المكتبة الرياضية الشاملة - http://www.sport.ta4a.us/
  • الرئيسية
  • البحث
  • اتصل بنا
  • التسجيل
    المكتبة الرياضية » العلوم الإنسانية » علم النفس الرياضى » أهمية الدافعية لتحقيق الإنجاز في كرة القدم

    أهمية الدافعية لتحقيق الإنجاز في كرة القدم

    21 نوفمبر 2016, 20:31
    علم النفس الرياضى
    5 354
    0
    أهمية الدافعية لتحقيق الإنجاز في كرة القدم

    أهمية الدافعية لتحقيق الإنجاز في كرة القدم

    د. محمد الخير الشيخ

     

    عصرنا هذا الذي نعيش فيه يوصف بأنه عصر القلق أو كما يطلق عليه عصر الإنذار المبكر وذلك لزيادة المشكلات النفسية، حيث إن ظاهرة الضغوط النفسية تعتبر أكثر الظواهر إثارة للاهتمام، سواء للباحثين أو المختصين في علوم النفس المختلفة أو بين الأفراد على مختلف نوعياتهم وأجناسهم وميولهم وثقافاتهم؛ وذلك لأهميتها على مستوى الفرد والمجتمع، ولأنها ازدادت بزيادة تسارع حركة دوران الحياة ومشكلات العصر التي أفرزتها كل عوامل الحياة الحديثة، خاصة في المجال الرياضي، حيث اتجهت الرياضة من رياضة ترفيهية أو رياضة من أجل الصحة البدنية إلى رياضة احترافية تتطلب انضباطا في السلوكيات العامة للاعب ورقابة الإعلام الذي كثرت مصادره؛ مما أفرز واجبات كثيرة على اللاعب تسبب له القلق والضغوط النفسية، خاصة إذا حدث أي خلال في أي من هذه الواجبات؛ ولذلك فإن المدرب الواعي والمدرك لدوره عليه أن ينمي في لاعبيه السعي والإصرار على تحقيق الإنجاز من خلال إدراك اللاعب لواجبه ومسؤولياته أمام الفريق وإبعاده عن كل العوامل التي تسبب الضغوط النفسية ومعالجة ذلك بطرق علمية متى ما ظهرت هذه العوامل.

     

     

    فرحة لاعبي إي سي ميلان الإيطالي بكأس أوروبا 2004.


     


     

     


     

    وحيث تعتبر المنافسة الرياضية عاملا مهما وضروريا في كرة القدم، وحيث إن كرة القدم تعد من الأنشطة التي يحاول الفرد من خلالها إحراز الفوز وتحقيق أفضل مستوى ممكن، وذلك من خلال تجنب حالة القلق وزيادة الدافعية نحو إنجاز المهام المكلف بها، وهنا تظهر أهمية دراسة الضغوط النفسية وعلاقتها بالقلق ودافعية الإنجاز، فإن الدافعية ليست شيئا ماديا، أي إنها ليست حالات أو قوى يمكن رؤيتها مباشرة، إنما هي حالات في الكائن الحي يستنتج وجودها من أنماط السلوك المختلفة ومن نشاط الكائن الحي نفسه، وليس معنى هذا أن الدافعية هي نمط السلوك الذي نلاحظه إنما هي حالة من وراء هذا السلوك، أي أنها الحالة التي تثير وتنشط وتوجه السلوك نفسه وتعمل على استمراريته.

