المكتبة الرياضية الشاملة - http://www.sport.ta4a.us/
  • الرئيسية
  • البحث
  • اتصل بنا
  • التسجيل

    التنمر الرياضى

    16 سبتمبر 2024, 09:23
    علم النفس الرياضى
    78
    0
    التنمر الرياضى

    التنمر الرياضي

    الأستاذ الدكتور/ محمود داود الربيعى

     

        من المعروف ان الرياضة هي من أهم وسائل ثقافة احترام الآخر، وبث الاخلاق والاحترام بين المتنافسين، ومد جسور المحبة، وتم استخدامها كثيرا في السياسة للتقارب بين الشعوب المتصارعة، وتم إحلال السلام بين العديد من الدول بسبب التقارب الرياضي، فهي تفتح مجالات عديدة من التسامح والمحبة. ولكننا في الفترة الأخيرة شاهدنا بأن الرياضة تحولت الى وسيلة من وسائل التعصب الشديد لتصل الى حد التنمر باللاعبين، أو بين المشجعين بعضهم البعض، بل وقع العديد من المسؤولين في هذا الخطأ رغم انهم قدوة للشباب والمشجعين، فأصبحنا نجد اتهامات ليس لها أي سند قانوني، ووجدنا خوضا في الحياة الشخصية والأعراض وهو الأمر غير المقبول بالمرة، ويؤجج الفتنة ويثير الأزمات ويفتح المجال امام من يتربصون بالدولة للدخول على الخط، وإثارة الجماهير الرياضية، التي يجب أن تتحلى بالقيم الرياضية والروح العالية، وتقبل المكسب والخسارة بكل أنواعها. العالم يشهد العديد من حالات الانفلات في التشجيع الرياضي، ويكون الرد بالعقوبات على الأندية التي يتصرف منتسبوها لمثل تلك الافعال، ولكننا يجب أن يكون هناك وقفة مهمة لمواجهة تلك الحالة الاستثنائية التي تمر بها الرياضة ، مما يشكل خطرا كبيرا على العلاقة بين المواطنين.

    ان الدول تسعى بكل قدراتها لمنع التعصب بين الجماهير، وعلى الجانب الآخر يجب أن يكون هناك وعى لدى المواطن لمنع حالات التعصب والتنمر التي يتعرض لها بعض المسؤولين والاتهامات التي تصدر دون أي دليل، وعلى الإعلام دور كبير لتوعية الشباب بمخاطر التعصب والتنمر باللاعبين، بجانب الاسرة والمدارس والجامعات، لنبذ التعصب والتنمر .

    مفهوم التنمر:

     يُعرّف التنمر بأنّه أحد أشكال الإساءة والإيذاء المتعمّد لفردٍ ما أو لمجموعةٍ من الأشخاص من قِبل أشخاص سيئين يملكون السلطة أو يُمارسون قوتهم على من يشعرون بأنّهم غير قادرين على مواجهتهم، ويكون التنمر على شكل إساءة لفظية، أو جسدية، أو نفسية، أو عاطفية.
    ويتمثّل التنمر عموماً في شكلين كالآتي:[ Sherri Gordon (2019-10-20)]
    1-      التنمر المباشر: أيّ وجهاً لوجه ويشمل أفعالاً جسدية؛ كالضرب والركل، أو أفعال لفظية تتمثّل بإلقاء الشتائم والإهانات.
    2-      التنمر غير المباشر: يحدث بطريقة بحيث لا ينتبه إليه الآخرون لكنه يُسبّب الأذى، ويتمثّل في نشر الإشاعات، أو الأكاذيب، وغير ذلك.

    أسباب التنمر

     يظهر سلوك التنمر عند الشخص نتيجة الإهمال في تربية الطفل منذ الصغر، ونموّه ضمن بيئة خالية من حوافز النمو الصحي، حيث تجعل منه شخصاً يفتقر لمهارات التواصل الاجتماعي مع الغير، وتبني لديه نوعاً من الشعور بجنون العظمة، والبحث عن السلطة، وإثبات الذات عن طريق الإجبار، وعدم الاهتمام بمشاعر الغير أو فهمها، وغالباً ما يرى الشخص المتنمر نفسه بطريقةٍ إيجابية.

    أنواع التنمر

    هناك عدّة أنواع للتنمّر أهمّها ما يأتي:

    • التنمر الجسدي: يُعدّ أكثر أنواع التنمر وضوحاً حيث يُبنى على ممارسة الشخص المتنمّر أفعالاً جسديةً مؤذيةً لإشباع حاجاته الذاتية من القوة والتحكّم، وعادةً ما يُمارس الشخص هذا النوع من التنمر على أشخاصٍ أضعف أو أصغر منه، ويتمثّل ذلك في الضرب الشديد، والركل، والصفع، واللكم، والدفع بقوة، وترك الآثار على الجسد، وغيرها من الأفعال المؤذية. - التنمر اللفظي: يُمارس التنمر اللفظي من خلال التلفّظ بالشتائم والكلمات المُهينة للطرف الآخر، وذلك بهدف التقليل من شأنه، وتحقيره، وإيذائه، وعادةً ما يُمارس التنمّر على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وأثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة أنّ التنمّر اللفظي له عواقب وخيمة، لما ما يتركه لدى الطفل من ندوبٍ عاطفية عميقة لها أثر على المدى البعيد. 
    • التنمر العدواني العاطفي: يُعتبر من أنواع التنمر الماكر المبني على الخبث، ويتمثّل بنشر الأكاذيب والإشاعات الباطلة للسيطرة على الشخص والتقليل من قيمته الاجتماعية، ويكون ذلك بهدف حصول المتنمر على مكانة اجتماعية أفضل من مكانة الشخص الذي تنمر عليه.
    • التنمر الإلكتروني: أدّت التطورات التكنولوجيا المعاصرة إلى انتقال التنمر أيضاً للوسط الإلكتروني، وذلك من خلال المضايقات الإلكترونية التي تعتمد على تلقّي التهديدات من أشخاص مجهولي الهوية لتنفيذ مطلب ما، أو تلقي رسائل تحتوي على شتائم مؤذية نفسياً، ويُعتبر التنمر الإلكتروني من الأنواع الصعب مواجتها وتفاديها لعدم معرفة هوية الشخص المتنمر.

    الحقوق التي ينتهكها الشخص المتنمر

     يتجاوز المتنمر وينتهك عدّة حقوق للشخص الآخر نتيجة ممارسته لسلوكياته المؤذية بشتّى أنواعها، وأهم الحقوق المنتهكة ما يأتي:
    [Nahla Mansour Al-Ali,Khulood K. Shattnawi (2018-3-21]

    1. الحق في العيش في بيئة آمنة تخلو من جميع أنواع العنف.
    2. الحق في الحصول على مكان عمل هادئ خالٍ من الإزعاجات.
    3. الحق في ممارسة الجانب الترفيهي واللعب في بيئة آمنة.
    4. الحق في التعليم. الحق في الخصوصية.
    5. الحق في مشاركة الرأي.
    6. تأثير التنمر على الفرد


     تتعدّد الآثار التي يتركها التنمر على الفرد، ومنها ما يأتي:

    • الشعور بالإحباط، والعجز، والضعف.
    • فقدان الثقة. الصدمة. الغضب المستمر.
    • الأرق، والصداع، والقلق المستمر.
    • فقدان الشهية وآلام في المعدة.
    • التوتر الأسري.
    • عدم القدرة على التركيز وانخفاض إنتاجية الفرد.


    كيفية مواجهة التنمر

    يجب اتخاذ الإجراء الأنسب في حال التعرّض للتنمر للتغلّب عليه، وذلك من خلال ما يأتي:
    1-      الدعم النفسي: لا بدّ من إيجاد ملجأ يُزوّد الفرد بالدعم النفسي، وخاصةً من قِبل الأهل والأصدقاء، حيث يُساهم ذلك في منح الفرد المساعدة لتخفيف أثر التنمر الواقع عليه، ومنحه القوة اللازمة لمواجهته.
    2-      تفهم الشخص المتنمر: يُساهم فهم شخصية الشخص المتنمر في تحديد الأسباب التي دفعته إلى ممارسة هذا السلوك، وتحديد ما إذا كان مجبراً أو يُعاني من مشكلة ما، حيث يُساعد ذلك على تقليل من الأثر الحاصل للطرف الآخر.
    3-      تقبّل المشاعر: يُواجه الشخص خليطاً من المشاعر المتقلّبة نتيجة تعرّضه للتنمر، والتي تتضمّن مشاعر الحقد، والغضب، والاكتئاب، والقلق، والحزن، وغيرها، لذلك من المهم جداً عدم اتّخاذ أيّ قرار سلبي، ومحاولة تفهم هذه المشاعر وأسبابها، أو مشاركة هذه المشاعر السلبية مع أشخاص ثقة، بحيث يتمكّن من التخلص من تلك المشاعر.
    4-      إدارة القدرات العقلية: المحاولة في التغلّب على آثار التنمر العقلية والتقليل من التوتر من خلال تجنّب عزل الذات عن الآخرين، وممارسة بعض الممارسات التي تُساهم في ذلك؛ كاليوجا، أو تمارين التأمل، أو الاستمتاع بممارسة الهوايات المفضلة. التطوع: يعتبر العمل التطوعي ومساعدة الأشخاص الآخرين الذين يتعرّضون للتنمر من الوسائل التي تزيد الثقة بالذات وُتقلّل من آثار التنمر الواقعة على الفرد.

    طرق العلاج لظواهر العنف والشغب في الملاعب الرياضية:
    1-      العمل على ضرورة إرشاد وتوجيه الفِرق والجماهير، بالكف والتقليل من إثارة أعمال العنف والشغب داخل الملاعب الرياضية؛ وذلك لأن الرياضة أداة ووسيلة لنشر التفاهم والمحبة والتعاون والانسجام والسلام والوئام بين الأفراد الرياضيين، وليست وسيلة لنشر الكراهية والعنف والعدوان والغدر والإحباط، حيث يجب أن تتولى تنفيذ هذه المهمة وسائل الإعلام الجماهيرية والمدارس والأسر والنوادي الرياضية والمراكز الثقافية الرياضية والمنظمات المهنية والجمعيات الاجتماعية.
    2-      ضرورة التخفيف أو إزالة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية الثقافية بين الأفراد الرياضيين والجماعات الرياضية، مع العمل على ضرورة محاربة التحيز والتعصب العرقي والطائفي والقومي والإقليمي؛ حتى لا تكون هذه الظواهر الاجتماعية والنفسية والحضارية سبباً لإثارة أعمال العنف والشغب وسط الملاعب الرياضية، أما بالنسبة إلى مهمة تخفيف أو إزالة الفوارق الاجتماعية مع محاربة التحيز والتعصب الأثني والعرقي والطائفي، حيث تتولّاها عِدَّة جهات مسؤولة في الدولة ومؤسساتها وأجهزتها ووسائل الإعلام والمجالس التشريعية والنيابية والشعبية والمحاكم ودوائر البحث والاصلاح الاجتماعي.

    3-      فرض العقوبات القسرية على الفرق الرياضية غير الملتزمة بقوانين وضوابط اللعب النظيف، حيث قد تأخذ العقوبات الرياضية عِدَّة طرق أهمها فرض الخسارة على الفرق غير الملتزمة بضوابط اللعب النظيف السليم، ووضعها في القائمة السوداء وحرمانها من اللعب لفترة زمنية معينة والقيام بفرض الغرامات عليها.
    4-      العمل على ربط اللعب النظيف الصحيح واحترام اللاعبين والجماهير مهما كانت فرقهم الرياضية بالقيم الأخلاقية والدينية العليا، وربطها بالقيم الوطنية والسلوك المستقيم.
    5-      العمل على ربط اللعب غير الصحيح وعدم احترام اللاعبين بالكفر والحقد والانتقام والتدني والسلوك الاخلاقي والسقوط الاخلاقي والسلوكي.
    6-      العمل على إعادة تنشئة الفرق الغير منضبطة سلوكياً وأخلاقياً، حيث أن إعادة تنشئتها تكفل سلامة سلوكها الرياضي، وتكفل استقامة علاقتها بالفرق الأخرى، حيث أن هذا الأمر يجنبها الوقوع في مشكلة الشغب الرياضي، أما بالنسبة إلى مهمة إعادة تنشئة الفرق؛ حيث يتم توكيلها إلى الأندية الرياضية، الجمعيات الترويحية، المنظمات الجماهيرية، المنظمات الشبابية ووسائل الإعلام.
    7-      ضرورة العمل على زيادة الاختلاط والتفاعل والاتصال والتواصل بين الفِرق الوطنية والفِرق الأجنبية؛ وذلك لتطبيع العلاقات بين أعضاء الفرق والعمل على قضاء التحيز والتعصب التي تحمله الفرق الوطنية ضد الفرق الأجنبية، مع الإيعاز إلى وسائل الإعلام المختلفة بعدم انتقاد عادات وتقاليد وطبائع الشعوب والدول؛ وذلك حتى لا يكون الناس متحيزين ضد الشعوب والأمم الثانية. حيث أن هذا يولّد التفاهم والانسجام والوئام بين الفئات والجماعات والشعوب مهما كانت أجناسها وأصولها وأديانها وعاداتها وتقاليدها، كما أن التقارب والاتصال الرياضي بين الشعوب والمجتمعات المختلفة هو مهمة المؤسسات التربوية والتعليمية والدينية والسياسية والأسرية.
    8-      ضرورة حث وسائل الإعلام بالكف عن نشأة عواطف وأحاسيس الفرق التي تلعب ضد بعضها البعض والجماهير المؤيدة للفرق، مع العمل على انتهاج وسائل تجلب الراحة والطمأنينة والسعادة والفرح والمرح للكل من اللاعبين والمتفرجين، حيث أن ذلك تكون وسائل الإعلام قد أدت دورها الإيجابي، وقد شاركت في منع انتشار السلوك العدواني في أنشطة الرياضية المختلفة، وتحويله من سلوك سلبي إلى سلوك إيجابي هادف.

    9-       على الأفراد المسؤولين عن الحركة والأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها سواء كانت أنشطة فردية، مثل (التنس الأرضي، السكواش، ركوب الخيل، قذف الجلة، رمي الرمح، السباحة)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة سلة أو كرة قدم أو كرة طائرة أو كرة يد)، بضرورة إرشاد الفرق الرياضية والجماهير بالامتناع والتوقف عن تشجيع الفرق والجماهير التي تدخل في مجال العنف والشغب داخل الملاعب الرياضية.
    حيث أن إثارة أعمال العنف والشغب والعدوان أثناء لعب المباريات والسباقات الرياضية أو بعد لعبها، هي ممارسة بعيدة عن الأخلاق الرياضية الرفيعة والقيم الفاضلة والعادات الحميدة، كما أن ممارسة أعمال العنف والشغب والعدوان في الملاعب الرياضية ممترسة تتقاطع مع الروح الرياضية ومع منطلقاتها الإنسانية الرياضية السمحاء.
    10-     ضرورة قيام القادة الرياضيين والأفراد المسؤولين الوطنيين الدوليين بمنح وإعطاء الفرق الرياضية المنضبطة والمتسامحة، والتي تتصف بالأخلاق الرياضية الجيدة والسلوك الرياضي أثناء سير المباراة والجماهير المؤيدة لها جوائز تقديرية ثمينة، مثل ميدالية نحاسية أو ميدالية ذهبية أو ميدالية فضية أو كأس لكل فرد رياضي، محفور عليه اسم كل لاعب تحلى بالروح الرياضية والأخلاق الحميدة.
    حيث يتم إعطائها الجوائز نتيجة لاتصافها بالسلوك الصحيح والأخلاق الرياضية والقيم المتسامحة التي جسدتها أثناء المسابقة أو بعد انتهائها، وليس نتيجة لتحقيقهم الفوز، حيث أن مثل هذه الجوائز والمكافآت تشير إلى الانضباط والالتزام والطاعة والهدوء والسكينة أثناء المباراة أو بعدها؛ ممّا يبعد ذلك ظواهر العنف والشغب والعدوان عن الملاعب الرياضية.

    المصادر

    • Sherri Gordon (2019-10-20), "The Different Types of Bullying Parents Should Watch For"، www.verywellfamily.com,
    • Nahla Mansour Al-Ali,Khulood K. Shattnawi (2018-3-21), "Bullying in School"، www.intechopen.com, Retrieved 2021-2-12. Edited. ↑ "Definition of Bullying", www.uopeople.edu

    • الأستاذ الدكتور/ محمود داود الربيعى

    المكتبة الرياضية الشاملة على تيلجرام telegram

    برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : التنمر الرياضى

    التعليقات
    الحد الأدنى لطول التعليق هو 255 حرفا. التعليقات خاضعة للإشراف
    رسالة الموقع
    نعتذر عزيزي مجموعة الـ الزوار غير مسموح لها باستخادم خاصية التعليقات .
    فضلاً قم بالتسجيل لتتمكن من التعليق على المواضيع

    المقالات التي قد تهمك أيضا: