الكرش
الكرش
مشكلة صحية؟
ظاهرة بروز البطن أو ما يسمى باللهجة المحلية بــ (( الكرش )) منتشرة ومستمرة بشكل كبير بين مختلف الناس في دول الخليج رجالا ونساء .
وهذا البروز وإن كان مستترا خلف (( الدشداشة )) لدى الرجال أو( الدراعة) لدى معظم السيدات بحيث يتميزان باتساع مقاييسهما و (فضفاضيتهما ) مما يعطي إحساسا بعدم وجود السمنة وبروز ( الكرش) إلا أنه منتشر بوضوح ، ويشكل آثارا سلبية على صحة الناس الذين يعانون منه وتنجم عنه أخطار عديدة ،فضلا عن أن اللياقة البدنية والصحية ومراعاة اختيار الأطعمة في زيادة انتشار مؤشرات أمراض القلب والكوليسترول والسكر وغيرها. وهذه الظاهرة التي باتت واضحة في بيت كل خليجى ومقيم.
إن من مقومات لياقة ورشاقة وشكل الجسم والقوام الجيد لدى الإنسان أن تتناسب لديه معدلات الدهون واللحوم حول جهازه العظمى ، وقد قال تعالى ( وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) ومنطقة وسط الجسم سواء الأمامية أو الخلفية من أهم المناطق في الجسم ، والتي تؤثر سلبا على قوام وشكل الجسم ، و بروز البطن ( الكرش ) وزيادة حجمه عن المعدلات الطبيعية في الإنسان مشكلة كبيرة وصورة غير مرغوبة بها لدى كثيرا من الناس وبخاصة النساء.
وأن منطقة البطن بوصفة التشريحي، واعتبرها من المناطق الحساسة في جسم الإنسان سواء بالنسبة للرجال والنساء.
و تعرف هذه المنطقة بالتجويف البطني وتحتوي على الأحشاء و المعدة والرحم لدى الإناث حيث تفصلها والجدار الخارجي للتجويف البطني كمية كبيرة من السوائل والماء وطبيعته هذه الأجهزة تكون مطاطية بحيث تتسع عند دخولها الأغذية كما في المعدة والأمعاء والرحم لدى السيدات عند الحمل وعند ذلك تضغط هذه الأجهزة على الجدار الخارجي والعضلات المحيطة بالمنطقة مسببة ظهور( الكرش ) أو البطن للأمام ومع مرور الزمن تتكيف هذه الأجهزة وبخاصة المعدة والرحم عند تكرار الحمل والإفراط الغذائي،وبذلك تقل كفاءة العضلات المحيطة بالبطن وتتحول إلى أنسجة وطبقات دهنية سميكة نتيجة تناول الأغذية الفائضة عن حاجة الإنسان الأساسية.
وأن بعض العلماء والخبراء في علم الأحياء والفسيولوجيا أكدوا أن هناك مجموعة كبيرة من الخلايا الدهنية تتمركز في منطقة البطن وبخاصة لدى الرجال وتساعد في امتصاص وزيادة نسبة الدهون في هذه المنطقة وتحويلها إلى أنسجة دهنية سميكة فيظهر الرجل بصورة التفاحة والمرأة بصورة الكمثرى أو(الإيجاص ) عند بروز البطن.:
ومن أسباب هذه الظاهرة في المجتمع الخليجى إنها واضحة لدى الجنسين من الذكور والإناث وبخاصة الذين تتراوح أعمارهم بين ( 30 – 45) سنة فما فوق ذلك، نتيجة لبعض العوامل والعادات اليومية والاجتماعية لدى الكويتيين والتي تساعد في بروز البطن (( الكرش )) ومن أهمها: ارتداء الدشداشة والدراعة اللذين من شأنهما إخفاء الكرش.
والتستر تحت مظلتهما بالإضافة إلى الإفراط الغذائي وتناول المواد الكربوهيدراتيه السائلة مثل الأرز و ( المرق) الصلصة التي هي من العادات أهل الخليج حيث إن معظم الكويتيين لا يستغنون عن وجبة الأرز ( العيش ) ولو ليوم واحد، وشرب الماء بكثرة، وبخاصة في فصل الصيف مما يؤدي إلى اتساع المعدة وظهور البطن أو الكرش, وإن بعض الناس في مجتمعنا يتباهون بكبر وبروز البطن، ويعتقدون أنها ظاهرة من مكملات الوجاهة، حيث يمشون على الأرض ويبرزون البطن للأمام مع تقوس الظهر للخلف.
وللكثير من الناس عادات سيئة في المشي أو الجلوس بحيث لا يكون للعضلات أي عمل وبخاصة عضلات البطن والظهر مع مرور الزمن فتفقد هذه العضلات مع مرور الزمن النغمة المطلوبة بها لحفظ التوازن أثناء الجلوس أو المشي، أو أداء الأعمال اليومية بشد هذه العضلات وسحب البطن للداخل عند المشي للمحافظة على النغمة العضلية المطلوبة وكذلك الكثير من أفراد المجتمع يتعرضون إلى الخمول والكسل نتيجة التقدم التكنولوجي والرخاء الزائد والاعتماد على الأجهزة في أداء الأعمال اليومية مثل السيارة والأجهزة الحديثة وعدم مزاولة الأنشطة الرياضية اليومية والنوم بساعات طويلة بخاصة في فصل الصيف مما يكون عاملا مساعدا في استقطاب منطقة البطن لكثير من السعرات الحرارية الزائدة وبالتالي الإصابة بالسمنة وبروز البطن.
بإمكان الإنسان الوقاية أو المحافظة على منطقة البطن وعدم الإصابة بظهور(الكرش) ،بأداء تمرينات خاصة تؤدي ببطء بغرض تقوية العضلات المحيطة بالبطن، وكذلك العمل على تحويل مسارات هذه العضلات من الاستدارة إلى الاستطالة، وهذا طبعا يحتاج إلى وقت طويل من ستة أشهر إلى سنة كاملة، وبالإضافة إلى ذلك يحتاج الإنسان إلى ارتداء الأحزمة الواقية والتي تشد هذه العضلات أثناء الجلوس والمشي، أو عند مزاولة العمل،وهذا ينطبق بروز ( الكرش ) في المعدلات الطبيعية أما إذا كان البروز في معدلات غير طبيعية عن الحد اللازم يقترح إجراء العمليات الجراحية لإزالة بعض الطبقات الدهنية تحت إشراف اختصاصيين جراحيين في مجال التجميل وتعتبر هذه الأنواع من العمليات ناجحة في الكويت .
وأن مزاولة الأنشطة الرياضية مثل المشي والهرولة والسباحة أو ركوب الدراجة أو أداء التمرينات الرياضية تساعد على تشكيل البطن بصورة حسنة وجيدة وتساعد على اكتساب الجسم السليم والشكل المرغوب وبخاصة منطقة البطن .
و أن للسمنة بشكل عام في جسم الإنسان وفي منطقة البطن بشكل خاص يعتبر بداية لأمراض عدة، ومؤشر تحذيري للإنسان بوجود ما يهدد صحته وحياته كأمراض القلب حيث إن زيادة كيلو غرام واحد على الوزن الطبيعي للجسم يعني ثلثي كيلو متر من العمل الإضافي على طاقة الجسم وبالتالي يؤدي إلى إرهاق وإجهاد عضلة القلب في ضخ كميات دم إضافية خلال الأوعية الدموية لتغذية الوزن الزائد.
وإلى جانب أمراض القلب قد ينتج عن بروز ( الكرش ) أمراض عديدة مثل ( البنكرياس والسكري، واعتلال الكبد وإصابة الجهازين الهضمي والتناسلي وآلام الظهر).
و إن زيادة كيلو غرام واحد على الوزن الطبيعي للجسم يزيد من العبء الواقع على العمود الفقري، ومفاصل القدمين والركبتين لحمل مقدار الزيادة وبالتالي ظهور أمراض أخرى مثل الروماتيزم والانزلاق الغضروفي وآلام الظهر والركبتين والقدمين ( تصلب المفاصل ) وقلة النشاط الحركي، ناهيك عن الأعراض النفسية التي تنجم عن بداية ظهور السمنة وبروز (( الكرش ) ، كالشعور بالتوتر والقلق والاضطرابات النفسية نتيجة لارتفاع ضغط الدم واختلال التوازن بين إفراز الهرمونات وعمل الأجهزة الداخلية وقلة كفاءتها حيث يميل المصاب بهذه الظاهرة إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالسخرية أمام الناس لمظهرة غير المتناسق فيلجأ إلى العزلة والانطواء وعدم مشاركة الآخرين.
المصدر: د.مصطفى جوهر حيات..الكويت
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الكرش