التكيف
التكيف
تعريفة :
- هو التقدم الذي يحدث في مستوي إنجاز الأعضاء والأجهزة الداخلية للجسم نتيجة أداء أحمال داخلية وخارجية تتخطي مستوي عتبة الإثارة .
- يقصد بالتكيف ( في البيولوجي ) : التغيرات الوظيفية والعضوية التي تحدث في جسم الكائن الحي نتيجة لمتطلبات ( أحمال ) داخلية وخارجية ، حيث يعكس التكيف مدي صلاحية الأعضاء الداخلية لمواجهة المتطلبات .
- هو عملية دينامية مستمرة تتناول السلوك والبيئة (الطبيعية والاجتماعية ) بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته . ويتضمن هذا التوازن إشباع حاجات الفرد ،وتحقيق متطلبات البيئة .
- التكيّف هو ملاءمة أي تركيب في جسم الكائن الحي للوظيفة التي يؤديها وهو عبارة عن صفة أو مجموعة صفات موروثة تساعد الكائنات الحية على التكيف في الظروف البيئية التي يعيش فيها والبقاء والتكاثر
ويعتبر التكيف أحد الأسس الهامة لعملية التدريب الرياضي حيث أن تلك الأسس هي :
1. فردية التدريب .
2. الإستعداد .
3. التحميل الزائد .
4. التقدم بالحمل .
5. الخصوصية .
6. التنويع .
7. طول مدي التدريب .
8. العودة للحالة الطبيعية .
9. الإحماء والتهدئة .
10. التكيف .
أنواع التكيف :
هناك نوعان من التكيف هما :
1.التكيف الوظيفي : هو التكيف الذي يحدث في الأجهزة الوظيفية ، والذي يؤدي إلي تحسين كفاءة أدائها لوظائفها ، وهذه الأجهزة هي كل من الجهاز الدوري و التنفسي والعصبي والعضلي والغدد الصماء وكل من الجهاز الإخراجي والهضمي .
2.التكيف المورفولوجي : وهو التكيف الذي يحدث في أحجام وأبعاد الأجهزة العضوية المشار إليها سلفاً .
العوامل المؤثرة في درجة التكيف :
هناك عاملان أساسيان يؤثران في درجة التكيف هما :
1.الأحمال التدريبية التي يؤديها اللاعب .
2.مرحلة النمو التي يمر بها اللاعب .
أهم التكيفات ( التغيرات ) الحادثة في الأجهزة الوظيفية داخل جسم اللاعب والناتجة عن التدريب الرياضي كما يلي :
1.تحسن في وظائف القلب والدورة الدموية والتنفس وحجم الدم المدفوع .
2.تحسن كفاءة الإثارة العصبية والعمل العضلي والأربطة والعظام .
3.تحسن النشاط الهرموني والإنزيمي .
4.زيادة مخزون إنتاج الطاقة في الخلايا العضلية .
مدركات خاطئة في مفهوم التكيف :
1.التدريب المكثف يؤدي إلي تقدم المستوي سريعاً .
2.التكيفات الناتجة عن التدريب الرياضي تكون محصورة فقط في العضلات .
العلاقة بين الحمل والتكيف : Load And Adaptation
إن العلاقة بين الحمل والتكيف علاقة حتمية وأساساً جوهرياً لحدوث تقدم في المستوي ، وتعتمد في المقام الأول علي العلاقة بين مستوي الحمل وفترة الراحة ولذا يجب النظر إليها علي أنهما وحدة واحدة يؤثر كل منهما في الآخر تأثيراً مباشراً ، وقد يؤدي هذا التأثير إلي الإرتقاء بالمستوي إذا كان مناسباً لمستوي الحالة التدريبية ، أو علي العكس إنخفاض أو إعاقة تقدم المستوي ( ظاهرة الحمل الزائد ) إذا تم تجاهلة .
وتحدث عملية التكيف نتيجة للعلاقة السليمة بين فترات أداء الحمل وفترات الراحة فإذا ما أدي اللاعب بحمل مناسب فإن قدرته علي الأداء تقل تدريجياً لإستهلاك القوة الوظيفية لأجهزة الجسم وهنا تكمن عملية التكيف حيث يتطلب الجسم فترة من الراحة لإستعادة المستهلك من الطاقة وعند تكرار نفس الحمل في فترة التعويض الزائد يتم نفس التأثير ، ومن ثم حدوث تكيف لأعضاء وأجهزة الجسم عند هذا المستوي من الحمل ( توازن بين عمليات الهدم والبناء ) .
فإذا ما رغب المدرب من الإرتقاء بالمستوي وحدوث مستوي تكيف أعلي فاعلية بالإرتقاء بمستوي الأحمال الجديدة ( عزم الحمل المؤثر ) أي أن التكيف دائماً يؤدي إلي زحزحة مجال الأحمال الفعالة إلي أعلي .
( علاقة التكيف بدرجات الحمل )
وإستخلاصاً لما سبق فإن عملية التكيف يحكمها ثلاث قوانين أساسية في التدريب وهي :
•الخصوصية :Specificity
•الحمل الزائد : Over load ، وهو يعني ضرورة التدريب بالحمل العالي وليس الحمل الزائد .
•قابلية القلب : Recoversiloility ، وتعني درجة تقبل الجهاز القلبي لمعاودة التدريب وعموماً يجب أن يضع المدرب في إعتباره كمية ونوع الحمل التدريبي .
( بعض العوامل المؤثرةفي عمليات التكيف )
التكيف معالتمارين الهوائية
زيادة الجهد المصاحب للتمارين الهوائية اليومية (كالعدو والسباحة) ينتج عن التكيف مع المحفزات الخاصة بالتمرين . بعض هذه التكيفات تحدث داخل العضلات كما تتضمن تغيرات في نظام الطاقة . ويستمر حدوث التغيرات في الجهاز الدوري لتحسين دورة الدم إلى داخل العضلات . فيما يلي نلقي الضوء على التكيفات العضلية التي تحدث أثناء ممارسة التمارين (تكيفات القلب والجهاز التنفسي) .
التغير في القوة الهوائية :
أكثر التغيرات ملاحظة بشأن التدريب الهوائي هو زيادة القدرة على أداء أقصى حد ممكن من التدريب الممتد وكذا زيادة الحد الأقصى للكفاءة الهوائية ( VO² MAX ) . مع ملاحظة أنه بالرغم من ذلك توجد اختلافات فردية واسعة في درجة التحسن في كل من الحد الأقصى للتحمل والكفاءة الهوائية (VO² MAX ) مع أي برنامج تدريبي . فبينما تتحسن (VO² MAX ) لشخص ما بنسبة 20% - 30% كنتيجة لبرنامج تدريب تحمل في رياضة الدراجات ، قد يبدي شخص أخر تغيرا أقل ( من 5%) نتيجة لنفس برنامج التدريب . بالطبع سيكون للكفاءة البدنية في بداية برنامج التدريب بعض التأثير في حجم التحسن . فالأشخاص الذين يتمتعون بالفعل بمستوى لياقة بدنية عالية قد يظهرون تغيرا أقل في قواهم الهوائية ممن يعيشون حياة مريحة ( بدون رياضة) . وبوجه عام فإن متوسط الزيادة في VO² MAX في كثير من الدراسات التدريبية التي أجريت على عدد كبير من المفحوصين يتراوح ما بين 15% - 20% . والمثال على ذلك ، لاحظ جرين ومساعدة وجود زيادة 15,6% في VO² MAX لدى مجموعة من الرجال النشطاء العاديين الذين يمارسون رياضة الدرجات لمدة 2ساعه / يوم ( بمعدل 62% من VO² MAX) لخمس أو ستة مرات /الأسبوع لمدة 8 أسابيع .
وقد لاحظوا أن الجانب الأكبر من هذا التحسن حدث خلال ال 4 أسابيع الأولى من التدريب . ويبدوا أن هناك حدا أعلى لمقدار التحسن الذي يمكن تحقيقه في القوة الهوائية كنتيجة للتدريب الرياضي . وعندما تزيد كمية التدريب ( مثل مسافة الجري في الجلسة التدريبية ) فإنه يبدو وجود زيادة تناسبية في VO² MAX . وفي النهاية ومع ذلك ، فإن زيادة مسافة الجري في الجلسة التدريبية ستؤدي إلى فشل في تحسين القدرة الهوائية مهما كانت الجلسة التدريبية أطول وأكثر صعوبة .
