التدريب الرياضي في ظروف وبيئات مختلفة
التدريب الرياضي في ظروف وبيئات مختلفة
إن عملية التدريب الرياضي في ظروف وبيئات مختلفة عن البيئة الطبيعية تحوطها العديد من المشكلات ومن أهمها أهمية تقنين الحمل الرياضي الذي يتناسب مع الحالة الوظيفية والبدنية والمناخية في آن واحد ، ونتيجة الظروف المناخية المرتبطة بالبيئة المقام عليها البرامج التدريبية من حيث أنها تتميز بالارتفاع عن سطح البحر وما يعقبها من تغير في الضغط الجوى وتأثيره على قدرة الرياضيين من حيث نقص الأوكسجين وعدم القدرة على أداء الأحمال التدريبية .
فقد اختلف أراء الكثير من العاملين في مجال البحث العلمي في تحديد البرامج التدريبية المستخدمة في المرتفعات ، فاتفق كل من محمد عبد الغني عثمان عن بانتله ( 1994 ) ، أبو العلا عبد الفتاح ( 1998 ) ؛ على أن أفضل البرامج التدريبية هي التي يتم التركيز فيها على حجم التدريب مع خفض الشدة عما هو متبع على مستوى سطح البحر ، ثم تبدأ بعد ذلك الشدة بالارتفاع التدريجي وذلك لرفع مستوى نشاط الجهاز الدوري التنفسي .
كما ينبه السيد عبد المقصود ( 1992 ) أنه تجدر الإشارة إلى أهمية التدريب التخصصي ، خاصة في رياضة ألعاب القوى وذلك عند مراعاة قواعد وأسس التدريب الرياضي . غير أن المعلومات المتوفرة حتى الآن توضح أن الـتقدم الذي يحدث في المسـتوى عقب الـعودة إلى مستوى سطح البحر لا يستمر إلا فترة وجيزة يعود بعدها إلى المستوى الذي كان عليه قبل بداية التدريب في الأماكن المرتفعة .
وهذا ما أكده محمود عبد السلام ( 2001 ) عندما أكد على أهمية تدريب اللاعبين في مسابقات ألعاب القوى وخاصة في سباقات المسافات المتوسطة ، المقامة في المناطق الحارة والمرتفعة عن مستوى سطح البحر باستخدام أسلوب التدريب بحمل المنافسة وهو حمل يتميز بأقصى شدة وقد يزيد على ذلك .
وفي دراسة قام بها محمد أمين رمضان وأبو المكارم عبيد ( 1994 ) بهدف التعرف على تأثير تدريبات التحكم في التنفس على المقدرة الهوائية واللاهوائية وبعض مكونات الدم لمتسابقي 800 متر جرى ، كانت أهم نتائجه : تميز المجموعة التجريبية في نسب التحسن في متغيرات الدراسة عن المجموعة الضابطة عدا نسبة الهيموتوكندريا ، والصفائح الدموية .
كما أكد كل من طلحة حسام الدين وآخرون ( 1997 ) ، محمد إبراهيم شحاتة ( 1997 ) ، أبو العلا عبد الفتاح ( 1997 ) : على أنه يجب أن يبنى البرنامج التدريبي على أساس العمل على زيادة كفاءة نظم إنتاج الطاقة التي يتطلبها الأداء بقسميها الهوائى واللاهوائي ، ولذلك أصبحت برامج التدريب كلها تقوم على أساس تنمية نظم إنتاج الطاقة والفهم التطبيقي لها ، فنظم إنتاج الطاقة وتنميتها هي لغة التدريب الرياضي الحديث والمدخل المباشر لرفع مستوى الأداء دون إهدار للوقت والجهد المبذول
ومن خلال ما سبق نجد أن مشكلة التدريب في الأماكن المرتفعة عن مستوى سطح البحر وتعقيداتها لم يتم حلها حتى الآن ، ولا تسمح النتائج المتوفرة باتخاذ قرار مع أو ضد أي نوع من هذه التدريبات ، وبالنظر إلى الدراسات السابقة يستنتج إلى أنه عند تصميم برامج إعداد اللاعبين يجب أن نضع في الاعتبار تأثير التدريب على نظم إنتاج الطاقة الخاصة بالنشاط الرياضي الممارس والمتطلبات البدنية له ، ومعرفة ممرات الطاقة الرئيسية ، وكيفية استخدام العضلات للطاقة المتاحة لها وكيف أن الاستخدام غير الكفء للطاقة يعجل بظهور التعب ، خاصة أن طبيعة التدريب في المرتفعات تتأثر بالتغيرات الفيزيائية نتيجة الارتفاع عن سطح البحر .
ومن هنا ظهر مصطلح تدريبات لياقة الطاقة التي أصبحت من المصطلحات المتداولة في مجال إعداد الرياضيين ، حيث أشار عبد العزيز النمر ونريمان الخطيب ( 2000 ) : إلى أن تدريبات الطاقة والذي أطلق عليها مصطلح لياقة الطاقة ( Energy fitness ) ، يقصد به مقدرة الجسم على تخزين واستخدام وتعويض إمدادات الطاقة اللازمة لإنتاج انقباضات عضلية محددة بكفاءة ، وتشمل لياقة الطاقة أيضاً كفاءة الجهاز الدوري التنفسي في توصيل الدم والأكسجين والغذاء للعضلات وتخليصها من ثاني أكسيد الكربون والنواتج الأخرى ، وتتكون عناصر لياقة الطاقة من العمل الهوائى والعمل في منطقة العتبة الفارقة اللاهوائية والعمل اللاهوائى .
ويشير بيتر جينسن ( Peter Janssen ( 2001 : إلى أنه عند بناء وتصميم برامج تدريبات الطاقة يتم تحديد شدة التدريب وفقاً لبعض الأساليب المختلفة والتي منها تحديد نقطة انحراف معدل القلب Heart Rate Deflection Point والتي تعتمد على معدل القلب أثناء الأداء (HRDP ) ، أي أنه يجب بناء أساس هوائي يمكن من خلاله الانتقال إلى منطقة العتبة الفارقة اللاهوائية ثم العمل اللاهوائى وصولاً إلى تدريبات السرعة القصوى ، كما تم اختيار طريقتي التدريب المستمر والتدريب الفتري عند تصميم وبناء البرنامج التدريبي لكونهم أفضل الطرق لتدريبات الطاقة .
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : التدريب الرياضي في ظروف وبيئات مختلفة