    والدوافع تعتبر موجهات لسلوك اللاعب في المواقف المختلفة؛ لذا فإن فهم هذه الدوافع وكيفية استخدامها يساعده في ضبط السلوك والتحكم فيه لما لها من أهمية في تحديد الأسلوب الأمثل في أعداد اللاعبين نفسيا لمجابة تلك المتغيرات، والدوافع أو الدافعية هي مصلحات وغالبا ما يستخدم كل من مصطلحي الدوافع والدافعية كوجهين لعملة واحدة، ويذهب البعض في استخدامهما كمرادفين يحل أحدهما محل الآخر الذي قد يؤدي إلى اللبس والإبهام بما لا يخدم قضايا علم نفس الرياضي وسيكولوجية الدوافع وللدافعية أهمية رئيسة في كل ما قدمه علم النفس الرياضي حتى الآن من نظم وتطبيقات السيكولوجية، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن كل سلوك وراءه دافع، أي تكمن وراءه قوى دافعية معينة والدافعية الرياضية لها سمات تشتمل على عاملين مهمين، هما: سمات الاستعداد للعمل نحو إنجاز الأهداف الإرادية، ويتضمن أربع سمات، هي: الحافز - العدوانية - التصميم - القيادة وهناك سمات الانفعال، وتشتمل على سبع سمات، هي: الميل للشعور بالذنب - الثقة بالنفس - الضبط الانفعالي - يقظة الضمير - الصرامة العقلية - الثقة بالآخرين - القابلية للتدريب.

    وهناك عوامل شخصية عدة تؤثر في دافعية الإنجاز الرياضي، ويمكن للمدرب استخدام بعض الأساليب لمساعدة اللاعب والتأثير في سلوكه ودقة أدائه للمهارات في الظروف جميعها؛ لأن دراسة شخصية لاعب كرة القدم في المنافسات المختلفة وتأثير العوامل الاجتماعية وخبرات الفرد كلها تخضع للتغير لذلك أو كما وصفت الدافعية بالديناميكية؛ إذ تتغير تبعا للمواقف والمراحل السنية فمثلا تكون الدوافع الرئيسة لممارسة النشاط البدني هي المرح والتسلية، أما مرحلة الشباب فتتنوع مصادر الدافعية فيها فتشمل إثبات الذات والصحة والتفوق، أما عندما يصل الفرد إلى مرحلة البطولة وتمثيل المنتخبات الوطنية، فإن دوافعه قد تتغير مرة أخرى لتشمل دوافع خارجية (جوائز، ومنحا، وسمعة الوطن، والشهرة وفي عالم الاحتراف) وأصبح المال والشهرة من أهم الدوافع أو دوافع داخلية ذاتية (كالحاجة إلى التفوق، وإثبات الذات) ولزيادة الدافعية عند لاعبي كرة القدم على المدرب أن يقوم بتنويع أساليب التدريب وربط عملية التعلم الحركي بالميول وتوظيف نتائج التعلم الحركي في دفع دافعية اللاعبين وعدم اللجوء إلى أسلوب التحكم وفرض الديكتاتورية والابتعاد عن استخدام أسلوب العقاب البدني، بل يجب توفير جو تسوده المحبة والألفة والديمقراطية وتنمية الانتماء والتقبل والاحترام المتبادل بين اللاعبين واستخدام التقنيات التربوية المختلفة، كما عليه تنمية مفهوم الذات الإيجابي لدى اللاعبين وتحديد الأسباب التي يعزو اللاعبون فشلهم لها، ومن أهم أسباب النجاح استخدام أسلوب التعليم الذاتي والاكتشاف، وذلك بتهيئة الفرص أمام اللاعبين ليحققوا بعض الاكتشافات باستخدام أسلوب الأسئلة والمناقشة بدلا من تقديم المعلومات الجاهزة؛ وذلك بتهيئة الفرص أمام اللاعبين ليحققوا بعض الاكتشافات مع الاهتمام بالحاجات الفسيولوجية وحاجات الأمن والسلامة للاعبين من معدات رياضية وألبسة ومعدات التدريب، خاصة التي تستعمل في رفع معدل اللياقة البدنية مثل سير الجري والدراجات الثابتة، التي تستعمل في تقوية العضلات من حديد وغيره، ومن الأشياء التي يغفلها معظم المدربين العرب هو عدم السماح للأطفال بارتكاب بعض الأخطاء أثناء ممارستهم كرة القدم؛ لأن ذلك من الشروط الجوهرية للاكتشاف ومحاسبة الطفل عن كل صغيرة وكبيرة في أخطائه ربما يفقده الرغبة في مواصلة لعب كرة القدم.

