الوسائل التعليمية المساعدة على التعلم
الوسائل التعليمية المساعدة على التعلم
أ.م.د. عادل فاضل علي
جامعة بغداد - كلية التربية الرياضية
لقد ثبت بالملموس اهمية الاستخدامات التطبيقية لبعض الادوات والمواد والاجهزة المختلفة منفردة كانت ام مجتمعة في عملية التعلم بوجه عام، وهذه الاهمية تجلت في مساعدة الافراد معلمين ومتعلمين جميعاً على فهم واجتياز المراحل التعليمية المختلفة واسهمت في تقليل الجهد والتكاليف واختصار الوقت.من هنا فلابد من اقتران ما يقرأه المتعلم بامور محسوسة معروفة، وان تقريب المفاهيم من المتعلم وتوصيلها لتكوين مدركات واضحة يتطلب منا الاهتمام بالحواس.
من كل ما تقدم تبرز اهمية ودور الوسائل التعليمية التي يعبر عنها بأنها "وسائل الاتصال المباشر التي تساعد المتعلمين على اكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات والاساليب"(1).
كما انها كل ما يستخدم من قبل المعلم من امكانات متاحة تعمل على نقل المعلومات النظرية والمهارات العملية للمتعلم وتوضيحها بغية الوصول الى الهدف باقل جهد واسرع وقت(2).
ونرى انها:مجموعة المصادر والمعلومات والخبرات المتنوعة والمبرمجة التي تعمل على مساعدة المتعلم على فهم وتطبيق الفعاليات التعليمية النظرية والعملية بما يزيد من المعرفة لديه.
ان للوسائل التعليمية دوراً مهماً وفاعلاً في توصيل المادة التعليمية الى المتعلمين، كما ان للجانب النفسي الذي تؤديه اهمية كبيرة في خلق الدوافع وايجاد الرغبة في العمل وصولاً الى المعرفة المطلوبة. وجاء في تحديد دورها ما يأتي(3):
1.تقليل الجهد واختصار الوقت من المعلم والمتعلم.
2.تعلم بمفردها.
3.تساعد على نقل المعرفة وتوضح الجوانب المبهمة وتثبت عملية الادراك.
4.تثبت المعلومات وتزيد من حفظ الطالب وتضاعف استيعابه.
5.تقّوم معلومات الطالب وتقيس مدى ما استوعبه من مادة الدرس.
كما ان استخدام الوسائل التعليمية المختلفة في العملية التعليمية يجعل عملية التعلم الحركي اكثر فعالية وايجابية، حيث يصبح المتعلم مسؤولاً ومشاركاً وايجابياً على نحو كبير، بعد ان كان مستقبلاً ومقلدا(4).
ان للوسائل التعليمية اهمية خاصة في تدريس العلوم المختلفة والعلوم الانسانية عامة ولايمكن التغاضي عنها، اذ تنبثق من الفوائد الناتجة عنها والاثار القيمة التي تخلفها الافكار والمعلومات في عقول الطلبة الدارسين منهم والمتدربين، وادامتها وجلاء معانيها في اذهانهم، ومن الامور التي تدل على اهميتها(5): انها تهيئ خبرات متنوعة ومحسوسة للطلبة، وتعمل على اثارة هوايات الطلبة وتجديد نشاطاتهم ومشاركتهم، وتساعد على التذكر وسرعة التعلم او التدريب وتثبيته، وتعمل على مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة، وتساعد على تكوين النزعات العلمية المرغوبة وتكوين الاتجاهات الجديدة، وتهيئ وتوفر فرص التعلم الذاتي للفرد، ورفع انتاجية المؤسسة التعليمية او التدريبية كماً ونوعاً، وانها نافعة في المراحل الدراسية كافة.
أقسام الوسائل التعليمية:
على الرغم من كثرة وتنوع الوسائل المستخدمة لمساعدة العملية التعليمية الا انه من الواجب استخدام وسائل جديدة ومتطورة لمواكبة التقدم العلمي الحاصل، وهذا ما استند اليه الباحث في اختياره لوسيلة حديثة تنادي بها الكثير من المؤسسات التعليمية لادخالها ضمن الاقسام المتعددة لوسائلها المستخدمة التي تقسم على ثلاثة اقسم وهي(6):
- الوسائل البصرية:
ان عنصر حاسة البصر في هذه الوسيلة يعد الاساس في استلام المثيرات، وتتمثل في الكثير من الوسائل منها (وسائل العرض المختلفة الصماء كالسينما، والتليفزيون، والفيديو، وجهاز عرض الشرائح، واللوحات، والرسوم، والصور، والنماذج، والملصقات، والرسوم البيانية، وجهاز الحاسب الالكتروني).
- الوسائل السمعية:
تكون حاسة السمع هي الاساس في تعيين المثيرات المختلفة التي تتطلب الاستجابة لها ومنها (الاذاعة، اشرطة التسجيل، وغيرها).
- الوسائل المختلطة (السمعية البصرية):
وتعتمد على حاستي البصر والسمع في توفير المثيرات المطلوب الاستجابة لها وتشتمل على الكثير من الوسائل منها (اجهزة العرض المختلفة الناطقة، كالتليفزيون، والسينما، وجهاز الفيديو، وجهاز الصور المتحركة الناطقة، واجهزة الشرائح المصحوبة بتسجيلات صوتية وتعليقات، وجهاز الحاسب الالكتروني المتعدد الوسائط، وغيرها).
ومما سبق يمكننا ان نشير الى ان تعدد الوسائل التعليمية يساعد على التعلم(7)، الافضل، فاشتراك حاستين يساعد في تكوين المفاهيم بصورة افضل مما لو قامت حاسة واحدة باستلام المثير.
وهناك تقسيماً اخر مثل على شكل مخروط سمي بمخروط الخبرة وقسم الى عشرة اقسام وكما يأتي:(8)
أسس استخدام الوسائل التعليمية:
ينبغي على القائم بعملية التعلم انتقاء الوسائل التعليمية المناسبة وعدها جزءاً متمماً من عمله وان يكون اهتمامه منصباً على انتقائها وحسن استخدامها، اذ يجب عليه مراعاة الاسس الاتية(9)(10):
1.ان تكون مناسبة للمرحلة الدراسية ومستوى نضج الطلاب ومرتبطة بالمنهج.
2.ان يكون المستخدم لها معتقداً بجدواها.
3.انتقاء النافع والمفيد منها وعدم المبالغة في كثرتها.
4.ان يكون الهدف واضحاً من استخدامها.
5.اتقان استخدامها قبل البدء في عملية التعلم.
6.ان لايطغى الاهتمام بها على مادة الدرس لانها جزء منه.
7.العمل على اشراك الطلبة في عملها واستخدامها.
8.ان تكون خالية من التعقيد والتفصيلات لكي تؤدي دورها ويجب ان تمتاز بالدقة والوضوح.
9.ان تكون مستمدة من بيئة المتعلم وحسب حاجته اليها.
تقويم أثر الوسائل التعليمية:
من اجل تقويم فاعلية الوسائل التعليمية المختلفة لابد لنا من ان نميز بينها كادوات والالات ونماذج واثرها على المتعلمين، اذ ان التأثير الحاصل يعزى الى هذه الوسائل اذا ما تم عزل بقية المتغيرات التي تؤثر في العملية التعليمية، وبرأينا ان عملية الفرز قد لاتكون نافعة، اذ تشترك الكثير من العوامل في عملية التعلم، من هنا بات لزاماً علينا ان نحدد الوسيلة الجيدة كونها تترك أثراً على المتعلم مع ملاحظة ما يأتي(11):
1.لابد ان يكون تقويم الوسائل التعليمية شاملاً لكل المجالات التي اسهمت فيها، ويجب ان يتم فحص المناهج والمعلومات والاتجاهات والمهارات التي كان لهذه الوسائل دوراً فيها.
2.ان يكون الهدف من التقويم هو تحسين الوسائل التعليمية واقتراح وسائل تعليمية جديدة والنهوض بالمتوافر منها.
3.ان تشترك جهات عدة (التدريسي، الطالب، ادارة القسم، الفنيون العاملون، وغيرهم) في تقويم الوسائل التعليمية وان يكون الحكم صادراً عن الجميع.
4.ان يستهدف التقويم عقد موازنة بين النفقات المصروفة على الوسائل قياساً بمردوداتها التربوية.
5.ان تستمر عملية التقويم مع استمرار العملية التعليمية وفي اطارها.
الوسائل التعليمية المستخدمة في المجال الرياضي:
استخدمت الكثير من الوسائل التعليمية في مجال تعلم الحركات والمهارات الرياضية، منها ما استخدم كوسائل تعليمية بحتة تهدف الى اكتساب وتعلم المهارات المختلفة في الالعاب الرياضية، ومنها ما استخدم كوسائل آمان تساعد المتعلمين على آداء الحركات الصعبة والخطيرة(12).
ففي الجانب الاول اسهمت الوسائل التعليمية في تقديم المساعدة الحاسمة للكثير من الطلبة في تعلم المهارات للفعاليات الرياضية في الدروس العملية المختلفة من خلال تصنيع اجهزة مساعدة في التعلم، اثبتت جدواها من خلال النتائج التي تم الحصول عليها بعد تطبيق برامج تعليمية وتدريبية مختلفة.
شملت هذه البرامج التعليمية التي استخدمت الوسائل التعليمية فئات اجتماعية مختلفة ولكلا الجنسين وبمختلف الفعاليات الرياضية، وقدمت من خلال تطبيقاتها فوائد جمة للمجتمع الذي طبقت عليه، واسهمت في ايجاد مجموعة من الوسائل التعليمية المقترحة كالاجهزة والادوات المصنعة محلياً، فضلاً عن البرامج التجريبية المطبقة والتي اسهمت هي الاخرى بتقديم الكثير من النصح والفائدة لمستخدميها.
ونرى ان مثل هذه البرامج او الاجهزة لا تلغي دور المدرس في العملية التعليمية ولاتكون بديلاً عنه، وانما تعمل على خلق حالة من الامتزاج بين ما هو مستجد في الدروس العملية يمنح الطالب فرصة اضافية لتعلم المهارات وتدفعه الى التدريب والتكرار من خلال خلق الرغبة لديه كونها شيء جديد يطبق في المحاضرات العملية يختلف عن الاسلوب التقليدي السائد.
ان دور المدرس في عملية التعلم مهم وحاسم بما يقدمه من تغذية راجعة للمتعلمين، وقد ظهرت اتجاهات حديثة استخدمت مصطلح النظام التعليمي في دروس التربية الرياضية، وهو عملية استخدام مجموعة من الوسائل التعليمية المركبة او المختلطة لمرحلة معينة، وتكون الخطة التعليمية مرتبة ومبرمجة للطالب لايعتمد في تنفيذها على المدرسة وانما تعتمد عليه ذاتياً، وفي هذه العملية يتناقص دور المدرس بالاشتراك الفعلي في الوحدات التعليمية ليصل الى الصفر في حالة استخدام (النظام التعليمي). كما نجد ان هذا الرأي قد يشوبه بعض النقص وذلك للايمان الكامل بدور المدرس في الوحدات التعليمية، ولكن قد يتباين دوره من مرحلة الى اخرى، ومن مهارة الى مهارة حسب صعوبتها وتعقيدها، كذلك فان نوعية البرامج التعليمية المقترحة واستخدام الاداة او الوسيلة التعليمية يفرض على المدرس دوراً معيناً يختلف حسب ما يتطلب من تنفيذ هذا البرنامج.
المراجع والمصادر:
(1) شاكر محمود عبد المنعم، الوسائل التعليمية في تدريس المواد الاجتماعية. مجلة الفتح، العدد الرابع، مايس، 1999، ص98.
(2) افتخار احمد السامرائي، تطور مستوى الاداء الحركي اثناء عملية تعاليم سباحة الصدر للبنات. اطروحة ماجستير، كلية التربية الرياضية، جامعة بغداد، 1984، ص153.
(3) بشير عبد الرحيم الكلوب، ص 27-28.
(4) محمد عثمان. التعلم الحركي والتدريب الرياضي، دار القلم، الكويت 1987، ص152.
(5) قصي حازم محمود، اثر استخدام بعض التقنيات في تطوير المبادئ التحكيمية لبعض الالعاب الجماعية. مجلة كلية المعلمين، العدد 14، 1998، ص333.
(6) شاكر محمود عبد المنعم،المصدر السابق، ص99-100.
(7) افراح ذنون يونس، أثر استخدام بعض الوسائل التعليمية في تعلم قفزة اليدين الامامية على حصان القفز. اطروحة ماجستير، كلية التربية الرياضية، جامعة الموصل، 1992، ص33.
(8) سعدي لفتة (واخرون)، الوسائل التعليمية. مطبعة وزارة التربية، بغداد 1982، ص17.
(9) شاكر محمود عبد المنعم،المصدر السابق، ص101.
(10) هيفاء عوض، ص71.
(11) شاكر محمود عبد المنعم،المصدر السابق، ص108.
(12)يعرب خيون عبد الحسين، تقويم الوسائل المساعدة في التدريب على اجهزة الجمباز، مجلة دراسات، وقائـع المؤتمـر الرياضي العلمي الثاني، عدد خاص 2، 1994، ص157-171.
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الوسائل التعليمية المساعدة على التعلم