الاتجاه النفسي
مفهوم الاتجاه النفسي:
ينظر الى الاتجاه النفسي على انه نوع معين من الدافعية المهيئة للسلوك وهنالك العديد من التعاريف التي قدمها الكثير من الباحثين لمصطلح الاتجاه ومن بينها ان الاتجاه"ميل للاستجابة بشكل معين تجاه مجموعة خاصة او معينة من المثيرات كما ان الاتجاه حالة مفترضة من الاستعداد للاستجابة بطريقة تقويمية تؤيد او تعارض موقفا مثيرا معينا".
ومن ناحية أخرى فأن الاتجاه حالة من التهيئ العقلي والعصبي التي تنظمها الخبرة السابقة والتي تواجه استجابات الفرد للمواقف والمثيرات المختلفة ,والاتجاه مكتسب من البيئة التي يعيش فيها الفرد,كما انه يتكون عناصر معرفية وجدانية و نزوعية كما قد يكون الاتجاه أما ايجابي و أما سلبي او حيادي نحو موضوع ما او موضوعات معينة (كالممارسة الرياضية) مثلا,او هو استعداد وجداني ثابت نسبيا كشعور الفرد وسلوكه تجاه مثير او هو نزعة ايجابية او سلبية او محايد تجاه شيء او شخص او مجموعة او فكرة او فعالية
كذلك يعرف الاتجاه النفسي للفرد بأنه مجموعة ميول ومشاعر الفرد وقناعته تجاه مثير معين تجاه المثير.
مكونات الاتجاه النفسي:
عندما نقو ان الاتجاه النفسي هو مجموعة الميول والمشاعر والقناعات للفرد تجاه مثير معين نقصد ان للاتجاه النفسي مكونات متداخلة فيما بينها وهذه المكونات هي:
- المكون المعرفي :
ويمثل هذا المكون المعتقدات والقناعات حول بعض الأحكام المتعلقة بالمثير وهي الأمور التي يعتنقها الفرد ويؤمن بها حول متغير معين.
- المكون العاطفي:
ويمثل هذا المكون الاستجابة الانفعالية والعاطفية اتجاه مثير معين اي مدى تفاعل الفرد وانفعاليا مع مثير معين وقد تكون استجابة ايجابية او سلبية او محايدة.
- المكون ألنزوعي او السلوكي:
ويمثل هذا المكون أساليب ونزعات الفرد السلوكية وتصرفاته تجاه المثير.
نمو الاتجاهات :
هنالك عوامل كثيرة في تكوين الاتجاهات ونموها منها:.
- تأثير الوالدين:
من البديهي ان سلوك الفرد يتأثر بالجو العائلي وكذلك اتجاهاته حيث ان الاتجاهات للوالدين وسلوكهما لهما تأثير خاص على تكوين اتجاهات الطفل ونموها خاصة عند الأطفال الصغار فكلما تقدم الطفل بالعمر تناقض هذا التأثير.
- تأثير الأقران:
يحل تأثير الأقران محل تأثير الوالدين او بتعبير أدق يزيد تأثير الأقران و ينقص تأثير الوالدين كلما تقدم الطفل في العمر وربما يبدأ ذلك عند سن الرابعة ويزداد كلما تقدم في السن.
- تأثير التعليم:
ان المعرفة العلمية هي إحدى مكونات الاتجاه النفسي وعلى هذا الأساس فأن التعليم يعد من المصادر المهمة التي تزود الفرد بالمعرفة والمعلومات التي تساعد في تكوين اتجاهاته ونموها.
- تأثير وسائل الإعلام:
ان وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة "المقروءة والمسموعة والمرئية" تساعد في تكوين الاتجاهات الجديدة وتعزيز وتقوية اتجاهات قديمة.
- تأثير المعايير الاجتماعية:
تعتبر من أكثر المعايير تأثيرا في تكوين اتجاهات الفرد ونموها فالطفل قد يكون له اتجاها معينا دون اتصال مباشر بالموضوعات بذلك الاتجاه وتم ذلك عن طريق الإيحاء خاصة إذا كان هذا الإيحاء صادرا من شخصيات مهمة كألاب والمدرس او رجل الدين او رجل السياسة حيث تعتبر هذه الشخصيات قدوة يقتدي بها الفرد وينعكس ذلك في تكوين مسار اتجاهات القدوة.
- تأثير الخبرات الشخصية:
قد تتكون لدى الفرد اتجاهات معينة نحو هدف محدد وقد تنمو هذه الاتجاهات او قد تتغير من جراء خبرات الفرد الشخصية ,فالفرد قد يكون اتجاها معينا نحو ممارسة الرياضة من جراء خبرته الشخصية في هذا المجال والاتجاهات التي تتكون من جراء الخبرات الشخصية تكون في العادة اتجاهات ثابتة نسبيا حيث أنها تتطلب جهدا و وقتا طويلين تتبلور خلالهما هذه الاتجاهات.
- تأثير ارتباط الفرد بموضوع الاتجاه:
ان ارتباط الفرد بموضوع الاتجاه ترضي فيه دوافع معينة وتخلق مشاعر سارة سيكون لديها اتجاهات ايجابية موجهه نحو تلك الموضوعات والعكس صحيح,إذا اقترنت تلك الموضوعات بإحباط لبعض الدوافع وخلق مشاعر مؤلمة.
خصائص الاتجاهات:
- مكتسبة ولست وراثية و يتم تعلمها بطرق عدة.
- قابلة للقياس والتقويم من خلال السلوك.
- تتكون وترتبط بمثيرات ومواقف اجتماعية ويشترك عدد من الإفراد او الجماعات فيها.
- يمكن التعبير عنها بعبارات تشير الى نزعات انفعالية.
- يمكن إخفاؤها.
- نزعة فردية لا تشكل جزءا من ثقافة المجتمع.
- يصعب التعبير عنها باعتبارها نزعات إنسانية وردود الفعل العاطفية للشخص.
- قد تكون محدودة او عامة او فردية باتجاه مثيرات معينة قد تكون ايجابية او سلبية.
- توضيح وجود علاقة بين الفرد موضوع الاتجاه.
- له صفة الثبات والاستمرار النفسي ولايمكن تعديلها او تغييرها تحت ظروف معينة.
- تتفاوت في وضوحها فمنها ماهو واضح المعالم ومنها ماهو غامض المعالم.
- تتشكل من بعدين رئيسين هما (بعد معرفي وأخر انفعالي).
تغير الاتجاهات:
يمكن تغير الاتجاهات النفسية بواسطة عوامل متعددة من أبرزها:
- تلعب الدافعية دورا هاما في تكوين وتغيير الاتجاه النفسي.
- تتطور وتتغير الاتجاهات للفرد بسبب ظهور حاجات جديدة.
- تتغير الاتجاهات من خلال عملية التعلم.
- ان تغيير الاتجاهات يتوقف على وجود تغيير في حاجة الإفراد.
- تحدث من خلال الموقف او الدور الذي يلعبه الفرد.
وظائف الاتجاهات:
يمكن تحديد وظائف الاتجاهات على النحو التالي:
- الاتجاه يحدد طريق السلوك ويفسره.
- توجه استجابات الفرد للأشخاص و الأشياء والموضوعات.
- ينظم العمليات الدافعية والانفعالية و الإدراكية والمعرفية حول بعض النواحي الموجودة في المجال الذي يعيش فيه الفرد.
- تنعكس في سلوك الفرد في أقواله و أفعاله مع الآخرين.
- تيسير للفرد القدرة على السلوك واتخاذ القرارات في المواقف النفسية.
- تبلور وتوضح صورة العلاقة بين الفرد وبين عالمه الاجتماعي.
- تحمل الفرد على ان يحسن ويدرك ويفكر بطريقة محدودة وموضوعية إزاء الموضوعات الخارجية.
تصنيف الاتجاه النفسي:
هنالك ثلاث تصنيفات للاتجاه النفسي:
التصنيف الأول:
يقترن الاتجاه النفسي الموجب بالحب والمودة والاتجاه السالب بالنفور والكراهية والاتجاه المحايد بين هذين القطبين.
التصنيف الثاني:
وهو ان يكون الاتجاه النفسي معتدلا باتجاه الموجب او السالب ويمكن ان يكون قويا او انفعاليا وعاطفيا.
التصنيف الثالث:
يكون الاتجاه النفسي في هذا التصنيف خاصا ككره شخص من الأشخاص مثلا او ككره الناس جميعا.
نظريات الاتجاه النفسي:
- نظرية التعرض للمثير:
تقترح ان تعرض الفرد لمثير معين بصورة متكررة واقتران ذلك التعرض بمشاعر سارة يجعله يكون استجابة ايجابية إزاء ذلك المثير ويكون اتجاه موجب نحوه والعكس صحيح للاتجاه السالب.
- نظرية التنافر المعرفي:
تشير ان الفرد الذي يدفع للاتجاه موقف نحو مثير معين يختلف عن الاتجاه النفسي لذلك الفرد نحو ذلك المثير سيميل الى تغيير الاتجاه النفسي نحو المثير باتجاه الموقف الذي اتخذه وكذلك الشخص الذي يسلك سلوكا في مجال معين يتعارض مع الاتجاه النفسي له في نفس المجال فانه سيعيش حالة الصراع وعدم توازن تدفعه الى تغيير السلوك او تغيير الاتجاه النفسي لخلق تطابق بين السلوك والاتجاه والتخلص من التنافر.
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الاتجاه النفسي