلح . وفقا لذلك فان الاشتراك في الرياضة يعد و يجهز الفرد للمنافسة الطبيعية في الحياة فالرياضة تساعد الفرد على اكتساب تنمية الجهد العضلي و الصبر و الثبات و المواظبة و الشجاعة لمواجهة المواقف المختلفة بجانب السمات المرغوبة للمجتمع و من مميزات الرياضة أنها تنمي و تصقل قادة الغد لان المشاركة الفعلية تعد الرجال بأدوارهم المستقبلية في الحياة......
الأزمة هي أننا نفتقر إلى ما يعرف في الغرب وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض دول أوروبا بصناعة النجم، وهو أحد الفنون المهمة للغاية في الغرب لصناعة نجوم السياسة والفن والرياضة من خلال التدريب والتأهيل لصناعة النجم الموهوب، والاحتفاء به، والحفاظ عليه، وتقنين تصرفاته وترشيد سلوكه، وتهذيب لغته وخطابه الإعلامي حتى الاعتناء بمظهره الخارجي.
في الغرب يدركون أن النجم هو مؤسسة متنقلة وليس فردا، مؤسسة حوله في كل مكان يذهب إليه، وفى كل مقام يتحدث فيه، وفيما يتحدث.. وكيف يخاطب الرأي العام.. وبأيلغة إعلامية؟، لأن كل حركة أو إشارة أو كلمة محسوبة عليه، فإما أن تضيف إلى رصيد نجوميته، أو تخصم منها بالسلب لدى الرأي العام.
عندما يكون الحديث عن مستقبل الرياضة وخاصة لعبة كرة القدم والتي تعتبر اللعبة الشعبية الأولى في العالم ، فإننا نتكلم عن كيفية صناعة اللاعب الرياضي وهل اللاعب عندنا يتدرج بشكل صحيح حتى يصل لمرحلة الاحتراف والتي بها يكون قد وصل لمرحلة النضج الرياضي . صناعة الرياضي تبدأ أولاً من المدارس وهذا الأمر لا يحدث في الجزائر للأسف . فالرياضة المدرسية لم ترتقي لمرحلة أنها تستطيع صناعة رياضيي المستقبل حتى البطولات المدرسية أصبحت معدومة في بعض المناطق، غير أن بعض المدارس تفتقر للساحات الرياضية المناسبة لكي يؤدي بها الطلاب أنشطتهم الرياضية. فحتى معلمي التربية الرياضية معظمهم لا يعي أهمية هذه المرحلة في التعامل مع الطالب نفسياً ولا يضع خطط واضحة للتقييم والتطوير والتي منها يستطيع رسم طريق واضح لتنمية قدرات الطلاب رياضياً وتهيئته وإعداده، وصقل مهاراته ليكون بطلاً رياضياً. لكي نفكر في مستقبل رياضي فلنبدأ من المدارس في تطوير أنشطتها ومنافساتها الرياضية ووضع برامج تطويرية لمعلمي التربية الرياضية وتعزيز الدور الإعلامي في نقل المنافسات المدرسية لكي نزرع حب الرياضة لدى النشء في المدارس ومنها نستطيع صناعة الرياضي بخطط علمية متطورة . وجميعنا نعرف أن الرياضة المدرسية لها فوائد اخرى في تأثيرها على القدرات العقلية للنشء وأنها تلهيهم عن بعض الممارسات السلوكية الخاطئة وهذا ما يجعل الرياضة عامل مساعد في تقويم النشء
*- رئيس لجنة الاعلام والاتصال بالمجلس الدولي للصحة والتربية البدنية والرياضة والتعبير الحركي والترويح –منطقة الشرق الاوسط
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الرياضة المدرسية ودورها في انتقاء المواهب الشابة