هندسة الجينات تنذر بالمفاجآت وستقفز بالإنجازات فوق التوقعات
هندسة الجينات تنذر بالمفاجآت وستقفز بالإنجازات فوق التوقعات
انطلاقا من أهمية أن يتعرف القارئ الكريم على ما يجري في الوقت الحاضر من تجارب علمية في مختبرات الدول المتقدمة علميا تنذر بالمفاجآت وبإنجازات رياضية خارقة بل خرافية وفوق مستوى التوقعات في المستقبل القريب وفي كافة الألعاب الرياضية ، هذا ما أكدته التجارب العلمية التي قام بها العلماء في علم الهندسة الوراثية ( هندسة الجينات ) والعلماء المتخصصين في الكينسيولوجي (علم دراسة العضلات) والتي أجروها على الفئران والجرذان والقردة ثم بدأت تطبيقاتها بالمعالجة الجينية على الإنسان ، وقد أثبتت التجارب على الفئران والجرذان والقردة التي تم تنشيطها جينيا إنها حققت قدرات بدنية فائقة في تضخم العضلات وفي أنتاج القوة والسرعة والقدرة على التحمل تفوق ما يحققه التدريب الرياضي بأضعاف .
ويقول العالم بيتر المتخصص بعلم الحركة في جامعة رايس في هيوستن أن هذه التقنية ربما ستحل محل التدريبات الرياضية لأنها تحول الشخص الغير رياضي إلى رياضي فأن أي شخص ممكن أن يطور قدراته البدنية بطرق الهندسة الوراثية بنسبة 100% أو 200 % أو أكثر وذلك بالاعتماد على نفس الآلية التي استخدمت على العضلات السريعة للفئران والجرذان وبذلك يتحول الشخص العادي إلى عداء سوبر عن طريق توظيف الحامض النوويDNA الحيواني وذلك بحقن المادة الجينية الحيوانية إلى شخص عادي ليتحول إلى رياضي سريع وقوي جدا ، وهذا الاستنتاجات العلمية يثير فينا العديد من الأسئلة تحتاج إلى إجابات لا يعرفها ولا يقرر مدى فوائدها وخطورتها إلا العاملين عليها سراً وعلانية في المختبرات العلمية للدول المتقدمة ولكنهم في النهاية ينبئون بإنجازات رياضية غير مسبوقة وستقلب طاولة الإنجازات العالمية رأسا على عقب بعد تحويل هذه التقنيات في المستقبل القريب على الرياضيين ولكن من حقنا أن نسأل ونستفسر ونقلق :
- ·هل سنقول في السنوات القليلة القادمة لا للتدريبات نعم للجينات كونها تحقق ما نريد بأقل جهد وبأقصر وقت وبانجاز فذ . وهل هذا يعني سيكون التنشيط الجيني بديلا عن التدريبات الرياضية .
- ·هل المعالجات الجينية سوف تلغي العلاقة بين التدريب الرياضي وتضخم العضلات .
- ·هل ستنقلب نظرية الرياضي يولد ثم يصنع .
- ·هل سيظهر في المستقبل القريب مصطلح الرياضيون المحولون جينياً .
- ·هل سيشهد العالم في السنوات القليلة القادمة دورات أولمبية يشارك فيها رياضيين محوريين جينيا لا يمكن كشف هذه التحويرات كونها أصبحت جزءا من تركيبة العضلات .
- ·كيف يتم نقل الجينات إلى داخل عضلات الرياضي .
- ·ماهو رأي الوكالة الدولية للكشف عن المنشطاتWADAبالتنشيط الجيني .
- ·هل ستغير ثورة الجينات طبيعة المفاهيم الرياضية العالمية وقيمها النبيلة أم ستبقى المعالجات الجينية حصراً على المرضى .
- ·هل أن تغيير جينات البشر يتوافق مع القيم الأخلاقية والاجتماعية الحالية والمستقبلية . وما هو رأي علماء الدين في تغيير خلق الله ، وهل تحسين القدرات البدنية للإنسان مخالف للشرع .
- ·ماذا لو أثبتت التجارب العلمية على البشر أن التنشيط الجيني أمن ولا ينتج عنة أعراض سلبية تؤثر على صحة الفرد والمجتمع. وإذا كان هذا الاستنتاج صحيح هل سينتقل تنظيم الدورات الرياضية والبطولات إلى مستوى جديد من التنظيم يعتمد أساسا على تصنيف اللاعبين جينيا كما هي تصنيفات ذوي الاحتياجات الخاصة حسب إعاقاتهم وكما هو الحال في تصنيف اللاعبين حسب أوزانهم في المصارعة والملاكمة وبناء الأجسام وغيرها من التصنيفات الرياضية .
- ·هل سينتقل الصراع بين العلماء والأطباء والصيادلة والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات إلى مستوى جديد من الصراع العلمي يتطلب إمكانيات علمية جديدة ترهق الوكالة بسبب صعوبة التعرف والكشف عن الجينات الجديدة بعد اندماجها في الأنسجة العضلية وتصبح جزءا من تركيبتها النسيجية .
- ·ما هي ردود فعل الدول التي لا تملك مثل هكذا تقنيات جينية متطورة .
- ·هل سيشهد العالم في المستقبل القريب سوقاً جديدة للنشيط الجيني بدلا من المواد المنشطة المحظورة ويمكن أن تكون هذه التقنية في متناول الرياضيين وغير الرياضيين الراغبين بذلك .
كل هذه الأسئلة وغيرها ستحدد مستقبل الرياضة العالمية وإنجازاتها ومفاهيمها ومُثلها التربوية في الألعاب المختلفة وأن تطبيقاتها الفعلية على الرياضيين هي رهن ما تفرزه المختبرات من نتائج في المستقبل القريب ، وسنتناول في هذه المقالة ما هي الجينات وما هو التنشيط الجيني ، وفوائده في علاج المرضى ، ونتائج التجارب المختبرية التي قام بها العلماء ومدى إمكانية تطبيق هذه التجارب على الرياضيين الراغبين في تغيير جيناتهم أو تنشيطها أو استبدالها بجينات أخرى لها القدرة على زيادة التضخم العضلي أو زيادة القوة السرعة والقدرة على التحمل بحيث تجعله رياضي من نوع فريد. وما هي الآلية العلمية لنقل هذه الجينات إلى الرياضيين في المستقبل القريب وما هو رأي كاتب المقال بهذه بالتحويرات الجينية .
·ما هي الجينات( الشفرة الجينية )
تُعرف الجينات بأنها مجموعة من الأحماض الأمينية تتركب وتتكامل بعضها مع البعض في داخل نواة الخلية في الحمض النوويDNA ، وعددها في الإنسان يتراوح من 50 إلى 100 ألف جين ، ويختلف البشر فيما بينهم بما تحمله الشفرة الجينية لكل واحد منهم والتي تسمى ألبصمه الوراثية وهذه البصمة لا تتشابه بين البشر إلا عند التوائم المتطابقة ويمكن تحديد هذه البصمة ومعرفة محتوياتها عن طريق عينة من الدم أو المني أو خلايا غشاء الفم .
·العلماء اكتشفوا أسرار خريطة ألجين البشري
لقد استطاع العلماء مؤخراً بعد جهود استمرت سنوات عديدة من فك شفرة خريطة ألجين البشري وعرفوا كم هائل من المعلومات عن الجينات وعن تركيبة الجسم البشري ومنها معرفة أكثر من 90 جين له علاقة وثيقة بالأداء الرياضي ، ومنذ ذلك الحين بداء العلماء يفكرون بكيفية توظيف هذه المعلومات لتحسين قدرات الإنسان البدنية مبتدئين بالمعالجة الجينية وهي تعني تغيير الجينات التي فيها عيب وراثي بجينات مصنعة تقوم بإنتاج بروتينات أو مواد تحد من انتشار المرض أو تخفيف الألم وتعمل على الشفاء أو زيادة القدرة البدنية ، وبدأت التجارب العلمية على الحيوانات حيث تم استبدال جيناتها الغير سليمة أو التي يوجد فيها عيب وراثي بجينات سليمة أفضل منها وحدثت استجابات واضحة في الحيوانات نتيجة استخدام هذه التقنية ، ثم تطورت تقنيات العلاج الجيني واستطاعت أن تتغلب على العديد من الأمراض الخطيرة عن طريق إصلاح الخلل في الجينات أو تعديلها أو رفع مستوى نشاط ألجين أو استئصال ألجين المسبب للمرض (المعطوب) واستبداله جينات سليمة أو حقن جينات غير موجودة أصلا في خلايا معينة مستهدفة ، وانتقلت هذه التجارب على البشر وأجريت عدة تجارب على المرضى ممن يشكون من عيوب وراثية مختلفة ومنها مرض الضمور العضلي الوراثي أو الضمور العضلي الذي يحث عند كبار السن أو نقص في إحدى الإنزيمات وبعد المعالجة الجينية تحسنت حالتهم الصحية.
·لماذا يتفوق الرياضيين على غيرهم من المنافسين
في المجال الرياضي ساعدت الدراسات في بيولوجيا الخلية على فهم الأسباب التي تجعل الرياضيين يتفوقون على أقارنهم فمثلا لماذا يتفوق العداء الجامايكي بولت على أقرانه من العدائين العالميين في المسافات القصيرة رغم أنهم يتدربون معاً ولسنوات طويلة مع الأخذ بنظر الاعتبار إن التكيفات التدريبية والنفسية هي متقاربة بين عدائي النخبة العالمية .
أثبتت التجارب الميدانية أن أحد أهم العوامل الحاسمة في الفوز في مثل تلك المسابقات هو تركيبة ونوع الألياف العضلية عند العدائين حيث يمتلك العداء بولت في عضلاته نسبة عالية من أنواع الألياف العضلية البيضاء سريعة التقلص والانبساط وهي بذلك قادرة على توليد سرعة وقوة أعلى من الألياف العضلية البيضاء لدى عضلات إقرانه من العدائينوبالتالي يكون أسرع منهم .
·ماذا ستفعل هندسة الجينات بالإنجازات
لكن وبعد أن فك العلماء شفرة الجينات الوراثية للإنسان وعرفوا الجينات المسئولة عن تحسن القدرات البدنية للرياضيين والتي تتعلق بتطوير السرعة والقوة وقدرة التحمل وزيادة التضخم العضلي وتحسين قدرة الدورة الدموية فأن استخدام هذه التقنيات الجينية الجديدة ستساهم بشكل كبير في تغيير تركيبة العضلات وأحدى هذه التقنيات هو تغيير أنواع الألياف البيضاء السريعة من نوع إلى آخر أسرع منة وجعلها أكثر قوة وسرعة وأعلى من قدرة وتركيبة الألياف العضلية للعداء الفذ بولت ، وبهذه التقنية ستصبح الإنجازات ليس مرهونة بقدرة الرياضيين الطبيعية وما يملكون من امتيازا وراثيا في جيناتهم تجلهم متفوقين على أقرانهم في لعبتهم بل ستصبح الإنجازات مرهونة بالجينات المصنعة التي تم حقنها في داخل أنسجة الخلايا العضلية المستهدفة والمراد تغيرها أو تنشيطها ، وانطلاقا من هذا المبدأ يخشى بعض العلماء من استخدام هذه التقنية على الرياضيين باستبدال جيناتهم بجينات مصنعة أفضل منها يصعب كشفها كونها لا تسير في مجرى الدم ولا تظهر في الإدرار ، وهو ما يمهد الطريق إلى دخول عصر جديد من الإنجازات الرياضية الخارقة لرياضيين محورين جينيا. فما هي فرصة الرياضيين الاعتياديين في التنافس والفوز مقارنا بالرياضيين المحورين جينيا وهل ستصبح المنافسة عادلة .
·كيف سيتم نقل الجينات المُصنعة للرياضيين لتغيير تركيبة العضلات
بعد إن تمكن العلماء من تصنيع نسخ من الجينات البشرية لها القدرة على إنتاج كميات كبيرة من بروتينات نوعية تحفز النمو العضلي في عضلة محددة وتكسبها القوة والسرعة والقدرة على التحمل لكي تكون بديلا عن الجينات الموروثة ، فأن تطبيقاتها على الرياضيين باتت وشيكة ووفقا للآلية التالية :
لقد أثبت العلماء أن أفضل طريقة لنقل الجينات المصنعة إلى داخل الخلايا المستهدفة تكون بواسطة الفايروس حيث تم اختيار فايروس غاية في الصغر، ثم قام العلماء أولا بإزالة أي جينة يحملها الفايروس يمكن أن تؤذي الخلية وتسبب لها المرض أو تزيد من عددها بالاستنساخ ، ومن ثم حقن الجينات الجديدة المراد توصيلها إلى داخل الخلية العضلية في داخل الفيروسات بسبب إن هذه الفيروسات ماهرة في تسرب الجينات إلى داخل الخلايا العضلية حيث تحتال الفيروسات على الكائن المُضيف وهي ( الخلية العضلية) ويقوم الفايروس بتدخيل الجينة بشكل غير مرئي إلى داخل الخلية وما إن تدخل إلى نواة الخلية العضلية المستهدفة حتى تستولي على ماكينتها الخلوية لتكرر جيناتها وتنتج بروتيناتها الخاصة بها ، ويمثل العلماء دور هذه الفيروسات بدور حصان طروادة ، وعندما تمتص الألياف العضلية الجينات المصنعة والتي تكون عادة شأنها شأن الجينات العادية تضعها إلى جيناتها وتندمج معها وتصبح جزأ منها ويصبح من الصعب التعرف عليها . وقد قام العلماء بتجربة هذه التقنية وأثبتت نجاحها في تحقيق الهدف ومن هذه التجارب : -
·إدخال جين عامل النموIGF-1إلى الخلية العضلية لزيادة التضخم العضلي والقوة والسرعة
قام علماء من جامعة بنسلفانيا بالتعاون مع زملائهم من جامعة هارفارد بدراسة إمكانية استعمال عامل النموIGF-1لتغيير وظيفة العضلات بإدخال بروتين عامل النموIGF-1في الخلية ، وقد تم تجربة هذه التقنية بتحميل الفايروس جينة مصنعة تحمل عامل النموIGF-1 وتم حقن التركيبةAAV-IGF-1في العضلات الهيكلية للفئران الفتية وبعد فترة كانت النتائج :
·زاد الحجم الإجمالي للفئران بنسبة تراوحت بين (15 – 30 )% .
·إن عضلات الفئران لم تضعف بعد وصول الفئران إلى أواسط العمر بل بقيت على نفس المستوى من القوة .
ولتأكيد صحة التجربة أجرت الباحثة روزنثال التجربة على فئران مهندسة جينيا تنتج أنتاجا مفرطا من عامل النموIGF-1 في عضلاتها الهيكلية جميعا وكانت النتائج مشجعة وهي :
- 1.أن الفئران بشكل عام نمت بشكل طبيعي ، ولكن أصبحت عضلاتها الهيكلية أضخم من الفئران العادية بحوالي ( 20 – 50 )% .
- 2.حافظت عضلات الفئران على قدرة التجدد مع تقدم العمر.
- 3.أن مستويات عامل النموIGF-1 كانت مرتفعة فقط في العضلات الهيكلية للفئران وليس في الدورة الدموية وهو أحد أهم النتائج لهذه التقنية ، حيث إن المستويات المرتفعة من عامل النمو في الدورة الدموية تسبب مشاكل في القلب و التعرض لخطر السرطان .
- 4.إن الإنتاج المفرط من النمو يسرع من شفاء العضلات وترميمها .
وانطلاقا من هذه التجارب فأنة يمكن للعلماء من استعمال هذه التقنية لتعزيز وتحسين حجم العضلات للرياضيين وفي مختلف الألعاب الرياضية وبالتالي زيادة قوتها وسرعتها بشكل كبير جداً .
·التنشيط الجيني سيحول الألياف العضلية السريعة لدى الرياضيينIIa , IIxإلى الألياف فائقة السرعةIIb
هناك نوعين من الألياف البيضاء السريعة التقلص والانبساطIIa , IIxوقد توصل العلماء إلى إن حقن نوع من البروتين يُعرف بعامل الاستنساخ (فيلوسفين ) عدة حقن في العضلة الرباعية الرؤوس والعضلة الآليوية والوتر المأبضي سيجعل العضلات تنتج الفيلوسيفين الذي يقوم بتفعيل جينة ألياف الميوسينIIbفائق السرعة ، وسيمنح الفيلوسيفين المنتج للألياف العضلية السريعة للرياضيين خصائص وظيفية جديدة تكافئ الألياف العضلية الفائقة السرعةIIbالموجودة لدى الجرذان والثدييات الصغيرة حيث تتميز هذه الألياف بالسرعة الفائقة التي تساعدها على الهرب السريع من المفترسات ، وستستمر العضلات في إنتاج الفيلوسيفين لسنوات عدة دون الحاجة لمزيد من الحقن ، إن تطبيق التقنيات الحديثة في نقل الجينات ستجعل الألياف العضلية المتحولة لدى الرياضيينIIbتولد قوة وسرعه تفوق قوة وسرعة الألياف البيضاء السريعة لدى رياضيين المستويات العلياIIa , IIxوالتي يمتلكها العداء الجامايكي الفذ يوسان بولت صاحب الأرقام العالمية في مسابقة 100م بزمن 10.58 ثانية و200 م بزمن 19.19 ثانية ، إن هذه التقنيات الجينية ستنقل إنجازات مسابقات المسافات القصيرة إلى انجازات خرافية غير متوقعة . ولكن من الناحية الفنية التدريبية هل ستكون أوتار العضلات وأربطتها متهيئة وقادرة على تحمل هذا التقلص والانبساط فائق السرعة أم ستنهار كونها غير متوافقة مع القوة والسرعة الهائلة التي تولدها العضلات المُهندسة جينيا ً أم هل يستطيع مدربي لاعبي المستويات العليا التعامل مع التحوير الجيني بشكل تدريبي علمي لتلافي الإصابات ، هذا السؤال يمكن الإجابة علية بعد إن يتم تطبيق هذه التقنية في المستقبل القريب ، والذي سيجد فيه المسئولون صعوبة كبيرة في الكشف عن هذا التحوير الجيني .
·إيقاف تأثير هرمون الميوستاتين المضاد للنمو لغرض زيادة التضخم العضلي والقوة والسرعة وقدرة التحمل للرياضيين
لقد اكتشف طبيب الأعصاب الألماني ماركوس شولكة أن طفلا ألمانيا لدية قوة بدنية خارقة ويمكنه أن يحمل أوزان أكثر من أقرانه بكثير ويصل حجم عضلاته إلى ضعفي حجم عضلات من هم في سنة وهذه الحالة هي سببها طفرة وراثية طبيعية ، وقد أثبت الأطباء إن نمو عضلات هذا الطفل بهذا الحجم يرجع إلى عدم وجود هرمون ( المايوستاتين ) والذي يعمل كإشارة توقف لنمو العضلات كونه ( عامل مضاد للنمو )، فعندما لا يكون الميوستاتين فعال في العضلات نتيجة طفرة وراثية ينتج عنة نمو عضلي كبير غير مكبوح من قبل الميوستاتين كما يقل تراكم الدهون في العضلات وهذا ما تم اكتشافه أيضا في بعض فصائل الثيران البلجيكية حيث يكون فيها الميوستاتين غير فعال فأصبحت عضلات جسمها بارزة بشكل يلفت النظر وتثير الإعجاب وأصبح مظهرها عضلي متماسك كأنة منحوت ، وهذا أثار فضول الصيادلة لصنع أشكال مختلفة من الأدوية كمثبطات لهرمون الميوستاتين ويجعلوه أقل فاعلية لغرض إنتاج حيوانات ذات قيمة غذائية وتجارية أكبر. وأجريت تجارب أخرى على الفئران المهندسة جينيا بغياب العامل المضاد للنمو الميوستاتين وبعد فترة أصبحت للفئران عضلات ذات ضخامة واضحة وكبر الحجم النسيجي وزاد سمك الألياف العضلية زيادة كبيرة .
أن هذا التطور في تقنيات المعالجة الجينية وفرت آلية للتحكم في تقليل أو تثبيط إفراز هرمون الميوستاتين ويمكن تطبيقها على الرياضيين وهي فكرة تلقي قبولا لدى الرياضيين الذين يتطلعون إلى إنجازات عالمية ، وعند بدء هذه التجارب على الإنسان أو ربما بدأت في مختبرات الدول المتقدمة بشكل سري فأنها ستفتح أفاق جديدة غير مسبوقة من الإنجازات الرياضية وفي مختلف الألعاب حيث إن زيادة سمك الكتلة العضلية ينتج عنه زيادة كبيرة في القوة والسرعة وبذلك سيصبح لدى الدول المتقدمة في هذه التقنية رياضيون لا يمكن مجراتهم في الألعاب التي تتطلب إنتاج القوة والسرعة ، فهل سيتم قريبا تجريد الرياضيين من هرمون الميوستاتين وبناء عضلاته ليس عن طريق التدريب الشاق وبذل الجهد والوقت والمال بل عن طريق إيقاف أو تثبيط عمل الميوستاتين وخاصة أن الطفل الألماني ذو الطفرة الوراثية والذي كان لدية الهرمون المضاد للنمو غير فعال هو بصحة جيدة ويعيش حالة طبيعية وكذلك الأبقار البلجيكية ، فهل استخدام هذه التقنية هي حالة منصفة وعادلة في مجاراة المنافسين وما هو ردة فعل الدول التي لا تملك مثل هكذا تقنية .
·زيادة إنتاج هرمون الأيثروبوتينEPOلغرض زيادة عدد خلايا الدم الحمراء للاعبي العاب التحمل
الأثيروبوتين هو هرمون تفرزه الكلى يعمل على تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء الحاملة للأوكسجين ويزيد من عددها وهو بالتالي يزيد من قدرة لاعبي العاب التحمل وهو يستخدم أساسا لعلاج مرضى فقر الدم . وقد تم وضعة في قائمة المواد المنشطة المحظورة عام 2000 م.
تم تجربة النقل الجيني لهذا الهرمون على القردة لغرض زيادة إنتاجها من خلايا الدم الحمراء وأظهرت النتائج ارتفاع عدد خلايا الدم الحمراء إلى ضعفين خلال ( 10 ) أسابيع . وفي تجربه أخرى تمكن وبنجاح العالم جيمس ويلسون وفريقه من جامعة بنسلفانيا من نقل أجزاء من ألجين المنتج لهرمون اثروبوتين إلى عضلات ساق القرود وحصلوا على إمدادات مستمرة من خلايا الدم الحمراء الحاملة للأوكسجين .
ومع علمنا أن العديد من الرياضيين تعاطوا هذا الهرمون بشكل صناعي على شكل دواء يسمى إيبوتينEPOوقد تم كشفة عن طريق اختبارات الدم والبول الخاصة بفحص المنشطات وتم معاقبة متعاطية فمثلا في بطولة فرنسا للدراجات تم استبعاد فريق بكاملة بسبب تناولهم هذه المادة والتي تعتبر من المواد المنشطة ، وقد ثبت إن هناك أضرار مميتة لاستخدامEPOحيث أن إنتاجه الوفير لخلايا الدم الحمراء سيجعل الدم على درجة كبيرة من الكثافة والتخثر وهذه النتيجة أدت إلى وفاة (22) متسابق دراجات كونه يؤدي إلى حدوث قصور في القلب . ولكن مع استخدام التقنيات الحديثة لهذا الهرمون فأن زيادة إنتاج الهرمون سيتم داخل أجسام لاعبي العاب التحمل وليس عن طريق تعاطيه وسيكون الكشف عنة أكثر صعوبة من استخدام الدواء أو عدم إمكانية كشفه حيث لا توجد اختبارات حالية للكشف عنة وفقا للتقنية الجديدة للمعالجة الجينية ، ولكن يمكن أجراء التجارب والدراسات لاكتشاف تقنيات جديدة في المستقبل للحد منها أو السماح باستخدامها وحسب مدى خطورتها على الرياضيين ، فربما تتميز المعالجات الجينية في فترة العقود القادمة بأنها أمنة ولا تسبب تأثيرات سيئة على صحة الرياضيين وستكون متاحة للجميع عندها سيتغير الموقف الأخلاقي للمجتمع والمنظمات الرياضية وقد يغدو مختلفا لما هو علية وتصبح المعالجات الجينية كأسلوب لتحسين نوعية وجودة الحياة وتكون مفيدة في مساعدة الرياضيين على الشفاء من الإصابات الرياضية.
·اكتشاف ألجين الذي يزيد من قدرة التحملAlphaPGC-1
بعد العديد من الدراسات والتجارب أستطاع العلماء من اكتشاف ألجين الذي يزيد من قوة التحملAlphaPGC-1 ويزيد من احتراق الأوكسجين وبالتالي يزيد من قدرة التحمل لاعبي العاب التحمل وهذا الاكتشاف سيستخدم لتحسين إنجازاتهم بشكل كبير جداً كثيراً .
·اكتشاف علاقة موجبة بين ألجينACE ووظائف الجهاز التنفسي
لقد أكدت دراستين أولها في عام 1998 م على وجود علاقة بين فاعلية ألجينACE ومستوى الوظائف الفسيولوجية للجهاز الدوري لاعبي المسافات الطويلة ، والدراسة الثانية 1999م أثبتت وجود علاقة بين ألجينACE والحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجينVo2 maxوبالتالي فأن استخدام تقنية نقل الجينات لجسم لاعبي التحمل سيزيد من قدرة التحمل لاعبي العاب التحمل وسيحسن من إنجازات حاملي هذا الجين بشكل كبير جداًً بحيث لا يمكن للاعبين الذين لا يحملون هذا ألجين من مجراتهم في السباق .
·ما هو رأي الوكالة الدولية لكشف عن المنشطاتWADAبالتنشيط الجيني
منذ نشأتها حرصت اللجنة الأولمبية الدولية والوكالة الدولية للكشف على المنشطات على نشر الفكر والمفاهيم الأولمبية والتي تستند على التنافس الشريف بين الرياضيين وحظرت استعمال العقاقير المنشطة بإخضاع الرياضيين للفحوصات ألمختبريه ووضعت الاتحادات الدولية الإجراءات الخاصة للكشف عن المنشطات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة على مبادئ التنافس وعلى صحة الرياضيين . ولكن ما أن يتم ابتكار عقار جديد منشط يقوم بعض الرياضيين بتعاطيه لغرض الفوز الغير شريف ، الأمر الذي يرغم مسئولي الوكالة الدولية للكشف عن المنشطات بتطوير اختبارات جديدة للكشف عن هذه العقاقير المنشطة وهذا يجعل الصراع مستمر بين الرياضيين والمتعاونين معهم في الغش وWADA.
وفي مؤتمرها في 2002 م في لونج آيلند شعرتWADA بالقلق من تقنية استخدام الهندسة الوراثية والمعالجة الجينية لغرض الحصول على الإنجازات الرياضية بطريقة غير شرعية ، وتخشىWADA أن يكون من غير الممكن الكشف عن هذه المعالجات الجينية بسبب تعذر التعرف على الجينات المصنعة من نظيراتها الطبيعية كونها ستنتج داخل العضلة وان حقنة واحدة ستكفي مما يصعب اكتشافها وكذلك كونها لا تدخل في مجرى الدم وبالتالي سوف لن تكون لها آثار في الدم والإدرار ، وعلية فإذا كانت المنشطات ظاهرة لا تقاوم فكيف الحال عند استخدام تقنية نقل الجينات والتي يصعب الكشف عنها . لذلك طلبتWADA من العلماء على مساعدتها على إيجاد السبل الكفيلة لمنع وصول المعالجات الجينية إلى الرياضيين . ولكن إذا استطاع الرياضيين من استخدام هذه الجينات المصُنعة هل يستطيع العلماء من اكتشافDNA المصنعة وهل يمكن اكتشافها عن طريق معرفة تسلسل الجينة المصنعة وهل سيقبل الرياضيين بأجراء الاختبارات عليهم بأخذ عينة أو قطعة من نسيج عضلاتهم قبل المنافسة كما هو الحال في فحص المنشطات بإعطاء عينة من الدم أو الإدرار قبل أو بعد المنافسة كونه اختبارا روتينياً بسيطا .
·ماذا لو أثبت العلماء إن التنشيط الجيني هو لخدمة البشرية
ولكن ماذا لو أكد العلماء أن المعالجات الجينية والتنشيط الجيني لا تؤثر على صحة الرياضيين كما يحدث عند تناول المنشطات وأنة يقدم خدمات كبيرة للبشرية وتجعل الإنسان في صحة جيدة وتجعل قدراته البدنية في السرعة والقوة والتحمل أفضل من قبل وستستمر كذلك ، حيث أن استبدال الجينات الغير سليمة بجينات سليمة أو تجديد العضلات لمرضى الضمور العضلي أو ضمور العضلات المرتبط بالشيخوخة سيغير من حياتهم ويجعلهم أكثر قوة وسعادة ونشاط ، كما أن المعالجات الجينية تساعدهم على الشفاء السريع من الإصابات الرياضية والأمراض المختلفة ومعالجة التشوهات الوراثية وغيرها من الفوائد للبشرية ، أليس هذا الأمر سيغير أراء المسئولين في الرياضة ونظرة المجتمع لاستخدام هذه التقنية فهل ستصبح تنشيط الجينات من المحظورات بعد كل هذه الامتيازات التي تمنحها للبشرية ، وماذا سيكون رأيWADA إذا صح الافتراض وأصبح حقيقة يجب التعامل معها بإيجابية كونها تلقى قبولا وترحيباًً من الأفراد والمجتمعات .
·رأي كاتب المقال باستخدام هذه التقنية على الرياضيين
ويرى كاتب المقال مع أن هذه التقنية تخدم البشرية وتحسن من الحالة الصحية للمرضى وتخلصهم من كثير من الأمراض والآلام والتشوهات التي تسببها الجينات الغير سليمة ومع إنها تحسن من قدرات الرياضيين بشكل كبير ولكنة يرى :-
·أن هذه التغييرات الجينية التي يكتسبها الرياضي من استخدام هذه التقنية هي مكتسبات دخيلة على طبيعة التركيبة العضلية البشرية وليس متأصلة منذ الولادة وبالتالي هي تركيبة عضلية مصُنعة وأن ما تنتجه من سرعة وقوة فائقة وقدرة تحمل عاليه هو مُصنع أيضا وليس حقيقي وبالتالي فأن الإنجازات الخارقة التي يحققها الرياضيين هي ليس بفعل قوة إرادتهم وتصميمهم على الفوز وليس بفعل ما بذلوه من جهد تدريبي ووقت ومال بل هي وليدة هذه الجينات الصناعية ، وعلية فأن الرياضي لم يَصنع الانتصار بنفسه بل صنعته المختبرات العلمية كما هو الحال بالنسبة للمواد المنشطة المحظورة والتي تعمل على تحفيز العضلات صناعياً وتعطيها القدرة على بذل جهود خارج نطاق حدودها الطبيعية .
·من مبادئ ومفاهيم الفكر الرياضي الإنساني الأولمبي أن يكون التنافس عادلا وشريفا بين المتنافسين ووفقا لقوانين ولوائح الاتحادات الرياضية الدولية ، وبما أن المحورين جينياً يتميزون عن منافسيهم بأنهم يمتلكون قدرات بدنية إضافية مكتسبة خارج قدراتهم البشرية ، لذا فأنة من غير العدل أن يتنافس الرياضيين المحوريين جينياً مع الرياضيين الطبيعيين وبالتالي فإن التنافس العادل والشريف فقد أهم أركانه وهو أن تكون فرص الفوز متكافئة أو متساوية للجميع وبالحالة الجديدة فأن فرص الفوز محسومة مسبقاً للمحوريين جينياً وهذا ما لا تقره المفاهيم والأعراف والمواثيق الرياضية الدولية . لذا أرى من الضروري أن تقتصر المعالجات الجينية على المرضى فقط ممن يحتاجونها فعلا ، وفرض عقوبات دولية على الدول التي تغير جينات رياضيها في مختبراتها العلمية ، وفرض عقوبات على المختبرات و الأطباء والكوادر الطبية التي تساهم وتساعد على حصول الرياضيين على تلك التقنيات .
·بما إن تقنية تغيير الجينات لا تملكها إلا الدول المتقدمة في علم الهندسة الوراثية وإذا فرضنا جدلا في حالة السماح باستخدام هذه التقنية كونها ليس لها تأثيرات سلبية على صحة الفرد والمجتمع لذا فأن رياضيي تلك الدول هم فقط من يستفاد من هذه التقنية وستحجب عن رياضيي الدول الأخرى وستكون الإنجازات الدولية والعالمية حصراً لتلك الدول وهذا ليس عدلا مما يجعل الدول الأخرى تجري للحصول على تلك التقنية وهذا هو المبدأ الذي جَعل الدول تتسابق للتسلح النووي . فما هو ذنب الدول التي ليس لديها الإمكانيات لامتلاك مثل تلك التقنيات ولديها رياضيون متميزون ويمتلكون الموهبة الطبيعية وقادرين على تحقيق أفضل الإنجازات لدولهم فهل نحرمهم من حقهم الطبيعي في الفوز لصالح من تم تحويره صناعيا ، هذا ما ستفرزه الأحداث الرياضية العالمية في السنوات القادمة ، مع تمنياتنا أن تكون الإنجازات الرياضية خالية من تعاطي المنشطات وسوء استخدام تقنيات الجينات ، ومني لكم أطيب التحيات
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : هندسة الجينات تنذر بالمفاجآت وستقفز بالإنجازات فوق التوقعات