ضغوط المنافسة وتأثيرها على أداء الرياضي
ضغوط المنافسة وتأثيرها على أداء الرياضي
مجموعة من المصادر الخارجية والداخلية الضاغطة، والتي يتعرض لها اللاعب خلال حياته الرياضية، وينتج عنها ضعف قدرته على إحداث الاستجابة المناسبة للموقف، وما يصاحب ذلك من اضطرابات انفعالية وفسيولوجية تؤثر على جوانب الشخصية الأخرى للاعب.
مكونات الضغوط النفسية :
*المكون الأول :
الموقف الضاغط، أي كيف يتم التفاعل بين قدرات الرياضي وموقف المنافسة ؟ حيث يتوقع عندما تزيد متطلبات التدريب أو المنافسة يزداد شعور الرياضي بالضغط.
*المكون الثاني :
التقييم المعرفي، أي كيف يدرك أو يفسر الرياضي الموقف، فعندما تزيد متطلبات التدريب أو المنافسة عن قدرات الرياضي وخاصة إذا زادت حدتها لفترة طويلة يكون التقييم المعرفي للموقف الضاغط أكثر خطورة وتأثيراً.
*المكون الثالث :
الاستجابة للموقف الضاغط كموضوع مهدد أي مصدر لزيادة الخوف من الفشل وعدم إمكانية تحقيق ذاته وقد يؤدي هذا الموقف الضاغط المهدد للرياضي إلى تغيرات فسيولوجية ونفسية سلبية.
وعلى ذلك فان ضغط المنافسة هو: استجابة انفعالية سلبية عندما يحدث تهديد لتقدير الذات عندما يدرك الرياضي عدم التوازن بين متطلبات المنافسة ومقدرته على الأداء الناجح لمواجهة هذه المتطلبات.
ويمكن تقسيم الضغط – نظرياً – تبعاً للمنافسة إلى :
وتعد الضغوط أحد أهم المشكلات التي تواجه الكثير من الرياضيين، وقد تؤثر سلبا على أدائهم من حيث "تبديد الطاقة البدنية، ضعف اللياقة النفسية، نقص الدافعية، انهيار الطاقة النفسية، ضعف الأداء الخططي والفن، الخوف من الإصابة، صعوبة مواجهة ظاهرة اختناق الأداء..الخ
والشكل السابق يوضح العلاقات كما يلي :
ضغوط منخفضة :
إذا استمرت هذه الحالة لفترة طويلة سوف يفقد اللاعب المثابرة وحضور تدريب بسبب الشعور بالملل مما قد يؤثر سلبا على الأداء.
ضغوط معتدلة الشدة :
إذا ارتفع مستوى الضغوط حتى منطقة الأداء المثالي (منطقة ضغوط إيجابية ذات تأثير انفعالي إيجابي) مما يؤدي عندها اللاعب أفضل قدراته.
ضغوط مرتفعة الشدة :
إذا استمرت هذه الحالة لفترة طويلة سوف يشعر اللاعب بالضيق والانفعال الزائد واختناق الأداء والإجهاد مما يؤثر سلبا على الأداء.
مصادر وأسباب الضغوط النفسية :
يمكن تقسيم أسباب ومصادر الضغوط النفسية إلى أسباب ومصادر داخلية مرتبطة بشخصية اللاعب واستعداداته النفسية، وأسباب ومصادر خارجية مرتبطة بالمناخ النفسي للبيئة المحيطة باللاعب: "التدريب، الأسرة، المنافس، المدرب، الحكم، الجمهور”
شخصية اللاعب :
إن قدرة اللاعب على مواجهة أسباب ومصادر الضغوط تتوقف على السمات الشخصية للاعب، ومدى إدراك اللاعب للموقف الضاغط، واستجابته للضغط النفسي.
هذا وإن لكل لاعب شخصيته التي تميزه بالتفرد، فالشخصية توصف بأنها مجموع خصائص الفرد، وميوله، والفروق الفردية الثابتة في السلوك، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الاستعداد البيولوجي وحده لا يكفي لضمان استمرار اللاعب في التدريب والمنافسة بل يجب أن يكون لديه استعداد شخصي حتى يمكنه لحمل العبء البدني والضغوط النفسية المرتبطة بالتدريب أو المنافسة الرياضية، وقدرة اللاعب على مواجهة الضغوط النفسية يتوقف على شخصية اللاعب، ويختلف إدراك اللاعب للضغوط حسب الفروق الفردية في سمات الشخصية من لاعب لآخر، فهناك لاعب لا يسيطر على انفعالاته، ولاعب آخر لديه عدوانية سلبية، فالعلاقة بين سمات الشخصية والضغوط علاقة تأثير وتأثر.
زيادة حمل التدريب عن قدرة تحمل اللاعب، وتخطي حدود التعب البدني والعضلي العادي إلى درجة الإعياء، والارتفاع المفاجئ للحما التدريبي لدرجة الإجهاد، وعدم إعطاء الراحة الكافية لاستعادة الشفاء، والاستمرار في تنفيذ أحمال بدنية عالية لفترات طويلة، كل ذلك قد يؤدي إلى المزيد كم الضغوط النفسية عل اللاعب، وأيضا البدء مبكرا في التدريب عقب العودة من المرض أو قبل اكتمال الشفاء من الإصابة، والأعباء الدراسية –وخاصة أوقات الامتحانات- بما يفوق قدرة اللاعب على التحمل، وتنعكس تأثيرات ذلك الجهاز العصبي للاعب، مما قد يتسبب في إصابة اللاعب بالاضطراب العصبي الوظيفي.
الأسرة :
المشكلات الأسرية أحد مصادر الضغوط النفسية للاعب، والتي منها المشكلات العائلية داخل الأسرة والتي تسبب الاضطرابات النفسية داخل أسرة اللاعب، الاستثارة الانفعالية العالية لأفراد الأسرة أثناء المنافسة تصل لدرجة السلوك غير المرغوب فيه مثل : "استخدام ألفاظ غير تربوية مع المنافس أو الحكم أو اللاعب نفسه، مواجهة فشل اللاعب، النقد والسخرية والتعنيف بقوة، مطالبة اللاعب بزيادة جرعة التدريب على أقرانهم، وهذا يمثل نوم من الضغط النفسي”.
البيئة المحيطة : (المنافس، المدرب، الحكم، الجمهور، الإعلام..)
• مطالبة اللاعب بالفوز على منافس قوي ولديه قدرات فنية وبدنية وخططية فضل قد يلقى المزيد من الضغوط على اللاعب في مواجهة المنافس لأن الفوز مرتبط بقدرات المنافس، وهذا الأمر خارج نطاق تحكم وسيطرة اللاعب نفسه.
• الاهتمام الزائد بالفوز في جميع المنافسات الرياضية، يعتبر مصدرا للضغوط النفسية بسبب الخوف من الفشل مما قد يؤثر سلبا على اللاعب، وشعوره بالتوتر والإحباط وعدم الثقة في النجاح .
• استخدام الأسلوب الدكتاتوري في التعامل مع اللاعب، واتخاذ القرارات الإدارية القاسية على اللاعب في حالة الخطأ والتي قد تكون لأسباب خارجة عن إرادته.
• التحيز الواضح للاعب دون الآخر من الجهاز الفني أو الإداري أو شعور اللاعب بظلم في قرار الحكم، أو توزيع المكافآت والحوافز بدون نظام ثابت وعادل.
• التعصب العنيف من الجمهور مع لاعب ضد آخر، والسلوك العدواني السلبي من الجمهور ضد اللاعب، ومطالبة الجمهور للاعب بنتائج قد تفوق قدراته، والخوف الشديد من الحشد الجماهيري، والنقد الإعلامي الشديد للاعب وما يمثله من عبء وضغط شديد على اللاعب.
المظاهر الفسيولوجية :
النوم غير المريح ومتقطع، فقد الشهية للأكل، طول فترة استعادة الشفاء، الشعور بصعوبة التنفس، زيادة معدل ضربات القلب في الدقيقة، زيادة ضغط الدم، ضعف مقاومة الجسم للأمراض، تقلصات في المعدة، ألم في المفاصل، زيادة افرازات العرق، جفاف العقل، تكرار التبول،زيادة إفراز الأدرينالين.
مظاهر الأداء والسلوك الحركي :
هبوط مستوى الأداء، ظهور أخطاء في الأداء المهاري، وعدم الانسيابية في الأداء الحركي، وضعف القدرة على التركيز في الأداء، التوقيت والإيقاع الخاطىء في الأداء، سوء التآزر العضلي والعصبي، ضعف الحالة البدنية والإحساس بالتعب البدني، الإجهاد والتعب العضلي، ضعف مستوى الأداء الخططي، ضعف قدرة اللاعب على استكمال المنافسة.
خلاصة :
الضغوط النفسية للرياضيين تتطلب طرق وأساليب متعددة بهدف التخفيف منها والتحكم فيها، وغالبا يتم الاهتمام والتركيز على مواجهة الضغوط النفسية عالية الشدة، لتأثيرها المباشر على الأداء الرياضي، والأمر يحتاج إلى التوجيه والإرشاد النفسي بهدف التهدئة والوصول باللاعب إلى الطاقة النفسية المثلى وهي:”أفضل حالة لدى اللاعب من حيث الاستعداد النفسي”.
- إعداد الدكتور الاستاذ بن التومي عبد الناصر و الدكتور قاسمي فيصل.
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : ضغوط المنافسة وتأثيرها على أداء الرياضي