المكتبة الرياضية الشاملة - http://www.sport.ta4a.us/
  • الرئيسية
  • البحث
  • اتصل بنا
  • التسجيل
    المكتبة الرياضية » مقالات رياضية » الادراك ومعالجة المعلومات

    الادراك ومعالجة المعلومات

    14 يناير 2023, 17:01
    مقالات رياضية
    437
    0
    الادراك ومعالجة المعلومات

    الادراك ومعالجة المعلومات

     الادراك الحس حركي :

        ان للادراك اهمية كبيرة في حياتنا الرياضية والعامه على حد سواء حيث نواجه يوميا الاف المثيرات التي تتطلب منا الفهم والتحليل واحياناً الاستجابه الفوريه . وعند استقبال مثير معين فجميعنا يحقق الفهم ولكن لا نصل جميعنا الى نفس الادراك ولا ندرك هذه المثيرات بنفس الطريقة. وذلك لان خبراتنا السابقه مختلفه وطرق معالجتنا للمعلومات  لربما تكون ايضاً مختلفة .


         ان عملية الادراك جزء مهم من نظام معالجة المعلومات والذي يضم عمليات الاحساس بالمثيرات البيئية ثم الانتباه لها ثم ادراكها او الانتباه للمثيرات ثم الإحساس بها ثم ادراكها .

        ويعرف الادراك بانه (عملية تتضمن التاثير على الاعضاء الحسية بمؤثرات معينة ويقوم باعطاء تفسير وتحديد لهذه المثيرات ).

         ويعرف الادراك الحس حركي ايضاً (هو عملية تسبق اية حركة وهو تكوين صوره واضحه في الدماغ وهو الموقف الصحيح للحركه ).

         من تحليل التعريفين السابقين نلاحظ ان الادراك الحسي حركي هو عملية استلام المثيرات من قبل الحواس وايصالها للدماغ ومعالجتها ليتسنا ادراكها قبل تنفيذ السلوك الحركي والذي يمثل الاستجابة الحركية .

         ان لسرعه الادراك الحسي حركي اهمية كبيرة في سرعة اتخاذ القرار ودقته في تنفيذ الاستجابة الحركية وخاصة في لعبة تتميز بالسرعة مثل لعبة كرة اليد والسلة ....الخ ، والذي يمثل عامل الزمن فيها حاسماً في كثير من الاحيان .

        ان سرعه الادراك لها فاعلية مؤثره في أداء اللاعبين ، فالقدرة على سرعة الادراك وتحديد الزملاء والمنافسين بالملعب يؤثر في دقة وسرعة تنفيذ العديد من المهارات فنياً وخططياً.

         من هذا نستدل على ان عملية تعرف اللاعبين على بيئة اللعب من متغيرات حركة اللاعبين الزملاء والمنافسين وموجودات ساحة اللعب والى غير ذلك من خلال العملية التدريبية والتنوع فيها اهمية كبيرة في الرفع من قدرة اللاعبين على الادراك الحس حركي والذي بدوره يساعد على رفع مستوى الاداء .

     

    خصائص السلوك الادراكي :

    1-السلوك الادراكي غير قابل للملاحظة المباشره ولا بد من الاستدلال عليه من ردود افعال الناس او من خلال التقرير الذاتي اللفظي او الكتابي .

    2-يتبع الادراك الاحساس والانتباه زمنياً وقد يعتمد الادراك على حاسه واحدة او اكثر حسب الموقف.

    3-السلوك الادراكي فردي وليس جماعي أي يقوم به الفرد وليس الجماعه .

    4-يتميز السلوك الادراكي بانه فريد من نوعه ، لذلك تتباين خبرات الافراد السابقة مما يعني ان كل واحدٍ منا قد يصل الى ادراك مختلف لنفس المثير .

    5- الادراك عملية مجردة لا تشترط وجود المثيرات في لحظة الادراك ، أي ان الادراك قد يحدث بغياب المثير موضوع الادراك ، وقد يحدث بحضور أجزاء من المثير وذلك نتيجة ميل الافراد الى تكملة المثيرات الناقصه بناءاً على خبراتهم السابقه او مقدار خبرتهم والفتهم للمثير. 

          ويذكر العديد من الباحثين ان الادراك الحسي عملية معقدة تتضمن ثلاث عمليات رئيسية هي :

    أولا: العمليات الحسية :

    حيث يتضمن الادراك الحسي تنبيه الخلايا المستقبله بالمنبهات الفيزيقية الواقعه عليها من العالم الخارجي ولا تنتبه في الادراك الحسي حساسه واحده فقط وانما تنتبه في الغالب عدة حواس معاً.

    ثانياً : العمليات الرمزية :

    وتعني بها الصور الذهنية والمعاني التي يثيرها الاحساس فينا فالتنبيه يترك اثراً في الجهاز العصبي ويصبح هذ الاثر بعد ذلك بديلاً أو رمزاً للاحساس او الخبره الاصلية .

    فحين يتذكر الانسان وجه صديق له . فانه يستحضر في ذهنه صورة الصديق ولكنها تكون في الغالب صوره خاطئة غير واضحه التفاصيل .

    ثالثاً : العمليات الوجدانية :

        ويتضمن كل ادراك حسي أيضاً ناحية وجدانية فاننا لا نرى الشيء فقط أو نتذكر الخبرات السابقة المرتبطة به . وانما تشعر ايضاً بحاله وجدانيه معينة أزائه . 

    نظرية معالجة المعلومات:

        ان لمعالجة المعلومات مراحل منفصله ومتسلسلة تمر من خلالها المعلومات حتى تظهر الاستجابة في صورتها النهائية . والشكل في الاسفل تصور مبدئي لمعالجة المعلومات.

      

        حيث تستقبل المعلومات البيئية والخارجية ثم يتم تحويلها من خلال الممرات العصبية الناقله الى الجهاز العصبي المركزي ، وفي هذه المعلومات يتم اتخاذ القرار بطبيعة الاستجابة المناسبة بعد ادراكها ومن ثم اصدار اوامر حركية يتم نقلها عبر الممرات المصدره الى الالياف العضليه حيث تسبب الانقباضات العضليه والتي ينتج عنها الحركات الملاحظة ، وبمراقبة المخرجات الحركية يتم تزويد الجهاز العصبي بالمعلومات مرة اخرى( التغذية الراجعه ) والتي يتم استخدامها اما لتصحيح الاخطاء اثناء الحركه (اذا كانت بطيئه لحد ما ) او لعمل تعديلات في الاوامر في المرة التالية عند التكرار.

       ويجدر الاشارة الى ان معالجة المعلومات تتم بصورة متوازية ومتسلسة ، فالمعلومات المتوازية تعني انه في مرحلة واحدة من مراحل المعالجة يمكن ان يكون هناك اكثر من عمل يتم في نفس الوقت وفي اماكن مختلفة والتي تتحدد في النهاية لتحقيق هدف هذه المرحلة ، اما المعالجة المتسلسلة فتعني انه لا يتم الدخول في المرحله الثانية قبل الانتهاء من المرحلة الاولى ، وهكذا.

    وتتفق معظم المراجع ان هناك ثلاث مراحل متعاقبة والتي تحدث منذ ظهور المثير وحتى حدوث الاستجابة وهي : مرحلة الادراك ، مرحلة اتخاذ القرار ، مرحلة برمجة الاستجابه.

    المرحلة الاولى : الادراك : perception  

    ان الادراك هو العملية التي يفسر بها المخ المعلومات القادمه اليه من المستقبلات الحسية ، فمن خلاله يتم تحديد ما يحدث في العالم الخارجي ، وما يحدث لاجسادنا ، بالاضافة الى تحديد العلاقة الحالية بينهما ،فالادراك ليس مجرد استقبال سلبي للمعلومات الحسية بل هو عملية ايجابية يتم من خلالها تفسير واضفاء معنى لهذه المعلومات ، ويجدر الاشارة ان كلا من الخبرة السابقة ، والمعرفة المتراكمه ، والتوقع ، والمعتقدات تساهم جميعها في عملية الادراك ، وعليه فمن الممكن استقبال شخصين لمثير واحد ولكن ادراك كل منهم لهذا المثير يكون بصورة مختلفة .

       ويستقبل الجسم المعلومات عن طريق المستقبلات الحسيه الموجوده في الجسم وهي ثلاث انواع:

    1-المستقبلات الداخلية     Interoceptors: وتزودنا بمعلومات عن حالة اعضاء الجسم الداخليه (الصداع ، الم البطن) وهي معلومات لا علاقة لها بالتحكم الحركي .

    2-المستقبلات الخارجيةExteroceptors  : وتزودنا بمعلومات عن العالم الخارجي المحبط بنا (السمع ، الرؤية ) .

    3-المستقبلات الذاتية Proprioceptors : وتزودنا بمعلومات عن وضع الجسم وحركته ، وتثار خلايا هذه المستقبلات من خلال التغيرات الميكانيكية ( كالتغير في : طول العضله ، توتر العضله ، الجاذبية ) ، وللمستقبلات الذاتية عدة انواع هي:

    أ- الجهاز الدهليزي : ويقع في الاذن الداخلية ، ويزودنا باالمعلومات المتعلقة بالتوازن ووضع الجسم وتوجيهه ، وتثار خلاياه من خلال دوران الرأس .

    ب-المستقبلات الجلديه : وتقع في الجلد وتزودنا بمعلومات عن خصائص الجسم الملامس لنا .

    ج-مستقبلات المفاصل : وتوجد داخل وحول المفصل (كبسولة المفصل) وتزودنا بالمعلومات الخاصه بالوضع الزواي للمفصل وتثار خلاياه من خلال التغيير في وضع المفصل.

    د-اعضاء جولجي الوترية : وتوجد في الالتحام العضلي الوتري ، وتزودنا بالمعلومات المتعلقه بالتوتر العضلي ، ولها وظيفة وقائية في صنع العضلات من التمزق.

    هـ-مغزل العضله :وتوجد في النسيج العضلي الهيكلي وتعتبر من أهم انواع المستقبلات نظراً لكونها خلايا حسية حركية ، وتثار من خلال التغير في طول العضله (الانقباض المركزي واللامركزي ).

     

        ويتضمن الادراك ثلاث مراحل متسلسه تبدأ مع ظهور المثير ، ويتم خلالها التعرف على المثير ، وهذه المراحل هي :

    1-الاكتشاف Detection: وهي العملية التي يشعر من خلالها المخ بوجود مثير ، حيث ان قدرة المخ على اكتشاف المثيرات المختلفة تفوق توقعاتنا .

    2-المقارنة  Comparison : وهي ما يحدث عند انتباهنا لمثير تم الشعور به، حيث يتم تشفير الصورة ، والصوت ، والمشاعر والتي يتم نقلها للذاكره لمقارنتها بالشفرات المشابهه والتي سبق تخزينها .

    3-التعرف Recognition: ويحدث عندما يكون هناك توافق بين الشفره الوارده والشفره المخزنه في الذاكره ، ومن ثم ادراك المثير (تحديده والتعرف عليه).


    المرحلة الثانية : اتخاذ القرار  making decision :

        ان اتخاذ القرار هو عملية انتقاء الاستجابة واختيار الحركة الصحيحه التي تتوافق مع الظروف الحالية . بمعنى ان المهمة الاساسية لنظام اتخاذ القرار هو الوصول الى خطة للعمل من خلال الانتقاء من الذاكره لما يتناسب مع المتطلبات الخاصه بالموقف.

       وتعتمد جودة اتخاذ القرار على مدى صحة العمليات الادراكية السابقة ، بالاضافة الى الاعتماد بدرجة كبيرة  على مقدار الخبره حيث انه كلما زادت خبرة اللاعب كلما زادت درجة الترابط بين المثير والاستجابه الملائمة له ، وتتأثر سرعة ودقة اتخاذ القرار بعدد الاستجابات البديله المتاحة والمناسبة للمثير والمخزنه في الذاكره ، بالاضافه الى تأثرها باجمالي الوقت المتاح لاتخاذ القرار ، فهناك بعض الانشطة التي تتيح للفرد فترات غير محدودة من الوقت لاتخاذ القرار بانتقاء الاستجابة الملائمة (الكولف) ، بينما هناك مهارات حركية اخرى مقيدة بوقت محدد (التنس) . والشكل الاتي يوضع العوامل التي يتوقف عليها طول زمن الاستجابة :                         


    المرحلة الثالثة : 

    Rosponse Programmingبرمجة الاستجابة  

       بمجرد ان يتم انتقاء الاستجابة المناسبة يبدأ الجهاز العصبي المركزي في تنفيذ هذه الاستجابه والتاكد من انها تتم كما يجب . حيث يقوم بترجمة الفكره المجرده للاستجابه الى مجموعه من الاوامر الحركية القابلة للتنفيذ ، ويعتقد بأن العمليات التي تحدث داخل هذه المرحلة شديدة التعقيد ،حيث تتطلب استدعاء برنامج ما للحركه من الذاكرة واعداده لبدأ التنفيذ كما تهيأ اجزاء الجهاز الحركي المختاره للقيام بتنفيذ هذا البرنامج وهناك ثلاث عمليات فرعية على الاقل تتم في هذه المرحلة :

    -تنظيم الحركة : تخطيط تسلسل وتوقيت الاوامر التي يتم ارسالها الى الوحدات الحركية المنتقاة .

    -البدء في الحركة : تنقل الاوامر الحركية المطلوبه الى العضلات .

    -مراقبة او توجيه الحركه : تعديل الاوامر الحركية في ضوء المعلومات الحسية الوارده والتي تشير أي تطور او تغيير في الحركه .

        وتعتمد سرعة ودقة تنفيذ الاستجابة على العديد من العوامل التي من ضمنها درجة تعقيد الحركة (عدد المفاصل والعضلات والوحدات الحركية المستخدمة بالاضافه الى التوافق فيما بينهما ) والقيود المفروضه على الحركة (الوقت) والمدى المسموح به للخطأ في الحركة .

    المكتبة الرياضية الشاملة على تيلجرام telegram

    برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : الادراك ومعالجة المعلومات

    التعليقات
    الحد الأدنى لطول التعليق هو 255 حرفا. التعليقات خاضعة للإشراف
    رسالة الموقع
    نعتذر عزيزي مجموعة الـ الزوار غير مسموح لها باستخادم خاصية التعليقات .
    فضلاً قم بالتسجيل لتتمكن من التعليق على المواضيع

    المقالات التي قد تهمك أيضا: