محاضرات تاريخ التربية البدنية

الألعاب الأولمبية قديما

1-مهرجان اولمبيا

منذ أكثر من عشرة قرون قبل الميلاد بدأت الروح القومية تجمع الإغريق و قد اذكت عدت عوامل الشعوب بضرورة الوحدة و منها الأعياد الدينية و الرياضية ففي مطلع كل صيف كان الإغريق يخرجون إلى العراء و يتجمعون بالقرب من معابدهم و مقدساتهم و يقيمون شعائرهم الدينية و ينشدون الأناشيد تعظيما لألهتهم، و بمرور الأيام أضافوا لتلك التمثيليات مسابقات رياضية و التي كانت تنتهي بتغلب ملك شاب على ملك عجوز شرير و يرمزون بذلك بتغلب الربيع على الشتاء، ثم تطورت تلك التمثيليات إلى مسابقات رياضية ذات قواعد و تعليمات و أصبح هدفها تمجيد المواهب البشرية في كل ميادين التفوق ثم تركزت تلك الأعياد الدينية و الرياضية حتى أصبحت أربعة تقام في عدة مناطق من بلاد الإغريق، و مع ذلك كان اهتمام الإغريق يتميز بالأعياد التي تقام تمجيدا للإله زيوس في اولمبيا مما جعلها أعيادا قومية يشارك فيها جميع الشعب الإغريقي، و تذكر المصادر إن أول دورة اولمبية أقيمت في عام 776ق.م، و أصبح هذا العام بداية التقويم الاولمبي الذي أرخ به الإغريق.أقامها لأول مرة بيسستراتس حاكم أثينا المتوفى في عام 527 ق. م. في مدينة أولمبيا (و إليها تنتسب الألعاب) في اليونان القديمة.

لم تكن في اولمبيا في بادئ الأمر أبنية دائمية أو ملاعب أو مدرجات بل شيدت تلك المباني تدريجيا و كانت اولمبيا مدينة يحل بها كل عام من مختلف المدن و المقاطعات الإغريقية الكثير من أبناء تلك البلاد و كانت التقاليد الإغريقية تحرم على الأجانب الاشتراك في الألعاب الاولمبية في حين كان الإغريقيون يحرصون على إقامة المهرجان الاولمبي في الأيام القمرية من شهري أب و أيلول و دوريا كل أربع سنوات، و يبدأ عادة في اليوم العاشر أو الحادي عشر إلى اليوم الخامس أو السادس عشر و شملت الأيام الخمسة على احتفالات تقديم القرابين و إقامة المسابقات الرياضية و الولائم احتفالا بالنصر و الختام.

2-  البرنامج الخاص بالألعاب الاولمبية

اليوم الأول

 تقام في اليوم الأول الطقوس الدينية و تقديم القرابين و عرض مواكب المتسابقين.

اليوم الثاني

 تقام مسابقات الصبيان و تشمل الركض و المصارعة و الملاكمة و سباق الخيل و الألعاب الخماسية و التي تشمل بدورها (القفز العريض و الركض و قذف القرص و رمي الرمح و المصارعة).

اليوم الثالث

تقام مسابقات الرجال في القفز و المصارعة و الركض للمسافات القصيرة و الطويلة حوالي ثلاثة أميال و بالملابس العسكرية.

اليوم الرابع

تجري مسابقات اللعبة الخماسية للرجال إضافة إلى سباق العربات و سباق الخيل.

اليوم الخامس

يخصص لعرض مواكب الفائزين و تقديم الضحايا و القرابين و كان الفائزون يضعون على رؤوسهم أكاليل من أغصان الغار و الزيتون، و يحق للمتسابق الاشتراك بأكثر من مسابقة، و كان البرنامج قابل للتغير حسب ظروف و أحداث المهرجان.

3- شروط الاشتراك بالمسابقة فتتضمن الأتي:-

1.   تستوجب على المشارك بالألعاب تسجيل اسمه في وقت معين قبل السباق.

2.   يمضي المشارك في التدريب 30 يوما قبل بداية المهرجان و تحت إشراف المدربين و المسئولين.

3.   يمضي المدربين ما يقارب 10 أشهر في الإعداد و التدريب للمشاركة في الدورة.

4.   ظلت المرأة اليونانية في شبه عزلة عن المجتمع الرياضي، على الرغم من ما بلغته الألعاب الاولمبية من مكانة لدى الإغريق، إذ لم يسمح لها المشاركة أو المشاهدة و ذلك لاعتقادهم بان الزوجة الكاملة هي التي تنصرف لتدبير منزلها و الإشراف على تربية أطفالها.

5.   بقيت الألعاب الاولمبية مقتصرة على الرجال لفترة طويلة حتى تقرر إقامة مسابقات اولمبية خاصة بالنساء في عيد (هيرا).

استمرت إقامة الألعاب الاولمبية حتى في وقت الحرب و لكن مستوى الألعاب هبط مع مرور الوقت و أصبح هدف المشاركة فيها النواحي المادية، ثم زاد الهبوط سقوط الإغريق تحت سيطرة الرومان إذ فقدت الألعاب هويتها الإغريقية و خاصة بعد اشتراك المحترفين فيها و شكلت الألعاب مشكلة للرومان بعد اعتناقهم للمسيحية بسبب ما كان يصاحبها من طقوس و شعائر لا تقرها الديانة المسيحية لذلك أبطلت و ألغيت الألعاب الاولمبية من قبل الإمبراطور كريستيان ثيودوسيوس في عام 394م.

4- مهرجان هيرا:

حرم على النساء المشاركة في الألعاب إلى إن حصلت حادثة إذ رافقت أم بطل ابنها إلى السباق و بعد فوزه قامت بالصراخ و بحسب القوانين وجب قتلها إلا إنها نجت لكونها كانت اماً لبطل و ابنة لبطل سابق و بعد هذه الحادثة تقرر إقامة الدورات الخاصة بالنساء و أطلق عليها هيرا نسبة إلى زوجة الوزير التي سعت إلى إقامة دورات خاصة بالنساء و بالفعل أقيمت و أجريت في شهر أيلول بعد مسابقات الرجال الاولمبية، و كانت مقتصرة على العذارى بسباق المشي و الركض لمسافات قصيرة.

5- البالسترا :

هي التسمية التي أطلقت على العديد من الأماكن التي يمارس فيها الإغريق المصارعة و التمارين البدنية و منها بالسترا الأبطال و البالسترا الخاصة بالفتيان و التي تطبق فيها برامج نظرية و عملية و كان النشاط البدني احد تلك البرامج فضلا عن برامج الموسيقى و الحساب و الآداب و الغناء و أخرى خاصة بالشباب يتدربون فيها على الملاكمة و المصارعة.

6- الجمنازيوم:

هو المدرسة أو المعهد الرياضي عند الإغريق و التي يمارس فيها الرياضيون التدريب البدني و هم عراة و تتوفر فيه كل الإمكانات و الأدوات و الأجهزة الرياضية الخاصة بالألعاب الرياضية المعروفة لديهم، و ظهر في القرن السادس قبل الميلاد حين استقرت الدويلات الإغريقية و قلت حروبها فيما بينها، و لم تقتصر واجباته على النواحي الرياضية بل كانت تستخدم فيما هو أكثر أهمية و اعتقادهم هذا جاء من إدراكهم لدور التربية  البدنية في تنمية النواحي الاجتماعية و الخلقية و الصحية لذا ارتبط بالتعليم من جهة و بالطب من جهة أخرى.