المكتبة الرياضية الشاملة - http://www.sport.ta4a.us/
  • الرئيسية
  • البحث
  • اتصل بنا
  • التسجيل
    المكتبة الرياضية » مقالات رياضية » الجغرافيا الرياضية بوابة الإبداع وقاعدة لصناعة الأبطال

    الجغرافيا الرياضية بوابة الإبداع وقاعدة لصناعة الأبطال

    07 مايو 2014, 20:21
    مقالات رياضية
    3 028
    0
    الجغرافيا الرياضية بوابة الإبداع وقاعدة لصناعة الأبطال
     
     
     
     
    الجغرافيا الرياضية بوابة الإبداع وقاعدة لصناعة الأبطال

    مصطلح جديد سيدخل عالم الرياضة قريباُ بعد تبنيه ونشره بين خبراء الرياضة والمنتديات الرياضية على مستوى العالم ويعني هذا المصطلح فن اختيار الموهوبين رياضيا وفقا لجغرافية المنطقة التي يعيشون فيها وما يتبع ذلك من انماط وسلوكيات اجتماعية ويعني هذا المصطلح اختيار الموهوبين رياضيا بناءاً على مناطق إقامتهم وسكنهم وهو يتكون من كلمتين الأولى (Geography) وتعني جغرافيا المناطق والثانية (Sports) وتعني الرياضة بمفهومها العام سواء فيما يخض الألعاب الجماعية أو الفردية ويختصر المصطلح باللغة الانجليزية بمفهوم (GeoSports). ويأتي هذا المصطلح لتواجد نظير له في الاقتصاد والسياسة، فمن خلال البحث على موقع ويكيبيديانجد أن مصطلح GeoPolitics ومصطلح GeoEconimcs متواجدين كتطبيق مفهوم تأثير الجغرافيا على السياسة وتأثيرها على الإقتصاد.

    أنماط ومهارات حياتية

    للجغرافيا المناطقية، تاثيرات كبيرة على أنماط الأفراد السلوكية والاجتماعية والثقافية والغذائية، وهذا ما أتثبتته الكثير من الدراسات والبحوث التي اكدت بكل وضوح على تأثير الجغرافيا على بنية الفرد البدنية وابداعاته في واحد من مجالات النشاط البدني طبقا للطبائع الوظيفية والحياتية، وهذا بطبيعة الحال له تاثيرات كبيرة في توجيه اهتمامات الأفراد نحو ممارسة نشاط بدني معين دون غيره ومن ثم الابداع فيه، سواءاً على مستوى المناطق البيئية داخل الدولة الواحدة، أو على مستوى الدول. ولتبسيط ذلك نأخذ على سبيل المثال رياضة ألعاب القوى باعتبارها أم الألعاب التي على أساس قواعدها ومسابقاتها تم البناء لعلم التدريب الرياضي.

    فهذه الرياضة تتكون من مسابقات مختلفة وكل واحدة منها تتضمن عنصرا أو أكثر من عناصر اللياقة البدنية وهي: التحمل، السرعة، القوة، الرشاقة والمرونة، فلو أخذنا مسابقات التحمل أو (المسافات الطويلة)، لوجدنا أن أغلب المواهب الرياضية لهذه الفعالية تتركز في مناطق ذات طبيعة جغرافية معينة داخل الدولة الواحدة، لذلك قلما نجد موهوبي هذه اللعبة يعيشون في العاصمة أو مناطق البذخ، وانما في القرى والأرياف والمناطق الفقيرة الى حد ما، فالكثير من اللاعبين الذين تحصلوا على ميداليات في الدورات الأولمبية في رياضة المسافات الطويلة، كانوا قد جاؤوا في الأصل من المناطق الريفية الفقيرة وهم في عمرهم الصغير كانت لديهم انماط حياتية خاصة بهم دون سواهم حيث يذهبون الى المدارس مشياً على الأقدام أو ركضاً ويقطعون الكيلومترات العديدة نتيجة لبعد المدرسة عن مكان سكنهم، وهم بهذا يكونوا قد تدربوا في هذا العمر الصغير وهم لا يدرون.

