الإدارة
مفهوم الإدارة
الإدارة هي نشاط متميز له علاقة مباشرة بمعظم جوانب حياة الأنسان ، وفي نفس الوقت هي وسيلة فعالة وناجحة لتحقيق الأهداف المنشودة لأي مجال من مجالات حياة الأنسان ،فأن غابت الإدارة عن حياة الأنسان يحل محلها العشوائية والارتجال مما يهدد أي مجال بالفشل .
والإدارة فن قيادة الأفراد بهدف أنجاز الاعمال وتحقيق الأهداف والفرد هنا عبارة عن المهارات المكتسبة في تطبيق العلم الحديث بحيث يؤدي هذا التطبيق الى افضل النتائج وبالأسلوب الذي يرضي اهتمامات من هم موضع التطبيق ، فالأنسان كائن مركب متعدد الجوانب والتعامل معه يحتاج الى قدرات خاصة ، حيث أننا لو تصورنا وجود هيئة رياضية وتعاقب عليها أثنان من المدراء تحت نفس الظروف وبنفس الاشتراطات نجد أن هذا الاختلاف في مدى تحقيق هذه الهيئة لأهدافها ويرجع ذلك الى قدرة كل مدير على تطبيق علم الادارة في الهيئة الرياضية التي يديرها .
وفي هذا الصدد يقول (دال)ان كثير من علماء الإدارة يرون أن الإداري الناجح هو مجموعة متكاملة من المهارات والقدرات والاستعدادات الشخصية التي لها القدرة على تشخيص وتوصيف المشكلات ، وفي نفس الوقت يمتلك المقدرة على ايجاد الحلول المناسبة لكل مشكلة تصادفه وهؤلاء الأفراد موهوبون بطبيعتهم وقادرون على ممارسة الاعمال الإدارية مما يحقق مبدأ (فنية الإدارة) ، والإدارة ليست فناً فحسب بل هو علم حيث أنها تعتمد على الأسلوب والأبحاث العلمية في استخدام وسائل الإنتاج بكفاءة كبيرة ، وتعتمد عليه أيضاً في حل مشكلاتها ، وفي نفس الوقت تعتمد على مبادئ علوم كثيرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة وقد يذهب البعض الى اعتبار الإدارة مهنة في حد ذاتها ، فالإدارة قادرة على الانجاز وهي الطريق الصحيح للوصول الى الاهداف والأماني والإدارة الرشيدة وسيلة فعالة للنجاح وهي قوة تحمي الأهداف من التصدع والانهيار والضياع وتحصنها ضد المتغيرات الدخيلة التي تعمل على ضياعها والإدارة ضد العشوائية تحارب الارتجال وتندد به ، فلنا ان نتصور أي جانب من جوانب الحياة فاذا لم يكتفه التخطيط والتنظيم والتوجيه والمتابعة من خلال قرارات رشيدة وواعية فلن يكتب له النجاح لأن سوف يقتل ويكون مغترب ولا يمكن له أن يحقق اهدافه، وقد عرفت الإدارة تعريفات كثيرة نذكر منها :
هي تنفيذ الأعمال من خلال أشخاص أخرين .
هي مجموعة الجهود لكل أعضاء المشروع في سبيل الوصول الى أهدافه.
ومن خلال التعريفان السابقان نجد ان الإدارة هي جهد جماعي يسعى الى تحقيق الأهداف ومن وجهت نظري ان الإدارة هي نظام تحقيق الأهداف من خلال تنفيذ الأعمال بواسطة أخرين ، فمدير النادي يحقق أهدافه عن طريق التخطيط والتنظيم والتوجيه والمتابعة لأعمال المرؤوسين وتجميع جهودهم وتصويبها نحو الهدف المطلوب تحقيقه فهو لا يستطيع تحقيق هدف هذه المنشأة الرياضية بمفرده.
أهمية الأدرة في التربية الرياضية :
تلعب الإدارة دوراً هاماً ورئيساً في جميع مجالات التربية الرياضية سواء على مستوى الهيئات الرياضية أو المؤسسات التربوية او حتى على مستوى الفرق الرياضية ومن أهم النقاط التي تبرز لأهمية الإدارة بالنسبة للتربية الرياضية ما يلي :
أولاً
التربية الرياضية نوع من أنواع التربية حيث ان التربية الرياضية مظهر من مظاهر التربية تعمل على تحقيق أغراضها عن طريق النشاط الحركي المختار الذي يستخدم البدن بهدف خلق مواطن صالح يتمتع بالنمو الشامل المتزن في النواحي البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية تحت اشراف قيادة واعية وبذلك تكون التربية الرياضية نوع هام من أنواع التربية ويؤكد ذلك ما يلي :
يفهم البعض تعبير التربية الرياضية فهماً خاطئاً وقد يرجع هذا الفهم الخاطئ الى الظروف التي مرت بها التربية الرياضية من تعدد أغراضها في مراحل تطورها المختلفة أو يرجع الى كثرة مسمياتها على مر العصور ، وقد يتصور البعض الى ان الأنشطة الحركية هي التربية الرياضية ولكن في الواقع ليس هذا صحيح فالأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها ما هي الا وسيلة من وسائل التربية الرياضية وليست غاية في حد ذاتها وبهذا المفهوم لا يمكن ان تكون التربية البدنية هي التربية الرياضية ،فالتربية الرياضية كل والتربية البدنية جزء حيث أنها تعني بتربية البدن فقط ولياجوز ان يقوم الجزء مقام الكل ، وهذه الحقيقة يجب ان يعرفها العامة والخاصة فلو اردنا ان تحتل التربية الرياضية مكانها اللائق في المجتمع فمن واجبنا كمربين ان نعمل جاهدين لتصحيح مفاهيم الناس حتى تتغير نظرة المجتمع لهذا النوع الحيوي من التربية وبالتالي تتغير نظرتهم للمشتغلين بها أذ ان التربية الرياضية في العصر الحديث تعتبر احد المعايير الرئيسية لقياس تقدم الأمم ، والتربية الرياضية تهدف الى تحقيق أسمى القيم الإنسانية أو تعديل السلوك أو تحقيق النمو الشامل للفرد وهذه الأهداف وجه لعملة واحدة في نفس الوقت يمكن اعتبارها هدف واحد عام للتربية الرياضية يتم عن طريق تحقيق الأغراض التالية :
الجانب البدني والمهارى :
ويتحقق عن طريق ممارسة فعلية لأحد الأنشطة الرياضية فعندما يسبح الأنسان أو يتدرب على حركات الجمباز أو كرة القدم الخ تكون حصيلة هذه الممارسة من الناحية البدنية تطوير الجهاز العضلي والعصبي والأجهزة الحيوية مما يعكس اثاراً إيجابية على الصحة العامة لفرد .
الجانب النفسي :
حياة الأنسان مليئة بخبرات الفشل والنجاح فخبرات الفشل تولد الإحباط وخبرات النجاح تولد التعزيز فنجاح الفرد في احد الأنشطة الرياضية التي يمارسها تتعادل مع خبرات الفشل التي قد تصادفه في حياته العملية او في منزله مع والديه أو مع الأصدقاء فيتولد لديه الاتزان النفسي ولا ننسى ان ممارسة الفرد لأنشطة رياضية محببه الى نفسه تجعله يشعر بالسرور والرضا والسعادة وتحقيق الذات وعناصر نفسية أخرى كثيرة تتأثر عن طريق ممارسة التربية الرياضية لا يتسع المجال لذكرها .
الجانب الاجتماعي :
عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية في الملاعب يكتسب الفرد العادات والقيم والمثل العليا التي يحاجها المجتمع والتي أفتقر اليها كثيراً في العصر الحديث فهو في الملعب يتعاون مع الزميل لأحراز هدف فالتعاون والاحترام وغير ذلك من القيم والسلوكيات الاجتماعية المرغوب فيها يتعلمها الفرد من الملعب عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية .
الجانب العقلي:
عندما يحب الفرد أحد الأنشطة الرياضية فهو يحاول الإلمام بكل الجوانب المتعلقة بما يحب سواء كانت قانون أو خطط أو تاريخ الخ من الأمور التي تزيد معارفه ومعلوماته هذا علاوة على ما يتعرض له الفرد في الملعب من تنفيذ خطط وتأدية مهارات بأسلوب أدراكي سواء كان هذا الأدراك زمني أو مكاني فهو مطلوب منه القدرة على التفكير والتصور فكل هذه العمليات العقلية العليا يمكن تنميتها عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية والتربية الرياضية تكتسب أهميتها من حيث انها تربية عن طريق الممارسة مماشق يمكن ان نستنتج مدى أهمية هذا النوع من التربية ومدى مساهمته في تحقيق النمو الشامل المتزن للإنسان وحتى تتمكن التربية الرياضية من تحقيق أهدافها المنشودة التي سبق ذكرها لابد لها من الاعتماد على الأسلوب العلمي في تنفيذ انشطتها المختلفة لمقالتها المتعددة وهذا الأسلوب العلمي يكمن في الإدارة اي يلزم لهذه الأنشطة التخطيط والتنظيم والتوجيه والمتابعة من خلال قرارات رشيدة .
ثانياً
كما قلنا سابقاً ان الإدارة تعني البعد عن العشوائية والارتجال فكل مجال من مجالات التربية الرياضية في حاجة الى ان يدار بأسلوب علمي بعيداً عن الصدفة ومما هو جدير بالذكر ان الفشل الذي قد يصيب احد المجالات التربية الرياضية يكون سبب غياب الإدارة السليمة .
ثالثاًً
الإدارة تجدد أطار عمل واضح يمكن العمل بمقتضاه دون ضياع الأهداف او الانحراف عنها فمدير النادي الذي لا يخطط ولينظم لخطته ثم لا يوجه وليتابع هذا التخطيط والتنظيم فلن يكون قادراً على تحقيق الأهداف المطلوبة كما ان مدرس التربية الرياضية الذي لا يمكن تخطيط منهجه بأسلوب علمي يكون من الصعب عليه تحقيق هدف المنهج والهدف الذي تسعى التربية الرياضية لتحقيقه من خلال هذا المنهج ومدرب الفريق الغير قادراً على تخطيط وتنظيم وتوجيه ومتابعة فريقة لا يمكنه ان يحرز النتائج المرجوة من هذا الفريق .
رابعاً
الإدارة نشاط حتمي وحيوي لكل جهد جماعي فهي التي تتوج الجهود الإنسانية بالفاعلية والجدوى فمجهودات الجماعات تحتاج الى تخطيط وتنظيم وتوجيه ومتابعة حتى تتحقق الأهداف المطلوبة ، ويعني هذا ان وجود عدد من الأفراد الرياضيين والمربين والأموال لا يكفي لأن تحقق المنشأة الرياضية أهدافها الا بوجود أنسان يقرر الهدف المطلوب الوصول اليه والأسلوب العلمي المتبع .
خامساً
سبق وان اشرنا الى ان الإدارة فن بمعنى ان من يمارس هذا العمل يجب ان تتوافر فيه قدرات خاصة أي تتوافر فيه الموهبة الإدارية فليس من استطاعت أي فرد مهما كانت قدراته التخصصية عاليه في مجاله ان يكون قادرا على ممارسة الإدارة الا أذا تمتع بالموهبة الإدارية .
عناصر الإدارة :
قد يعبر عنها في بعض المراجع على أنها وضائف الإدارة أو مهام الإدارة ولقد قام الكثير من العلماء بتقسيم الإدارة الى عناصر متعددة ومن هذا نذكر بعض من هذه التقسيمات على رأي هنري فأيلول الى :
التخطيط - التنظيم - أصدرا الأوامر - التنسيق - الرقابة .
المبادي الأساسية للإدارة الحديثة :
1-التركيز على تحقيق الأهداف عن طريق أعادة النظر المستمر بتقييم أداء الافراد والمؤسسات بواسطة معايير دقيقة .
2-تفويض الصلاحية للموظفين وأشراكهم في صناعة القرار .
3-تنمية الموارد البشرية عن طريق التدريب المستمر والتحفيز المادي وإعطاء تقييم لتشجيع المبادرة .
4-أعتماد التخطيط الاستراتيجي الذي يدور حول القدرة على توقع التطورات والتعامل معها قبل حدوثها وليس بعدها .
5-القيادة والتي تركز على تحديد رؤيا مستقبلية والتعامل مع الأحداث والتطورات على قدر أهميتها .
6-أدارة التغيير من خلال تحديد التغيير الواجب تحقيقه في طرق واساليب العمل والإجراءات وكذلك 7-التغيير في مراكز الأفراد ومجموعات العمل والسياسة الإدارية .
8-الرقابة بمفهومها الجديد الذي يهدف الى التأكد من تحقيق الأهداف الموضوعة وليس التقييد بالقوانين والأنظمة .
شروط نجاح الإدارة الحديثة :
1-الشجاعة في اتخاذ القرار وفي الأقوال والأعمال مها كانت الصعوبات والعقبات .
2-التشديد على أدخال عامل المنافسة .
3-عدم التدخل في عمل الإدارة من الخارج من خلال فصل السياسة عن الإدارة .
4-تنمية الموارد القائمة على التحفيز المادي وغير المادي .
5-التركيز على البيئة المحيطة (الخارجية) وتثقيف الجمهور .
6-أدارة التغيير عن طريق تحديد التغيير الواجب تحقيقه .
7-أعتماد التخصصية التي تؤدي الى المنافسة .
8-التقويم المستمر من مصادر داخلية وخارجية .
الأهداف العامة للإدارة الحديثة :
1-العمل على بث روح التفاهم والتعاون والانسجام والعمل بروح العمل الجماعي بين القائد والمدير والعاملين معه .
2-السعي للوصول الى تحقيق اهداف المؤسسة .
3-توجيه استخدام الطاقات البشرية والمادية المتاحة .
4-تنظيم وتنسيق الجهود المبذولة من قبل العاملين وتوجيهها بما ينسجم مع أهداف الدولة .
5-لمساعدة في حل المعضلات العصرية التي تواجه البشرية والمجتمع .
6-تلعب دوراً كبيراً في أرساء قواعد مجتمع اقتصادي متين مع زيادة الإنتاج وتحسين الدخل وتطوير العلاقات الاجتماعية .
7-المحافظة على الأشخاص والموارد وحماية مصالح العاملين ورعايتهم .
8-المحافظة على النظام وتحقيق العدالة الاجتماعية ورعاية الشباب وتثقيفه ورحمانية الناس وضمان الاستقرار وتقديم الخدمات والمنافع والتوفيق بين المجتمعات وبين المصالح المشتركة .
صفات الإدارة الرياضية العلمية الفعالة :
الشمول :
بمعنى ضرورة تغطية الإدارة لكافة جوانب ومجالات العمل في الهيئة الرياضية في حدود اختصاصها .
التكامل :
ويعني ان يتولى كل قسم في الهيئة الرياضية جانب من التنظيم حيث يؤدي او يقوم بمهام محددة متخصصة مع مراعاة ان تكمل كافة الأقسام أو الأجزاء العملية الإدارية للهيئة الرياضية ككل ويكون ذلك في أطار ونسق واحد بحيث تتحقق النتائج المرجوة .
المستقبلية :
ويعني ذلك ضرورة ان تعمل الإدارة الرياضية ليس للحاضر فقط وانما للمستقبل أيضاً من خلال أهداف وأماني وتطلعات في زمن أت ، وعليها من خلال ذلك ان تنظر الى الماضي لتستقي منه الدروس وهنا تظهر اهمية التنبؤ بالمستقبل باعتباره واجباً اساسياً من واجبات الإدارة الرياضية .
الانفتاح :
ويعني هذا ان تتميز الإدارة الرياضية في الهيئة بالانفتاح على البيئة التي تعمل خلالها .
وأخيراً فانه يتضح ان الإدارة عملية لازمة وضرورية للتربية الرياضية لا نه مهما كانت قوة وصلاحية أنشطة التربية الرياضية في مجالاتها المختلفة فلن تكون قادرة على تحقيق أهدافها في غياب الإدارة السليمة .
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الإدارة