الرياضة والاحتراف
يعتبر نظام الاحتراف الكروي جديداً نسبياً على الساحة العربية، الأمر الذي دفع عدداً لا بأس به من نجوم الكرة العربية إلى الالتحاق ببعض النوادي الأوروبية التي تبحث باستمرار عن قدرات رياضية جديدة عبر العالم. كما أن نظام الاحتراف العربي الجديد أدى إلى جلب بعض نجوم الكرة العالمية الأوروبية والأفريقية واللاتينية إلى العالم العربي.
تهجين الخبرات والطاقات العربية ومثيلاتها العالمية له ايجابياته وسلبياته.
يقول حجازي: “كرة القدم في العالم اليوم أصبحت تجارة “بيزنس” وليست مجرّد لعب وتسلية، ولاعب الكرة اليوم وراءه جيش من المدراء ورجال الأعمال والمدربين والمسوّقين”.
وهكذا يبدو مشهد فرق كرة القدم بالأندية التي تجلب اللاعبين من مختلف بلدان العالم لتدعم صفوف فرقها، أو لتعقد صفقات تجارية رابحة كما يرى البعض.
دخل الاحتراف الرياضي حيز التنفيذ في جسم الرياضة العربية إثر أفكار ودعوات في الوسط الرياضي نادت بتطبيقه، أملاً في أن يؤدي ذلك إلى تطور نوعي للألعاب الرياضية خاصة كرة القدم. ووردت هذه الأفكار في مداخلات المسيرين والقائمين غلى الرياضة ووجدت صداها في توجيهات الجهات الوصائية بتطبيق الاحتراف للعبة كرة القدم. وقد برزت أكثر من ظاهرة أثناء تطبيقه تجلت في:
1- سعي الأندية الكبيرة لجذب أصحاب رؤوس الأموال لتمويل عملية الاحتراف، وتصدرت أسماء التجار الكبار رئاسة هذه الأندية، اعتقاداً منها أن الحل يكمن باستقطاب هؤلاء، وفاتتها المخاطر الكبيرة التي ستترتب على توقف هؤلاء الممولين عن الدفع لمختلف الأسباب وبأي لحظة يريدونها كما حصل لعدة نوادي
2- تهافت الأندية على استيراد اللاعب الأجنبي ودفع الأموال الطائلة له، بهدف الوصول إلى البطولة، وتجاوزت المبالغ المدفوعة الملايير للاعب الواحد.بغض النظر أحياناً عن المستوى الفني له.
3- وتتعلق بالمستوى الفني للعبة كرة القدم والآمال التي كانت معقودة على مبدأ الاحتراف بتحسين المستوى وتطويره. وانعكس ذلك على الرؤية غير الصائبة لدعاة الاحتراف، والمتمثلة في استقدام اللاعب الأجنبي الذي ظهر غالباً بمستوى متواضع، وصرف النظر عن المواهب والإشراقات الرياضية المحلية من جهة وعدم التخطيط العلمي والمبرمج للنهوض بأداء اللاعب محلياً من خلال الدعم والاهتمام والرعاية لأن اللاعب المستورد سيبقى هدفه مادياً وخارج إطار المنتخبات الوطنية. بينما المحلي سينخرط بتمثيل الوطن عبر منتخباته للمشاركة في البطولات والدورات الرياضية التي من خلالها يقاس تطور الألعاب الرياضية فنياً.
وقد جاهرت أصوات كثيرة بتطبيق الاحتراف داخلياً وإيقافه خارجياً، معللة ذلك بعدم الفائدة فنياً وهدر الأموال مادياً من استقدام اللاعبين الأجانب.
وعلى هذا الأساس فان تطبيق الاحتراف محلياً وصرف النظر عنه خارجياً على الأقل في المدى المنظور، وربما لوضع قواعد وضوابط له ولإنضاج التجربة محلياً.
وإسهاماً في إغناء البحث والنقاش والأفكار المطروحة ونظراً لأهمية الموضوع نؤكد الحقائق التالية:
1- المقولة السائدة بأنه في ظل نظام الاحتراف فقط يمكن التطوير ورفع مستوى الأداء الرياضي سقطت أثناء وجود دول المنظومة الاشتراكية التي اعتمدت مبدأ الهواية في تطوير حركتها الرياضية واعتمدت أسلوب التخطيط العلمي والبرمجة في الإعداد والتحضير للألعاب الأولمبية، والتي هي المقياس الحقيقي للتفوق الرياضي على الصعيد الدولي.
2- تحت سقف نظام الاحتراف يصبح الإنسان سلعة تسوق كغيرها من السلع، وتخضع لقانون اقتصاد السوق في مسألة العرض والطلب لتحقيق الربح المادي عن طريق استثمار رؤوس الأموال للنشاط الرياضي، ولاسيما أن نظام الاحتراف يعني حق التملك لوسائل هذا النشاط وعناصره. والاحتراف بحد ذاته من نتاج المجتمعات الرأسمالية المستندة إلى الملكية الفردية القائمة على الاستغلال المادي، بصرف النظر عن دوافع هذا النشاط الإنساني وأهدافه التربوية والوطنية.
وما دام الربح قاعدة مبدأ الاحتراف، وهو يبيح استخدام كل الطرق والوسائل الشرعية وغير الشرعية كالمنشطات المحرمة دولياً، لأنها تشكل خطراً كبيراً على حياة الإنسان، وقد تودي بمتعاطيها إلى حتفه، والشواهد كثيرة في هذا المجال. وفي كل الأحوال يصبح الإنسان وحياته من أرخص السلع ما دام الهدف هو الوصول سريعاً إلى الربح.
منذ ان بدأ العمل بنظام الاحتراف في مجالنا الرياضي ونحن نسمع كثيرا مصطلح الاحتراف يطلق في أي حديث رياضي عابر، وفي أي بيان يصدر من ادارة نادي، في أي مقابله للاعب، مما يدل دلاله واضحه على استيعابنا لنظام الاحتراف وتعاملنا معه على الوجه المطلوب
لكن لو تمعنا في الامر قليلا لوجدنا العجب العجاب في تصرفات جميع من ينتمي للوسط الرياضي
فأتحاد الكره يضم في جنباته اناس يجهلون ابسط مباديء الاحتراف وتسببوا في كثير من المشاكل لعدم تفهمهم لقوانين الاحتراف
ولاعبين حتى الان لم يعرفوا الفرق بين اللاعب الهاوي واللاعب المحترف فلم يضف لهم الاحتراف سوى ارتفاع في رواتبهم اما غير ذلك فهم بعيدين اشد البعد عن الاحتراف وقواعده الصارمه
فظاهرة السهر والتواجد في أملاعب الحواري بشكل منتظم وغيرها الكثير من صفات لاتمت للاحتراف بصله هي صفه ملازمه للاعبين سواء قبل الاحتراف او بعده
وجمهور رياضي لازال يطالب بشطر معين من الاحتراف وهو استقطاب اللاعبين المميزين ويعارض شطره الاخر وهو بيع عقود بعض اللاعبين
فما يحدث في منتديات الانديه عند وجود خبر يفيد بأنتقال لاعب من النادي الى نادي اخر امر يثير العجب
كل هذه الامور تدل على اننا وسط رياضي كامل لا نعرف من الاحتراف سوى اسمه
ولا توجد أي بوادر امل بتطور عجلة الاحتراف لدينا لذلك ارى انه يحق لي اطلاق عبارة (وسط رياضي هاوي مغلف بشعار الاحتراف).
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الرياضة والاحتراف