الجهاز العصبي والعضلة والقوة

 الجهاز العصبي والعضلة والقوة

 يعتمد إختيار نوع الوحدات الحركية, السريعة او البطيئة الإنقباض على العمل المطلوب من العضلة ادائه, نلحظ اننا نستخدم الألياف سريعة الإنقباض في اثناء رفع الأوزان الثقيلة أو الركض السريع, والبسبب أنها الياف قوية, ويتم اختيار الألياف البطيئة التقلص للوقوف لمدة طويلة او المشي البطيئ, بسبب أن هذه الألياف مقاومة للتعب.

يبذل الجسم القوة من خلال تجنيد وحدة او عدة وحدات حركية للإنقباض, وتدعى هذه العملية "بالتجنيد" للوحدات الحركية. عندما في ترغب في رفع وزن قليل عل سبيل المثال تستخدم عدد قليل من الوحدات لاداء الواجب, من ناحية ثانية, وعندما ترغب برفع وزن ثقيل, تستخدم العديد من الوحدات الحركية, وفي اثناء استدعاء الوحدات الحركية لجميع اليافها للإنقباض, يدعى بتقلص اليافها الى طاقتها القوى.

نتشط الوحدات الحركية اعتمادا على مبدأ الحجم: اذ تستخدم الوحدات الحركية الصغيرة في حمل الاوزان الخفيفة, والوحدات الحركية الكبيرة والقوية في اثناء بذل الجسم قوة قصوى, تمتلك الوحدات الحركية ذات الألياف العضلية الكبيرة عتبة تحفيز مرتفعة, وبالمستطاع زيادة حجمها مقارنة مع الوحدات الحركية الصغيرة, بسب ان هذه الوحدات الصغيرة لا تدرب الى المدى المرتفع الا اذا قمنت انت بعمل ذلك, لذا من الضروري ان يحتوي المنهج التدريبي على تكرارات بوزن عالي لتجنيدها بقوة لتدريب وحداتها الحركية, والفضل في ذلك سيحدد من حجم العضلة

تتحسين القوة العضلية من خلال تطوير تجنيد الوحدات الحركية, وهذا ياتي من خلال التدريب برفع وتيرة اللأثقال لتحسين قابلية الجهاز العصبي في تنسيق توافق تجنيد الألياف العضلية, تسمى هذه العملية ب"تعلم العضلة" ويعد اسلوب لزيادة القوة, وطريقة لتكيف الجهاز العصبي ويعزى لهذا التكيف اغلب التغيرات التي تحدث في القوة العضلية خلال الاسابيع الاولى من تدريب القوة. يسلط معظم الرياضين على حجم النسيج العضلي, اذ يحاولون زيادة حجم العضلة مع نظام غذائي منظم والمكملات غذائية , مثل السترويدات البنائية وهرمون النمو, ويهدف التدريب الدائري في الاساس الى زيادة حجم العضلة, وتعتمد من ناحية أخرى القوة ليس فقط على حجم العضلات بل ايضا على قابلية الجهاز العصبي في تحفيزها, اذ يسبب تدريب القوة العضلية الى دفع الجهاز العصبي على تحفيز العضلة بفعالية لاداء حركات معينة وبتوافق جيد.

يتم زيادة القوة العضلية من خلال تنشيط وحدات حركية أكثر, فان الوضع المثالي لتنفيذ رفع اقصى وزن هو من خلال تجنيد اكبر عدد ممكن من الوحدات الحركية قدر المستطاع, اذ كلما ارتفع عدد الوحدات المجندة ارتفعت انتاج القوة المتولدة.

تشمل التكيفات العصبية لتدريب الأثقال: زيادة النشاط الكهربائية للعضلة (EMG), زيادة مدة نشاط الوحدة الحركية, وزيادة قابلية قدح الوحدات الحركية اللحظي في حالة مدها المفاجي^ء, تحسين توافق المجاميع العضلية المضادة (العضلات العاملة على تحريك المفصل باتجاه معاكس), درجة تاثير التدريب على الجانب الاخر من الجسم (تدريب عضو يؤثر على العضو في الجانب الاخر من الجسم), تحسين التوافق داخل الوحدة الحركية المرتفعة العتبة, تحسين تجنيد الوحدات الحركية مرتفعة العتبة, زيادة زمن نشاط الوحدة الحركية مرتفعة الشدة.

تظهر الزيادة في ارتفاع النشاط الكهربائي في بداية تدريب القوة, اذ تظهر الزيادة في القوة لدى المبتدئين والنساء في الاسبوع الاول من التدريب, وهذا على الاغلب بسبب التحسن في نشاط الجهاز العصبي بدلا من نمو الياف العضلة, وظهور هذه القوة بوقت مبكر هي نتيجة لزيادة قابيلة تجنيد الوحدات الحركية, وهذه التغيرات في الجهاز العصبي للمبتدئين والنساء حرجة بسبب عدم ظهور تضخم في العضلة لديهم بالمقدار نفسة مقارنة مع الرجال, وهذا يعود الى مستويات التستوسترون العالية لديهم.

بعض الوحدات الحركية من الصعب تحفيزها مقارنة مع الوحدات الاخرى, فمن الصعب تنشيط الوحدات الحركية مرتفعة العتبة, بوصفها الاقوى والاكثر قدرة,ويوجد نوعين من التكيف العصبي: تحسين تجنيد الوحدات الحركية مرتفعة العتبة وزيادة مدة عملها, لهذا السبب لها تاثير مباشر على مجمل تطور القوة, وتدرب هذه الوحدات الحركية بما يتناسب مع درجة قابيتها على الاستثارة والعمل, وهذا يعني ان الوحدات الحركية مرتفعة العتبة (الياف العضلة وعصبها الحركي) لاتدرب الا اذا جندت واستخدمت في اثناء التدريب, وتظهر التكيفات العصبية الناتجة من تنشيط الوحدات الحركية مرتفعة العتبة قبل ان يظهر تاثير التدرب على تلك الوحدات, واثناء محاولتنا لتطوير القوة العضلية, على المدرب ان نركز على تنشيط تجنيد الوحدات الحركية مرتفعة العتبة وندربها لاطول مدة زمنية ممكنة.

باختصار, لتحقيق القوة العضلية القصوى, من الضروري تدريب الوحدات الحركية مرتفعة العتبة, وتدرب هذه الوحدات فقط في اثناء تجنيد نشاطها, ولتجنيد هذه الوحدات علينا تدريبها بشدة وزيادة سرعة تكرارات الاداء.

• أ.م.د.وهبي علوان
• م.م.محمد قصي محمد جميل
• Thomas D. Fahey: Weight Training Basics, (McGraw- Hill eBook), 2005 p27-28.