    ولو أخذنا (الأردن) كبلد لتواجد هذا النوع من اللاعبين، فاننا نلاحظ أن مناطق القرى والأرياف هي مصنع ومنبع لإنتاج لاعبي المسافات الطويلة مثل (المفرق) و (البادية) و (الأغوار الجنوبية)، وهذا ما منحهم بالفطرة وبطبيعة المنطقة الجغرافية (قاعدة هوائية) كبيرة جداً جراء الحركة والنشاط البدني الدائمين، بسبب قطعهم لمسافات طويلة لتأمين احتياجاتهم والقيام بواجباتهم اليومية ومن ثم القيام بأعمالهم ووظائهم، على عكس أقرانهم الذين يعيشون في العاصمة والمدن الكبيرة المترفة.

    وترتبط (الجغرافيا الرياضية) بعامل مهم، وهو مستوى ارتفاع منطقة السكن عن سطح البحر، فنرى معظم اللاعبين المبدعين والمتميزين في سباقات التحمل، قد ولدوا وعاشوا في مناطق على ارتفاعات تزيد عن (1800متر)عن سطح البحر، وهي ظاهرة مثبتة ومعروفة على المستوى العالمي، فنشاهد أن عدائي (كينيا) و (اثيوبيا) يكتسحون سباقات المسافات الطويلة على المستوى العالمي بدون منازع بتأثريات حركية متراكمة منذ الصغر، وهذا ما دفع بالعديد من اللاعبين المحترفين لاقامة معسكرات تدريبية في هذه المناطق حيث التضاريس والأحوال الجوية المتنوعة بسبب نوعية التربة ووجود التلال والهضاب والسهول.

    لذلك نجد أغلب عدائي هذه المناطق هم من أفضل اللاعبين في المسافات المتوسطة والطويلة وسباقات الماراثون والطريق على مستوى العالم والدليل الأرقام القياسية العالمية التي تحطمت على أيديهم بدء من سباق (3000) م ولغاية سباق الماراثون.

    واذا أخذنا جامايكا، هذه الدولة الصغيرة وغير الغنية مثالا، فانه يتضح لدينا مفهوم الجغرافيا الرياضية (GeoSports) على مستوى الدول من خلال انتاجها لأفضل وأسرع لاعبي ولاعبات المسافات القصيرة على مستوى العالم خلال العشر سنوات الأخيرة وكيف أصبحت تنافس، لا بل تهزم دول كبرى مثل امريكا، لتتربع جامايكا وحيدة على عرش المسافات القصيرة (سباقات السرعة) كما شاهدنا ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية (بكين 2008) ودورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012)، حين نجح لاعبوا ولاعبات جامايكا في اكتساح سباقات (100) م و (200) م وسباق التتابع (4X100) م.

    من هنا فانه من المهم جدا ان يتم استكشاف المواهب والقدرات في مختلف الألعاب الرياضية بشكل عام والعاب القوى منها بشكل خاص، على قاعدة الجغرافيا الرياضية المرتبطة بأنماط الحياة اليومية، وتأسيس مراكز تدريب متخصصة استنادا لمفهوم (GeoSports).


    * أحمد المطري – مدرب ألعاب قوى - جريدة الدستور : 09-01-2013

     

    المكتبة الرياضية الشاملة على تيلجرام telegram

    برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الجغرافيا الرياضية بوابة الإبداع وقاعدة لصناعة الأبطال

    التعليقات
    الحد الأدنى لطول التعليق هو 255 حرفا. التعليقات خاضعة للإشراف
    رسالة الموقع
    نعتذر عزيزي مجموعة الـ الزوار غير مسموح لها باستخادم خاصية التعليقات .
    فضلاً قم بالتسجيل لتتمكن من التعليق على المواضيع

    المقالات التي قد تهمك أيضا: