أثر المشي في الصحة العامه

دراسة مقدمة الى وزارة الشباب والرياضة

الاستاذ الدكتور :محمود داود الربيعي –جامعة بابل –كلية التربية الرياضية

ان علم الحركه يبحث في الاداء الحركي للانسان والذي يساعد في التحليل الوصفي للحركة من اجل الوصول الى درجة الكفاية مع الاقتصاد بالطاقة المبذولة بصورة يظهر فيها كمال الاداء الذي يتاثر بالقوانين الطبيعية والاسس الميكانيكية، او بدوره يؤثر على حركة الجسم من حيث الاتجاه والمستوى والزمن والقوة . لان اي حركه ذات مستوى واتجاه ومدى وتوقع وايقاع يقوم بها الانسان لتحقيق الهدف الذي يراد بلوغه تتطلب منه عملاً شاقاً وتوافقاً كاملاً لجميع اعضاء جسمه.

ان علم وظائف الاعضاء يبحث في كيفية عمل اعضاء الجسم الذي هو تركيبه من مجموعة اجهزة مختلفة ومتنوعه ومتباينه . وان اي اداء حركي للانسان له تاثير مباشر عليها ، وهذا ما توصلت عليه معظم الدراسات والبحوث بان الافراد الذين تتطلب اعمالهم اليومية حركات متنوعه ومتوافقه بشكل منتظم يظهرون اصغر سناً من الناحية البيولوجية بالمقارنة مع الاشخاص الذين لاتتطلب اعمالهم هذه الحركات الاضافية الى ان الاداء الحركي المستمر والمنتظم هو افضل طريقة لعلاج العديد من الامراض ( كالضعف البدني ، وازالة العيوب الجسميه وتقوية وظائف الاجهزة الداخلية) .

وبما ان المشي يتطلب اداء حركي لهذا نجد ان الذين يمارسون هذه الرياضة باستمرار يتمتعون بصحة جيده وهم عرضه للاصابة بامراض اقل نسبة من الاشخاص الاخرين الذين لايمارسونه اطلاقاً، وذلك نتيجة تاثيره المباشر على الاجهزة الداخلية في اجسامهم فنجد ان الجهاز التنفسي تتكامل خصائصه وترتفع كفاءته العملية اثناء المشي المبرمج وفق نظام وتخطيط وتدرج في الظروف الصحيه والطبيعية .

هذا بالاضافة الى ان تحريك اعضاء الجسم اثناء المشي يحتاج الى مجهود عضلي وهذا المجهود يؤدي الى نمو وتطور وتكامل الجهاز العضلي والذي يصبح قادراً على انجاز المهام المطلوبة بشكل جيد في جميع المواقف.

واثناء المشي يلعب الجهاز الدوري الذي يعتبر من اهم الاجهزة الداخلية الاساسية والفعالة في جسم الانسان دوراً كبيراً ، لان القوة بتجهيز الدم لعضلات القلب والرئتين تعمل على تخفيف حجم الدم المخزون في الكبد وتحت الجلد والطحال .

وكذلك فان المشي يذيب الدهون وتراكم الشحوم مما يمنع اشداد الشرايين وخشونة العظام التي تسببها السمنه المفرطه ، وهذا ما يعاني منه شريحه كبيرة من ابناء المجتمع ، والدليل على ذلك انتشار مستحضرات التخفيف وشد الجسم ، والتي يمكن الاستغناء عنها بممارسة المشي الذي يضمن لهم الرشاقة التي طالما حلموا بها يقي الآنسان نفسة من الكولسترول الذي بدا يزداد مستوى تركيزة في دم الكثيرين وله علآقة مباشرة بالمستوى الصحي لما يسببة الآرتفاع عن التركيز الصحيح من امراض تصيب القلب والأوعية الدموية خاصة فتزداد بذلك احتمالآت التضيق الوعائي في جدران الشرايين او تكون تخثرات دموية لزيادة لزوجة الدم وزيادة قابلية الكريات الحمراء على الالتصاق مع بعض مما يؤدي الى اعراض تختلف في شدتها بختلاف التاثيرات المرضية لتكون الخثرة الدموية .

ويعد المشي من افضل الوصفات التي تساعد المدخن عن الاقلاع عن التدخين اضافة الى اثره على الصحة النفسية ، فهو يساعد الانسان على التخلص من القلق والاكتئاب ويجعل الانسان في تجديد مستمر ، كما يستطيع ان يحافظ على نفسه من امراض الروماتزم وامراض العظام.

لهذا يجب الاهتمام بممارسة المشي حتى ولو ثلاث مرات اسبوعياً على الاقل وذلك للوقاية من الامراض ، والابتعاد من وصفات مملوءه بانواع مختلفة من الادوية . ولهذا نجد الكثير من الاطباء ينادي بضرورة المشي ويعتبره البعض افضل رياضة واسهلها تطبيقاً . وخاصة للاشخاص الذين يحاولون انقاص اوزانهم .

وفي هذا المجال اجرى باحثون امريكيون اختبارات على اشخاص يعانون من زيادة في الوزن ، وتوصلوا الى ان السعرات الحرارية يتم التخلص منها باتباع برنامج غذائي مع المشي وتوصلوا الى ان وزن الجسم ووزن الدهون ودهون البطن ستنخفض جميعها بنفس الطريقة ، حيث انخفضت اوزان متطوعين (10%) وكتلة الدهون (24%) ودهون احشاء البطن (27%) والتي تعتبر اخطر انواع الدهون لارتباطها بامراض القلب والسكري ، نتيجة لالتزامهم ببرنامج غذائي بسعرات حراريه محدده بعناية طيلة ممارستهم المشي حيث ساعدهم ذلك على انقاص الوزن بشكل كبير.

ومما تقدم نجد ان ممارسة المشي في غاية الاهمية بالنسبة للصحة في حال تزامنها ببرنامج غذائي مناسب . ولهذا وجب الاهتمام الجاد بممارسة المشي لانه يعمل على الحفاظ على الصحة ويزيد الكفاءة والامكانية البدنية للاشخاص مما يساعدهم على الاداء الامثل لمهامهم واعمالهم .

وبهذا نكون قد توصلنا الى ما نصبوا اليه وهو ان الانسان ومهما يمتلك من اموال الدنيا وكنوزها لايعادل هذا كله الصحه التي يجب عليه التمتع بها