الاتجاه النفسي
الاتجاه النفسي
المقدمة:
إن موضوع الاتجاه النفسي يثير اهتمام علماء النفس والاجتماع منذ مدة طويلة فالاتجاه النفسي لأي فرد نحو أي نشاط في حياته اليومية يعتبر من الأمور المهمة التي تؤثر في اختيار الفرد لذلك النشاط أو الفعالية وأما التعامل معها أو تركها .فعليه فان هدف الفرد يبقى في كيفية توجيه السلوك للمفرد أو الجماعة بالاتجاه الذي يخدم الأهداف المرجو تحقيقها .
ويمكن استنتاج اتجاه الفرد من سلوكه والذي يبين التأثير في ذلك السلوك حيث تكثر من الأعمال التي تقوم بها , والأحكام التي نصدرها في شؤوننا العامة والخاصة متأثرة إلى حد كبير بما نحمله من اتجاهات , والفرد الذي لدية اتجاه ايجابي نحو فلسفة اجتماعية معينة فانه يقرأ كل ما كتب عن تلك الفلسفة ويدافع عنها بحرارة ويفند كل ضدها وبعكسه ذلك الفرد الذي لديه اتجاه سلبي نحو تلك الفلسفة أي محاسن يتبنى لنا بوضوح تأثير الاتجاهات في سلوك الأفراد فالطفل الذي عاش في بيت لا يستقر فيه بالذات العالي ولا يجد من والديه ما يشعر به من الاستقرار والعاطفة فقد تنمو لديه اتجاهات سلبية بل انه قد يعم هذا الاتجاه ليشمل كل الاباء والأمهات . إن للمعلم والمدرسة ورب العائلة دور في هذه الاتجاهات وفي ما يكتسبه .
الاتجاه النفسي
هناك العديد من الآراء حول تعريف الاتجاهات فمنهم من يرى الاتجاهات على أنها " مجموعة ميول ومشاعر الفرد وقناعاته تجاه مثير معين"[1]، أي أن الاتجاه النفسي يتأثر بميول ومشاعر قد تكون آنية وفي الوقت نفسه يتأثر بقناعات مبنية على تجارب مسبقة وهذه القناعات تسودها الناحية المعرفية وتتضمن فكرة أو رأيا أو حقيقة نحو موضوع معين. والاتجاه النفسي " هو تركيب عقلي نفسي أحدثته الخبرة الحادة المتكررة ويتميز هذا التركيب بالثبات والاستقرار النسبي "[2]، أي ان الاتجاه النفسي هو حالة عقلية نفسية لها خصائص مميزة وهذه الحالة تدفع الفرد إلى أن يكون مع أو ضد مواقف وعناصر البيئة الخارجية.
ويعرف الاتجاه النفسي للفرد بأنه مجموع ميول ومشاعر الفرد وقناعاته اتجاه مثير معين , ومن هذا التعريف يتبين ان الاتجاه النفسي يتأثر بميول ومشاعر قد تكون آنية وبنفس الوقت يتأثر بقناعات مبنية على تجارب مسبقة , فالاتجاه النفسي إذن هو " استعداد وجداني ثابت نسبيا يحدد شعور الفرد وسلوكه نحو الكثير , أي هو نزعة ايجابية أو محايدة أو سلبية اتجاه شخص أو مجموعة أو فكرة " .[3]
ويعرف الاتجاه النفسي أيضا بأنه ميل للتصرف بطريقة معينة نحو بعض جوانب البيئة , ويعرف بأنه الاستعداد المكتسب الذي يوجه الاستجابات نحو أصناف من الأشياء والأشخاص والحوادث , ويعرف أيضا بأنه تنظيم مستمر للعمليات الدافعية والانفعالية والمعرفية نحو جوانب حياة الفرد وانه مجموعة من المفاهيم والمعتقدات والعادات التي ترتبط بموضوع معين .[4]
مكونات الاتجاه النفسي:
تنطوي الاتجاهات على ثلاث مكونات رئيسة هي :[5]
- المكون الفكري (المعرفي) .
- المكون العاطفي (الوجداني) .
- المكون النزوعي او السلوكي (الميل للفعل) .
فتقويم الفرد لموضوع ما يمكن ان يعكس احد هذه المكونات او جميعها، فمعرفة الفرد بموضوع الاتجاه (بعد معرفي) ومشاعره نحو هذا الموضوع (بعد وجداني) وكيف يسلك الفرد نحو الموضوع (بعد سلوكي).
1- المكون الفكري (المعرفي)
يعتمد اتجاه الفرد للموضوعات او الاشخاص على ماذا يعرف عنهم، اذن المكون المعرفي ينطوي على المعلومات والحقائق الموضوعية المتوافرة لدى الفرد عن موضوع الاتجاه، فاذا كان الاتجاه في جوهره عملية تفضيل موضوع على اخر فان هذه العملية تتطلب بعض العمليات العقلية: كالتمييز والفهم والاستدلال والحكم لذلك تتضمن اتجاهات الفرد نحو بعض المشكلات الاجتماعية، جانبا عقليا يختلف مستواه باختلاف تعقيد المشكلة.
2- المكون العاطفي (الوجداني)
يشير هذا المكون الى مشاعر الحب والكراهية التي يوجهها الفرد نحو موضوع الاتجاه، ويرتبط بتكوينه العاطفي، فقد يحب موضوعاً ما، فيندفع نحوه، ويستجيب له على نحو ايجابي، وقد ينفر من موضوع آخر ويستجيب له على نحو سلبي.
3- المكون النزوعي او السلوكي (الميل للفعل)
يشير هذا المكون الى نزعة الفرد للسلوك وفق انماط محددة في اوضاع معينة. ان الاتجاهات تعمل موجهات للسلوك حيث تدفع الفرد الى العمل وفق الاتجاه الذي يتبناه، فالطالب الذي يملك اتجاهات تقبلية نحو العمل المدرسي، يساهم في النشطات المدرسية المختلفة، ويثابر على ادائها بشكل جدي وفعال.
تصنيف الاتجاهات:
يصنف الاتجاه على عدة اسس وكما يلي:
أ- على اساس الموضوع ويشمل:
- اتجاه عام: ويكون موجها نحو موضوعات متعددة متقاربة مثل الاتجاه نحو الاجانب من جنسيات متعددة. وهو اكثر ثباتا واستقرار من الاتجاه الخاص([6]).
- اتجاه خاص: وهو الاتجاه الذي يكون محدودا نحو موضوع نوعي محدد وهو اقل ثباتا من الاتجاه العام([7]).
ب- على اساس الافراد ويشمل:
- اتجاه فردي: هو الذي يوجد لدى فرد ولا يوجد لدى باقي الافراد([8]).
- اتجاه جماعي : وهو الاتجاه الذي يشترك فيه جماعة او عدد كبير من الناس([9]).
ج- على اساس الوضوح ويشمل([10]):
- اتجاه علني: وهو الاتجاه الذي يعلنه الفرد ويجهر به ويعبر عنه سلوكيا دون حرج او خوف.
- اتجاه سري: وهو الاتجاه الذي يخفيه الفرد وينكره ويتستر على السلوك المعبر عنه.
د- على اساس الهدف ويشمل([11]):
- اتجاه موجب: ويعبر عن الحب وعن التأييد.
- اتجاه سالب: ويعبر عن الكره وعن المعارضة.
هـ- على اساس القوة ويشمل :-
- اتجاه قوي: وهو الذي يتضح في السلوك القوي الفعلي الذي يعبر عن العزم والتصميم وهو اكثر ثباتاً ويصعب تغييره نسبيا.
- اتجاه ضعيف: وهو الذي يكمن وراء السلوك المتراخي المتردد وهو سهل التغيير والتعديل.
اختلف العديد من المنظرين والباحثين في تحديد وظائف الاتجاه وتم اعتبارها على انها:-
1- تحدد سلوك الفرد نحو موضوع معين او موقف معين او مهنة معينة.
2- تستخدم في العلاج النفسي عن طريق تغيير اتجاهات الفرد نحو ذاته ونحو الاخرين ونحو البيئة التي تعيش بها.
3- يلجأ الفرد احيانا لتكوين اتجاهات معينة لتبرير صراعاته الداخلية او فشله في اوضاع معينة للاحتفاظ بكرامته وثقته بنفسه.
4- تنظيم العمليات الدافعية والانفعالية.
5- تسهيل عملية اتخاذ القرار.
6- توضيح العلاقة بين الفرد والاخرين، او بين الفرد ومفردات بيئته.
7- تفسير بعض الظواهر وتحاول اعطاءها المعنى الاقرب للحقيقة.
8- توجه استجابات الفرد للأشخاص والاشياء والموضوعات بطريقة قد تكون ثابتة.
نظريات الاتجاهات:
هناك العديد من النظريات التي ظهرت نتيجة لتنوع التفسيرات الخاصة بمفهوم الاتجاه. ولغرض عرض هذه النظريات يمكن اجمالها في ثلاث مجموعات هي:
1- النظريات السلوكية : وتشمل على:
أ- نظرية ستاتس:
وهي التي تسمى بنظرية الاشتراط وتعنى بالاستجابة المشروطة ومجملها اقتران مثير غير شرطي وهو الموضوع والذي هو المثير لدينا بالمثير الشرطي، وعن طريق عملية الاقتران يؤدي بالاستجابة للمثير الشرطي الذي كان قد استجاب له المثير الطبيعي وقد فسرت (States) الاتجاهات على انها استجابات شرطية في اطار (كلاسيكي) واعدها تعزيزا لأنماط مختلفة من السلوك وتمثل كذلك مثيرات من شأنها ان تكون اهداف او حوافز او دوافع في كل حالة مرتبطة ببناء الاتجاه او تغيره([14]).
ب- نظرية الاشتراط الاجرائي
تقوم نظرية الاشتراط الاجرائي لـ(سكنر) على مبدأ ان سلوك الكائن او استجابته التي تعزز يزيد احتمال تكرارها. وانطلاقا من وجهة النظر هذه فان الاتجاهات التي يجري تعزيز انماط السلوك المرتبطة بها يزيد من احتمال استبقائها من تلك التي لا تعزز .[15]
2- نظريات التعلم الاجتماعي
أ- نظرية باندورا
فسر باندورا (Bandura,1974) عملية تكوين الاتجاهات وتعديلها وفقا لعملية التعلم بالملاحظة، فعندما نلاحظ شخصا بطريقة معينة ويلقي اثابة على سلوكه من المحتمل جدا ان يقوم بتكرار هذا السلوك، اما اذا عوقب على السلوك، فالاحتمال الاكبر ان لا يقوم بتكراره او تقليده . [16]
ب- نظرية هوفلاند
وتؤكد هذه النظرية على ثلاثة متغيرات لها اهميتها في تعلم الاتجاهات الجديدة وهي على التوالي (الانتباه، الفهم، التقبل) وتشير الى ان الانتباه في مقدمة هذه العوامل وهو لا يحظى بالتفات كل الافراد نحو الوسائل المثيرة التي تواجههم فلكي يقتنع الفرد بالمعلومات لابد من انتباهه اليها فاذا تحقق ذلك فقد لا يفهمه اذا لم يفهمها ومن ثم تقبلها فضلا عن وجود الحوافز ومنها الحجج والاسباب والمبررات .[17]
3. نظريات الاتساق المعرفي
أ- نظرية التوازن المعرفي:
نظرية التوازن وضعها كل من (فريتزهايدر وثيودور نيوكامب) وتم تطويرها من باحثين عديدين . وقلب نظرية التوازن يتمثل في ان تراكيب معينة من العناصر المعرفية تفتقر الى التوازن او انها غير مريحة معرفيا للفرد وعندما يكون هناك لا توازن سيكون معه الميل نحو تغيير اتجاه الفرد نحو احد العنصرين او تغيير العلاقة بينهما كي يستعاد التوازن([18]).
ب- نظرية التنافر المعرفي
ترجع هذه النظرية الى عالم النفس الامريكي ليون فستنجر (LeonFestinger,1957) وتنص على ان الصراع والتناقض الموجود بين معرفتين او اكثر يؤدي بالشخص الى الشعور بالتوتر واللاارتياح مما يدفعه الى القيام بسلوك من شأنه ان يقلل من حدة التوتر الذي يعاني منه لان الفرد بحاجة الى توازن معرفي لان عدم التوازن يجعل الانسان في حالة قلق وتوتر.[19]
مراحل تكوين الاتجاهات[20]:
يمر تكوين الاتجاهات بثلاث مراحل أساسية هي:
-1 المرحلة الإدراكية أو المعرفية:
يكون الاتجاه في هذه المرحلة ظاهرة إدراكية أو معرفية تتضمن تعرف الفرد بصورة مباشرة على بعض عناصر البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية التي تكون من طبيعة المحتوى العام لطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه،وهكذا قد يتبلور الاتجاه في نشأته حول أشياء مادية كالدار الهادئة والمقعد المريح وحول نوع خاص من الأفراد كالأخوة والأصدقاء وحول نوع محدد من الجماعات كالأسرة وجماعة النادي وحول بعض القيم الاجتماعية كالنخوة والشرف والتضحية.
2- مرحلة التفضل (تبلور الاتجاه):
وتتميز هذه المرحلة بميل الفرد نحو شيء معين فمثلا أن أي طعام قد يرضي الجائع ولكن الفرد يميل إلى بعض أصناف خاصة من الطعام وقد يميل إلى تناول طعامه على شاطئ البحر وبمعنى أدق أن هذه المرحلة من نشوء الاتجاه تستند إلى خليط من المنطق الموضوعي والمشاعر والإحساسات الذاتية.
3- مرحلة استقرار الاتجاه:
إن الثبوت والميل على اختلاف أنواعه ودرجاته يستقر ويثبت على شيء ما عندما يتطور إلى اتجاه نفسي، فالثبوت هذه المرحلة الأخيرة في تكوين الاتجاه.
خصائص الاتجاه: [21]
لقد اشار العديد من الباحثين الى عدد من الخصائص الخاصة بالاتجاه وهي:
- الاتجاه يتكون من عناصر معرفية ووجدانية ونزوعية.
- الاتجاه يكون ايجابياً او سلبياً او حيادياً.
- الاتجاهات تكوينات فرضية يستدل عليها من السلوك الظاهري للفرد.
- الاتجاهات تتعدد وتختلف حسب المثيرات التي ترتبط بها.
- مكتسبة ومتعلمة وليست وراثية ويتم تعلمها بعدة طرق.
- قابلة للقياس والتقويم من خلال السلوك الملاحظ.
- تكون اكثر ديمومة من الدافعية التي تنتهي عندما يتم اشباعها.
- تكون قابلة للتغير.
- الاتجاهات تعتبر نتاجا للخبرة السابقة وترتبط بالسلوك الحاضر وتشير الى السلوك في المستقبل.
- الاتجاه تغلب عليه الذاتية اكثر من الموضوعية.
- تتصف بكونها ثابتة ثباتا نسبيا وليس مطلقا.
ابرز العوامل التي تؤثر في تكوين الاتجاهات:[22]
- العوامل الحضارية وهي كثيرة ومتنوعة مثل الاسرة، المسجد، المدرسة، المنطقة التي يعيش فيها الفرد.
- الفرد نفسه فالتنشئة الاجتماعية تلعب دورا هاما في تكوين شخصية الفرد، وتميزه عن غيره من الاشخاص من خلال ما يكسبه منها من ميول واتجاهات.
- الخبرة الانفعالية الناتجة من موقف معين فهذه الخبرة تلعب دورا هاما في تكوين الاتجاه سلبا او ايجابا.
- رضا وحب الاخرين. فعلى سبيل المثال إن الشخص الذي يلعب كرة القدم ويتقيد بقواعدها على نحو يجعله يحظى برضا زملائه تتكون لديه اتجاهات تتمثل في الحرص على التقيد بأداب اللعب وحب التعاون وحب اعضاء الفريق.
عملية التوحد مع بعض الشخصيات والنماذج الاجتماعية تؤدي دورا هاما في اكتساب بعض الاتجاهات. - للحاجات الفسيولوجية واشباعها دور هام في تكوين الاتجاهات سلبا او ايجابا. للخبرات الانتقالية الشديدة دور هام في تكوين الاتجاهات. لقابلية الايحاء دور كبير في تكوين الاتجاهات الاجتماعية.
شروط تكوين الاتجاهات النفسية[23]
هناك عدة شروط يشترط توافرها لتكوين الاتجاهات النفسية الاجتماعية نذكر منها:
1- الايحاء في نقد المعاير الاجتماعية :
يعتبر الإيحاء من أكثر العوامل شيوعا في تكوين الاتجاهات النفسية،ذلك أنه كثيرا ما يقبل الفرد اتجاها ما دون أن يكون له أي اتصال مباشر بالأشياء أو الموضوعات المتصلة بهذا الاتجاه.فالاتجاه أو تكوين رأي ما،لا يكتسب بل تحدده المعايير الاجتماعية العامة التي يمتصها الأطفال عن آبائهم دون نقد أو تفكير، فتصبح جزءا نمطيا من تقاليدهم وحضارتهم يصعب عليهم التخلص منه ، ويلعب الإيحاء دورا هاما في تكوين هذا النوع من الاتجاهات فهو أحد الوسائل التي يكتسب بها المعايير السائدة في المجتمع دينية كانت أو اجتماعية أو خلقية أو جمالية،فإذا كانت النزعة في بلد ما ديمقراطية فإن الأفراد فيه يعتنقون هذا المبدأ.
2- تعميم الخبرات:
العامل الثاني الذي يكون الإنسان من خلاله اتجاهاته وآرائه هو تعميم الخبرات فالإنسان دائماً يستعين بخبراته الماضية ويعمل على ربطها بالحياة الحاضرة فالطفل مثلا يدرب منذ صغره على الصدق وعدم الكذب أو عدم أخذ شيء ليس له أو احترام الأكبر منه عمرا والطفل ينفذ إرادة والديه في هذه النواحي دون أن يكون لديه فكرة عن أسباب ذلك ودون أن يعلم أنه إذا خالف ذلك يعتبر خائنا وغير آمن ولكنه عندما يصل إلى درجة من النضج يدرك الفرق بين الأعمال الأخرى التي يوصف فاعلها بالخيانة وحينما يتكون لديه هذا المبدأ أي المعيار يستطيع أن يعممه في حياته الخاصة والعامة.
3- تمايز الخبرات:
إن اختلاف وحدة الخبرة وتمايزها عن غيرها،يبرزها ويؤكدها عند التكرار لترتبط بالوحدات المشابهة فيكون الاتجاه النفسي،ونعني بذلك أنه يجب أن تكون الخبرة التي يمارسها الفرد محددة الأبعاد واضحة في محتوى تصويره وإدراكه حتى يربطها بمثلها فيما سبق أو فيما سيجد من تفاعله مع عناصر بيئته الاجتماعية.
4- حدة الخبرات:
لا شك أن الخبرة التي يصاحبها انفعال حاد تساعد على تكوين الاتجاه أكثر من الخبرة التي يصاحبها مثل هذا الانفعال فالانفعال الحاد يعمق الخبرة ويجعلها أعمق أثرا في نفس الفرد وأكثر ارتباطاً.
طرق قياس الاتجاهات:
تشير البحوث والدراسات النفسية إلى وجود طرق عديدة لقياس الاتجاهات النفسية نذكر منها([24]):
1- طرق تعتمد على التعبير اللفظي للفرد:
ويعتبر من أكثر الطرق تقدما نظرا للاعتماد فيه على الاستفتاءات والحصول على الإجابات لعدد كبير من الأفراد في وقت وجيز.
2- طرق تعتمد على الملاحظة أو المراقبة البصرية للسلوك الحركي للفرد:
فإن عملية ملاحظة السلوك الحركي للفرد تتطلبي وقتا طويلا وتستدعي تكرار الملاحظة في ظروف مختلفة.من أمثلة ذلك الحكم على الاتجاه النفسي للفرد عن طريق ملاحظة ذهابه إلى الجامعة أو لتأدية الصلاة أو ملاحظ الشخص الذي يتردد على نوع معين من المكتبات أو ملاحظة الركن أو الموضوع الذي يهتم به شخص ما عند قراءته للصحف دائما وهكذا.
3- طرق تعتمد على قياس التعبيرات الانفعالية للفرد:
فهي تتمثل في دراسة ردود الشخص الانفعالية على مجموعة من المؤثرات وهذا الأسلوب لا يصلح للاتجاهات النفسية عند مجموعة كبيرة من الأفراد.
أساليب قياس الاتجاهات:[25]
الطرق المباشرة لقياس الاتجاهات:
1- إيجاد النسبة المئوية للإجابات المؤيدة و المعارضة :
هذا الإحصاء للاتجاهات المؤيدة و المعارضة يشبه الدراسات الأولى التي عملت على الراى العام ولكن هذه الطريقة أهملت الآن لعدم دقتها إذا كانت الأسئلة توضع في صور مسرفة في البساطة وكان يترتب عليها إجابات عشوائية إلى حد ما. أما في الأبحاث الحاضرة فهذه الأسئلة التي تتطلب الإجابة بنعم أو لا تضبطها على الأقل أسئلة أخرى.
2- استخدام سلالم الاتجاهات:
هناك نوعان رئيسيان من السلالم هما:
أ- السلالم القبلية: هي كسلم المسافة الاجتماعية لبوجادروس ، و يقال عن هذه السلالم إنها سابقة على التجربة لان الباحث يحدد مقدما ترتيب العبارات المختلفة المتعلقة بالقبول أو الرفض ولهذا النوع من السلالم عيب هم أن ترتيب العبارات بحسب درجة التغلب يختلف باختلاف الأفراد فمن الممكن أن لا يتفق الترتيب الذي يقترحه الباحث مع الترتيب الذي يقترحه المختبرون ولإصلاح هذا العيب انشأ ثرستون السلالم المسماة بالسلالم النفسية الفيزيائية.
ب- السلالم النفسفيزيائية: تعتمد بصفة عامة على الطرق المستخدمة في الأبحاث النفسفيزيائية ومن هنا جاء اسمها ونقطة البداية فيها هي تحديد العتبة و يعمل السلم النفسفيزيائي على مرحلتين :
- المرحلة الأولى: هي وضع الاختبار على أساس تجريبي وذلك بإجراء بحث على العينة محدودة كما نحدد بالضبط دلالة الاتجاهات المتضمنة في أسئلة السلم عند الأشخاص الذين نسألهم.
- المرحلة الثانية: هي تطبيق السلم بعد ضبطه على هذا مجموعة الأشخاص المقترح اختبارهم.
الطرق غير المباشرة للقياس :
1- المقابلة الإكلينيكية.
2- دراسة تواريخ الحياة.
-3 استخدام التكتيكات الاسقاطية :من نوع الإدراك الداخلي للموضوع فقد قدم بروشانسكي لطلاب أمريكيين صور مستخرجة صورا مستخرجة من الصحف بها مشاهد تتضمن صراعات اجتماعية كالبطالة و الإضراب وبحيث يكون مدلول الموقف ملتبسا وكان قد قاس مقدما اتجاهاتهم الاجتماعية فظهر أن أوصاف الطلاب للصور الواحدة مختلفة اشد الاختلاف.
4- الطريقة القائمة على دراسة سلوك الشخص في المواقف الواقعية: وغرض هذه الطريقة استبعاد الأخطاء التي قد تنشا من عدم الصراحة عند الأشخاص في ايجاباتهم الشفوية ولكن ضبط قياس الاتجاهات عن طريق السلوك مشكلة معقدة، لأنه لا شيء يثبت أن الأفعال أكثر إخلاصا من الأقوال فان جميع مظاهر الشخصية يمكن اعتبارها حقيقية بمعنى ما لأنها إن لم تعبر عن الواقع المر فإنها
تعبر عما يريد أن يكون.
المصادر
- احمد دوقة . الابعاد المعرفية والانفعالية للدافعية للعمل، مجلة العلوم الانسانية، العدد17، الجزائر: جامعة منتوري، قسطنطينة، 2002.
- أحمد محمد الكندري : علم النفس الاجتماعي والحياة المعاصرة، الكويت: مطبعة الفلاح للنشر، 1992.
- راضي الوقفي: مقدمة في علم النفس، ط2، عمان: دار الشروق للنشر، 2003.
- زياد طارق حامد. اتجاهات طلاب كلية التربية الرياضية نحو مادة المصارعة وعلاقتها بفن الاداء وبعض القدرات البدنية والحركية الخاصة ، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية الرياضية، جامعة الموصل، 1997.
- سامي محمد ملحم : القياس والتقويم في التربية وعلم النفس , ط3 , عمان , دار الميسرة للطباعة والنشر ,2005.
- سامي محمد ملحم : القياس والتقويم في التربية وعلم النفس، الاردن : دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 2000.
- سميرة موسى عبدالرزاق : تنمية الاتجاهات الاجتماعية والنفسية السليمة لأسر الشهداء، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية الاولى، جامعة بغداد، 1990.
- سعد عبد الرحمن : القياس النفسي، الكويت: مكتبة الفلاح، 1983.
- صالح محمد علي أبو جادوا : سيكولوجية التنشئة الاجتماعية ، ط1، عمان: دار المسيرة للطباعة ، 1998.
- صالح محمد علي : سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، ط1، الاردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 1998، جمال سرانحتم ابراهيم. قياسات اتجاهات السودانيين المقيمين في العراق نحو الهجرة، رسالة ماجستير، ابن رشد، جامعة بغداد، 2001.
- طه النعمة، وصباح العجيلي : مدخل الى علم النفس، بغداد: منشورات المجمع العلمي، 2004.
- طارق كمال : اساسيات في علم النفس الاجتماعي، مصر, مؤسسة شباب الجامعة للنشر، الاسكندرية ، 2005.
- عبد الجليل الربيعي وآخرون : علم النفس التربوي , ط2 , بغداد , مطبعة وزارة التربية , 1983.
- عبد المجيد نشواني: علم النفس التربوي، عمان : دار الفرقان للنشر، 2003.
- عصيفير نجمة : مقدمة لعلم النفس الاجتماعية ، القاهرة : دار الفكر العربي ، 2003.
- فؤاد البهي السيد وسعد عبد الرحمن : علم النفس الاجتماعي رؤية معاصرة ، القاهرة , دار الفكر العربي ، 1999.
- منهل خطاب الجواري : الاتجاه النفسي المعرفي نحو التدريب الذهني وعلاقته بموقع الضبط ، رسالة ماجستير، كلية التربية ، جامعة الموصل ، 2005.
- ماهر محمود عمر: سيكولوجية العلاقات الاجتماعية ، مصر, دار المعرفة الجامعية ، 1988.
[1]. نزار الطالب، وكامل الويس : علم النفس الرياضي، ط2، الموصل: دار الكتب للطباعة ، 2000، ص137.
[2]. سعد عبد الرحمن. القياس النفسي، الكويت: مكتبة الفلاح، 1983، ص434.
[3] . نزار الطالب، وكامل الويس. المصدر السابق, ص137.
[4]. عبد الجليل الربيعي وآخرون : علم النفس التربوي , ط2 , بغداد , مطبعة وزارة التربية , 1983 , ص90 .
[5]- عبد المجيد نشواني: علم النفس التربوي، عمان: دار الفرقان للنشر، 2003، ص471-472.
[6]- جمال سرانحتم ابراهيم . قياسات اتجاهات السودانيين المقيمين في العراق نحو الهجرة، رسالة ماجستير، ابن رشد، جامعة بغداد، 2001، ص18.
[7]- أحمد محمد الكندري. علم النفس الاجتماعي والحياة المعاصرة، الكويت: مطبعة الفلاح للنشر، 1992، ص325.
[8]- ماهر محمود عمر. سيكولوجية العلاقات الاجتماعية، مصر: دار المعرفة الجامعية، 1988، ص219.
[9]- أحمد محمد الكندري. المصدر السابق، ص324.
[10]- فؤاد البهي السيد وسعد عبد الرحمن. علم النفس الاجتماعي رؤية معاصرة، القاهرة: دار الفكر العربي، 1999، ص159.
[11]- ماهر محمود عمر. المصدر السابق، ص220
[12]- طارق كمال. اساسيات في علم النفس الاجتماعي، مصر: مؤسسة شباب الجامعة للنشر، الاسكندرية، 2005، ص211.
[13]- سامي محمد ملحم. القياس والتقويم في التربية وعلم النفس، الاردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 2000، ص357.
[14]- زياد طارق حامد. اتجاهات طلاب كلية التربية الرياضية نحو مادة المصارعة وعلاقتها بفن الاداء وبعض القدرات البدنية والحركية الخاصة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية الرياضية، جامعة الموصل، 1997، ص20.
-[15] سامي محمد ملحم. المصدر السابق ، ص360.
[16]- صالح محمد علي. سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، ط1، الاردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 1998، ص229.
[17]- سميرة موسى عبدالرزاق. تنمية الاتجاهات الاجتماعية والنفسية السليمة لأسر الشهداء، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية الاولى، جامعة بغداد، 1990، ص51.
[18]- طه النعمة، وصباح العجيلي. مدخل الى علم النفس، بغداد: منشورات المجمع العلمي، 2004، ص68.
[19]- احمد دوقة. الابعاد المعرفية والانفعالية للدافعية للعمل، مجلة العلوم الانسانية، العدد17، الجزائر: جامعة منتوري، قسطنطينة، 2002، ص149.
[20]- سعيد فوده. الاتجاهات النفسية والاجتماعية وعلاقتها العضوية بالسلوك البشري، القاهرة: دار الفكر العربي، 2004، ص5.
[21]- منهل خطاب الجواري. الاتجاه النفسي المعرفي نحو التدريب الذهني وعلاقته بموقع الضبط، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الموصل، 2005، ص14.
[22]- صالح محمد علي أبو جادوا. سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، ط1، عمان: دار المسيرة للطباعة، 1998، ص221-222.
[23]- راضي الوقفي. مقدمة في علم النفس، ط2، عمان: دار الشروق للنشر، 2003، ص696-697.
[24]- عصيفر نجمة. مقدمة لعلم النفس الاجتماعية، القاهرة: دار الفكر العربي، 2003، ص220.
[25] . سامي محمد ملحم : القياس والتقويم في التربية وعلم النفس , ط3 , عمان , دار الميسرة للطباعة والنشر ,2005, ص324-326.
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الاتجاه النفسي