سيكولوجية التعلم بين المنظور الارتباطي والمنظور المعرفي
سيكولوجية التعلم بين المنظور الارتباطي والمنظور المعرفي
تأليف : د . فتحي الزيات
باتت عمليات تعليم وتعلم المعرفة المتاحة وتوظيفها تصطدم بحقيقة أن معدل إنتاج وتراكم المعرفة العالمية ينمو ويتزايد كميا وكيفيا بصورة أسية , وأن المعرفة السابقة متسارعة الإحلال والتقادم , مع توليد المعرفة الأحدث , والأكثر فاعلية , وإنتاجية , وإبداعية , والأسرع عائدا , والأقل كلفة .
وهذا التحول المثير في بنية المعرفة أحدث تأثيرات بالغة الجدة على منظومات التعلم , وأسسه النظرية والتطبيقية , بحيث أصبحت آليات التعلم السائدة حاليا في مدارسنا وجامعاتنا العربية عاجزة تماما عن مواكبة هذه التطورات , وقد أدى هذا التنامي المتسارع الإيقاع , إلى اطراد الفجوة بين آليات اكتساب المعرفة لدينا , وتوليد المعرفة العالمية ونشرها dissemination , وإستيعاب تطبيقاتها في حياة الناس , نتيجة تخلف منظومات التعليم والتعلم في مؤسساتنا التعليمية , وغياب الاقتناع بأهمية شيوع ثقافة وقيم مجتمع المعرفة , وبينما يجمع العالم المتقدم على أن أهداف منظومة التعلم تتمايز مرحليا فيما يلي : التعلم للمعرفة ( تعلم لتعرف ) .. التعلم للعمل ( تعلم لتعمل ) التعلم للكينونة ( تعلم لتكون ) ... التعلم للمشاركة ( تعلم لتساعد وتشارك الآخرين ) .
فقد توقفت أهداف التعلم لدينا في العالم العربي عند حدود التعلم للإمتحان , وبات النجاح في الإمتحانات والحصول على الدرجات أكبر غاياتنا , دون أن يواكب هذا تغييرات كمية وكيفية في الأبنية المعرفية والمهارية لأبنائنا , فأنظمتنا التعليمية بصورتها الحالية عاجزة تماما عن أن تحقق الهدف الأول من منظومة العلم , وهو ( تعلم لتعرف ) !!
وفي إطار هذه التطورات المعرفية البالغة الجدة للتعلم المعرفي , جاءت هذه الطبعة التي بين أيدينا مزيدة ومنقحة , فقد أضيف إليها موضوعين بالغيّ الأهمية والجدة في سيكولوجية التعلم المعرفي , من خلال الوحدة العاشرة التي تتناول : فصلين جديدين هما : الفصل الثاني والعشرون وموضوعه : نظرية أساليب التعلم وتطبيقاتها التربوية في عمليتي التعليم والتعلم , والفصل الثالث والعشرون وموضوعه : ماوراء المعرفة والتعلم المعرفي .
الناشر : دار النشر للجامعات
الطبعة الثانية 1424 ھ - 2004 م
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : سيكولوجية التعلم بين المنظور الارتباطي والمنظور المعرفي