المكتبة الرياضية الشاملة - http://www.sport.ta4a.us/
  • الرئيسية
  • البحث
  • اتصل بنا
  • التسجيل

    التكيف البدنى

    04 مارس 2017, 09:20
    التدريب الرياضى
    4 391
    0
    التكيف البدنى

    التكيف البدني

    أ.د وديع ياسين التكريتي أ.د ياسين طه الحجار

    المبحث الأول:المفاهيم العامة للتكيف البدني

    هناك عدة مفاهيم عامة وخاصة للتكيف البدني (Physical Conditioning ) والتي جاءت ثمرة لجهود المختصين في الميادين الفسلجية والحياتية والكيميائية المتعلقة بالكائن البشري وهي : -

    أولاً : مفهوم الاستتباب أو الاتزان الداخلي Homeostasis

    من المعروف علمياً أن الجسم البشري يعمل على الحفاظ على بيئة داخلية ثابتة قدر الإمكان ، أن جميع الآليات الوظيفية للجسم تعمل ضمن نطاق المحافظة على ثبات هذه البيئة المتزنة والمستقرة وكما يعمل جهاز منظم الحرارة والذي يستخدم كثيراً في حياتنا اليومية سواء في المكائن والمعدات أو الأبنية والذي يحافظ على مستوى ثابت ومستقر من الحرارة .

    تحت هذا المبدأ يعمل الجسم البشري ولكن بطبيعة الحال فنحن لا نستطيع دائماً أن نحافظ على بيئة الجسم الداخلية ضمن حدود المثالية، فالأمراض مثلاً تخل بالبيئة الداخلية للجسم لهذا فأن الجسم يتفاعل معها ويحاول أن يعمل بصورة مضادة لها لتقليل هذا الاختلال الذي قد تكون من ضمن أعراضه الألم والحمى أو أعراض أخرى .

    والتمارين البدنية وبكافة أشكالها هي أكثر الحالات التي تخل بالبيئة الداخلية للجسم إذ أن معظم الاستجابات الوظيفية التي نلاحظها خلال الجهد البدني من ارتفاع معدل ضربات القلب إلى زيادة عدد مرات التنفس وعمليات تحويل الطاقة وكذلك ما يحدث في الجسم بعد انتهاء أداء التمرينات البدنية من ألم في العضلات والمفاصل وغيرها هي بمجملها مظاهر لهذا الاضطراب .

    ثانياً : مفهوم التكيف المزمن Chronic adaptation

    إن الاختلال المزمن في البيئة الداخلية للجسم الناتج عن تأثير التمارين البدنية يؤدي إلى حدوث ظاهرة التكيف المزمن والذي بموجبه يصبح الجسم قادرا على تغيير عمل الوظائف الحيوية بطريقة تقلل من التأثير السلبي للتمارين البدنية وتزيد في الوقت نفسه من قابلية الأجهزة الوظيفية على تحمل مؤثر اكبر دون حصول اختلال أو عدم اتزان كبير في بيئة الجسم الداخلية لهذا نشاهد في حياتنا العملية أن ذوي اللياقة البدنية الضعيفة يعانون من تغير كبير في بيئتهم الداخلية عند تعرضهم لأي عمل بدني حتى لو كان خفيفاً مقارنة بالأفراد ذوي اللياقة البدنية العالية.

    ثالثاً : استخدام المثير المناسب Using the adequate stimulus

    من المعلوم أن الاختلال البسيط الناتج عن مؤثر بدني ضعيف سوف يؤدي إلى تغيير بسيط حتماً في حين أن مؤثر بدني شديد سوف يؤدي حتماً إلى تغيير كبير .

    أن هذه القاعدة صحيحة جداً لكنها يجب أن تراعي الكثير من الاعتبارات مثل العمر والجنس والحالة التدريبية وذلك خوفاً من حدوث حالات تكيف سلبية مزمنة مثل حالات الإجهاد أو حدوث إصابات، إن الفهم الجيد لكيفية استخدام المثير البدني يتطلب فهم أساسيات هيكل التمارين البدنية Exercise Structure والتي تحدد بالجوانب آلاتية :

    1- الشدة Intensity 2-الفترة Duration 3-التكرار Frequency

    فالشدة هي درجة المقاومة الخارجية المسلطة على الجسم نتيجة أداء التمارين البدنية والفترة هي زمن استمرار الجهد والتكرار هو عدد مرات أداء التمرين البدني .

    رابعاً: أنواع التمارين Types of exercises

    هناك أكثر من مجموعة من التمارين تخضع إلى تصنيفات عديدة منها الفردية أو الفرقية أو التمارين البسيطة أو المركبة لهذا فإن من أساسيات مفاهيم التكيف البدني هي معرفة نوعية التمرين وصفاته وهل يتطلب مهارة أداء عالية مثل فعاليات الجيمناستك أو أن الصفات البدنية هي التي تمثل الأولوية كما في بعض فعاليات الساحة والميدان .

    خامساً: العوامل النفسية Psychological factors

    إن الحالة النفسية والفكرية والانفعالية للكائن البشري قبل وفي أثناء وبعد التمارين البدنية تؤثر حتماً بدرجة أو أخرى على درجة الاستجابة الوظيفية والتي يمكن ملاحظتها في حالات التنافس أو الخوف أو اللامبالاة أو الغضب أو الانفعال .

    أن العوامل الذهنية والنفسية تلعب دوراً مهماً في برامج التكيف البدني لكنها لازالت تحتاج إلى الكثير من البحوث والدراسات الميدانية والتجريبية .

    سادسا : العوامل الوراثية: Genetic Factors

    من المعلوم أن معظم الأفراد يمتلكون خواص وراثية تجعلهم منحازين إما إلى القوة العضلية بكافة أشكالها أو إلى المطاولة .

    ويحاول المختصون بعلم التكيف البدني معرفة هذه الكوامن بوقت مبكر من أجل تحديد من هم المؤهلين الذين يجب أن يتجهوا إلى رياضات السرعة ويحاول المختصون بعلم التكيف البدني معرفة هذه الكوامن من أجل تحديد من هم المؤهلين الذين يجب أن يتجهوا إلى رياضات السرعة أو المطاولة اختصاراً للجهد والمال والوقت ، إذ أن الجمع بين أكثر من صفة بالدرجة نفسها من الإنجاز غير ممكن إطلاقاً أو أية محاولة لتحقيق ذلك تؤدي إلى تدني مستوى التكيف البدني .

    سابعاً: العوامل الخارجية External factors

    هناك العديد من العوامل الخارجية والتي تعد من المفاهيم الأساسية المساعدة في التكيف البدني مثل الأجهزة التدريبية الحديثة والقاعات الرياضية المغطاة والملاعب والتي تساعد حتما في تحسين الإنجاز الرياضي وضمان سلامة اللاعب فقد دخلت التكنولوجيا عالم الرياضة في الكثير من المجالات عن طريق استخدام مواد مصنعة جديدة مثل استخدام مادة Fiberglass في عصا الزانة أو استخدام أرضيات من مادةTartan لإكساء الملاعب وكذلك إيصال الأدوات الرياضية بأجهزة الكومبيوتر قبل وفي أثناء وبعد أداء التمارين فضلا عن قياس اغلب التغيرات الوظيفية قبل وفي أثناء وبعد أداء التمارين وبدقة عالية فأجهزة قياس وتحليل استهلاك الأوكسجين Gas Analyzer أو جهاز قياس وتحليل الدم Blood Analyzer وتخطيط كهربائية عضلات القلب Electro Cardio gram وأجهزة التحليل الحركي و البايوميكانيكي Movement and Biomechanical Analysis قد أدت إلى توفير فهم شامل لآليات العمل الوظيفي في أثناء الجهد البدني .

    المبحث الثاني:ميكانيكية التكيف البدني في مجالات القوة،السرعة،المطاولة

    فضلا عن وجود مفاهيم في التكيف البدني فأن هناك قواعد أساسية يجب أن تتبع عند تنفيذ برامج التكيف البدني لتنمية صفات القوة والسرعة والمطاولة وهي : -

    أولاً: عدد الوحدات التدريبية:

    إن الأدلة العلمية والميدانية تؤكد على أن وحدة تدريبية واحدة في اليوم وليومين متتاليين يعقبها يوم راحة هي الأفضل في برامج التكيف البدني .

    ثانياً: زمن الوحدة التدريبية:

    يجب أن لا تتعدى الفترة الزمنية للوحدة التدريبية عن ساعتين إذ كلما كانت شدة التدريب عالية كان زمن الوحدة التدريبية اقل مع ضرورة التذكير بعدم جواز أن يقل زمن الوحدة التدريبية عن ( 45 ) دقيقة إذ أن قلتها عن ذلك يؤثر سلباً على مستوى الإنجاز .

    ثالثاً: شدة التمرين البدني:

    أن شدة التمارين البدنية في برامج التكيف البدني يجب أن تكون قريبة أو اكبر من الإنجاز الفعلي لأداء التمارين البدنية وليس اقل مطلقا في كل الأحوال .

    رابعاً: التكرارات:

    يفضل عدم اللجوء إلى زيادة عدد تكرارات أداء التمرين البدني إذ أن زيادة عدد التكرارات قد يؤدي إلى ظهور حالة Chronic exhaustion أو حالة Physiological Staleness والتي قد تؤدي إلى حدوث حالة الإفراط في التدريب هذا ويفضل أن يكون استخدام الشدد التدريبية العالية في منتصف الوحدة التدريبية ثم الانخفاض التدريجي أو أن تكون الشدد العالية في بداية الوحدة التدريبية ثم تخفض وترتفع ثانية قبل نهاية الوحدة التدريبية.

    لكن معرفة أياً من الطريقتين هي المثلى لا زالت مسالة تحتاج إلى براهين علمية وتبعاً للاختلافات الفردية :

    1 – القوة

    إن القوة بمعناها البسيط تعني درجة حصول أقصى تقلص عضلي إرادي ضد مقاومة في فترة زمنية محددة والذي يطلق عليه مصطلح القوة القصوى Maximum Strength و القوة متغير إنجازي حركي ذا طبيعة فسيولوجية تؤثر في تكوينها ومستوى إنجازها الكثير من المتغيرات العضلية والعصبية ورغم أن موضوع تدريب القوة لا يزال يخضع إلى آراء ومذاهب عديدة إلا أن هناك قواعد أساسية متفق عليها وهي :

    ‌أ- عدم زيادة التكرار عن 3 مرات في كل مجموعة ( Set ) ولكل تمرين .

    ‌ب- عدد المجموعات لكل تمرين يجب أن يكون بين ( 3 – 4 ) .

    ‌ج- عدد الوحدات التدريبية في الأسبوع الواحد يجب أن تتراوح بين ( 3 ـ 4 ).

    كذلك فان فسيولوجيا الليفية العضلية لازالت تحتاج إلى الكثير من الإجابات العلمية وخاصة حول ميكانيكية كثافة البروتين الانقباضي والعلاقة الكيميائية بين المايوسين والاكتين وكذلك درجة توليد الاكتومايسين .

    فمن المعلوم انه كلما كان التكوين المتزامن لاتحاد الاكتومايسين في العضلة كبيرا فان الشد العضلي سيكون على أقصى درجة . وعلى هذا الأساس فان آلية تدريبية لزيادة القوة العضلية يجب أن تسعى لتحقيق هذا الهدف .

    إن البحوث الميدانية تظهر بان التغير في مستوى القوة العضلية يحدث من خلال التدريب وفي حقيقة الأمر فان القوة هي أكثر متغيرات الإنجاز تأثرا بالتدريب ، ولكن مع ذلك فان آلية هذه الزيادة لا زالت غير واضحة المعالم وتحتاج إلى المزيد من الدراسات والبحوث .

    هذا ولابد من الإشارة إلى أن هناك علاقة بين حجم العضلة والقوة لكن زيادة القوة لا يعني بالضرورة زيادة حجم العضلة أو حدوث ظاهرة التضخم العضلي إذ نشاهد أن الرباعين ذوي المستويات الانجازية المتقدمة لا يملكون عضلات ضخمة في حين أن لاعبي بناء الأجسام يمتازون بتضخم عضلي متميز لكن قوتهم العضلية غير عالية .

    ورغم أن هناك شواهد تشير إلى أن بناء البروتين الانقباضي يزداد مع تدريبات القوة ألا أن مثل هذه الشواهد يجب أن تخضع للكثير من البحوث والدراسات .

    هذا ورغم التساؤلات التي طرحت سابقا حول برامج التكيف البدني في القوة فان الأساليب التدريبية التي يتبعها رافعو الأثقال لا زالت هي الأنسب لذا يجب ملاحظة الجوانب آلاتية في برامج التكيف البدني الخاصة بالقوة العضلية القصوى .

    ‌أ- الشدة : تكون قرب القصوى أو بموازاتها .

    ‌ب- التكرار : يجب أن لا يتعدى 3 مرات في كل مجموعة .

    ‌ج- عدد المجموعات يجن ألا يتعدى ( 3 ـ 4) في كل تمرين مع إعطاء وقت كاف للشفاء.

    ‌د- عدد الوحدات التدريبية ( 3 ـ 4 ) في الأسبوع الواحد ويومان متعاقبان للتدريب يليها يوم راحة مع تغيير عمل المجموعات العضلية .

    وبما أن القوة هي عامل رئيسي في العديد من الفعاليات الرياضية ، لذا فان تطوير إنجازها يتطلب نمطا تدريبيا متميزا ويجب أن تحتل جزءا أساسيا من برامج التكيف البدني .

    2 – السرعة

    من الأمور التي لازالت تشغل تفكير الكثير من العاملين في ميدان فسيولوجيا الرياضة والمدربين هي إدراكهم لحقيقة أن السرعة هي متغير غير تدريبي ومع كثرة البرامج التدريبية الخاصة والمتنوعة بزيادة إنجاز السرعة فأنها قد تبدو في الكثير من الأحيان عقيمة وليست بذي فائدة .

    ويعزي الكثير من هؤلاء المختصين وكذلك المدربين إلى أن العوامل الفسيولوجية المتعلقة بالسرعة تتركز بصورة رئيسة في نوعية الألياف العضلية عند الأشخاص والتي قد ترجع بدورها إلى كوامن جينية لا يدخل التدريب ووسائله العديدة دورا كبيرا في تغييرها .

    فهناك في الجسم البشري ألياف سريعة الانقباض وأخرى بطيئة الانقباض في العضلة الواحدة وتتفاوت نسبة وجود الألياف السريعة أو البطيئة الانقباض بين شخص وآخر في العضلة الواحدة والبعض يزعم بان التدريب المستمر والمنتظم يؤدي إلى تغيير هذه النسبة لصالح تحسين إنجاز السرعة عند الرياضيين ، لكن مثل هذه الادعاءات لازالت تحتاج إلى دعم علمي ونتائج ذات مصداقية عالية وبحوث ودراسات كثيرة .

    أن الأسلوب التدريبي الناجح والمنتشر عند الكثير من المدربين هو أسلوب التدريب الفتري أو أسلوب التدريب المستمر ( الفارتليك Fartleck ) لكن في السنوات الأخيرة اتجه البعض من المدربين ألا إعطاء نسبة عالية من وقت تدريب السرعة الانفجارية وتمارين البليومتريك وأحسن مثال على ذلك هو شكل التكوين العضلي الذي كان يمتلكه العداء الكندي بن جونسون والذي كان في كتلته العضلية اقرب ألا لاعبي الأثقال أو بناء الأجسام منه ألا عدائي المسافات القصيرة .

    1- القسم الأول: أن فترة الجهد البدني المبذول في هذا القسم تتطلب اكبر استهلاك للطاقة والتي تتحدد بالعوامل آلاتية :

    أ- خزين الليف العضلي من ثلاثي فوسفات الادينوزين وفوسفات الكيرياتين ATP and PC.

    ب- خصوصية نوع الليف العضلي .

    أما الوسائل التدريبية والتي غالبا ما تتبع في هذا القسم فهي :

    أ - زيادة خزين العضلة من ثلاثي فوسفات الادينوزين وفوسفات الكيرياتين .

    ب- زيادة كفاءة الألياف العضلية عن طريق التدريب إذا كان الأمر ممكنا لكن علينا أن ندرك في الوقت نفسه أن تغيير نوع الليف العضلي بالتدريب غير ممكن على الإطلاق حسبما توفر من المعلومات العلمية لحد ألان ولكن يمكن تطوير كفاءته علما بان الشواهد تظهر لنا أن تركيز ثلاثي فوسفات الكيرياتين يزداد بالفعل عن طريق التدريب المبرمج ولكن بكميات قليلة .

    أما الوسائل التدريبية الميدانية التي تتبع ، فغالبا ما تكون :

    ‌أ- شدة التمرين يجب أن تكون عالية وبحدود (60 ـ 80 ٪ ) .

    ‌ب- التكرار ( 4 ـ 6 ) مرات .

    ‌ج- عدد المجموعات ( 6 ـ 7 ) .

    ‌د- عدد الوحدات التدريبية ( 3 ـ 4 ) مرات أسبوعيا واستخدام فترات راحة بين تكرار وآخر وضبط فتراتها على أن لا تقل من ( 120 ) ثانية .

    هذا ويجب التذكير من أن شكل أداء التمرين يجب أن يكون مشابها لفعاليات السباق .

    2- القسم الثاني :

    إن العوامل الفسيولوجية والآليات الوظيفية التي تحدث في هذا القسم والتي لا تقل عن دقيقة واحدة ولا تزيد عن أربعة دقائق تتحدد بالعوامل الآتية : -

    ‌أ- توليد طاقة كلايكوجينية .

    ‌ب- تراكم لعمليات الايض البنائية .

    ‌ج- خصوصية نوع الليف العضلي .

    ومن اجل تقليل الأثر السلبي للزيادة الناتجة عن حامض أللبنيك فان اللجوء ألا زيادة قابلية امتلاك السعة الهوائية يبدو أمرا ضروريا ، إذ أن زيادة السعة الهوائية تؤدي بالضرورة ألا انخفاض في زيادة إنتاج حامض أللبنيك بين تكرارات تدريب السرعة وعلى أية حال فان الأسس آلاتية في برامج التكيف البدني الخاصة بالسرعة هي الشائعة بين المدربين :

    ‌أ- الشدة تكون تحت الشدة القصوى أو بموازاتها ولكن لفترات قصيرة مع إعطاء فترة استشفاء كافية .

    ‌ب- التكرار ( 3 ـ 4 ) مرات في كل مجموعة .

    ‌ج- عدد المجموعات ( 4 ـ 6 ) .

    ‌د- عدد الوحدات التدريبية ( 3 ـ 4 ) مرات في الأسبوع الواحد .

    هذا ويؤكد كثير من المدربين مع تأييد وجهة نظرهم هذه من قلا الأخصائيين في علم فسلجة التمارين من أن إتباع اسلوب التدريب المركب للسرعة والقوة الانفجارية قد يكون ذا فائدة ملموسة مع إتباع تدريب الهبوط السريع من المرتفعات .

    3 – المطاولة :

    أن كثير من المدربين والمختصين في فسلجة التمارين يتفقون على أن المطاولة هي قدرة الفرد أو كفاءته على المحافظة لفترة من الزمن على بذل شدة معينة من الأداء الحركي وان الشعور بالتعب هو النقطة التي عندها لا يمكن المحافظة أو الاستمرار ببذل الجهد نفسه أن لم يكن التقليل من شدته اضطرارا .

    لقد أسهم كل من Lloyd و Nagle و Fox و Mathews في اغناء هذه الموضوعات ببحوث ودراسات ذات مصداقية علمية عالية .

    ومع ذلك فان هناك الكثير من التساؤلات التي لازالت تحتاج إلى إجابات علمية واضحة ، مثلا:

    لماذا نشعر أننا مجبرون على التوقف بدنيا لتحقيق انجازا على رغم رغبتنا الشديدة في ذلك ؟

    ثم ما هي العوامل التي تحدد مستوى التعب البدني الذي نصل إليه ؟

    وهل بالإمكان الوصول ألا حالة الاستمرار في مستوى الأداء المطلوب نفسه دون الشعور بالتعب ؟

    أن الإجابة العلمية على مثل هذه التساؤلات لا زالت تحتاج ألا المزيد من البحوث والدراسات ومع كل ما تقدم ومن اجل الفهم الكامل للآليات الوظيفية التي تحدث في فعاليات المطاولة فإننا يمكن أن نقسمها إلى 3 أقسام وهي :

    1- الفعاليات التي تستغرق من الوقت ( 10ـ 30 ) ثانية .

    2- الفعاليات التي تستغرق من الوقت ( 1 ـ 4 ) دقائق .

    3- الفعاليات التي تستغرق من الوقت ( 8 ) دقائق أو أكثر .

    إن هذا التقسيم قد يتباين بين باحث أو مدرب أخر تقديما أو تأخيرا في الوقت المستغرق علماً بان هذا التقسيم قد تم بناءه على وفق عمليات تحويل واستخدام الطاقة والعمليات الايضية وعمل الجهاز القلبي والتنفسي .

    إن الهدف التدريبي في هذا القسم هو زيادة الكفاءة الهوائية القصوى والتي يمكن الحصول عليها عن طريق تكيف في عملية نقل الأوكسجين وتقليل ظهور علامات التعب .

    علماً بان معرفة أساليب تقليل علامات ظهور التعب لازالت غير معروفة بدقة لحد الآن وتحتاج إلى دراسات وبحوث لاحقة .

    ويعتقد البعض من الباحثين من أن كمية الدم المتوفرة للخلايا العضلية لازالت تعد العامل الحاسم في مثل هذه الحالات لكن سرعة تقلص وانبساط الألياف العضلية قد تكون عائقاً في انتظام سريان الدم وانتقاله للخلايا العضلية .

    أما النمط التدريبي الشائع في هذا القسم من تدريبات المطاولة فانه يتمثل في :

    ‌أ- شدة عالية في التدريب وبحدود ( 60 ـ 80 ٪ ).

    ‌ب- التكرار ( 6 ـ 8 ) .

    ‌ج- عدد المجموعات ( 6 ـ 8 ) .

    ‌د- عدد الوحدات التدريبية ( 3 ـ 4 ) مرات اسبوعيا وإتباع اسلوب يومين تمرين ويوم راحة علما بان فترة الراحة يجب أن تكون بين ( 2 ـ 4 ) دقائق وان لا يقل زمن الوحدة التدريبية عن ( 60 ـ 90 ) دقيقة من ضمنها الإحماء .

    3 – القسم الثالث :

    يتميز هذا القسم من فعاليات المطاولة والمتمثل بركض المسافات الطويلة وركض الضاحية و الماراثون باليات وظيفية تتمثل في الجوانب الآتية :

    ‌أ- توفر قدر كاف من الطاقة .

    ‌ب- كفاءة عمل بيوت الطاقة ( المايتوكندريا ) .

    ‌ج- خواص الليف العضلي .

    ‌د- العبء الحراري .

    لهذا فان أداء فعاليات المطاولة في هذا القسم تتطلب استخدام كميات كبيرة من الطاقة ولفترة طويلة من الوقت مما يستوجب زيادة استخدام قيمة عالية من الحوامض الدهنية والكلوكوز مع تنمية وتطوير نظام النقل الأوكسجيني .

    ونتيجة استمرار فعاليات هذا القسم لفترة طويلة كما في ركض الماراثون فان مسالة التحمل الحراري المتزايدة وكيفية التخلص منها تبدو مسالة تحتاج إلى إيضاح .

    فمن المعلوم أن الطرقة الطبيعية في التخلص من الحرارة الناتجة عن العمل العضلي المستمر تتلخص بدفع الدم الحار إلى محيط الجسم وتحت الجلد بالتحديد من اجل أن تنخفض درجة حرارته ، في حين أن العضلات هي بحاجة ماسة إلى كل الدم المتوفر في الجسم .

    وللتخلص من هذه الأشكال فان تكيفاً غريباً يحدث في الجسم فبدلاً من دفع الدم باتجاه الجلد فان الجسم يلجا إلى تبريد الجسم لغرض إيجاد التوازن الحراري في أثناء الجهد البدني وبذلك تحصل معادلة مقبولة تتمثل في المحافظة على كمية كافية من الدم للعضلات وفي الوقت نفسه تقليل الحرارة المتولدة من عمل العضلات لفترة طويلة .

    وقد لا يكتمل الموضوع من دون التطرق إلى عضلة القلب إذ أن تمرينات المطاولة تجعلها تزداد قوة ويصبح القلب قادرا على ضخ كميات أكثر من الدم وبقوة اكبر فضلا عن أن الأوعية الدموية تزداد حجماً ومرونةً ويزداد معها انفتاح واستخدام أوعية دموية غير عاطلة وبهذا يسهل جريان الدم وانسيابه من والى عضلة القلب . ومع ذلك فان الآلية التي تحدث نتيجة ذلك لازالت غير معروفة بدقة لحد الآن أما الأساليب التدريبية المتبعة في هذا القسم من تدريبات المطاولة فإنها تتمثل في الجوانب آلاتية :

    ‌أ. الشدة ( 60 – 70 ٪ ) .

    ‌ب. التكرار ( 6 – 7 ) مرات في كل مجموعة أو بما يناسبها من تكرار.

    ‌ج. عدد المجموعات للتمرين الواحد ( 3 ـ 4 ) .

    ‌د. عدد الوحدات التدريبية ( 3 ـ 4 ) مرات أسبوعيا وليومين متتاليين يعقبها يوم راحة .

    هذا ويجب أن لا يغيب عن الأذهان مطلقا من أن القوة الانفجارية والمطاولة على طرفي نقيض وعلينا أن ندرك بان الشخص قد لا يستطيع من زيادة قوته العضلة الانفجارية ومطاولته في أن واحد وعله أن يختار احدهما على حساب الآخر .

    فقد يكون الرياضي جيدا في كليهما ولكن ليس متفوقا في كليهما وتلك هي طبيعة التكييفات الوظيفية للعمل البدني .

    المبحث الثالث:التكيف البدني العام والخاص

    قبل اعتماد برنامج بدني لأي فعالية رياضية يجب أولا تحليل تلك الفعالية الرياضية ومعرفة اذا كانت تلك الفعالية هي ذات متطلبات مهارية أو وظيفية فعلى سبيل المثال فان فعاليات الركض في الساحة والميدان تعتبر تعد وظيفية أكثر مما هي مهارية في حين أن فعالية الجيمناستك هي مهارية أكثر منها وظيفية .

    لهذا فان البرنامج التدريبي الذي يهدف إلى تحقيق تكيف بدني يتم تحديد حجمه وشدته على وفق طبيعة تلك الفعالية .

    لهذا فان غالبية الطرائق التدريبية في التكيف البدني تعتمد على تنمية وتطوير كفاءة كلا من القوة العضلية ، القوة العضلية الانفجارية ، السرعة ، المطاولة ومطاولة الجهاز القلب التنفسي .

    ويؤكد الكثير من المختصين في فسلجة التمارين وكذلك المدربين على أن التكيف البدني الشامل أو العام هو الأساس في الاتجاه نحو التكيف الخاص بكل فعالية رياضية في حين يحبذ الأطباء والمهتمين بدراسات صحة المجتمع على ضرورة الاهتمام ببرامج التكيف البدني العام والتي تؤدي إلى حصول شعور بتحسن الصحة العقلية والنفسية ويؤكد هؤلاء الأطباء على أن تنمية الجهاز القلبي التنفسي هو الأساس في عملية التكيف البدني ومقياس معتمد للصحة العامة والذي يتمثل بالجهد الشامل للجسم وبمعدلات شدة معتدلة وبوقت أداء طويل يؤدي بالتالي إلى تغيير في النمط الحياتي للفرد .

    مع ذلك فلا يوجد من الناحية العلمية دليل قاطع وحتمي على العلاقة بين الصحة العقلية والنفسية للفرد واللياقة البدنية .

    المبحث الرابع:اعتبارات بيئية في الانجاز الرياضي والتكيف البدني

    لقد تم انجاز الكثير من البحوث والدراسات حول التغيرات الفسيولوجية التي تحدث عند أداء الجهد البدني في الأماكن المرتفعة عن سطح البحر وخاصة عندما أقيمت دورة الألعاب الاولمبية عام 1968 في المكسيك وان الضغط الجزئي للأوكسجين في الهواء يقل في الأماكن المرتفعة وتؤدي قلة الأوكسجين في هواء الشهيق بالتالي إلى تقليل عمليات الأكسدة في الدم وينخفض انجاز المطاولة بصورة ملحوظة على الرغم من إمكانية التكيف البسيط ضمن فترة زمنية محدودة . ولهذا فان المتأقلمين من الرياضيين الذين يسكنون في المرتفعات العالية يتميزون بميزة مؤقتة ايجابية خلال منافساتهم في الارتفاعات المنخفضة ، لكن تحديد نسبة هذه الميزة غير محددة علميا لحد الآن والعنصر البيئي الثاني هو ضرورة الابتعاد عن التمرين مطلقا في ذروة إشعاع الشمس في الأيام الحارة خصوصا ، توخياً من حصول ضربة الشمس مع ضرورة ارتداء الملابس الفضفاضة في الأجواء الحارة والملابس الصوفية في الأجواء الباردة .

    أما العنصر البيئي الثالث والذي يجهله الكثير من المدربين والرياضيين فهو ضرورة الابتعاد كليا عن إجراء التمارين البدنية وخاصة الركض أو الجري في جوانب الطرقات السريعة أو على الجسور أو داخل المدن وذلك لزيادة تركيز ثاني اوكسيد الكاربون والغازات الضارة الأخرى في الهواء والناتجة من عوادم السيارات .

    المبحث الخامس:مشاكل التكيف البدني التي لازالت بحاجة إلى بحوث

    أن الحياة الميدانية الرياضية الخاصة بالتكيف البدني تثير الكثير من التساؤلات التي لازالت تحتاج إلى إجابات علمية .

    فلا زال المربون واللاعبون يطرحون كثيراً من الأسئلة عما يتعلق بالجهاز القلبي التنفسي وكذلك فنحن لا نعرف بالضبط لحد الآن ماذا يحدث في الجانب الوريدي من الدورة الدموية .

    أما في مجال العضلات وبالذات الألياف العضلية السريعة والبطيئة الانقباض فان معرفة كميتها وهل أن التمارين البدنية تغير من نسبة وجودها في العضلات أو تغير خواصها الوظيفية ، فلا زالت تحتاج إلى براهين علمية على الرغم من أن تكنيك الخزعة العضلية Muscle biopsy قد فتح أمامنا الكثير من المجالات لاكتشاف حقائق علمية جديدة حول الألياف العضلية أما في المجال البنائي لمكونات الجسم فنحن لازلنا لا نعرف بالضبط آليات التضخم أو الضمور العضلي والعظمي وفي مجال عملية السيطرة على التوازن ألبروتيني في جسم الرياضي وخاصة في عمليات البناء والهدم في أثناء وبعد التمارين الرياضية ، فان هناك الكثير من البحوث والدراسات التي يجب أن تنجز بهذا الجانب .

    لقد ساعد المجهر الالكتروني في فتح آفاق ومجالات واسعة لمعرفة تركيب وميكانيكية عمل الخلية العضلية وأنجزت دراسات رائدة في المجال ولكن لازالت هناك أسئلة بدون إجابة علمية حول آليات بناء وتطوير بيوت الطاقة ، فهل للتدريب البدني تأثير في زيادة عددها أم زيادة حجمها أو قدرتها الوظيفية ؟ وفي حقل بايوكيميائية السوائل وخاصة في البحوث والدراسات التي تعتمد على طريقة الترقيم ألشعاعي Radio– active labeling لمعرفة ميكانيكية تأثير السوائل والأملاح المعدنية وكمياتها والتي تعمل على المساعدة في نقل الإشارات العصبية للخلايا العضلية في أثناء التمرين أو في حالة ما بعد التمرين ، فان معلوماتنا حول هذا الموضوع لازالت غير كافية .

    أما في مجال كيميائية الأنسجة فان هدف البحوث والدراسات في الوقت الحاضر تنصب على معرفة مدى التكيف الذي يحصل في أنسجة الجسم وبالتحديد من تأثير التمارين البدنية .

    لكن الملاحظ في كل ما ذكر أعلاه من البحوث والدراسات في اغلب المجالات العلمية أنها قد أجريت على الرياضيين من الذكور فقط والبالغين منهم بالتحديد ولم يتم أجراء بحوث كافية على النساء الرياضيات وكذلك الفتيان أو صغار السن من الرياضيين أو غير الرياضيين .

    المصادر :

    1) صادق فرج ذياب الجنابي : مفاهيم حديثة في التكيف البدني ، كلية التربية الرياضية للبنات ، جامعة بغداد للبنات، 1999 .

    2) Philips. S, Contemporary practice in Conditioning Athletes. University of Northern Colorado, 1997.

    3) Phil. Weisen. Introduction in Physical Conditioning. CVP Laboratory, University of Colorado Medical Centre. Denver, 1998.+

    4) Fox and Mathews, the Physiological basis Education and Athletics, 5 th ed. Saunders College Publishing, 1998.

    المكتبة الرياضية الشاملة على تيلجرام telegram

    برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : التكيف البدنى

    التعليقات
    الحد الأدنى لطول التعليق هو 255 حرفا. التعليقات خاضعة للإشراف
    رسالة الموقع
    نعتذر عزيزي مجموعة الـ الزوار غير مسموح لها باستخادم خاصية التعليقات .
    فضلاً قم بالتسجيل لتتمكن من التعليق على المواضيع

    المقالات التي قد تهمك أيضا: