المكتبة الرياضية الشاملة - http://www.sport.ta4a.us/
  • الرئيسية
  • البحث
  • اتصل بنا
  • التسجيل
    المكتبة الرياضية » العلوم الإنسانية » المناهج وطرق التدريس » التعليم الاخضر في العصر الرقمي‎

    التعليم الاخضر في العصر الرقمي‎

    11 يناير 2025, 15:37
    المناهج وطرق التدريس
    10
    0
    التعليم الاخضر في العصر الرقمي‎

    التعليم الاخضر في العصر الرقمي

     ‎

    المقدمة
    إن التطورات العلمية الحديثة التي بدأت تؤثر بشكل مباشر في التعليم ,دفعت جميع دول العالم للعمل على تطوير العملية التعليمية بما يتلاءم مع هذه التطورات ,اذ بدأ ت بتغيير مبادئ وأسس التعليم من  خلال الكشف عن اتجاهات حديثة تتصل بطبيعة الفرد ونموه, اضافة الى ايلائها مسؤولية مساعدة المعلمين والمتعلمين على متابعة التعلم والتعليم والاهتمام بتشجيعهم على الاقبال في عملهم وعلى امور حياتهم بأساليب اكثر ابداعا وتوجيه الجهود الى أهمية تتبع البيئة والابداع والقيادة وبناء الثقة واتخاذ القرارات لجعل العاملين في المؤسسات التربوية و التعليمية  فاعلين ويصبح دورهم هو  تطوير الأجواء  وتحقيق متطلبات التعليم الأخضر في العصر الرقمي وفق المعايير التعليمية السليمة.
    وبما أن  قطاع التعليم  يعد مجالا للاستثمار في الرأسمال البشري، و أداة لتلقين المعارف و المعلومات للمجتمع بكل فئاته بدون استثناء، فهو  يساهم في تكوين المواطن القادر على الحوار و الإقناع والاقتناع، و يفترض في هذا المواطن الوعي باللحظة التاريخية التي يجد فيها نفسه مرغما على فهم عقلاني للمنظومة العالمية و موقعه داخل هذه المنظومة ، كما أن هذا القطاع هو مرآة تعبر عن السياسة العامة للبلاد و تحدد للنظام مساره، و آماله و صيرورته.
    لهذا انتشرت وذاعت فكرة بأن لكل إنسان الحق في أن يتعلم ،  غير أنه أصبح من المسلم به الآن أن التعليم  ليس حقاً اساسياً من حقوق الانسان فحسب ، بل إنه كذلك عامل لا غنى عنه من أجل  بناء الانسان ومستقبل الاجيال , وما لتأثير ذلك على تحقيق حياة افضل للفرد عما هو عليه من خلال العمل للارتقاء بالجانب الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي و البيئي لما له من تأثير كبير جدا على حياة وصحة الفرد والمجتمع.
    ان قضية التغيرات المناخية تعد إحدى التحديات التي تواجه العالم الآن؛ لما لها من تأثيرات في شتى المناحي المختلفة، فبسبب التغيرات المناخية صرنا نواجه ظواهر لم نعتدها من قبل، ولذلك وجدت الدول أن هناك ضرورة ملحة لتوعية المواطنين بهذه الظواهر وكيفية التعامل معها، حتى نحد منها، بالإضافة إلى تعلم كيفية التعامل مع هذه الظواهر الجديدة. ومن هنا تأتي أهمية التعليم الأخضر في العصر الرقمي باعتباره أداة مهمة لتوعية أفراد المجتمع، وتعريفهم بتداعيات التغير المناخي وآليات التعامل مع الواقع الجديد بشكل صحيح, وأن نضع نصب أعين المسؤولين  التحديات التي تواجه المجتمع.
    وبناءً على ذلك، فرضت التغيرات المناخية مفهوماً جديداً في التعليم يُطلق عليه التعليم الأخضر أو بالأدق المدرسة الخضراء، وكلها مصطلحات تشير إلى تأكيد ربط مخرجات العملية التعليمية بشتى المراحل الدراسية المختلفة بمقومات التنمية المستدامة ومواكبة التطور التكنولوجي وتوظيف تقنياته في شتى مجالات العملية التعليمية؛ استناداً لمجموعة معايير ومؤشرات صديقة للبيئة.
    وقد نصت المادة 6 من اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ، والتي يطلق عليها برنامج عمل نيودلهي (2002 - 2012)، على أن التعليم والتدريب والوعي العام جزء لا يتجزأ من الاستجابة لمواجهة تغير المناخ.
    و أصبح التعليم الأخضر اتجاهاً متنامياً لدى العديد من الدول ، حيث صارت الاستدامة وحماية البيئة من الأولويات الوطنية، وتهدف إلى تعزيز الممارسات المستدامة وإعداد الطلاب لشغل وظائف في المجالات المتعلقة بالاستدامة.
    ان التعليم الأخضر يركز على متعة التعليم من حيث المكان والزمان، وجاذبية المحتوى، واستخدام استراتيجيات حديثة في التدريس محورها المتعلم، وممارسته أنشطة تعليمية هادفة شائقة ومحببة سواء داخل الصف الدراسي  أو خارجه في مناخ تعليمي تسوده البهجة والسرور ويتحرر فيه المتعلم من الرهبة والخوف، ويشعر فيه بمتعة النشاط وبهجة التعلم ولذة التحصيل ونشوة الاستبصار والفهم، وهذا يعني أن التعليم الأخضر يحتاج إلى مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن أن يطلق عليها اسم «استراتيجيات التعليم الممتع.
    أما التحول الرقمي فهو عملية تبنّي التقنيات الرقمية وتطبيقها على كافة العمليات التقليدية غير الرقمية التي تقوم بها المؤسسات التربوية والتعليمية، والخدمات التي تقدمها، وأنظمة التوثيق الخاصة بها، وذلك بهدف التماشي مع متطلبات العصر الحديث، وتلبية احتياجات المعلمين والمتعلمين المتعلقة بجميع متطلباتهم, حيث يُمكّن التحول الرقمي مختلف المؤسسات  التربوية  والتعليمية من تنويع أعمالها، ليتيح لها التطور بوتيرة أسرع وعلى مستوى أكبر مقارنة بالتطور الذي قد تحققه هذه في حال اختارت الإبقاء على أنظمة التوثيق وعملياتها الإدارية التقليدية غير الرقمية. 
    فلم يعد المتعلمين والمعلمين يرغبون في تلقي الخدمات بالطرق التقليدية، وخاصةً بعد معرفتهم مقدار السهولة واليسر الذي يتمتعون به في العالم الرقمي، فهم الآن ينظرون للخدمات الرقمية كخيارهم الأول والذي على المؤسسات التربوية والتعليمية توفيره لهم. و لزاماً على هذه المؤسسات تبني استراتيجيات التحول الرقمي, وتغيير طرق تقديمها للخدمات وتحويل نماذج الأعمال الخاص بها لتتبنى التكنولوجيا الرقمية، وذلك لتمكين المعلمين والمتعلمين من الاستفادة من خدماتهم في أي وقت وزمان وتقديم تجربة مرضية لهم,  حيث أنه يرفع من مستوى العمليات الداخلية، ويحسن من سير العمل.
    و بات العالم يدرك أن الكوادر التعليمية هي أساس التنمية ، وإن  النظر إلى التعليم الأخضر في العصر الرقمي  على أنه بوابة للتنمية الشاملة، وإن أساس الرهان على نجاح التنمية في أي دولة أساسه نوعية النظام التعليمي ومستوى كفاءة كوادره المهنية، لأن التعليم يبني رأس المال البشري الذي يعد الأداة الأهم في التنمية الاقتصادية التي تنهض وتلحق بمسيرة التقدم المستدام في الدولة، وهذا ما يجعل التعليم الأخضر  في  العصر الرقمي بمقام عالٍ يشكل أولوية متقدمة في البناء الاستراتيجي للخطط التنموية للبلد.
    وقد هدف الكتاب  الحالي إلى تقديم رؤية مقترحة لسياسات وبرامج التعليم الأخضر في العصر الرقمي على وفق  بعض النماذج العربية والعالمية ،وذلك  لضرورة إطلاق برامج وطنية للتحول نحو التعليم الأخضر في العصر الرقمي وفق خطة زمنية محددة ، والتنسيق بين كافة المؤسسات  والهيئات التعليمية والتربوية المعنية ، بالإضافة إلى دعمها لهذه التجربة ، وتقديم رؤية مقترحة لسياسات وبرامج التعليم الأخضر في العصر الرقمي وفقا لعدد من المحاور كالإصلاح التشريعي والسياسي الذي يمهد للتحول نحوه ، ونشر ثقافته وإنشاء منظمة وطنية  تدعم التحول نحوه ، وتنفيذ برامج وطنية لتعميم تجربة التعليم الأخضر في المدارس والجامعات.
    وانطلاقا من هذا المبدأ تم وضع مفردات كتاب التعليم الأخضر في العصر الرقمي وفق المقاييس الموضوعية بشكل علمي ودقيق ,واستعمال وسائل واساليب حديثة تمكن العاملين في المؤسسات  التربوية والتعليمية  من تفهم اوضاع جديدة تتلاءم مع ظروف ومتطلبات عملهم. وتمكنهم من  تحقيق اهداف اقتصادية وبيئية واجتماعية بشكل متوازن ومتكامل على جميع المستويات في اطار منظور من العدالة بين الاجيال الحالية والمستقبلية , و تحليل الواقع الحالي وصياغة السياسات وخطط العمل وتنفيذها ومتابعتها بصورة منتظمة , و التركيز على ادارة التقدم باتجاه تحقيق متطلبات  التعليم  الأخضر في العصر الرقمي.
    ومن الله التوفيق

    ا. د. محمود داود الربيعي/ كلية المستقبل الجامعة/ قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة – العراق


    المكتبة الرياضية الشاملة على تيلجرام telegram

    برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : التعليم الاخضر في العصر الرقمي‎

    التعليقات
    الحد الأدنى لطول التعليق هو 255 حرفا. التعليقات خاضعة للإشراف
    رسالة الموقع
    نعتذر عزيزي مجموعة الـ الزوار غير مسموح لها باستخادم خاصية التعليقات .
    فضلاً قم بالتسجيل لتتمكن من التعليق على المواضيع

    المقالات التي قد تهمك أيضا: