مراحل التعلم الحركي
مراحل التعلم الحركي
إعداد الباحث : فادي عمر الطناني
ماجستير , علوم الحركة
مقدمة :-
يعتبر التعلم الحركى أقدم أنواع التعلم , فهو قديم من قدم الأنسان على الارض , فسلوك الأنسان فى معظمه سلوك حركى , فهو يتعلم حركياًمنذ الرضاعة تحت ظروف معينه لا تتوافر عند الحيوانات , حيث يتعلم الانسان بمساعده الأنسان وداخل محيط المجتمع الأنساني .
إن التعلم الحركى هو المصطلح الشائع فى المراجع العربية كتعريب للمصطلح الاجنبي ( Motor learning ) فكلمة Motor تشير إلى قلب أو أساس عملية تعلم الفرد لمهارات حركية , بمعني العمليات الداخلية التى تحدث داخل الجسم البشري والمتسببة فى حدوث التعلم , مثلها فى ذلك مثل ( Verbal learning) والذى يشير إلى التعلم اللفظي الذى يقودنا بعد ذلك إلى التعلم اللغوي
( Language learning ) .
بعض التعريفات للتعلم الحركى
:-
التعلم الحركى كعملية : فهو عبارة عن التطور النسبي المؤقت فى الأداء المهارى , والناتج عن التعليم , ويستدل عليه بالأداء .
ويصف Schmidt سنة 1998: التعلم الحركى بأنه مجموعة من العمليات المرتبطة بالممارسة والخبرة والتى تؤدى إلى تغيرات ثابتة نسبياً فى القدرة على أداء مهارة حركية .
أما Newell سنة 1991 : فيرى أن عملية التعلم الحركى يمكن وصفها على انها البحث عن حل المشكلات الحركية المنبثقة من تفاعل الفرد مع الواجب الحركى والبيئة المحيطة (Environmant ) , حيث أن حل المشكلة الحركية هو استراتيجية جديدة للإدراك والحركة .
ويعرفه سعيد الشاهد 2001 : تغير دائم نسبي فى الحالة الداخلية للفرد نتيجة للممارسة أو الخبرة السابقة .
مراحل التعلم الحركى :-
لقد إختلف العلماء فى عدد هذه المراحل نظراً لاختلاف تصوراتهم حول كيفية حدوث التعلم , وسوف نستعرض تطور الأراء المتعددة لمراحل التعلم الحركى .
Fitts & Posner -1 (سنة 1967)
يرى Fitts & Posner ان التعلم الحركى ثلاث مراحل :
* المرحلة المعرفية (Cognitive Stage ) : وفيها يكتسب المتعلم معلومات عن كيفية اداء المهارة , من خلال تركيز إنتباه لمحاولة تكوين فكرة عن متطلبات المهارة ككل ولتحديد ترتيب الحركات المستخدمة .
*المرحلة الإرتباطية ( Associative Stage ) :وفيها يستطيع المتعلم ان يبدأ التركيز على الايقاع الزمني للمهارة والأرتقاء بميكانيكيات الحركة , وبالنسبة للمهارات المركبة فإن المتعلم يستمر فى هذه المرحلة لفترة طويلة.
* المرحلة الاوتو ماتيكية (Automatic Stage ) : وفيها سنجد ان المتعلم لا يركز انتباهه على المهارة , حيث أن عملية تنفيذ المهارة قد انتقلت لمركز المخ السفلي مما يسمح للمتعلم بالانتباه إلي اشياء اخرى ,
( الواجب الخططي ) , مع ملاحظة ثبات الأداء بالإضافة إلى القدرة على التكييف للمتطلبات البيئية المختلفة .
Adams -2 ( سنة 1971 )
ويرى ان للتعلم الحركى مرحلتين :
* المرحلة اللفظية الحركية ( Verbal motor phase ) : وفيها يحاول المتعلم فهم طبيعة النشاط وتحليل التكنيك الخاص به مع التركيز على الحركة ومقارنتها بالنموذج الذى شاهده , كما يستطيع فيها المتعلم ان يكتشف الأخطاء ويصلحها .
* المرحلة الحركية ( Motor phase ) : وخلالها تصبح الحركة أوتوماتيكية , ويتجه تركيز الإنتباه غلى الجوانب الخارجية للبيئة .
3- Gentile (1972 )
وتقسم مراحل التعلم الحركى إلى مرحلتين :
* المرحلة الأستكشافية : ويهدف المتعلم فى هذه المرحلة على تكوين فكرة عن الحركة , أو بمعني أخر معرفة ما يجب أن يؤديه المتعلم لتحقيق الهدف من الحركة , وكلمة فكرة هنا يقصد بها التعرف على الحركات المناسبة والمطلوبة لتحقيق هذه الحركة .
* المرحلة التثبيت : ويجب على المتعلم فى هذه المرحلة ان ينمي قدرته على الأداء تحت مختلف الظروف , بالإضافة إلى زيادة ثبات تحقيق الهدف من الحركة , مع مراعاة الأقتصاد فى بذل الجهد .
4- Minel ( سنة 1980 )
ويشير Magil إلى تقسيم Minel لمراحل التعلم الحركى كما يلي :
* مرحلة التوافق الأولى : وفيها يتم إكتساب المسار الأساسي للحركة بشكل عام , وتهدف تلك المرحلة إلى إكتساب المتعلم إدراكة التوافق الحركى الاولى للمهارة والذى يسمي بالشكل الخام .
* مرحلة التوافق الجيد للحركة : والتى تتميز بإصلاح العديد من الأخطاء وتنقية الحركات من الشوائب , وتحسين نوعية الأداء , وتهدف تلك المرحلة للتخلص من معظم الاخطاء الفنية الكثيرة والتى تميزت بها المرحلة التعليمية السابقة , حتى تبدو الحركة نظيفة خالية من الزاويا الحادة والحركات الغريبة فى مسار الحركة .
* مرحلة ثبات الحركة : ويصل فيها الفرد إلى ما يسمي بالأوتوماتيكية فى الأداء , حيث تصل إلى درجة الكمال والثبات الحركى , وتهدف إلى الوصول بالحركة إلى أقصى وأدق توافق حركى ممكن حتى تثبت وتستقر الحركة وتظهر بشكلها الأوتوماتيكي .
وفى هذه المرحلة يجب ان نفرق بين مراحل التعلم المهارى ومراحل تطور الاداء المهارى , حيث يمكن النظر إلى مراحل التى إقترحها Minel على انها مراحل تطور الأداء المهارى وليست مراحل التعلم الحركى .
5- Newell ( 1985)
وقد افترض ان للتعلم مرحلتين متفقاً مع ذلك جنتل وأدامز إلا انه قد ركز على تطور التوافق الحركى :
* مرحلة التوافق : وهنا يركز المتعلم على اكتساب التوافق الاساسي للنمط الحركى المطلوب لتحقيق الهدف من الحركة .
* مرحلة التحكم : بعد اكتساب المتعلم للتوافق المناسب بين الأطراف يجب تعلم كيفية التعامل مع متغيرات متنوعة وذلك حتى يتمكن من الأداء تحت الطروف المختلفة .
6- ويقسم ( سيد عبد المقصود 1986 )
مراحل التعلم الحركى إلى ثلاث مراحل رئيسية :
*- مرحلة تطور التوافق غير دقيق .
*- مرحلة تطور التوافق الدقيق .
*- مرحلة تثبيت التوافق الدقيق وإمكانية استخدام المهارة تحت الظروف المختلفة .
6- تقسم حامد عبد الخالق
مراحل التعلم الحركى إلى خمسة مراحل متتالية ومتداخلة هى :
* المرحلة الاولى : مرحلة التعرف إسكشاف المهارة .
* المرحلة الثانية : مرحلة الأداء الأول للمهارة
* المرحلة الثالثة : مرحلة إدراك واكتساب متطلبات الأداء المهارى .
* المرحلة الرابعة : مرحلة الأداء الجيد للمهارة
* المرحلة الخامسة : مرحلة الأداء الفائق للمهارة
7- أما تقسيم المقترح من كلاً طلحة حسين حسام الدين ومحمد فوزي عبد الشكور ومحمد السيد حلمي ( سنة 2006 )
يقترح المؤلفون أن التعلم الحركى لمهارة رياضية يمر بمر بخطوتين أساسيتين هما :
* الأكتساب المعرفى
* الأكتساب الحركى
أولا : الأكتساب المعرفى
وهو اكتساب معلومات مختلفة عن المهارة المراد تعلمها حتى تيسر للمتعلم التعرف على المكونات الداخلية والتسلسل الحركى لأداء هذه المهارة , وهذا الأكتساب يتم بطرق مختلفة , فقج يتم إعطاء المدرس للمتعلم هذه المعلومات ( شرح المراحل الفنية مع نموذج مرئي للمهارة ) أومن خلال إكتشاف المتعلم نفسة لهذه المعلومة , فمثلاً إذا ما طلب من فرد ما التعامل مع الة معينة لم يراها من فبل أو سمع عنها أي شئ , فلا بد لهذا الفرد أولاً من ان يشاهد هذه الألة للتعرف على مكوناتها وعلى طبيعة حركتها والناتج عنها إضافة إلى الأستماع للمهندسين المتخصصين إلى الوظيفة الفنية لكل جزءمن أجزاء الالة ومدى اهميته فى تحقيق الناتج النهائي , كما يمكن للفرد التعرف على الوظائف الفنية لكل جزء من خلال الأكتشاف الشخصي للالة ولكن هذا يتطلب وقت اطول ويحتاج إلى ان يكون لدي الفرد خبرة سابقة بمثل هذه النوعية من الالات .
ومن هنا يتضح لنا أهمية الدور الذى تقوم به هذه الخطوة فى التعلم الحركى من اكتساب المتعلم للمعلومات التى قد تكون :-
1- بصرية :
وهى المعلومات التى يكتسبها المتعلم من خلال مشاهدة النموذج المرئي للمهارة الجديدة بهدف :
* التعرف على الحركات الأساسية المكونة للمهارة وتسلسلها وكيفية الربط فيما بينهما ( كإدراك أن مهارة التصويبةالسلمية تتكون من الجري ثلاث خطوات ثم إرتقاء ثم التصويب )
* وضع محك مرجعي صحيح عن المهارة فى الذاكرة البصرية .
2- سمعية :
وهى المعلومات التى يكتسبها المتعلم من خلال الشرح اللفظي للمهارة الذى يهدف غلى تركيز انتباه المتعلم إلى النقاط الأساسية فى المراد تعلمها
3- حسحركية :
وهى المعلومات التى يكتسها المتعلم عند التعامل مع أداة لاول مرة ( مضرب تنس – سلاح مبارزة ) بهدف اكتساب معلومات عن هذه الاداة ( ابعاد المضرب – وزن سلاح المبارزة ..... ).
* بداية ونهاية الاكتساب المعرفي
يبداالاكتساب المعرفى للمتعلم مع بداية عرض المعلومات علية سواء من خلال عرض نموذج مرئي للمهارة أو من خلال الشرح اللفظي من قبل المدرس , ويستمر تلقي المتعلم للمعلومات لتحقيق هدف هذه الخطوة من التعلم الحركى والمتمثل فى تفهم المتعلم لطبيعة الواجب الحركى ( المهارة الرياضية ) ومكوناته الحركية والهدف من أدائها , وتتطلب هذه المرحلة فترة زمنية تختلف وفقاً لقدرات المتعلم وخبراته السابقة ومستوي الادء الفني المطلوب الوصول إلية ليس بإنتهاء الزمن الذي يضعه المعلم لهذه الخطوة .
ويمكن الحكم على نهاية الإكتساب المعرفي عن طريق التأكد من تحقيق هدف هذه الخطوة , وذلك غما من خلال إجراء غختبار معرفي للمتعلم
( ورقة وقلم ) أو من خلال إختبار قدرة المتعلم على تقييم مدى صحة الاداء الفني لنماذج مرئية مختلفة للمهارة المراد تعلمها .
* خصائص الأكتساب المعرفي
التركيز على اهمية النموذج المرئي الصحيح والجيد نظراً للدور الحيوي الذى يقوم به والمتمثل فى معرفة الحركات الاساسية المكونة للمهارة الجديدة ووضع تصور مبدئي عن كيفية ربطها معاً , كذلك فى تكوين محك معرفى عن المهارة المراد تعلمها فى ذاكرة المتعلم والذى يساعده فى تقييم
الاداء الفنى لهذه المهارة سواء لنفسه او لغيره .
* دور المعلم فى خطوة الأكتساب المعرفي
يقع الدور الأكبر فى تحقيق هدف هذه الخطوة على عاتق المعلم , فمن مهامة :-
1- إنتقاء وعرض نموذج مرئي للمهارة على درجة عالية من الجودة الفنية .
2- الشرح الجيد لمراحل الأداء الفني بصورة مناسبة لقدرات المتعلم ولدرجة صعوبة المهارة .
3- توجيه إنتباه المتعلم إلى أهم النقاط الفنية فى اداء المهارة والتى يتوقف عليها وبدرجة كبيرة النجاح فى الأداء .
* دور المتعلم فى خطوة الأكتساب المعرفى
يجب على المتعلم فى هذه الخطوة ان يكون على درجة عالية من تركيز الإنتباه فى كل تفاصيل المهارة بهدف تكوين تصور ونموذج مثالي عنها فى ذاكرته , والذى يستخدم فيما بعد كمحك مرجعي لتقييم أداء المهارة ذاتياً لتقييم أداء الاخرين .
ثانياً : الاكتساب الحركي
وهى الخطوة الثانية من خطوات التعلم الحركى والتى يتم فيها تطبيق ماتم استيعابه فى الخطوة السابقة , بمعنب أنها تعتبر خطوة بدا التنفيذ .
فبعد أن يتفهم المتعلم لطبيعة الماره المراد تعلمها والتعرف على مكوناتها
( الحركات الأساسية ) فإنه يبدأ فى محاولة الربط بين هذه المكونات فى البداية بصورة كلية وبشكل اولى , حيث يحاول الأنتقال من الإدراك المعرفى إلى الإحساس الحركى , وتنقسم هذه الخطوة إلى مرحلتين :
1- مرحلة البناء
تهدف هذه المرحلة إلى تكوين المهارة الرياضية المراد تعلمها وذلك من خلال الربط بين البرامج الفرغية ( الحركات الاساسية ) المكونة لها والتى تسبق للمتعلم وأن إدركها من خلال الاكتساب المعرفى , فمثلاً سنجد انه عند تعلم مهارة التصويبة السلمية فى كرة السلة يقوم المتعلم بالربط ما بين الجري ثلاث خطوات وبين الإرتقاء , وبعد ذلك سنجده يربط مابين الجري والإرتقاء وما بين التصويب , كل ذلك يتم بصورة تدريجية بهدف تكوين ما يطلق عليه البرنامج الحركى لمهارة التصويبة السلمية .فالمتعلم فى هذه المرحلة يبدأ فى أدراك وتطبيق العلاقة بين المكونات المتنوعة للمهارة .
* بداية ونهاية المرحلة
تبدأ هذه المرحلة مع اول اداء حركى يحاول فيه المتعلم اداء لمهارة
( سواء كان ذلك بصورة كلية أم جزئية ) وفقاً لما تكون لديه من محك مرجعي فى ذاكرته , وتنتهي بمجرد قدرته على ادائها بصورة صحيحة فنياً وفى بيئة مغلقة وبشدة حمل منخفضة ولأكثر من مرة . فالمدرب \ المعلم الجيد يراقب أداء اللاعب ككل مع التركيز على نقاط فنية هامة والتي عندما يتمكن اللاعب من ادائها بصورة فنية صحيحة لأكثر من مرة يكون بذلك قد أسس الركيزة الأساسية لهذه المهارة , فالمعلم ومدى خبرته هو معيار الحكم على نهاية هذه المرحلة , فثلاً المدرب الجيد لا يسمح للاعب بالبدأ فى تكرار وتثبيت الأداء إلا بعد الوصول لمستوى فني عالى والذى قد يتطلب المزيد من الوقت وفقا لقدرات اللاعب .
* خصائص المرحلة
1- يتم فى هذه المرحلة ومن خلال الممارسة المستمرة ربط المكونات الاساسية للمهارة المراد تعلمها , وبصورة تدريجية .
2-تتطلب تركيز إنتباه المتعلم بدرجة كبيرة فى شكل الأداء وناتجه طوال استمرار هذه المرحلة .
3- من خصائص الأداء فى هذه المرحلة مايلي :
* كثرة الأخطاء الفنية فى البداية مع انعدامها فى نهايتها .
* أداء متصلب يفتقد إلى الانسيابية .
* بذل كثير من الجهد والناتج عن إشراك مجموعات كبيرة من العضلات والغير مطلوبة فى الأداء .
* دور المعلم فى مرحلة البناء
1- تحديد الخطوات التعليمية اللازمة لاكتساب المهارة والمناسبة لقدرات المتعلمين زواختيار أسلوب التدريس الملائم .
2- تزويد المتعلم بالتغذية المرتدة الخارجية اللازمة لتعديل الاداء الفني .
تشجيع المتعلم على الاستمرار فى بذل الجهد من خلال الأساليب المختلفة للتعزيز .
* دور المتعلم فى مرحلة البناء
1- الممارسة المستمرة للأداء المهارى .
2- تركيز الأنتباه فى مدى صحة الاداء وفقاً لتوجيه المعلم .
3- الاعتماد على التغذية المرتدة لتعديل الاداء أولاً بأول .
ب- مرحلة التثبيت
والهدف من هذه المرحلة هو تثبيت ما قد تم بناوه فى المرحلة السابقة بمعني ان هذه المرحلة تهدف إلى إكتساب المتعلم القدرة على اداء المهارة المتعلمة بصورة صحيحة وبطريقة أوتوماتيكية .فبعد أن يتمكن المتعلم فى مرحلة البناء من تكوين البرنامج الحركى الخاص بالمهارة الجديدة ومعرفة ترتيب وتسلسل الحركات الاساسية المكونة لة , فإنه يبدأ فى هذه المرحلة بتكرار أداء المهارة فى صورة مجموعات ووحدات تدريبية منظمة وبيئات تدريبية مختلفة , وكل ذلك بهدف تثبيت هذا الأداء للوصول إلى القدرة على أدائه أوتوماتيكية وتحت مختلف الظروف .
* بداية ونهاية المرحلة
تبدأ هذه المرحلة عندما يستطيع المتعلم اداء المهارة بصورة صحيحة فنياً لأكثر من مرة فى وجود تعزيز خارجي ( من المدرب ) وذاتي
( الرضا الشخصي عن الاداء ) وتنتهي بوصول المتعلم غلى الاوتوماتيكية ف الاداء , أي عندما يصبح المتعلم قادراً على أداء المهارة بالصورة الصحيحة بدون تركيز انتباهه فى التفاصيل الداخلية الدقيقة لأداء المهارة .
ويمكن الحكم على نهاية هذه المرحلة من خلال مراقبة مدى قدرة المتعلم على الاداء الصحيح للمهارة الجديدة مع تركيز انتباهه فى نفس الوقت على أداء مهمة أخرى كتنفيذ واجب خططي معين اومراقبة حركات يؤديها المعلم بيده .
* خصائص مرحلة التثبيت
1- هى عبارة عن تكرار للأداء المهارى فى ظروف بيئة مغلقة وبشدة حمل منخفضة وتتجه تدريجياً للبيئة المفتوحة ولشدة الحمل المرتفعة , وذلك بهدف تثبيت العلاقة النسبية ما بين المجموعات العضلية المشاركة فى الاداء .
2- تستمر لفترة زمنية طويلة نسبياً حتى تحقق هدفها .
3- خصائص الأداء فى هذه المرحلة :-
* لايوجد اخطاء فنية إلا نادراً.
* ظهور الأنسيابية فى الأداء فى نهاية هذه المرحلة .
* الأقتصاد فى بذل الجهد بصورة تدريجية .
* دور المعلم فى مرحلة التثبيت
1- مراقبة الأداء الفني ومدى صحته .
2- التعزيز الخارجى للأداء الجيد
* دور المتعلم فى مرحلة التثبيت
الممارسة المستمرة للأداء بصورة صحيحة فنياً , مع تركيز الانتباه فى الأداء وناتجه وملاحظات المعلم .
وأخيراً قسم سعيد الشاهد 2001 مراحل التعلم الحركى إلى أربع مراحل متتالية ومتداخلة فيما بينهما وهى على النحو التالى :
أولاً : مرحلة التعرف :-
تعتبر مرحلة التعرف على المهارة الخطوة الأولى فى عملية التعلم .
حيث أن مهارات الحركية فى مجال الانشطة الرياضية ذات شقين أحدهما معرفى أخر حركى . وهذه المرحلة تهدف ألى تمكين المتعلم من اكتساب السق المعرفى للمهارة الحركية المراد تعلمها , أى التعرف على تسلسل البناء الحركى لها وحفظة فى الذاكرة الحركية .
ويتم تعرف المتعلم على المهارة عن طريق الشرح أو تقديم نموذج أو لاهما معاً . وبالتالى يحصل المتعلم على تصور ذاتي أولى لما ينبغي عمله , وتعتبر هذه الخطوة بمثابة تغذية مسبقة Feed forward تهدف إلى تخزين النموذج فى الذاكرة الحركية القصيرة , وهى تعرف فقط وليس لها علاقة بالممارسة حيث أن هناك الكثير من المهارات الحركية التى يعرفها كل منا ومع ذلك فإنه غير قادر على أدائها , فالمعرفة شئ والممارسة شئ أخر .
ثانياً : مرحلة الممارسة والمخاطبة : -
تعتبر مرحلة الممارسة والمخاطبة بداية المواجهة الفعلية مع المشاكل الحركية وتنتهي هذه المرحلة بتمكن المتعلم من تنفيذ البناء الحركى للمهارة , والمقصود بالممارسة هنا تكرار الموجه لاكتساب البناء الحركى للمهارة المراد تعلمها فى اقل وقت ممكنوبأقل عد من المحاولات .
والهدف من عملية الممارسة هو تنمية قدرة المتعلم على تركيب المراحل الحركية التى تتركب منها المهارة المتعلمة وذلك وفقاً للبناء الحركى المتعارف علية , بغض النظر عن مستوي الاداء الذى يقوم به المتعلم أو حتى النتيجة النهائية للأداء .
ومعظم الأبحاث والتجارب العلمية دلت على ان كمبة الممارسة المطلوبة لتعلم المهارات الحركية يمكن ان تقلل مدة تعلم تلك المهارت فى مراحل تعلمها . حيث أن الممارسة الموزعة على فترات زمنية قصيرة ثبت أنها تؤدى لنتائج كبيرة فى عملية تعلم وإتقان المهارات الحركية , عن تلك إثبات تفوق الممارسة الموزعة على الممارسة المكثفة لما يلي :-
1- يظل تأثر الممارسة الموزعة لمدة أطول من الممارسة المكثفة .
2- الممارسة الموزعة تساعد على تلاشي أثار التداخل الذى ينشأ أثناء عملية التعلم .
3- عندما تكون فترة التعلم قصيرة إلى حد ما يستطيع المتعلم ان يركز انتباهه بشكل أفضل وهذا ما تحققه الممارسة الموزعة .
4 - فترات الراحة البينية أثناء الممارسة الموزعة تساعد على إتاحة الفرصة للمتعلم فى الاسترجاع المصور لما قام به من أدء , وبالتالى يتمكن من التعرف على أخطائه ويفكر فى أسلوب تلافيها .
5- الممارسة المكثفة تؤدي غلى الشعور بالتعب نظراً للحمل الزائد المكثف فى التدريب , ويتنافى هذا العامل مع مرحلة اكتساب المهارات الحركية وخاصة إذا ما تطلبت درجة عالية من التوافق .
6- تؤدى الممارسة المكثفة إلى الإشباع التام وبالتالي تؤدى إلى نقص الدافعية للاستمرار فى التعلم بنفس الحماس عند البداية .
وهنا تبرز أهمية التوجيهات والأرشادات التى يتلقاها المتعلم فى صورة تغذية لاحقة Feedback حيث أن التكرار المبني على خطأ يؤدى إلى تثبيت هذا الخطأ فى الممرات العصبية مايعوق عملية التعلم كلياً .
ويفضل بدء المتعلم عملية الممارسة بعد مشاهدة المهارة مباشرة قبل ان يتلاشي بعض تفاصيلها من الذاكرة الحركية للمتعلم .
أما المخاطبة مع الذات فهى تتم بعد فشل أو نجاح الأداء وهى ظاهرة صحية تساعد المتعلم على استرجاع ما قام به من أداء مع النموذج المخزن فى الذاكرة الحركية له . وهو ما يمكن أن يسمى بالتغذية اللاحقة الذاتية وتظهر مخاطبة الذات واضحة جداً فى لعبة التنس
ونرى من الصور السابقة مراحل متعددة للمخاطبة مع الذات لأحدى لاعبين التنس ,ونلاحظ أنها متغيرة , فمنها الشعور بالرضا لأداء جيد , ومنها عدم الرضا للفشل فى أداء مهارة , ومنها الأستغراب من الأداء أو حتى التخاطب مع الحكم .
ثالثاً : مرحلة التثبيت :-
وفيها يكتسب المؤدي التوافق الجيد لأداء المهارة الحركية المتعلمة , وهنا يلعب التكرار الواعى فى التدريب على المهارة بالإضافة للتغذية للاحقة الداخلية والناتجة عن الإدراك الحس حركى للمتعلم دوراً حيوياً وبارزاً فى عملية تبيث تعلم المهارة والتقدم بمستوى الاداء الحركى لتلك المهارات .
والاستجابات الى تؤدى فى المراحل الاولى للتعلم تكون غالباً استجابات إستطلاعية وبها الكثير من الإستجابات العشوائية الغير متزنة وغير مميزة والتى لاتترتبط أحياناً بنوع المثير الموجود, ولكن بالتكرار والتدريب المستمر والجهد الدائم والتوحيع=ه الواعى المستمد من خبرة المعلم , يزيد الربط والتنظيم والتنسيق بين أجزاء المهارة الحركية المتعلمة , وكذلك يمكن الربط بين الحركات المتعددة فى شكل الجمل الحركية المتسلسلة .
وهنا فى هذه المرحلة يصبح المتعلم أكبر قدرة على الإحساس بالحركات والأنسابية فى الأداء نتيجة تطور وتنمية الإدراك الحس حركى بالمهارة أكثر فأكثر , وهنا يمكن المعلم ان يضع المهارة فى شكل واجب حركى مطابق للمواقف الفعلية التنافسية , أو لمواقف الأداء المطلوبة للمثيرات المعينة كاستجابات مرتبطة بتلك المواقف .
رابعاً : مرحلة التلقائية :-
والمفهوم العلم لهذه المرحلة فى الكثير من المراجع غن لم تكن كلها أشارت لهذه المرحلة من تعلم المهارات الحركية والرياضية على أنها مرحلة الالية فى الأداء . لكننا نجب أن نشير إلى تلك المرحلة بأنها مرحلة التلقائية , حيث أن الالية فى الأداء يمكن أن تطلق على كل الأفعال والاداءات التى يقوم بها الالات وليس البشر . والمقصود بالتلقائية هنا هو إمكانية أداء المهارة أو الواجب الحركى فى ظروف بيئة مختلفة , اى توظيف المهارة بوضعها فى مواقف حركية مشابهه مع المواقف التى يقابلها المتعلم أثناء المنافسة بشكل تدريجي . ويجب هنا ان يتم ملاحظة المتعلم أثناء المنافسة ومدى إمكانية استخدامه بنجاح للمهارة التى تعلمها حديثاً عندما يكون هناك موقف يتطلب استخدامها .
*ويقترح حمادة عبد العزيزحبيب هنا مراحل لتعلم الحركة يمكن ان تكون أكثر شمولية لعملية التعلم الحركى للمهارات الرياضية والحركية كما يلي :-
1- المرحلة الأولى : مرحلة الفهم والإدراك للمهارة المراد تعلمها .
2- المرحلة الثانية : مرحلة التركيز وتخزين المعلومات لتلك المهارة .
3- المرحلة الثالثة : مرحلة التعلم والممارسة والتدريب على المهارة .
4- المرحلة الرابعة : مرحلة تصحيح الأخطاء من خلال التغذية اللاحقة .
5- المرحلة الخامسة : مرحلة الأستدعاء والتنفيذ وفقا للمثيرات أو المواقف الحركية المشابهه .
6- المرحلة السادسة : مرحلة التقويم والقياس لمستوى التقدم فى الأداء الحركى للمهارة .
الخلاصة :-
يعد التعلم الحركي أساس ترتكز عليه عملية التعليم الحركي للمهارات الرياضية ويتتدرج عملية التعليم في مراحل متتابعة تترتب كل منها على سابقتها وتستند عليها من أجل الوصول في النهاية إلى مرحلة الإتقان والآلية في الأداء للمهارات الحركية المختلفة وقد اتفقت العديد من المؤلفات المعنية في مجال التعلم الحركي على ان مراحل التعلم الحركي تبدأ بمرحلة التعلم المعرفي وتكوين الأفكار عن المهارة المتعلمة من خلال ملاحظة نموذج للمهارة الحركية ينفذ من قبل المعلم ويقوم المتعلم بهذه المرحلة بتجميع مدركات خاصة به عن النموذج المعروض من ثم يقوم بربط هذه المدركات ليجمع فكرة عامة عن المهارة ويحاول بعدها ترجمة هذه الفكرة إلى سلوك حركي أقرب ما يمكن للمهارة الحركية المتعلمة وتتصف هذه المرحلة بكثرة الحركات العشوائية وقلة التركيز ويستغرق التنفيد وقت ومجهود بدني وعقلي مرتفعان , وبعد الإنتهاء من هذه المرحلة يدخل المتعلم بمرحلة التوافق الجيد للمهارة أو بمرحلة الربط الحركي كما اشار إليها بعد المؤلفين بحيث يبدأ المتعلم بهذه المرحلة بتكرار عمل النموذج الخاص بالمهار ة الحركية حتى يتمكن في النهاية من الوصول إلى إتقان مبدأي للمهارة ويأقل جهد واقل زمن من المرحلة السابقة كما يتدخل المعلم في هذه المرحلة ليقوم بدوره كموجه ومقوم لعملية التعلم بشكل مباشر ومصحح للأخطاء حتى يتمكن المتعلم في نهاية هذه المرحلة من اكتساف التوافق الحركي الجيد للاداء , وبعد الإنتهاء من المرحلة التانية ينتقل المتعلم إلى مرحلة التوافق الكلي او الإتقان أو الآلية والأوتوماتيكية اى بختصار يصل المتعلم إلى مرحلة التثبيت في الاداء الحركي حيث انه يستطيع في هذه المرحلة من اتقان المهارة في صورتها المثالة وفي الزمن المناسب لها وبدون اى اخطاء وبأقل جهد ممكن كما ان المتعلم في هذه المرحلة يستطيع عمل الأداء الحركي المركب مثل حركة الذراعين والجذع والرجلين في وقت واحد كما في رياضة السباحة مثلا كما تتميز هذه المرحلة بقدرة المتعلم على التأقلم مع الظروف المحيطة خلال اداءه للمهارة الحركية دونما تأثر بالمتغيرات الخارجية المحيطة به أثناء الاداء .
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : مراحل التعلم الحركي