انتقال اثر التعلم
انتقال اثر التعلم
حظي موضوع انتقال اثر التعلم باهتمام كبير من العلماء والمختصين في مجالات علم النفس والتعلم الحركي, ويظهر انتقال اثر التعلم عندما يتعلم اللاعب حركة ما ,فان السلوك الحركي الذي ينتج من خلال هذا التعلم يترك أثرا يمكن أن يستثمر في أحداث تعلم حركة أو عدة حركات جديدة أو حديثة بشرط أن تكون هذه الحركات مشابهة أو قريبة من الحركة السابقة المتعلمة0 ويعد انتقال اثر التعلم جزءا مهما وفعالا في العملية التعليمية إذ يمثل جانبا في اقتصاديات التعلم وذلك من خلال مدى الاستفادة من التعلم السابق في التعلم الجديد
وهناك مفاهيم وأراء عديدة لانتقال اثر التعلم فيراه بعض المختصين ابتكارا جديدا لمواجهة مواقف تعليمية مستقبلا ويرى آخرون أن تعلم مهارات سابقة سيؤثر في تعلم مهارات جديدة سلباأو إيجابا0 ومن هنا قام بعضهم بتدريب جزء من أعضاء الجسم لتطوير جزء أخر غير مدرب أو التدريب على مهارة معينة باليد اليمنى والاستفادة منها لتدريب اليد اليسرى على المهارة نفسها خاصة في حالة تطابق مسارها الحركي أو جزء منه
ويعد انتقال التعلم من الاشتراطات المهمة لعملية التعلم التي تتضمن فضلا ًعنه على التغذية الراجعة والممارسة والدافعية والسرعة والدقة(
" عندما يتعلم الفرد مهارة حركية فأن التغييرات ألتي تحدث في سلوك التعلم يمكن الاستفادة منها في تعلم مهارة أخرى وفي ظروف ومواقع مختلفة ، وعلى هذا ألأساس فأن التعلم السابق سينتقل إلى التعلم الجديد ويطلق عليه انتقال التعلم
أن التعلم الذي يُكتسب في المدرسة لا يكون قاصراً على المواقف و المواد المدرسية وحدها بل أن كل تعلم يحدث يكون أمامه هدف نقل أو تعميم أو تطبيق ما تم تعلمه في المدرسة في الحياة العملية ، وهذا يوضح الافتراض العلمي القائل:-
" بان ما يتعلمه الفرد داخل الصف يمكن نقله إلى الحياة الواقعية في مجالاتها كافة ، فهدف التعلم هو الإعداد للمستقبل0
لقد قام الكثير من الباحثين والعلماء المختصين في مجال التعلم الحركي ، وعلم النفس بالتركيز على مجال انتقال أثر التعلم وذلك لما له من أثر ايجابي في الكثير من المجالات الرياضية والعلاجية والصحية ، إذ أشار ( Hull ) إلى أن الخبرة السابقة توجد تنظيماُ هرمياً للاستجابة تحدد تبعاً لقوة التعزيز وهذا التنظيم الهرمي هو الذي يحدد ترتيب ظهور الاستجابة . أما (Thorndik ) فقد افترض نظرية العناصر المتطابقة ، إذ اعتقد إن النقل يأخذ موقعه عندما تكون العناصر الموجودة بين المواقف المتعلمة متطابقة0
وقد تم تعريف انتقال أثر التعلم بأشكال متعددة منها : " أنه تعلم سابق لمهارة معينة في تعلم مهارة جديدة تكون مشابهة للمهارة السابقة. , كما عرفه ( احمد 1989 ) بأنه " تأثيرات لدرجة معينة من تعلم موضوع معين في تعلم نشاط أخر.
أما في علم النفس, فقد عرفه ( احمد 1970 ) على أنه " اكتساب معلومات عديدة أو عادات أو مهارات معينة تؤثر في اكتساب عادات أو مهارات أخرى.
انماط انتقال اثر التعلم :
لقد تمت دراسة انتقال التعلم من جوانب متعددة مختلفة وهي :
1- الانتقال من مهارة إلى مهارة أخرى فقد دلت البحوث على وجود علاقة ايجابية منخفضة بين بعض أنواع المهارات .
2. الانتقال من الممارسة إلىالأداء فالنقل يكون ايجابياً عندما تكون ظروف الممارسة متشابهة مع ظروف اللعبة .
3 . الانتقال من القدرات إلى المهارة أي إمكانية انتقال القدرات الإدراكية، والحركية، والبراعة البدنية ، إلى المهارات الرياضية المتخصصة مثل (الأعمال اليدوية، والسرعة) لاتنتقل ككل إلىأداء مهارة متخصصة بل تسهم بشكل أو بآخر في الأداء .
4. الانتقال من احد أطراف الجسم إلى الطرف ألآخر أي ألأثر الذي تحدثه ممارسة طرف معين على جانب معين على طرف آخر في الجانب ألآخر المقابل من الجسم .
5 . انتقال المفاهيم إلى المبادئ بمعنى انتقال مبادئ التعلم الحركي,أو المفاهيم الحركية إلىأداء المهارة البدنية وذلك من خلال تعود المتعلم على المصطلحات المستخدمة واطلاعه على أمثلة للمبدأ أو المفهوم والتسلسل المنطقي لتقديم تلك المبادئ والمفاهيم .
6. الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى ويراعى في هذا الانتقال تنمية المهارة الحركية أثناء مراحل النمو المختلفة بدءاً من مرحلة ما قبل المدرسة إلى الطفولة المبكرة ثم المتأخرة، والمراهقة، والشباب فهناك تسلسل أنمائي وانتقال ايجابي بين ما يتعلمه الطفل مبكراً وما يؤديه فيما بعد .
انواع انتقال اثر التعلم
من خلال اطلاع على العديد من المصادر الخاصة بالتعلم الحركي فقد رأى بأن نقل أثر التعلم قد يسهل عملية التعلم من جهة وقد يعرقلها من جهة أخرى أو أن لا يكون له أي تأثيرفي التعلم أي حيادي من جهة ثالثة. وبذلك يمكن أن يقسم انتقال التعلم ووفق ما جاء في الكثير من المصادر على انتقالٍ سلبي أو إيجابي أو محايد (صفري).
فالانتقال الايجابي هو " أثر الخبرات السابقة في سرعة تعلم المهارات الجديدةأو سهولة إتقانها ."
أما الانتقال السلبي فهو "أثر الخبرات السابقة في إعاقة تعلم المهارات الجديدة أو عدمانتقالها."
أما الانتقال المحايد ( الصفري ), فهو " عدم تأثير الخبرات السابقة سلباً أو إيجابا على تعلم المهارات الجديدة مثل تعلم السباحة وقيادة السيارة ."
الانتقال حسب اتجاه التعلم
يقسم الانتقال حسب اتجاه التعلم الى نوعين هما :
أ_ الانتقال الأفقي او العرضي او الجانبي
أن هذا الانتقال للتعلم يحدث اذا استخدم المتعلم مهارة ما كان قد تعلمها سابقا في تعلم موقف جديد له مستوى التعلم السابق نفسه ويحتاج المتطلبات نفسها من حيث المقدرة او الأداء اي كما هو الحال في تعلم رمي القرص , ومن ثم تعلم قذف الثقل بطريقة الدوران , وان قوة وفعالية واتساع الانتقال الأفقي لأثر التعلم تقاس بعدد وتنوع المواقف الجديدة التي يستطيع المتعلم استخدام وتوظيف ما تعلم فيها بطريقة صحيحة.
ب _ الانتقال الرأسي او العمودي ( الطولي )
ويحدث هذا الانتقال اذا يسراوسهل تعلم مهارة سهلة مهارة اصعب منها , مثل الانتقال لأثر التعلم على الاداء الذي يحصل في بعض التمارين التحضيرية لدفع الثقل , كدفع كرة طبية 2 كغم ثم تعليم دفع الثقل 5 كغم , او استخدام لعبة كرة الطائرة المصغرة لتعليم لعبة كرة الطائرة على الملعب الحقيقي , او استخدام رمي الكرة الناعمة SOFT BALL لتسهيل تعلم رمي الرمح اذ يشير جانييه الى ان الانتقال الرأسي يكون فقط عندما تكون المهارة المتعلمة السابقة ( الادنى ) جزء من المهارة او التعلم الجديد (الأعلى ).
ان التعلم الطولي يحدث عندما يتم تعلم شيء ما لينتقل أثر تعلمه الى مستوى أعلى سواء كان ذلك في الموضوع نفسه او في موضوع اخر كما يؤكد على انه في الانتقال الطولي يكون التعليم وتعميمه اكثر فائدة ولفترة اطول خلال عملية التعلم فأنت تتحرك للأعلى جزئيا اكثر منه للخارج افقيا ,وانتقال اثر التعلم المعكوس الذي يتجه بعكس الاتجاه الطولي من خلال تعليم المهارة والاشكال الحركية من المهمة الصعبة الى المهمة السهلة.
2-1-2-4العـوامل المؤثرة في انتقال التعلم :-
للاستفادة من انتقال أثر التعلم والتحكم في عملية التعلم هناك عدة عوامل يجب مراعاتها وهي:
- عوامل متعلقة بطبيعة موضوع التعلم .
- عوامل متعلقة بطريقة التعلم ومدى تثبيت عملية التعلم .
- عوامل متعلقة بطبيعة وظروف المتعلم .
أولا ً :- العوامل المتعلقة بموضوع التعلم :
حيث يتوقف انتقال التعلم من موضوع إلى آخر على أساس العناصر المتشابهة بين الموضوعين وقد يكون هذا التشابه من خلال :-
- التشابه في المكونات .
ب- التشابه في الاستجابة .
ج- التشابه في المثير.
ثانياً :- العوامل التي تتعلق بطريقة التعلم :- وهي
- المدة الزمنية الفاصلة بين التدريب السابق والحالي، فكلما زاد الفارق الزمني كلما قلت احتمالية عملية النقل .
ب- فاعلية طريقة التعلم في تحفيز الفرد باتجاه تحقيق الأهداف .
ج- درجة إتقان تعلم الموضوع السابق ، فكلما زاد الإتقان في التعلم السابق زادت إمكانية نقله.
د- تنوع الموضوعات المراد حدوث الانتقال إليها ، فكلما زاد عدد الأعمال التي يتحول إليها الفرد عن عمله الأصلي قل اثر الانتقال الايجابي .
هـ- التدريب المقرون باستخدام أحسن طرائق التعلم .
ثالثا ً:- العوامل المتعلقة بالمتعلم :
- مستوى الذكاء ( تتناسب طردياً مع عملية الانتقال ) .
ب- فهم المبادئ والقوانين والقدرة على التعميم .
ج- درجة الدافعية للتعلم .
د- القابليات الفردية .
شرائط تساعد على انتقال اثر التعلم :
ومن أهم هذه الشرائط ما يأتي :
1- صياغة أهداف التعلم صياغة واضحة وصحيحة مما يساعد المتعلم على إدراك الموقف وفهمه ونقل ما تعلمه من مواقف سابقة إلى الموقف الجديد .
2- تنويع طرائق التعلم لأن الانتقال لا يحدث آلياً وإنما يحتاج إلى توجيه أو تخطيط .
3- الوصول إلى مرحلة الإتقان في التعلم والذي يؤدي إلى سهولة الانتقال إلى تعلم جديد واستخدام قدرات متقنة سابقاً في استجابات للمواقف الجديدة .
ومن خلال اطلاع الباحث على عدة آراء للمختصين حول تحديد شرائط نقل التعلم فأنه يرى بأنها تشمل :
1- المكونات والمحتويات والعناصر المتشابهة .
2- طريقة التعلم .
3- التعميم .
4- الخبرة والإتقان .
5- عامل الوقت .
6- القابليات والفروق الفردية .
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : انتقال اثر التعلم