    إن تحسين الإنجازات في كرة القدم لتصبح أكثر سعادة لنا ولأجيالنا المقبلة تحتم أن يكون لدى اللاعب دافع الإنجاز العالي ليصبح دافعا قويا لتوليد الطاقة بهدف تحقيق التفوق والتقدم وتحسين الإنجاز والحرص على أداء أفضل والظفر بالبطولات على مستوى الأندية والمنتخبات.. وأن يكون لدى اللاعب القدرة على إيجاد الحلول السريعة في المشكلات الصعبة وأن يتميز بالثقة في النفس ولديه مسؤولية شخصية كبيرة لتحقيق الإنجاز، فضلا عن أنه يشعر بالفخر لإنجازاته ويحصل على السعادة الشخصية من الكفاح لإنجاز الأهداف التي وضعها لنفسه، ويمكن القول إن الدافع إلى إنجاز النجاح في منافسات كرة القدم يمثل الدافعية الداخلية لدى اللاعب وتجعله يقترب من الموقف التنافسي واجتيازه لأن دافع الإنجاز يعادل مصطلح الثقة بالنفس، ولكي ينجز الشخص عملا يحتاج إلى دافع لكي يقوم بهذا الإنجاز ويرتبط هذا الدافع في الغالب بالخصائص المزاجية والاستعدادات النفسية، وتغلب عليه طابع الشخصية ويستطيع بعض الأفراد تحمل ضغوط دافعية قوية، في حين لا يستطيع الذين يمتلكون مزاجا انفعاليا حادا أو جهازا عصبيا ضعيف الاتزان فإنهم لا يستطيعون تحمل مثل هذه الضغوط، وأثبتت تجارب العلماء في هذا المجال أن لارتفاع مستوى الدافعية دورا فعالا في تحديد مستوى الإنجاز، لكن الارتفاع الكبير في مستوى الدافعية سيؤدي إلى دور سلبي في تحديد مستوى الإنجاز، إذ إن اللاعب صاحب الدافعية العالية جدا كثيرا ما يخطئ في أداء المهارات. وأن الحاجة إلى الإنجاز تتضمن دافعين رئيسين، هما: دافع الحصول على النجاح، ودافع التخلص من القصور الذاتي، وهذان الدافعان يختلف مقدار دافعيتهما من شخص إلى آخر، وقد وجد أن الدافع للحصول على النجاح هو الأكثر ارتباطا بالقلق، وهناك ميزات عدة يتميز بها السلوك الإنجازي في الرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، منها:

    أ‌- مستوى التفوق آو المنافسة مع الآخرين، يسمح هذا المستوى بتقييم مستوى منها النجاح والفشل.

    ب‌- درجة التحدي وتتضح في عدم التأكد من النتائج.

    ج - الإحساس الشخصي بالمسؤولية نحو النتائج.

    هذه العوامل هي خصائص يتميز بها أي لاعب يشارك في منافسات كرة القدم؛ إذ يكون مسؤولا عن تحقيق مستوى من الإنجاز مقارنة ببعض الميزات، ويتوقع أن تتباين دافعية الإنجاز لدى الأشخاص من موقف إلى آخر، وتتأثر بالعوامل الثقافية والاجتماعية والأسرية؛ لذا فإن دافعية الإنجاز بالرياضة بشكل عام أو بالنسبة لكرة القدم بصفة خاصة تتأثر بقيم الآخرين وأفعالهم، وبالطبع فإن الاستعدادات المعرفية والشخصية تحدد درجة دافعية الإنجاز وتعد دوافع الأداء الرياضي (الداخلية أو الخارجية) بمثابة دوافع اجتماعية مكتسبة من المجتمع، حيث يمكن تعلمها واكتسابها، وفيما يلي أهم الدوافع العامة، التي تدفع الإنسان إلى ممارسة النشاط الرياضي بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، وهي:

    - الخبرات السابقة نتيجة اكتساب اللاعب اللياقة البدنية كالقوة العضلية والسرعة والتحمل.

    - الخبرات السابقة نتيجة إتقان لاعب كرة القدم للمهارات الحركية التي تتطلب مزيدا من الرشاقة والمرونة.

    - الاستمتاع بالنتائج الإيجابية لمباريات كرة القدم من خلال الإحصاء الرياضي، والتي تسهم في إشباع دوافع التفوق والإنجاز.

    - الخبرات المكتسبة نتيجة إدراك اللاعب لأهمية أدائه.

    - الشعور بالسرور نتيجة النجاح في التغلب على بعض التمارين الرياضية الشاقة، خاصة التي تتميز بالصعوبة أو التي تتطلب الشجاعة والجرأة وقوة الإرادة مثل الألعاب الهوائية، وهذا النجاح يولد مزيدا من الحاجة للنجاح.

    - الخبرات السابقة نتيجة إشباع اللاعب لحاجته إلى الانتماء إلى ناديه أو منتخب بلاده وحاجته إلى الاحتراف والشهرة وإثبات الذات، حيث يسعى لأن يكون عضوا فعالا في النادي أو المنتخب، وأن يظهر نفسه كنموذج يقتدى به، وأن يتحمل مسؤولية رفع علم وطنه عاليا في المنافسات والبطولات الدولية، وهكذا تنقسم الدوافع التي تعمل على توجيه اللاعب إلى دوافع مباشرة وأخرى غير مباشرة، وأهم الدوافع المباشرة تتلخص فيما يلي:

    - الإحساس بالرضا كنتيجة رغبته في ممارسة كرة القدم.

    - تحقيق البطولات وإثبات التفوق وإحراز الفوز.

    - المتعة الحسية للاعب بتحقيق الإنجاز الشخصي كالفوز مثلا بجائزة هداف الدوري أو أحسن مدافع أو أحسن حارس مرمي في الموسم.

    - الشعور بالارتياح كنتيجة للتدريبات الصعبة والتي تتطلب شجاعة وجرأة وقوة إرادة.

    - الاشتراك في المباريات الرسمية.

    وهناك الدوافع غير المباشرة مثل:

    - رفع مستوى قدرة اللاعب على الأداء الراقي والمؤثر.

    - اكتساب الصحة واللياقة البدنية عن طريق ممارسة كرة القدم.

    - الوعي بالدور الاجتماعي للرياضة من خلال انتماء اللاعب للأندية الوطنية وتمثيلها في المباريات الرسمية.

    ومن الدوافع المهمة ذات العلاقة ما يلي:

    - دوافع الانتماء: ودوافع الانتماء للنادي يشكل أهمية قصوى تجعل من اللاعب يؤدي بطريقة تحمل في طياتها كل التحديات التي تشكل عنصرا مهما من عناصر الإبداع وتحقيق الإنجاز.

    - دوافع التنافس والحاجة إلى التقدير: أثبتت التجارب أن لاعب كرة القدم وخاصة في قطاع الناشئين في كرة القدم وفي العالم العربي على وجه الخصوص يزيد من مقدار الجهد المبذول حينما يتنافس مع غيره؛ لذلك نجد أن الأطفال من أعمار خمس سنوات ينظمون المباريات الحبية بينهم وبين أقرانهم في المدارس أو الأحياء السكنية، خاصة حينما يعرفون أنهم سيحصلون على التقدير الاجتماعي أو من الأقران أو من الأسرة بعد تحقيق الفوز.

    - دافع الإنجاز في كرة القدم:

    ويعرف بأنه الرغبة في الفوز بالمباريات لأن الدوافع التي تؤدي إلى الإنجاز هي المنافسة من أجل تحقيق أفضل مستوى أداء ممكن، وقد يستخدم أحيانا مصطلح الحاجة إلى الإنجاز والتوجهات الإنجازية أو الحاجة إلى التفوق، وهذا ما يرغبه لاعب كرة القدم إن كان على مستوى النادي أو المنتخب؛ ولذلك يمتلك اللاعب الإحساس القوي بالحاجة إلى النجاح وتجاوز الصعوبات والتغلب على المشكلات التي تعترض طريقه لتحقيق الإنجاز ومدى استعداده الثابت في الشخصية يحدد مدى سعي الإنسان ومثابرته في سبيل تحقيق نجاح أو بلوغ الهدف؛ مما يترتب عليه درجة معينة من الإشباع وذلك في المواقف التي تتضمن تقييم الأداء في ضوء مستوى معين للامتياز في هذا يحدث التباين من شخص إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى، ويعتمد في ذلك جزئيا على التنشئة الاجتماعية والدراسية والتربية الأسرية.

    وهناك خصائص عامة للذين يتميزون بدرجة عالية من الإنجاز في مناشط الحياة المختلفة، ومنها ممارسة كرة القدم وهي على النحو التالي:

    أ. يظهرون قدرا كبيرا من المثابرة في أدائهم.

    ب. يظهرون نوعية متميزة من الأداء.

    ج. ينجزون الأداء بمعدل مرتفع.

    د. يعرفون واجباتهم أكثر من اعتمادهم على توجيهات الآخرين.

    هـ. يتسمون بالواقعية في المواقف التي تتطلب المغامرة أو المخاطرة.

    و. يتطلعون إلى أداء المواقف التي تتطلب التحدي.

    ز. يتحملون المسؤولية فيما يقومون به من أعمال.

    ح. يحبون معرفة نتائج أدائهم لتقييم قدراتهم وتطويرها نحو الأفضل.

    وهناك عوامل عديدة تؤثر في دافعية الفرد، أهمها:

    - تراث المجتمع الذي يعيش فيه الفرد (الثقافة والعادات والتقاليد السائدة).

    - شخصية الفرد وخبراته في مواقف معينة.

    - التعلم الاجتماعي للفرد.

    - المعايير والقيم.

    - القيم الاجتماعية.

    - الممارسة الحقيقية لكرة القدم.

    - صعوبة تطبيق الأداء المهاري المطلوب.

    ففي كرة القدم تؤثر عوامل مثل الجمهور وتوجيهات المدرب وظروف المنافسة وأهميتها في مستوى الدافعية وبسبب الاختلافات في سمات الشخصية فإن كل لاعب يمكن أن يستجيب بشكل مختلف لطبيعة المهارات الإرادية والقلق وتؤثر مقاومة الضغوط في مستويات الإنجاز والأداء الرياضي، ولا بد من النظر إليها وعلاقتها بالدافعية.

    وقد اتفق كل المختصين في هذا المجال على أهمية الدافعية وتوجيه الاستثارة إيجابيا في مجال الأداء المهاري والتفوق في المواقف التدريبية والمنافسات الرسمية، وهي أن تتغلب على الصعوبات وأن تمارس القوة وأن تسعى لأن تقدم شيئا مفيدا، وأن تحقق مستويات عالية وتتفوق على الآخرين، وتزيد من قيمة الذات بوساطة الممارسة الناجحة للموهبة؛ لأن التفوق هو حصيلة التعلم والدافعية التي تمثل مكانة متقدمة تؤثر بصورة مباشرة في التعلم والتدريب وأداء الفرد للمهارات الرياضية، ويستمر تأثير الدافعية قبل أداء المهارة وأثناءها، بل حتى في أسلوب تنفيذها، ويتوقع من الأشخاص الذين يتميزون بدافعية إنجاز عالٍ أن يكون لديهم إدراك واضح عن الأشياء يؤدونها بتميز عن الأشخاص ذوي دافعية إنجاز منخفضة؛ لأن نظرة الإنسان لنفسه إنما تتحدد بالأهداف التي وضعها لنفسه، وأن إنجاز هذه الأهداف تفضي إلى مشاعر الارتياح والفرح، في حين يؤدي الإخفاق إلى الإحباط والإذلال، وهناك بعض العوامل المؤثرة في دافعية الإنجاز تتمثل في: الرؤية للمستقبل - العمل على تجنب الفشل - تقدير الذات - الحاجة إلى تحقيق الإنجازات وعوامل أخرى مؤثرة لأن لاعب كرة القدم يتعرض لضغوط نفسية تختلف شدتها وارتباطها وفقا للمتغيرات النفسية، وكلما ارتفعت درجة الضغوط النفسية مثل (ضغط الجمهور، المكافآت والحوافز، العلاقة بالمدرب، ضغوط التحكيم، الإمكانات، ضغوط الإصابة، المشكلات الشخصية، ضغط الإعلام، ضغوط الإدارة، العلاقة مع الزملاء) وتزداد شدتها كلما زادت وارتفعت درجة حالة القلق لدي اللاعب.

    وتتساوى حالة القلق لدى جميع اللاعبين الكبار أو الناشئين، كما يتساوى مقدار دافعية الإنجاز لديهم وعليه وفي كل الحالات يجب التعرف على مصادر الضغوط لدى اللاعبين ومحاولة العمل على مجابهتها وعلاجها إن كان عن طريق المدرب مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عن طريق إعداد الإخصائي النفسي للاهتمام بالتوجيه والإرشاد النفسي للاعبين لتخفيف حدة الضغوط النفسية، كما يجب على المدربين العرب التعرف على مستويات القلق، وكذلك الضغوط النفسية ومقدار الدافع للإنجاز خاصة الضغوط النفسية المرتبطة بالمنافسات وعلاقتها بتماسك الجماعة والعلاقات الاجتماعية لدى اللاعبين إن كانوا ناشئين أو كبارا والتعرف على الضغوط النفسية وعلاقتها بالثقة في النفس وتقدير الذات لدى اللاعبين الناشئين، وذلك بالتقرب للاعب ومحاولة توجيهه وإرشاده بأسلوب علمي سليم وبإجراء دراسات أخرى؛ وذلك لإعداد برامج وأساليب لمعالجة الضغوط النفسية.

    إن السلوك الحركي هو رد فعل حركي طبيعي للدوافع الفردية والسلوك لم يكن تلقائيا أبدا، بل غرضي يتجه باتجاه أهداف تشبع حاجات الفرد، وهناك وظائف متعددة للدوافع في التعلم، ومن أبرز هذه الوظائف:

    أ- أن للدوافع دورا كبيرا في إثارة همة اللاعب وإشعاره بأنه في حاجة مستمرة إلى ممارسة كرة القدم طالما هو لم يشبع حاجاته اليومية وشعوره للحركة الدائمة في الفراغ، وكذلك تنتفي الحاجة إلى الحركة عندما يشبع اللاعب جميع حاجاته ولم يشعر بأن هناك حاجة دافعة عند بعض اللاعبين الذين يلعبون ضمن فرق الأندية أو المنتخبات بكرة القدم لا يشعرون بالشعور نفسه من حيث الرغبة والإقبال للمشاركة وأداء متطلبات كرة القدم التي يتمتع به أقرانه من اللاعبين الآخرين؛ لذا فإن الدافع موجود عندما تكون الحاجة موجودة، وبالتالي تحدث عملية الإبداع في الأداء.

    ب- تعتبر الدوافع مسؤولة مسؤولية مباشرة عن توجيه السلوك الحركي نحو مهارة آو حركة ما، فمثلا الذي لديه رغبة وميل لممارسة كرة القدم تكون لدية رغبة واندفاع لمتابعة كل ما يجري في ملاعب كرة القدم وكل ما يعرض من وسائل الأعلام المرئية والمقروءة، إذن فالدوافع هي التي توجه السلوك باتجاه اللعبة التي يميل إليها اللاعب.

    ج- تلعب الدوافع وظيفة كبيرة في تأخير ظهور التعب خلال الممارسة المستمرة والتدريب، وكلما كان اللاعب يعشق كرة القدم فإنه يمارسها لفترات طويلة خلال التدريب اليومي دون تعب أو كلل ولا ملل، وإن تأخر ظهور التعب عند الممارس يدفعه إلى زيادة بذل الجهد والاستمرارية ويزيد من دقة أدائه.

    د- يزداد الانتباه عند اللاعب عندما تكون الدوافع موجودة، والانتباه يلعب دورا مهما في عملية الإدراك ودقة وسلامة الإدراك تسهل على اللاعب التعرف على أدق تفاصيل الواجب الحركي.

    وهناك قوتان تؤثران وتدفعان اللاعب باتجاه التطور، وهاتان القوتان هما القوى الخارجية والقوى الداخلية، والقوى الخارجية هي الهدف أو الباعث، أما القوى الداخلية فهي الرغبة أو الحافز، إن التفاعل بين كلتا القوتين يسبب الدافع في اللاعب، فالرغبة والهدف أو الحافز والباعث يعتمد كل منهما على الآخر، وعند ظهور الرغبة يظهر الهدف أو عندما يوجد الحافز يظهر الباعث، فالرغبة أو الحافز هي حاجات اللاعب الداخلية وميوله واتجاهاته وعواطفه وهي استثارة داخلية عضوية موجودة عند اللاعب تدفعه إلى الشعور والإحساس بالتوتر، إما الأهداف أو البواعث فهي الإغراض والأهداف التي يطمح اللاعب للحصول عليها من أجل إزالة التوتر والتي تتمثل بالمكافآت المتوقع حصولها نتيجة تحقيقه للنتائج الايجابية، إن لعبة كرة القدم عندما تعرض مبارياتها على شاشة التلفزيون أو الإذاعة أو تكثر الكتابات عنها في الصحف والمجلات أو اهتمام الدولة ورعايتها لها يمثل حوافز أو رغبات داخلية، أما البواعث والأهداف فتمثل الاعتبارات المادية والمعنوية التي يتوقع الحصول عليها من قبل اللاعب كجزاء على ذلك؛ مما يدفعه إلى التدريب والممارسة لتحقيق هدفه.

    إن العلاقة بين الحوافز والبواعث علاقة مترابطة، فإذا ما انخفضت الحوافز يجب زيادة البواعث لكي يندفع الفرد للتعلم، ويلعب المدرب دورا مهما في زيادة مبدأ التشويق والإثارة وتوضيح الأهداف لكي تدفعه للاستمرار في العطاء، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن هذه الأهداف يجب أن تتناسب مع قدرات اللاعب وتحقيق ميوله وحاجاته لكي يستطيع إشباعها، وبالتالي تحقيق الأهداف المطلوبة، ويمكن تصنيف الدوافع إلى ما يلي:

    1- دوافع أولية: وهي دوافع فسيولوجية وفطرية تظهر لدى الكائنات الحية منذ الولادة مثل الجوع والعطش والخوف.

    2- الدوافع الثانوية: وهي دوافع اجتماعية نفسية يكتسبها الفرد خلال مراحل النمو الاجتماعي، مثل تحقيق الذات والميول والاتجاهات والقيم والعواطف والحزن ولقد اختلفت الأساليب المستخدمة من قبل المدربين في إثارة سلوك اللاعب وبعض هذه الأساليب قد تكون مؤثرة في مجال الإثارة والبعض الآخر محدود في التأثير أو معاكس، وقد يكون ضارا أحيانا، ومن أهم الأساليب المستخدمة في إثارة دوافع اللاعب لممارسة كرة القدم، وهي كما يلي:

    1- تسهيل طرق ممارسة كرة القدم من أجل دفع اللاعب للاستمرار في الممارسة.

    2- وضوح الهدف المناسب لأن لكل مهارة تعليمية أهداف محددة، وعند بدأ عملية التدريب لا بد للمدرب من توضيح هذه الأهداف، حيث تكون متناسبة مع القدرات البدنية والعقلية للاعب، فعندما تكون الأهداف متعددة وكبيرة وغير متناسبة مع الفئة العمرية أو أكبر من القدرات البدنية والعقلية لهذه الفئة، فإن ذلك يؤدي إلى الإحباط؛ لذا على مدربينا العرب الاهتمام بهذه الناحية؛ لأن الإحباط قد يتسبب في ابتعاد موهبة كروية من ممارسة كرة القدم.

    3- التوازن في إشباع الحاجات لأن عدم التوازن ربما يطفئ في داخل اللاعب الدوافع للاجتهاد في التدريب واكتساب المهارات واللياقة البدنية بسبب الشعور بالإحباط واللامبالاة؛ لهذا يجب على المدربين التركيز على استثارة الدافع عن طريق جعل اللاعب دائما يرغب في مزيد من التطور الرقي بأدائه من أجل تحقيق الأهداف القريبة من مستواه؛ حتى لا يشعر بالغرور وعدم الحاجة إلى الاستمرار بتطوير المستوى وبالتالي الفشل، وهذا ما لازم عددا من اللاعبين العرب وتسبب في إنهاء مسيرتهم الرياضية.

    4- يجب التوازن بين الأهداف والرغبات؛ لأن الهدف المختار في العملية التعليمية يجب أن يختار بشكل متوازن ومتناسب مع رغبة اللاعب فإذا ما أريد تعلم مهارة معينة في كرة القدم كالتهديف في المرمى مثلا فإن إثارة حماس اللاعبين عن طريق التعزيز المادي كالمكافآت المادية والمعنوية أو إهداء الميداليات أو الكؤوس للاعب الذي يحرز أكبر عدد من الأهداف بالمقارنة مع زملائه الآخرين خلال الوحدة التدريبية يكون أكثر مناسبة وإثارة مما لو خصص كتاب علمي على سبيل المثال للهدف الجيد.

    5- ويأتي دور التحفيز وهو ما يقوم به المدرب من ثواب أو عقاب لفظي أو معنوي خلال الوحدات التدريبية بغرض تحفيز اللاعب على بذل المزيد من الجهد لتطوير المستوى الفني والتعزيز هو مكافأة يقدمها المدرب، وقد يكون بشكل تقديم الجوائز أو الميداليات أو شهادات تقدير أو بشكل لفظي كالتشجيع والمدح والثناء، وهذا التحفيز أي كان نوعه مادي أو معنوي فانه يجب أن يكون متناسبا مع مقدار الإنجاز على أن يكون فوريا ويتبعه مباشرة.

    6- إن إجراء الاختبارات المستمرة في تقويم مستوى اللاعب من أهم العوامل التي ترفع من مستوى فعالية الدافع ، فاللاعب يجب أن يعرف مستوى إنجازه أو مدى تطور مستواه باستمرار لكي يتسنى له الاطلاع على واقع أدائه، والمدرب يلعب دورا أساسيا في استخدام واختيار الأساليب المحركة والدافعية للاعبين وتطوير مستواهم.

    آملين من مدربينا عدم إهمال هذه الجوانب؛ حتى تطغى الأساليب العلمية في أدائهم على الاجتهادات الشخصية؛ لأن تميز الدافعية عن بعض العوامل المؤثرة في السلوك، مثل الخبرات السابقة للاعب وقدراته الجسمية والموقف البيئي الذي يجد نفسه فيه وفاعلية الذات ودافعية الكفاية ودافعية الإنجاز تعد هي القوى المحركة للسلوك والأساليب التي تفسر بها مسالك النشاط العقلي


    المكتبة الرياضية الشاملة على تيلجرام telegram

    برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : أهمية الدافعية لتحقيق الإنجاز في كرة القدم

    التعليقات
    الحد الأدنى لطول التعليق هو 255 حرفا. التعليقات خاضعة للإشراف
    رسالة الموقع
    نعتذر عزيزي مجموعة الـ الزوار غير مسموح لها باستخادم خاصية التعليقات .
    فضلاً قم بالتسجيل لتتمكن من التعليق على المواضيع

    المقالات التي قد تهمك أيضا: