اشارت عدة مؤلفات الى ان اداء تمرينات تنمية بعض القدرات التوافقية يلقىب عبء عصبى شديد على السباح، وقد يكون من اسباب هذا العبء العصبى لتلك التمرينات، انه من الضرورى ان يستخدم السباح درجات عالية من قدراته على الانتباه للاداء الحركى التوافقى المركب لهذه التمرينات خلال ادائها، حتى يستطيع الاداء على درجة كبيرة من الدقة و الشدة فى نفس الوقت، و بالتالى فأن تنمية القدرات التوافقية من خلال التمرينات الخاصة بهذا الجانب من التنمية، قد تعمل على تدريب قدرات السباح على الانتباه، فيؤدى هذا بالتالى الى تنمية مظاهر الانتباه المختلفة لديه، 

وهذا مادفع الباحث الى محاولة التعرف على تأثير تنمية القدرات على مظاهر الانتباه لدى السباحين. ومن جانب اخر فقد لاحظ الباحث من خلال متابعته للعديد من برامج تدريب السباحين امطبقة حاليا فى الاندية المصرية، ان تنمية القدرات التوافقية لم تحظى باهتمام كافى، يتناسب مع اهمية هذه القدرات فى التأثير الايجابى على مستوى السباحين، وفق ماذكر فى بعض المؤلفات ، وقد دفع هذا الباحث الى محاولة الكشف عن جدوى تنمية هذه القدرات فى التأثير على مستوى الانجاز الرقمى للسباح بصورة موضوعية. و نظرا لانه يجب التركيز على تنمية الانتباه و القدرات الحركية و التى من ضمنها القدرات التوافقية- فى سنتى 14،15 سنة كعمر الناشئ، حيث طفرة النمو الطبيعية لهذه القدرات، ونظرا ايضا لمدى اهمية القدرات الحركية لسباحى 200 فردى متنوع، وكذلك لتعدد الاداء المهارى المركب لهذا السباق، فقد تحددت مشكلة البحث فى محاولة التعرف على اثر تنمية القدرات التوافقية الرئيسية على مظاهر الانتباه و الانجاز الرقمى لسباحة 200 متر فردى متنوع للسباحين الناشئين. اهمية البحث : تحتل القدرات التوافقية اهمية بالغة فى مجال التدريب الرياضى لدرجة تجعل بعض المتخصصين يذهبون الى اعتبارها صفات مستوى الانجاز. ويكتسبهذا البحث اهميته من خلال محاولته اكتشاف تأثير تنمية هذه القدرات على احد العناصر الحاسمة للنجاح فى المنافسات الرياضية، الا وهو الانتباه بمظاهره المختلفة، لعل تكون تنمية تلك القدرات احد اسباب التى يمكن الاخذ بها لتنمية ذلك العنصر الحاسم، وكذلك من خلال محاولته اكتشاف قيمة تنمية القدرات التوافقية فى زيادة فاعلية البرنامج التدريبى لتطوير الانجاز الرقمى لسباحة 200 متر فردى متنوع. فلسفة اليوغايعتبر القرن العشرين نقطة انطلاقة كبيرة في مجال التفوق والموهبة حيث أخذ مفهوم الموهبة في التوسع وصاحب ذلك توسع في مجالات التفوق وفي طرق اكتشاف الموهوبين وأساليب وأنواع الخدمات التي تقدم لرعايتهم ، والأغراض التي تقدم الخدمات لهم من أجلها ، فلم تعد الموهبة محصورة بالذكاء وحدة ، بل أصبحت شامله لأي أداء متميز في أي مجال من مجالات الحياة. ومن أجل النهوض بركب الحضارة تسعى الأمم جاهدة إلى استثمار طاقاتها المتنوعة وثرواتها المحلية ، وعلى رأس هذة الثروات والطاقات تلك الثروة البشرية ، ولأن فئة المتفوقين يمثلون طاقة بشرية لها الدور الفعال في تحمل المسئوليات لذا تسعى الأمم والبلدان جاهدة للكشف عن هؤلاء المتفوقين والموهوبين والمبدعين ورعايتهم. ومما لاشك فية أن عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين والمتفوقين والتعرف عليهم تمثل المدخل الطبيعي لأي مشروع أو برنامج يهدف إلى رعايتهم وإطلاق طاقاتهم وقد كانت عملية اكتشاف الموهوبين تخضع للأساليب غير العملية عبر مراحل طويلة من التطور الحضاري العابرة ، الخبرة الشخصية وغيرها من الأساليب غير المقننة أو المضبوطة علميا ، ومع التطور الحضاري للإنسان وإتساع مجالات النشاط الإنساني وتقدم العلوم والفنون والتكنولوجيا وظهور التخصصات الدقيقة ، أصبحت الأساليب غير العلمية محدودة الأثر في عملية انتقاء الموهوبين وتوجيههم إلى المجالات التي تناسب استعداداتهم وقدراتهم ، واتجهت جهود العلماء والباحثين في مختلف المجالات والتخصصات للبحث عن الوسائل والأساليب التي تصلح لانتقاء الموهوبين وتوجيههم للعمل في المجال الذي يحققون فية مستويات عالية من الأداء. وفي ضوء ذلك كانت أبرز الأهداف التي تسعى إليها المجتمعات في الوقت الحاضر بالنسبة لرعاية واكتشاف الموهوبين ما يلي : - التعرف المبكر على الموهوبين. - الاستخدام المناسب لأساليب القياس والتقدير المتنوعة لضمان التصنيف الدقيق. -وضع برامج رفيعة المستوى داخل المدرسة أو المجتمع لرعاية الأطفال الموهوبين. - تحقيق جهود تعاونية يشترك فيها المسؤلين " المعلمين - الإدارين - الآباء - الأمهات - الأطفال الموهوبين أنفسهم.

تحميل الكتاب