المكتبة الرياضية الشاملة - http://www.sport.ta4a.us/
  • الرئيسية
  • البحث
  • اتصل بنا
  • التسجيل
    المكتبة الرياضية » العلوم الإنسانية » علوم الحركة » المهارة ومفهومها في التعلم الحركي

    المهارة ومفهومها في التعلم الحركي

    08 نوفمبر 2010, 12:48
    علوم الحركة
    20 336
    0
    المهارة ومفهومها في التعلم الحركي

    المهارة ومفهومها في التعلم الحركي

     

    مفهوم المهارة:

              تشكـل الحركـات جانبـاًُ مهمـاً في حياتنا اليومية بعضها حركات موروثة (Inherited Canticle) وبعضها حركات متعلمة (Learned) كتلك التي نستخدمها في الانشطة الرياضية على شكل مهارات (Skills) والتي تتطلب الكثير من التدريب والخبرة لاجل إتقانها. لقد وردت تعاريف عدة للمهارة وبمفاهيم كثيرة من قبل المختصين، ففي المفهوم العام عرفها (احمد خاطر واخرون) بأنها "جوهر الأداء الذي يتميز بإنجاز كبير من العمل مع بذل مقدار من الجهد البسيط". كما عرفها (محمد خير الله ممدوح) بأنها "تلك النشاطات التي تستلزم استخدام العضلات الكبيرة والصغيرة بنوع من التآزر يؤدي إلى الكفاية والجودة في الأداء".

              أما في المجال الرياضي فقد تطرق إليها (وجيه محجوب) فعرفها من وجهة نظر مختصي علم الحركة بأنها "ثبات الحركة وآليتها واستعمالها في وضعيات مختلفة وبشكل ناجح". وذكر أيضا بأنها "الدقة في الأداء عندما يلتقي المسار الحركي مع مسار الاداة بدون الانتباه الكامل إلى مجريات الأمور". اما (شمت) فعرفها بأنها "امتلاك القابلية في التوصل إلى نتائج نهائية بأعلى ثقة وبأقل جهد بدني ممكن وبأقل وقت ممكن". وعرفها طلحة حسام الدين بأنها "قدرة عالية على الإنجاز سواء كانت بشكل منفرد أو داخل فريق أو ضد خصم بأداة أو بدونها". وكذلك عرفها نجاح مهدي شلش وأكرم محمد صبحي بأنها "عمل وظيفي لها هدف أو غرض يستوجب الوصول اليه ويتطلب حركة طوعية للجسم أو أحد اعضائه لكي يؤدي الحركة اداءاً سليماً".

              وقد عرفها (سنكر) بالمعادلة الآتية:

    المهارة = السرعة × الدقة × الشكل × الملائمة.

    Skill = Speed * Accuracy * Form * Adaptability

    طبيعة المهارات الرياضية:

              يستخدم مصطلح المهارة بطرائق متنوعة ومتعددة خلال الحديث اليومي العابر، ففي المنزل نسمع الأباء يتحدثون عن مهارات أبنائهم في المشي أو السباحة أو لعب كرة القدم، وفي الصناعة يصنف العمال على وفق مهاراتهم (عمال ماهرين وشبه ماهرين وغير ماهرين)، وكذلك فيما يتعلق بالتخصصات المختلفة في بقية مجالات الحياة. ويمكننا ان نقول بان المهارات كافة هي حسية حركية (Sensory motor) في طبيعتها، فالمعلومات الواردة عن طريق الأعضاء الحسية والتوجيهات الصادرة من الدماغ هي من الأهمية للمهارة بما لايقل عن الجوانب الحركية. ونظرا لاشراك الجوانب الادراكية بشكل فعال في أداء المهارات الحركية وبخاصة المركبة فان اغلب المهارات الحركية في المجال الرياضي تسمى بالمهارات الادراكية – الحركية (Perceptual motor skills).

              في المجال الرياضي يمكن استخدام مصطلح المهارة بأشكال مختلفة منها:

    أولا: يستخدم مصطلح المهارة أحيانا للإشارة إلى نشاط يظهر نتيجة لعملية النمو للكائن الحي، كالمشي والزحف والقفز والركض وغيرها، وتسمى هذه الحركات أحيانا بالمهارات الأساسية أو الأولية. وبما أن المهارة مكتسبة (يقوم الفرد بتعلمها)، بينما المهارات الأساسية لم تكتسب عن طريق التعلم بل النمو، فيفضل عدم استخدام مصطلح المهارة هنا وتسميتها بالحركات الأساسية. وهذه الحركات ليس لها أهداف محددة، والتمرين عليها يجعلها في حالة استعداد دائم للاستخدام متى ما دعت الحاجة إلى استخدامها، ويمكن عندما يصبح لهذه الحركات أهداف محددة بوضوح كما هو الحال في سباقات المشي والركض والوثب ان تدرج ضمن أشكال المهارات الأخرى.

    ثانيا: يستخدم مصطلح المهارة أحيانا للإشارة إلى الفعل الذي يهدف للقيام ببعض الحركات بشكلها الصحيح من الناحية الميكانيكية، مثل تمكـن الرياضـي من تنفيذ أسلوب قفزة فسبوري Fasbury Flop في القفز العالي بشكل جيد ولكن على ارتفاع منخفض فقط، أو يتمكن لاعب التنس من تنفيذ الضربات المختلفة بطريقة صحيحة من النواحي الميكانيكية أثناء التدريب ولكنه يعجز عن تنفيذها في مباراة حقيقية، أو إتقان لاعب كرة القدم لبعض التمريرات أو التصويبات التي يؤديها أثناء التدريب ولكنه يعجز عن تنفيذها بالشكل المناسب والمطلوب في المباريات. وفي مثل هذه الحالات يفضل استخدام مصطلح (التكنيك) بدلا من المهارة، إذ انه اكثر ملائمة، فيعرف التكنيك بأنه أسلوب أداء الحركة الصحيح ميكانيكيا (فنيا) لمهارة معينة وهو جزء مكمل ومهم من المهارة ولكنه ليس جزئها الأساس.

    ثالثا: تشير المهارة أحيانا إلى فعل أو مجموعة كاملة من الأفعال التي لها هدف أو عدد من الأهداف المحددة بوضوح وفي مثل هذه الحالات فان المهارة قد تشمل من جهة أفعالا مثل رمي الرمح والغطس إلى الماء والوثب الطويل، حيث يكون للتكنيك دور فعال في الاداء، ومن الجهة الأخرى يمكن ان تشمل أفعالا مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وغيرها حيث تعد ردود الفعل للبيئة الخارجية عاملا أساسيا في أدائها، فقد يمتلك لاعبي كرة القدم مقدرة جيدة في السيطرة على الكرة والمحاورة بها ولكن عدم مقدرته على استخدامها بشكل مناسب في اللعب يدل على عدم إتقانه لمهارة لعب كرة القدم. ويمكن أحيانا أن يمتلك لاعب التنس تكنيكا جيدا للضربات المختلفة لكنه يفتقر إلى المهارة في لعبة التنس بسبب عدم مقدرته على إدراك المواقف والأوقات المناسبة لاستخدام كل ضربة من تلك الضربات. ففي هذا النوع من الرياضة يكون لاتخاذ القرارات دور كبير في تحديد مستوى المهارة.

              وفي مهارات مثل رمي القرص وسباحة المسافات القصيرة ومسابقات الوثب والقفز بالعاب القوى يعد الفعل الحركي (Motor action) العامل الحاسم في الاداء، بينما يعتمد أداء المهارات في الألعاب الفرقية والمنازلات على مقدرة الفرد في إدراك ما يدور حوله والقيام بالاستجابة الملائمة للظروف المحيطة به.

              ويرى كل من (Guthrie) و (Knapp) المهارة بأنها (المقدرة المكتسبة لتحقيق أهداف محددة سلفا بأقصى درجة ممكنة من الثقة وبحد أدنى من الإنفاق في الزمن والطاقة). ففي التنس الأرضي على سبيل المثال قد نلاحظ تقارب المستوى المهاري لدى لاعبين بالنسبة للضربات وتوجيه الكرات ولكن اللاعب الذي ينفق قدرا اقل من الطاقة على ارض المعلب للحصول على النتائج نفسها يعد هو الأفضل والأكثر مهارة.

              إن الأهداف المحددة مسبقا للمهارة يمكن ان يكون أساسها السرعة أو الدقة أو القوة أو النوعية أو الصعوبة أو مجوعة مما سبق ذكره، فالغطس إلى الماء والحركات الأرضية في الجمباز على سبيل المثال تعد رياضات تتطلب مجموعة من العناصر كالدقة والصعوبة والنوعية. وفي بعض الأحيان يكون تحقيق الفوز هو الأساس للأهداف المحددة كما هو الحال في العديد من الرياضات ككرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة والمنازلات ففي هذه الألعاب يحقق اللاعبون أحيانا النتائج نفسها ولكن بطرائق متنوعة اذ يستخدم اللاعبون حركات مختلفة للتعامل مع ظروف مشابهة.

     

    تصنيف المهارات الحركية:

    أنواع المهارات الحركية Taxonomy of Sport Skills:

              يمكن ان تصنف المهارات الحركية إلى أصناف عدة وذلك تبعا لطبيعة المهارة أو حجم العضلات المشتركة أو عوامل اخرى، وقد صنفت من قبل المختصين في التعلم الحركي إلى أشكال كثيرة ولكن اغلبها تتفق على ما يأتي:

    مهارات العضلات الدقيقة – مهارات العضلات الكبيرة

    Fine and Gross Motor Skills

    مهارات مستمرة، ومهارات متماسكة، ومهارات متقطعة

    Continuos, Coherent and Discrete Skills

    مهارات السيطرة الذاتية – مهارات السيطرة الخارجية

    Self Paced and Externally Paced Skills

    مهارات مغلقة – مهارات مفتوحة

    Closed and Open Skills

     

    مهارات العضلات الدقيقة – مهارات العضلات الكبيرة:

              غالبا ما تصنف المهارات الحركية إلى مهارات العضلات الدقيقة ومهارات العضلات الكبيرة، وذلك على وفق حجم العضلات المشتركة في أداء الحركة. فالمهارات الدقيقة هي تلك المهارات التي تسترك في أدائها مجموعات العضلات الدقيقة التي تتحرك خلالها بعض أجزاء الجسم في مجال محدود لتنفيذ استجابة دقيقة في مدى ضيق للحركة. وكثرا  ما تعتمد هذه المهارات على التوافق العصبي العضلي بين اليدين والعينين، مثل مهارات الرماية والبليارد أو بعض مهارات التمرير والسيطرة على الكرة في الألعاب التي تستخدم فيها الكرات. أما مهارات العضلات الكبيرة فتستخدم في تنفيذها مجموعات العضلات الكبيرة، وقد يشترك الجسم كله أحيانا في تنفيذها، مثل مهارات كرة القدم والعاب القوى والمنازلات. وفي ضوء هذا التصنيف نضع جميع المهارات الرياضية على سلسلة افتراضية في أحد طرفيها تقع مهارات العضلات الدقيقة وفي الطرف الأخر مهارات العضلات الكبيرة:

     

    مهارات العضلات الدقيقة

    الرماية

    الإعداد في الكرة الطائرة

    الإرسال في الطاولة

    كرة القدم

    مهارات العضلات الكبيرة

    البليارد

    الرمية الحرة في كرة السلة

    بعض تمريرات كرة اليد

    الملاكمة

    العاب القوى

     

            اما المهارات الرياضية الأخرى فتقع على هذه السلسلة تبعا لحجم العضلات المشتركة في الاداء، ففي الرمية الحرة بكرة السلة أو الإعداد في الكرة الطائرة تستخدم أحيانا مجموعات العضلات الدقيقة بشكل واضح بالإضافة إلى اشتراك بعض العضلات الكبيرة في الجسم. وفي بعض أنواع الإرسال في تنس الطاولة يكون اشتراك العضلات الدقيقة على قدر متساو من الأهمية لاشتراك العضلات الكبيرة، وهكذا يمكن وضع جميع المهارات الرياضية على نقطة ما من هذه السلسلة الافتراضية.

     

    مهارات مستمرة، ومهارات متماسكة، ومهارات متقطعة:

            في هذا التصنيف تحدد المهارات على وفق الزمن الذي تستغرقه وفترات التوقف التي تتخلل الاداء ومدى الترابط بين أجزاء الحركة بعضها بالبعض الأخر، اذ يمكن افتراض وجود سلسلة من المهارات في أحد طرفيها تقع المهارات المستمرة بينما تقع في الطرف الأخر منها المهارات المتقطعة وتتوزع جميع المهارات الرياضية على هذه السلسلة.

     

    مهارات مستمرة

     

    مهارات متماسكة

     

    مهارات متقطعة

     

    الركض، السباحة

    الدراجات، التجديف

    الغطس إلى الماء

    الحركات الأرضية في الجيمناستك

    المحاورة بكرة القدم أو السلة

    رمي المطرقة، رمي القرص

    الإرسال في العاب المضرب

    الإرسال في الكرة الطائرة

    ضربة الجزاء

     

     

            إن المهارة المستمرة هي المهارة التي تتكرر فيها الحركات بشكل متشابه ومستمر دون توقف ملحوظ، إذ يتداخل الجزء النهائي من الحركة الأولى مع الجزء التحضيري من الحركة التي تليها، وهكذا تظهر الحركات وكأنها حركة واحدة مستمرة، كما هو الحال في السباحة والركض والمشي والتجديف. اما المهارة المتقطعة فهي المهارة التي تتكون من حركة لها بداية ونهاية واضحة ولاترتبط بالضرورة بالحركة التي تليها كما هو الحال في الإرسال بالكرة الطائرة فبعد ان ينفذ الإرسال تعتمد الحركة التالية على اسلوب استجابة الفريق المنافس وهذا أمر لايمكن معرفته أو توقعه دائما، لذا فان الحركة التالية للإرسال قد تكون مختلفة في كل مرة، هذا فضلا عن ان هناك مدة زمنية بين تنفيذ الإرسال والمهارة التي تليها.

            وتتميز المهارة المستمرة بإمكانية تعلمها بوقت أسرع من المهارة المتقطعة عندما تكون من نفس مستوى الصعوبة، كما يمكن الاحتفاظ بالمهارة المستمرة لمدة زمنية أطول وذلك لان تكرار الحركة (التمرين عليها) هو جزء متأصل في طبيعة المهارة.

            اما المهارات المتماسكة فتتصف باعتماد الحركات فيها الواحدة على الأخرى، كمهارة الغطس إلى الماء والحركات الأرضية في الجيمناستك اذ تعتمد كل حركة على ما يسبقها وما يليها من حركات، واغلب الحرات الرياضية هي من نوع المهارات المتماسكة. ويصعب أحيانا فصل هذه المهارات إلى أجزاء عند تعلمها وذلك من اجل المحافظة على وحدتها وترابطها فعلى سبيل المثال نلاحظ ان مهارة رمي الرمح تعتمد على مدى الترابط والانسيابية بين حركة الاقتراب والرمي فانسيابية الحركة والربط المناسب بين أجزائها يعد العنصر الحاسم في نجاح ادائها، وكذلك الأمر بالنسبة لحركتي الدوران والرمي في المطرقة.

     

    مهارات السيطرة الذاتية – مهارات السيطرة الخارجية:

            يمكن تقسيم المهارات الحركية إلى أربعة أنواع على وفق طبيعة الفرد والهدف، ففي بعض المهارات يكون الفرد في حالة ثبات عند قيامه بالاستجابة كما يكون هدف المهارة ايضا. بينما تنفذ بعض المهارات بطريقة يكون الفرد والهدف كلاهما في حالة حركة، لذا يمكن تصنيف المهارات إلى أربعة أنواع موزعة على سلسلة افتراضية في أحد طرفيها مهارات يكون فيها الفرد والهدف في حالة ثبات وفي الطرف الأخر منها مهارات فيها الفرد والهدف في حالة حركة. وبين هذين الطرفين نوعان اخران من المهارات أحدهما يكون فيه الفرد ثابتا والهدف متحرك اما الأخر ففيه الفرد متحرك والهدف ثابت.

     

    الفرد والهدف في حالة ثبات

    الفرد متحرك والهدف ثابت

    الفرد ثابت والهدف متحرك

    الفرد والهدف في حالة حركة

    الرماية على الهدف

    التهديف السلمي في كرة السلة

    ضرب الكرة بالمضرب

    تمرير الكرة بين لاعبين أثناء الركض

     

            ان الشيء المهم هنا هو المدى الذي تسمح به طبيعة المهارة للفرد بالتنبؤ للاستجابة ومقدار السيطرة الذاتية أو الخارجية على أداء المهارة. وعلينا ان ننظر إلى المهارة التي تقع على هذه السلسلة في إطار الظروف التي تؤدى فيها المهارة. فعلى سبيل المثال في مهارة ضرب الكرة بالمضرب يكون اللاعب في حالة ثبات قبل أدائه للضربة ولكنه سيتحرك أثناء قيامه بالمهارة ويمكن ان نلاحظ ان المهارات على هذه السلسلة تزداد صعوبة كلما انتقلنا من الطرف الأيمن نحو الطرف الأيسر. كما نستنتج ان أداء اللاعب للمهارات في الطرف الأيمن من السلسلة لا يعتمد كثيرا على سرعة القيام بالعمليات الادراكية من قبل الفرد، بل يعتمد على مجموعة الاستجابات الملائمة التي يقوم بها، وذلك لان ثبات المثير يتيح للاعب الوقت الكافي للاستعداد قبل أدائه للحركة. اما بالنسبة للمهارات الموجودة في الطرف الأيسر من السلسلة فالأمر مختلف تماما اذ ان المثيرات هنا ليست ثابتة كما إنها قد تكون غير متوقعة بطبيعتها مما يفرض قدرا كبيرا من المتطلبات على اللاعب عند أدائه لها.

     

    مهارات مغلقة – مهارات مفتوحة:

            يرتبط هذا التصنيف إلى حد كبير بالتصنيف السابق والخاص بالسيطرة الذاتية والسيطرة الخارجية. ان المهارة المغلقة هي المهارة التي تؤدى تحت ظروف بيئية ثابتة نسبيا. اما المهارة المفتوحة فهي تلك المهارة التي تؤدى تحت ظروف تتغير أحداثها باستمرار. ويمكن ان تعرف المهارات المغلقة بأنها تلك المهارات التي ليست لها متطلبات بيئية عديدة وان كان لها بعض المتطلبات فهي غير متوقعة مثل رمي القرص وركض 100 م وغيرها. اما المهارات المفتوحة، فهي تلك المهارات التي لها متطلبات بيئية عديدة متوقعة وغير متوقعة مثل كرة القدم وكرة السلة ورياضات المنازلات والعاب المضرب. ويمكن تصنيف جميع المهارات الرياضية على سلسلة تقع في أحد طرفيها المهارات المغلقة وفي الطرف الأخر المهارات المفتوحة، وتتوزع المهارات ما بين هذين الطرفين.

     

    المهارات المغلقة

    -   رمي المطرقة

    -   الوثب الطويل

    -   ركض 100 م

    -   سباحة 100 م

    -   الركلات المباشرة

    -   الإرسال في العاب المضرب والكرة الطائرة

    -   سباقات الضاحية والماراثون

    -   كرة القدم

    -   كرة السلة

    المهارات المفتوحة

    -   الغطس إلى الماء

    -   الرمية الحرة بكرة السلة

    -   ضربة الجزاء

    -   رمية 7 م بكرة اليد

    -   ركض المسافات الطويلة والمتوسطة

    -   سباحة المسافات الطويلة

    -   العاب المضرب

    -   رياضات المنازلات

     

            ان المهارة المغلقة تشبه إلى حد كبير العادة الحركية فهي تتكرر وتنفذ بالاسلوب نفسه في كل مرة بغض النظر عن الظروف المحيطة، اذ إنها لا تتأثر بما يجري في البيئة. فلو أخذنا مهارة رمي القرص على سبيل المثال نجد ان افضل الرياضيين في هذه الفعالية هم الأشخاص الذين يمتلكون قدرات بدنية معينة بالإضافة إلى اسلوب أداء (تكنيك) مناسب وسليم من الناحية الميكانيكية يتقنونه لدرجة انه باستطاعتهم تنفيذه تحت مختلف الظروف. واكثر الرياضيين نجاحا في مثل هذه المسابقات هم الذين يستطيعون إهمال الإشارات القادمة إليهم من البيئة الخارجية (المنافسون، والجمهور، والحكام)، اذ ان أساس التفوق في المهارات المغلقة يتجلى بعاملين أساسيين هما التكنيك المستخدم والقدرات الوظيفية للرياضي والتي نعني بها المواصفات البدنية مثل الطول والوزن والقوة العضلية والسرعة والقدرة العضلية والرشاقة وغيرها.

            اما المهارات المفتوحة فتعتمد بشكل رئيس على القدرات الادراكية للرياضي أي مقدرته على قراءة البيئة التي من حوله وتفسير المثيرات القادمة منها واختيار الاستجابة المناسبة لها ففي كرة القدم مثلا نلاحظ أحيانا ان اللاعب قد يمتلك تكنيكيا جيدا لاداء الحركات المختلفة ولكنه لا يستطيع القيام بها أثناء اللعب في الوقت أو المكان المناسب، لذا لن يعد هذا اللاعب ماهرا. ففي لعبة مثل كرة القدم يلعب الإدراك (تفسير الانطباعات الحسية) دورا مهما في حسن اختيار الاستجابة المناسبة. وهذا الأمر يتطلب من اللاعب ان يكون على اتصال دائم بالمعلومات القادمة اليه من البيئة المحيطة به كي يتمكن من تفسيرها بالشكل المناسب.

            ان متطلبات التفوق في المهارات المفتوحة والمهارات المغلقة وطرائق التدريب المستخدمة في كل منهما تختلف على وفق طبيعة هذه المهارات فمن اجل ان يصبح اللاعب بارعا في إحدى المهارات المغلقة عليه ان يهتم بتطوير البناء الوظيفي لقدراته البدنية. فضلا عن اكتسابه لاسلوب أداء فني صحيح ميكانيكيا (التكنيك) لتلك المهارة ينسجم ومواصفاته البدنية والتمرين عليه حتى يتقنه بشكل جيد ويصعب في بعض الأحيان على الرياضي الوصول إلى المستويات العليا في المهارات المغلقة بسبب عدم توافر المواصفات البدنية اللازمة لتلك المهارة لديه أو نتيجة لنقص في أحد عناصر اللياقة البدنية لديه. اما التفوق في المهارات المفتوحة مثل كرة السلة أو التنس الأرضي فيعتمد بشكل رئيس على مقدرة اللاعب في التعامل مع الكثير من الظروف والمتغيرات المختلفة فتعلم لعبة ككرة اليد مثلا لايتم عن طريق معرفة مجموعة من الرميات أو المناولات فقط، بل لابد للاعب ان يتعلم ايضا كيف ومتى يمكنه استخدام تلك المناولات والرميات بشكل مناسب تحت ظروف اللعب المختلفة.

            وفي أداء المهارات المفتوحة يمكن للفرد ان يعوض بعض النقص في اسلوب أدائه أو قدراته البدنية عن طريق براعته في الجوانب الادراكية وحسن التصرف في المواقف المختلفة، اذ لا يتطلب التفوق في المهارات المفتوحة توافر بعض الخصائص البدنية المحددة لدى الرياضي.

            ان السر وراء تمكن بعض اللاعبين من الاستمرار في ممارسة بعض المهارات المفتوحة والتفوق فيها سنوات متقدمة من عمرهم قد يكمن في مقدرتهم على حسن التصرف في الملعب واستخدام خبرتهم في تفسير المثيرات من حولهم بشكل يقلل من الحاجة إلى بذل مجهود بدني ضائع لا لزوم له.

    ان اللاعب البارع في المهارات المفتوحة يستجيب بسرعة افضل من اللاعب الاعتيادي نتيجة لمقدرته على الاستفادة من التلميحات الأولى التي تصله من البيئة عن الحركة دون الحاجة إلى الانتظار لتلميحات أخرى كي يتخذ قراره وينفذ استجابته.

     

    أهمية تحديد نوع المهارة بالنسبة للمدرب:

            ان معرفة المدرب لموقع المهارة على سلسلة المهارات المفتوحة والمغلقة سيساعده في تحديد الأهمية النسبية للعوامل المختلفة المؤثرة على المهارة وفي اختيار نوعية التدريب المناسب لها، فلو أخذنا مشكلة ظهور التعب لدى الرياضيين فانه من الأفضل تحديد نسبة الزمن المخصص للتدريب على نوع معين من التمرينات على وفق موقع المهارة، ففي السنوات الأخيرة كان السبب الرئيس للتقدم في الأرقام المسجلة في رياضتي السباحة والعاب القوى يعود إلى التدريب المبرمج لبناء العناصر الأساسية للياقة البدنية والحركية وتأخير ظهور التعب لدى الرياضيين في مثل هذه الأنواع من الفعاليات الرياضية يعتمد على الآلية الحركية.

            اما في المهارات المفتوحة فان التعب قد لا يكون سببه ضعف الآلية الحركية بل ان طبيعته ذهنية ويحدث أولا في الآلية المركزية الخاصة بمعالجة المعلومات فهذه المهارات تعتمد إلى حد كبير على تفسير الرسائل القادمة من البيئة واتخاذ القرارات. ان مقدرة اللاعب على التعامل مع المثيرات الخارجية محدودة، فتصبح استجاباته بطيئة وقد لا يستجيب أحيانا. كما ان حركاته تبدو غير ضرورية ولاتناسب الموقف. وهذا يسبب قلق لدى الرياضيين، ان انهيار المهارة لا يحدث بالضرورة نتيجة للتعب البدني أو انخفاض لياقة الجهازين العضلي والدوري التنفسي، بل بسبب محدودية الآلية المركزية وعليه فان رياضيي المهارات المفتوحة عليهم قضاء جزء كبير من التدريب في التعود على التعامل مع المثيرات البيئية بكفاءة لضمان عدم حدوث التعب الذهني.

     

    كيف يمكن لنوع المهارة تحديد العلاقة بين المدرب والرياضي:

            المهارات المفتوحة تتطلب تنظيم الحركة على وفق الظروف الخارجية غير المتوقعة كالألعاب الفرقية والمنازلات وغيرها. اما المهارات المغلقة فهي التي تنفذ باسلوب واحد وبشكل متوقع وتحت سيطرة الرياضي نفسه، كالوثب العالي ورمي القرص والرمية الحرة بكرة السلة وغيرها. ويرى الكثير من العلماء ان اسلوب المدرب يرتبط بطبيعة المهارة ففي المهارات المغلقة يفضل ان يكون المدرب من النوع المتسلط، اذ ان اغلب الرياضيين في هذه الألعاب يفضلون ان يكون التدريب منظما ومنضبطا وعنيفا. اما في المهارات المفتوحة فيفضل المدرب المرن الذي يغير اسلوبه في التعامل على وفق مستوى الرياضي والمواقف التي يواجهها.

     

    التدريب على المهارات المغلقة والمفتوحة:

    -    التدريب على المهارات المغلقة اسهل من التدريب على المهارات المفتوحة.

    -    كل المهارات المفتوحة تبدأ بالتعليم على شكل مهارات مغلقة ثم زيادة المتغيرات الميكانيكية.

    -    التدريب في المهارات المغلقة ثابت لغرض زيادة التحكم في الاداء اما في المهارات المفتوحة فهو متغير الغرض لاعطاء استجابات مختلفة.

     

    استخدام التوقع في المهارات المفتوحة:

    التوقع: معرفة مسبقة لاداء الخصم أو خطة لحركة الخصم ونلاحظ في المهارات المفتوحة:

    -    كلما انتشر اللاعبون في المساحة قل التوقع السريع وكرة القدم تحتاج إلى توقع اقل من كرة السلة أو الملاكمة.

    -    كلما قلت المساحة زادت الحاجة إلى التوقع والتصرف السريع (المبارزة، والمصارعة).

    -    كلما زاد عدد الخصوم زادت الحاجة إلى استخدام التوقع وبالتالي تزداد صعوبة التوقع الصحيح.

     

    تقويم المهارات الرياضية:

            لكل لعبة رياضية قانون خاص بها تقوم على اساسه أداء الحركات، وحسب خصوصيتها، وعلى هذا الاساس وجدت طرق عدة لتقويم المهارات الحركية ذكرها وجيه محجوب أهمها:

    1 – طريقة احتساب النقاط حسب البناء الحركي:

            ويتم فيها احتساب النقاط من خلال مشاهدة المهارة مباشرة كما في الجيمناستك وفيها تقسم المهارة إلى اقسام عدة ويعطى لكل قسم الدرجة الخاصة به وحسب اهمية ذلك القسم.

            ولزيادة موضوعية التقويم يمكن استخدام الفيديو والتصوير السينمائي حيث يتم التقويم من خلال عرض الفلم على المقومين للتقويم.

    2 – طريقة اجزاء الجسم:

            وفيها يتم تجزئة الجسم إلى اوضاع أو اجزاء متعددة مثل الرأس، الورك، الساقين…الخ، ويتم تقويم كل جزء من الاجزاء على حدة ومن قبل احد المقومين (كل مقوم يكون مسؤولاً عن جزء واحد ولزيادة موضوعية التقويم يمكن ان يقوم الجزء اكثر من مقوم)، ثم تجمع درجات الاجزاء لتكون الدرجة النهائيــة.

    3 – طريقة تحليل المباريات:

            وفيها يتم تحليل مباريات الالعاب الفرقية لمعرفة الخطأ والصواب ونقاط القوة والضعف لدى اعضاء الفريق ثم مقارنة النتائج مع فرق اخرى، وعملية التحليل هذه تكون بطريقتين:

    أ‌-       التحليل من خلال الافلام السينمائية.

    ب‌-     التحليل عن طريق المشاهدة المباشرة للمباراة.

     

    أسئلة واستفسارات:

    س: ما الفرق بين الإمكانيات والمهارات؟

    ج: الإمكانيات وراثية وثابتة تقريبا ويمكن إحصاؤها عند الفرد، بينما المهارات مكتسبة تتطور بالتدريب وهي غير محدودة.

     

    س: اعط مقارنة بين القدرات والمهارات؟

    ج: القدرات هي صفات موروثة وثابتة لايمكن تغييرها وربما يبلغ عددها 50 تقريبا. بينما المهارات مكتسبة يمكن تطويرها وتغييرها بالتمرين ولايمكن إحصائها كما إنها تعتمد على قدرات عدة.

     

    س: ماذا نعني بالشكل Form  وما هو الاسلوب Style؟

    ج: الشكل هو مجال الحركة على وفق التكنيك، اما الاسلوب فهو أداء الرياضي بطريقة التطبيق الشخصي للتكنيك بحيث يخدم الواجب الحركي.

     

    س: ما الفرق بين المهارة الحركية والأداء الحركي؟

    ج: المهارة الحركية هي نشاط حركي محدود يشمل على حركة واحدة أو مجموعة من الحركات المحدودة والمنجزة بدرجة عالية من الدقة. في حين ان الاداء الحركي هو سلسلة أو مجموعة من الأنشطة الحركية الكثيرة التي تنجز بدرجة مهارية أدنى ولكنها موجهة للوصول إلى غرض معين.

     

    أسئلة بحاجة إلى إجابات بالاستناد إلى مصادر التعلم الحركي:

    1-    تكلم عن أهمية التعرف على المهارة وتصنيفاتها لتعليم المهارات الحركية المختلفة؟

    2-    ما هي طبيعة العلاقة التي تربط المدرب باللاعب في أثناء عملية تعليم المهارات الحركية المغلقة والمفتوحة؟

    3-    كيف نستطيع ان نربط بين أهمية موضوع مفهوم المهارات الحركية وموضوع التوافق الحركي؟

    4-    هل القياسات التي تقوم المهارة والتي طرحت في المحاضرة تؤدي الغرض المطلوب ام هناك وسائل وطرائق أخرى تعرفت عليها من خلال اطلاعك على هذا الموضوع؟

     

    المصادر

    -       أحمد خاطر وآخرون. دراسات في التعلم الحركي، القاهرة: دار المعارف، 1987.

    -       طلحة حسام الدين. الميكانيكية الحيوية، القاهرة: دار الفكر العربي، 1992.

    -       عامر رشيد سبع. عن شمدت. التعلم المهاري باستخدام طرائق التدريب المتجمع والمتوزع"، رسالة دكتوراه، جامعة بغداد، كلية التربية الرياضية، 1998.

    -       محمد خير الله ممدوح. سايكولوجية التعلم بين النظرية والتطبيق، بيروت: دار النهضة، 1993.

    -       نجاح مهدي شلش، أكرم محمد صبحي. التعلم الحركي، ط1، البصرة: دار الكتب، جامعة البصرة، 1994.

    -        وجيه محجوب. التعلم وجدولة التدريب، ط1، عمان: دار وائل للنشر، 2001.

    -       وجيه محجوب. التحليل الحركي والفيزياوي والفسلجي للحركات الرياضية، بغداد: المكتبة الوطنية، 1990.

    -       وجيه محجوب. التحليل الحركي، بغداد: مطبعة التعليم العالي، 1987.

    -       وجيه محجوب. علم الحركة (التعلم الحركي)، ج1، الموصل: مطبعة جامعة الموصل، 1989.

    -       وجيه محجوب، اسيا كاظم. الجيمناستك الحديث، بغداد: ط1، مطبعة التعليم العالي، 1987.

    -       يحيى كاظم النقيب. علم النفس الرياضي، معهد اعداد القادة، المملكة العربية السعودية، 1990.

    -       يعرب خيون. التعلم الحركي بين المبدأ والتطبيق، بغداد: مكتب الصخرة للطباعة، 2002.

    -    Schmidt, R. A., Motor Learning and Performance, Illinois, Human Kinetics Book, 1991.

    -    Robert, N. Singer, Motor Learning and Human Performance, Macmillan Company, London, 1980.

    -    John, N. Drawatzky, Motor Learning, Bargess Publishing Company, 1981.

    -    Schmidt, Motor Learning and Control, U. S. A., 1994.

    -    Knapp, B., Skill in Sport, London, Kegan Publishing, 1976.

    -    Stallings, L. M., Motor Learning, The C. V., Mosby Co., U. S. A., 1982.

    -    Fitts, P. M., Factors in Complex Skill Training, Training Research and Education, edited by R. Gloser, New York, John Wiley, 1965.

    المكتبة الرياضية الشاملة على تيلجرام telegram

    برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : المهارة ومفهومها في التعلم الحركي

    التعليقات
    الحد الأدنى لطول التعليق هو 255 حرفا. التعليقات خاضعة للإشراف
    رسالة الموقع
    نعتذر عزيزي مجموعة الـ الزوار غير مسموح لها باستخادم خاصية التعليقات .
    فضلاً قم بالتسجيل لتتمكن من التعليق على المواضيع

    المقالات التي قد تهمك أيضا: