مناهج التربية الرياضية
مناهج التربية الرياضية
كان الإغريق يهتمون اهتماما بالغا بالتربية البدنية غير إنها أهملت نسبيا في العصور الوسطى ، حتى جاء روسو في القرن الثامن عشر واقترح منح الطفل حرية كبيرة في القفز والتسلق ولتسهيل حرية الحركة ، رأى روسو (1778-1712 ) أن يلبس الطفل ملابس بسيطة وواسعة ، وهو مخالف لما كان متبعا في ذلك الوقت ، إذ كان من المألوف أن يلبس الأطفال ملابس مشابهة لملابس الكبار ، وكان روسو يرى أن ارتداء الطفل للملابس البسيطة الواسعة يساعد على نمو جسمه نموا صحيحا قويا ، ويساعده على تحمل نوبات الحرارة والبرودة الزائدة .
وكان بزداو (1790-1723 ) من أوائل الذين حاولوا تطبيق آراء روسو في التربية الرياضية ، وذلك في مدرسته الشهيرة وتبعه في ذلك جوان جتس موتس (1839 - 1859) الذي ابتدع عدادا من التمرينات الرياضية عرفت منذ وقته بالألعاب الرياضية . وإذا كان غرض جتس موتس من التربية الرياضية العناية بأجسام الأطفال والشباب ، فقد كان غرض فدريك لودويج جان ( 1835-1778) منها تنمية الروح الوطنية ، فقد كان من الألمان الذين أحسوا بهزيمة بلاده في موقعة فيينا على يد نابليون ، ولذلك كان يهدف إلى خلق جيل قوي يستطيع في الوقت المناسب أن يتخلص من أعدائه وسحقهم ، ولتحقيق ذلك كان يدرب تلاميذه على بعض التمرينات والألعاب الرياضية ، كما كان برنامجه في التربية الوطنية يتضمن الأناشيد الوطنية وقصص الكفاح .
وقد ربط السويديون بين التربية الرياضية وبين علمي التشريح والفسيولوجيا ، وقد وضع لينج (1938-1976) عددا من التمرينات الرياضية تقوم أساسها على الدراسة العلمية لجسم الإنسان ، ولعل أهم ما يميز هذه التمرينات السويدية هو ملائمتها للضعاف والأقوياء من التلاميذ ، وكان لينج يفضل أن يمارس التلاميذ كمجموعة نوعا معينا منها .
وقد عبرت التمرينات الرياضية والسويدية شواطئ المحيط الأطلنطي وظهرت في مناهج المدارس الأمريكية بدءاً من القرن التاسع عشر ، وتضمنت مناهج التربية الرياضية دراسات عن التغذية والصحة البدنية والعقلية ، كما أصبح الإشراف الصحي على التلاميذ أمرا هاما .
إن مناهج التربية الرياضية تعد أحد الوسائل المهمة التي يمكن بواسطتها تحقيق ما يرجو النظام التعليمي في أي مرحلة من مراحله من أهداف تعليمية وتربوية لكونها تشتمل على الأنشطة الرياضية الداخلية والخارجية التي تهيؤها المدارس للمتعلمين .
وتعد التربية الرياضية بأنشطتها المختلفة إحدى المناهج الدراسية التي تمثل جانبا هاما في العملية التربوية ، ومن خلالها يمكن تحقيق النمو الكامل المتزن للمتعلم ، إذ أنها تهتم بجميع جوانب شخصية المتعلم فمن خلال ممارسة الأنشطة الرياضية يكتسب المتعلم كثيرا من المعارف والمهارات الحركية والصفات الاجتماعية مثل التعاون ، وتحمل المسؤولية ، وكذلك الصفات الانفعالية مثل ضبط النفس والتبادل الانفعالي إضافة إلى اكتساب المتعلم كثيرا من الخبرة والمعلومات الخاصة بالأنشطة الرياضية وفعالياتها وقوانينها ومستجداتها .
ولهذا وجب أن تشمل المناهج الرياضية على مواد تتفق وميول الفرد المختلفة وقدراته ، وتتناسب واحتياجات المجتمع ، وأن تقدم بطرق شيقة ووسائل يقصد بها إعداد النشيء للحياة وتحمل المسؤولية في المجتمع الذي يعيش فيه .
نظرا لأهمية المناهج للمعلم والعملية التعليمية فإن المنظرين لتطوير المناهج حريصون على أن يجعلوا العملية التربوية أكثر فاعلية وإيجابية ، وتكون نتائج هذه العملية التي تم التخطيط لها مميزة وتحقق غاياتها .
فالمنهج لا يصبح واقعيا إلا عندما ينفذ على أرض الواقع بصورة عملية فمهما كان المنهج منظما ومخططا تخطيطا سليما لا ينتج الأثر المطلوب إلا إذا فهم المنفذون الأسس والمبادئ التي تبنى عليها المناهج الحديثة .
أن مناهج التربية الرياضية الحديثة تدرس كل ناحية لتحديد قيمتها وأهميتها بالنسبة إلى غيرها من النواحي ، وتحاول الكشف عن أصلح الوسائل لنقلها وتقويمها على ضوء نتائج الماضي وخبراته مع مراعاة الاحتياجات الراهنة والتطور المنشود وضرورة اختيار نواحي وأسس فسيولوجية ونفسية واجتماعية . ولقد أثرت في البرامج الحديثة عدة اتجاهات ندرجها فيما يلي :-
1. الاهتمام بتدريس الألعاب الفرقية وألعاب الساحة والميدان في نهاية مرحلة الدراسة الابتدائية حتى تستمر في مرحلة الدراسة المتوسطة ، وفيما بعد ذلك يمكن أن تتجه برامج الثانوية إلى زيادة العناية بألوان النشاط الترويحي الذي يمتد إلى مرحلة البلوغ وما بعدها
2. اتخاذ المدارس مراكز اجتماعيه أو مراكز للخدمات العامة وخاصة في المجتمعات الصغيرة التي تعتبر المدرسة مركزا للإشعاع في البيئة فتتحمل هيئة التدريس مسؤولية القيادة في المراكز الاجتماعية المدرسية وتتحمل برامج التربية الرياضية بعض المسؤولية في تزويد هذه المجتمعات بألوان النشاط الرياضي الترويحي .
3. مسؤولية التكيف الاجتماعي والذاتي . مما لا شك فيه إن مدرسي التربية الرياضية يجب أن يتحملوا مسؤوليات أكبر من مجرد تحقيق النمو البدني للتلاميذ أذا أرادوا العمل في حقل التربية ، وإذا أرادوا إنجاح برامجهم في مجال التربية الرياضية .
4. كذلك أصبح من المتفق عليه أن مهارات التربية الرياضية تعتبر عنصرا أساسيا مساويا للأهداف التي ترمي إليها البرامج الأخرى حيث ثبت بطرق التجربة بأن سلوك الفرد يتعدل ويتكيف بشكل أفضل للحياة في المدرسة وخارجها بنمو المهارات الرياضية لديه .
5. تنمية القوة ..... والعناية بالجسم .
فمن الحقائق الثابتة أن نسبة كبيرة من الشباب يفتقر إلى القوة البدنية الكافية وخاصة في الذراعين والظهر وعلى ذلك برزت الحاجة إلى ضرورة جعل برنامج التربية الرياضية برنامجا شاملا يتضمن نواحي النشاط الذي يؤدي إلى تقوية الجسم بصورة عامة حتى يتحقق الهدف من التربية الشاملة .
* المصدر: الاستاذ الدكتور محمود داود الربيعي -كلية المستقبل الجامعة بابل -العراق
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : مناهج التربية الرياضية