والعوامل التي تحدد هذا الحد الأعلى ليست مفهومة بشكل كامل ولكنها يمكن أن تكون مرتبطة بعوامل كامنة تمكن بعض الأفراد من تحقيق قيم عالية جدا (80 ميل / كجم/ دقيقة ) بينما تكون القوة الهوائية للبعض الأخر محدودة وتقع تحت معدل ( 50 ميل / كجم / دقيقة ) بالرغم من تكافؤ برامج التدريب العنيف . راجع الفصل التاسع لمزيد من المعلومات في هذا الموضوع .
التكيف في العضلات :
يتسبب كثرة إستخدام الألياف العضلية في حدوث تغيرات في تكوينها ووظيفتها . وقد ناقشنا كثير من هذه التغيرات في الفصل الأول بالإشارة إلى مقاومة التدريب ولكن اهتمامنا هنا ينصب على التدريب الهوائي والتغيرات الذي يحدثه في :
- نوع ألياف العضلة .
- المد الشعيري .
- محتوى ميوجلوبين العضلة .
- وظيفة الميتاكوندريا .
- الأنزيمات المؤكسدة .
التكيف
يستخدم علماء البيولوجيا مصطلح التكيف من أجل بقاء الكائن الحي على قيد الحياة .
وفي المقابل يستخدم علماء النفس مصطلح التكيف من أجل بقاء الفرد في صحة نفسية.
معنى التكيف :
هو عملية دينامية مستمرة تتناول السلوك والبيئة (الطبيعية والاجتماعية ) بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته . ويتضمن هذا التوازن إشباع حاجات الفرد ،وتحقيق متطلبات البيئة .
أبعاد التكيف :
للتكيف بعدان :
1 – التكيف الشخصي
2 – التكيف الاجتماعي
وبين هذين البعدين صلة وثيقة وتأثير متبادل (زهران :1424 : 27 ) ..
إن إشباع الفرد لحاجاته الأساسية من أهم شروط التكيف السليم .
التكيف وإشباع الحاجات :
تنقسم الحاجات إلى :
1 – حاجات أولية أو فطرية أو فسيولوجية.
2 – حاجات ثانوية أو نفسية واجتماعية .
الحاجات الأولية :
هي الحاجات التي يولد الفرد مزودا بها ،ولا يكتسبها عن طريق التعلم .
هذه الحاجات تثيرها حالات جسمية داخلية .
وتحقق الحاجات الفسيولوجية إحدى وظيفتين : الحفاظ على بقاء الفرد ،أوالحفاظ على بقاء النوع.
الحاجات الثانوية :
حاجات مكتسبة تنشأ وتتأثر بالبيئة التي يعيش فيها الفرد .
أكثر جوانب البيئة تأثيرا في شخصية الإنسان هو الجانب الاجتماعي ،فذات الفرد وسمات شخصيته ترجع بالدرجة الأولى إلى تنشئته في أسرته في بداية حياته .
إن المرحلة الأولى من حياة الطفل يكون لها أثر كبير في توجيه سلوك الطفل فيما بعد ،لأن الفرد يواجه المواقف الجديدة وهو مزود بالعادات والاتجاهات والتوقعات التي كونها من مراحل حياته الأولى ،ومع ذلك فالمواقف الجديدة قد تتطلب من الفرد تعديل جوانب من سلوكه .
يختلف الأفراد فيما بينهم في مدى مرونتهم في تعديل سلوكياتهم وفقا للمواقف الجديدة والأدوار الجديدة التي يمرون عليها في حياتهم .
تعتبر الحاجات الثانوية معقدة لأنها تنشأ نتيجة تفاعل الفرد وتحقيقه لمطالب الحياة المختلفة .
إن الحاجات النفسية الاجتماعية قابلة للتغير والتعديل تبعا للظروف المادية والاجتماعية التي يعيش فيها الفرد .
إن الحاجات النفسية الاجتماعية كثيرة لا حصر لها ومتغيرة وتختلف من فرد لآخر .
تقسم الحاجات الثانوية إلى قسمين :
1 – الحاجات النفسية الاجتماعية
2 – الحاجات الذاتية الشخصية .
وتدخل تحت هذه الأقسام حاجات عدة مثل :
- الحاجة إلى الأمن النفسي
- الحاجة إلى الحب والتقدير الاجتماعي
- الحاجة إلى الانتماء
- الحاجة إلى المعرفة
- الحاجة إلى تحقيق الذات (فهمي : 1419 : 20 – 25 ).
الحاجة إلى الأمن النفسي :
تظهر الحاجة للشعور بالأمن عند الطفل في حاجته الدائمة لرعاية الكبار ،وتظهر هذه الحاجة عند الكبار في تجنبهم للمخاطر .
إن الاستقرار الأسري في مرحلة الطفولة هو الذي يعكس في الغالب شعور الطفل بالأمن فيما بعد.
وأهم المظاهر التي يحتاج فيها الفرد للأمن :
الأمن على صحته الجسمية .
الأمن على الهدف الذي يسعى لبلوغه .
الأمن على الوسيلة التي يتبعها لبلوغ الهدف .
الأمن على المهنة التي يكسب منها قوت عيشه
الأمن على علاقاته الاجتماعية (زهران : 1424 : 33 )
أما الأسباب التي تؤدي إلى تكوين مشاعر الخوف عند الطفل :
- فقدان الطفل لأحد والديه .
- التعاسة والشقاء العائلي .
- محاباة الطفل في الأسرة مما يؤدي إلى إيغار صدور إخوته عليه .
الحاجة إلى الحب والتقدير الاجتماعي :
إن الطفل لا يستطيع تكييف نفسه مع البيئة التي يولد فيها ،ولذلك يولد معتمدا على الآخرين وبحاجة إلى من يرافقه في كل وقت .
ويشبع الطفل هذه الحاجة من خلال ارتباطه بأفراد أسرته .
إن أول شخص يحتاج الطفل لاهتمامه هي الأم لأنها أول من يشبع حاجاته الفسيولوجية ،وشيئا فشيئا يتعلم الطفل أن وجود أمه يقترن بإشباع حاجاته ،ويصبح بعد ذلك راغبا في وجود أمه بجواره وإن لم يكن بحاجة إلى شيء .
ويتعلم الطفل أن إشباع حاجاته لا يتم إلا إذا كانت أمه منتبهة إليه ،وبذلك يتعلم أن انتباه الآخرين واهتمامهم به يتعلق بإشباع حاجاته ،وذلك لأن حب واهتمام الآخرين بالفرد يعني أنهم مستعدون لتلبية مطالبه وحاجاته .
إن الإفراط في تدليل الطفل ،أو التفريط في إشباع حاجاته للحب كلاهما ضار للطفل .
فالحرمان من الحب يؤدي إلى :
- زيادة أعراض القلق والمخاوف لديه .
- اضطراب النوم
- فقدان الشهية للطعام
- فقد الثقة بالنفس
- الشعور بالتعاسة
والتدليل يؤدي إلى :
- منع نمو شعور الطفل باستقلاليته .
- يفقده الثقة بالنفس لأنه يشعر أنه عاجز عن إشباع حاجاته بنفسه .
- يجعله يشعر بعجز شديد حين يقارن بين نفسه وبين من هم في سنه ،أو حين يخرج للحياة التي لن ترحمه لعجزه عن إشباع حاجاته وأداء دوره في الحياة الاجتماعية .
- الشعور بالأنانية والتمركز حول الذات .
وبذلك فتدليل الطفل أو حرمانه من الحب كلاهما في النهاية يؤدي بالطفل إلى عدم التكيف مع المجتمع فإما أن ينسحب منه أو يعاديه .
الحاجة إلى الحب في المراهقة :
حاجة الفرد للحب في المراهقة تتخذ ثلاثة أشكال :
- حاجة الفرد لأن يحبه الآخرون .
- حاجة الفرد لأن يحب الآخرين .
- حاجة الفرد لأن يحب نفسه .
إن دائرة علاقات الفرد تتسع في مرحلة المراهقة ويبدأ في تكوين علاقات قوية مع من هم في سنه .
كذلك يحب المراهق أن يحصل على حب من هم أكبر منه وأعلى مركزا منه مثل أساتذته ...
إذا استطاع المراهق أن يحصل على حب الآخرين استطاع أن يحبهم ،ومتى استطاع ذلك شعر بالثقة في نفسه ورضي عنها وبالتالي فإنه سيحبها ويتقبلها .
وإذا أحب الفرد نفسه أصبح لديه دافع للعمل والارتباط بالجماعة وأصبح جريئا في تكوين علاقاته الاجتماعية .
الحاجة إلى المعرفة :
كثيرا ما يحاول الطفل التعرف على الأشياء من خلال القبض عليها أو من خلال تتبعها بعينيه .
وهناك عدة وسائل لإشباع الحاجة إلى المعرفة أهمها :
1 – النشاط الذاتي (اللعب) :
ولا بد أن يعمل كل من المنزل والمدرسة على استغلال هذه الوسيلة في إشباع حاجة الطفل للمعرفة ،حيث أن الاقتصار على التلقين يجعل الطفل ينشأ منغلقا ليس لديه القابلية للبحث عن المعرفة .
2 – الأسئلة :
لابد من الإجابة عن أسئلة الطفل إجابات تناسب مستوى عمره وإدراكه .
ومن الملاحظ أن الكثير من الآباء يهملون أسئلة أطفالهم أو يواجهونها بالجفاء والغلظة مما يؤدي إلى إحباط الطفل .
وقد يجيب الوالدان إجابات خاطئة ومضللة لجهلهم بالإجابة أو لكون السؤال محرجا .
وهذا لن يشبع حاجة الطفل وسيبحث عن الإجابة من مكان آخر مما قد يؤدي إلى فقد ثقته بوالديه ،وقد يؤدي لانحرافه .
الحاجة إلى الانتماء :
الشعور بالانتماء للأسرة ومن بعدها لجماعة اللعب ثم المدرسة من الحاجات الأساسية للطفل .
ومن أهم العوامل التي تهدد شعور الطفل بالانتماء لأسرته :
- عدم اهتمام الأم بحاجاته .
- انفصال الطفل عن والديه (فهمي : 1419 : 25 – 33 ).
الحاجة لتأكيد الذات :
تعني هذه الحاجة حاجة الفرد لإثبات استقلاليته وقدرته على القيام بشؤونه الخاصة ،وكذلك قدرته على تزعم وقيادة الآخرين .
وهذه الحاجة تدفع الفرد لأن يعنى بتطوير ذاته ،وأن يستمر في التحصيل والإنجاز حتى يشعر بالكفاية وينال مكانة مرموقة بين أفراد جماعته(زهران :1424 :34 ).
العوامل الأساسية في إحداث التكيف :
1 – إشباع الحاجات الأولية :
فلابد أن يكون الفرد قادرا على توجيه حياته بحيث تشبع حاجاته الأساسية بطريقة لا تتعارض مع إشباع حاجات الآخرين .
فإن الفرد إذا لم يستطع إشباع حاجاته الأساسية شعر بالتوتر ،ويزداد التوتر كلما ازدادت مدة حرمانه من إشباع حاجته ،وقد يصل الأمر في النهاية إلى إشباع الفرد لحاجته بأي وسيلة ممكنة وإن كانت وسيلة غير مشروعة فيؤدي ذلك لانحرافه .
2 – أن تتوفر لدى الفرد العادات والمهارات التي تيسر له إشباع حاجاته .
وهذه المهارات تتشكل في مرحلة الطفولة لذلك فإن تكيف الفرد يكون محصلة لما تعلمه من مهارات في مرحلة الطفولة .
3 – أن يعرف الإنسان نفسه :
أن يعرف حدود إمكانياته وقدراته ،بحيث لا يفرط في المبالغة فيها ولا في التحقير من شأنها ، وأن يكون قادرا على مواجهة مشكلاته بواقعية وشجاعة .
4 – تقبل الإنسان لنفسه :
لأن فكرة الفرد عن نفسه تؤثر في قدرته على التوافق مع الآخرين وقدرته على العمل والنجاح .
5 – المرونة :
كلما زادت مرونة الشخص كلما زادت قدرته على التكيف مع البيئة ومتغيراتها وظروفها الجديدة.
وهناك نوعان من المرونة :
المرونة القوية الإيجابية : فيها يتكيف الشخص مع البيئة الجديدة دون أن يغير من شخصيته الأصلية .
المرونة الضعيفة السلبية : فيها يتقبل الشخص قيم البيئة الجديدة ومثلها تقبلا يؤدي به إلى أن ينكر شخصيته الأصلية .
هل تعتبر المسالمة من العوامل الأساسية لإحداث التكيف ؟
سادت بين بعض العلماء فكرة أن الفرد يحتاج إلى أن يسالم الجماعة ويتكيف مع أهدافها حتى يستطيع أن يحيا حياة اجتماعية متوافقة .
وقد لقيت هذه الفكرة نقدا كبيرا من جانبين :
1 – أنها تتجاهل الفروق الفردية بين أفراد المجتمع ،فمن المعروف أن الشخص العادي تكون حياته أكثر راحة وأقل عرضة للمشاكل من الشخص العبقري أو المصلح الاجتماعي ،ذلك لأن مستوى إدراك المصلحين والعباقرة لمشكلات المجتمع أعلى من الأشخاص العاديين .
وهذا يعني أن العبرة ليست بوجود الصراع ،فما دامت الحياة مستمرة فالصراع مستمر ،ولكن العبرة هي بكيفية مواجهة هذا الصراع .
2 – إن اعتبار التوافق عملية مسالمة للمجتمع تجعل منه عملية سلبية ،على الرغم من كون التوافق عملية إيجابية مستمرة ،فالحياة تتطلب من الفرد لا مجرد الاستسلام لمعايير المجتمع بل لابد أن يتخذ دورا إيجابيا إزاء ما يحدث في المجتمع من تغيرات حتى يستعيد توافقه باستمرار .
التكيف عملية مستمرة :.
بداية من مرحلة الطفولة ونتيجة لتفاعل الفرد مع بيئته يشكل الفرد أسلوب تكيفه مع البيئة سواء في تعامله مع نفسه أو مع مجتمعه أو في حله لمشكلاته ويسمى هذا الأسلوب بأسلوب الحياة ،أو الأسلوب العام للتكيف .
ويتكون هذا الأسلوب عن طريق الوظائف النفسية اتالية :
1 - الإدراك : فالطفل حين يولد يكون محدود الإدراك ،وبذلك يظل بحاجة لمساعدة الآخرين للتكيف مع بيئته ،لكن مع نمو جهازه العصبي ومع اكتسابه خبرات جديدة يصبح قادرا على إدراك ذاته وتفاصيل بيئته ومن ثم يكون أسلوبه في التكيف مع نفسه ومع بيئته المادية والاجتماعية والثقافية والمعنوية .
2 – التفكير المجرد : إن نمو خبرات الفرد وتفاعله مع الآخرين ومع البيئة يزيد من قدرته على التفكير المجرد وبذلك يكون قادرا :
1 – قادرا على الاستفادة من الخبرات السابقة (خبراته الخاصة وخبرات الآخرين ) .
2 – يكون قادرا على توقع نتائج سلوكه قبل وقوعها .
3 – يكون قادرا على استخدام ما ليس له وجود في الواقع المحسوس .
3 – القدرة على ضبط الذات : فكلما زادت قدرة الفرد على التفكير المجرد والتنبؤ بنتائج سلوكه زادت قدرته على ضبط سلوكه عن طريق توقع النتائج المترتبة عليه (فهمي:1419: 35 –45).
شروط التكيف السليم ومظاهره :
1 - الصمود أمام الشدائد :
فالتكيف النفسي يعني كون الإنسان مرتاحا نفسيا في الأوقات العادية ،ويستطيع مواجهة الأزمات وحل المشكلات بطريقة ترضاها نفسه ،ويقرها مجتمعه .
أما الشخص غير المتوافق نفسيا فإنه قد يكون في الأوقات العادية غير مرتاح نفسيا (يشعر بالقلق الشديد ، أو الاكتئاب ..)،و يلجأ إلى أساليب ملتوية لحل مشكلاته كالعدوان ونوبات الغضب أو أحلام اليقظة .
2 – الكفاية في العمل :
إن احتراف الإنسان لعمل معين يحقق له الكثير من الفوائد :
- يتيح له فرصة استغلال قدراته .
- يحقق له السعادة والرضا .
- يجعل الفرد مطمئنا على مستقبله .
- يحقق له مركزا مرموقا في المجتمع .
- يجعله قادرا على التأثير في البيئة التي يعيش فيها .
ويعتبر توفير الصحة النفسية للعاملين أمرا في غاية الأهمية ،لأنه لا يؤدي فقط لزيادة الإنتاج ، وإنما يؤدي أيضا لشعور العاملين بالسعادة ويدفعهم للعطاء ،أما الفشل والإحباط في العمل فقد يؤدي إلى اضطراب أشخاص كانوا أساسا طبيعيين في حياتهم .
وتدل قدرة الفرد على العمل والإنتاج بما يتفق مع قدراته وإمكاناته على صحة نفسية سوية ،أما الخمول والكسل فغالبا ما يكون دليلا على شخصية مضطربة نفسيا استنفدت طاقتها في الكبت والصراع النفسي .
3 –السلامة من الأمراض النفسية الجسمية (السيكوسوماتية ) :
هناك أمراض جسمية يرجع منشؤها لأسباب نفسية ،وتفصيل ذلك أن الانفعالات الشديدة كالغضب والخوف والقلق مصحوبة باضطرابات فسيولوجية حشوية ،فإن لم يستطع الفرد أن يعبر عن هذه الانفعالات تعبيرا صحيحا ،رغم استمرار الظروف المثيرة له تراكمت هذه التوترات مما يؤدي في آخر الأمر إلى الإصابة باضطرابات عضوية .
ومن أمثلة هذه الأمراض السيكوسوماتية : ارتفاع ضغط الدم الناشئ عن أسباب نفسية ،وأمراض المعدة ..
4 – مفهوم الذات الإيجابي :
الصورة الذهنية التي يكونها الفرد عن ذاته هي ذات ثلاثة أبعاد :
الذات الواقعية : وهي ما يتصوره الفرد عن قدراته الحالية .
الذات الاجتماعية : وهي تصور الفرد لنظرة الآخرين إليه .
الذات المثالية : وهي ما يرى الفرد أنها الصورة التي يجب أن يكون عليها .
وفكرة الفرد عن نفسه هي أساس تكيفه ،فالشخص المتوافق هو الذي يعرف قيمة قدراته ،ويشعر بتقبل الآخرين له ،ويجد أن الذات المثالية التي يصبو إليها ليست بعيدة كثيرا عن ذاته الواقعية .
5 – تقبل الآخرين :
كون الفرد متقبلا للآخرين واثقا بهم دليل على تقبله لنفسه ،أما من يحاول التقليل من قيمة الآخرين ويستشعر أنهم عقبات في طريقه فهو غالبا ما يكون ضحية أفكاره السلبية وظنونه السيئة.
6 – مستوى الطموح المناسب :
فعلى الشخص أن يحدد مستوى طموح يتناسب مع قدراته ،فلا يكون أعلى بكثير مما يستطيعه لأن هذا سيسبب له الإحباط ،ولا يكون أقل من مستوى قدراته لأن هذا سيمنعه من استغلال قدراته بشكل جيد .
7 – القدرة على ضبط الذات :
فالشخص السوي يكون قادرا على تقديم المتعة الآجلة على المتعة العاجلة إذا رأى الخير في ذلك ،فهو يوازن بين النتائج قبل أن يقدم على أي فعل .
وكلما زادت قوة مركز الضبط الداخلي لدى الفرد ،قلت حاجته للسلطة الخارجية .
8 – القدرة على تحمل المسؤولية :
إن كون الشخص متكيفا لا يتضمن بالضرورة عدم معارضته للمجتمع ،فقد يعارض الشخص السوي المجتمع ولكن ذلك يحدث بشرطين :
1 – أن يكون الشخص مقتنعا تماما بخطأ المجتمع في القضية التي يخالفه فيها .
2 – أن يكون مستعدا لتحمل مسؤولية أفعاله .
9 – القدرة على تكوين علاقات ذات ثقة متبادلة مع الآخرين :
فالشخص الذي يستطيع تكوين علاقات ودية مع الآخرين ،يعرف دوره حيالهم ،ويعترف بحاجته لهم هو الشخص السوي لأنه يكون قادرا على التعاون معهم من أجل صالحه وصالح مجتمعه .
أما الشخص الذي يعتبر العلاقات الاجتماعية مجرد مصالح متبادلة ،أو الذي اعتاد أن يكون اعتماديا يأخذ ولا يعطي فهو شخص غير سوي ولن يستطيع التكيف لا كابن ولا زوج ولا أب ولا موظف ولا قائد ..(فهمي : 1419 :45 -52)
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : التكيف