Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > بحوث ومقالات علمية > ماذا تعني سرعة الاستجابة وكيفية تطويرها في الالعاب الرياضية المختلفة ماذا تعني سرعة الاستجابة وكيفية تطويرها في الالعاب الرياضية المختلفة
|
ماذا تعني سرعة الاستجابة وكيفية تطويرها في الالعاب الرياضية المختلفةد. جبار رحيمة الكعبي – الخبير الفني للاتحاد القطري لالعاب القوى
مفهوم سرعة الاستجابة أو زمن الاستجابة سرعة الاستجابة تعني الفترة الزمنية لظهور الإشارة السمعية أو البصرية والاستجابة لها بالحركة وهي مجموع زمن رد الفعل وزمن تنفيذ الحركة (سرعة الانطلاق لتنفيذ الحركة) مثل بداية الانطلاق في المسافات القصيرة حيث تمثل سرعة رد الفعل (الفترة الزمنية من سماع صوت الطلقة حتى اللحظة التي ستبداء بها الحركة ) أما البدء بالحركة والانطلاق لتنفيذ الحركة فهي تمثل (زمن الحركة او سرعة الحركة ) وهذا ينطبق أيضا على ضربة الإرسال بالكرة الطائرة أو التهديف بكرة القدم أو كرة اليد ، فمثلا سرعة رد الفعل تبدأ من لحظة ضرب الكرة من قبل الخصم فتبدا عمليات التفسير ثم قيام اللاعب بالبدء بالحركة لتنفيذ الواجب الحركي المناسب وهذا يعطي نفس المفهوم لسرعة الادراك الحسي الحركي ، وعلية فأن سرعة أو زمن الاستجابة هي مجموع الزمنين ( زمن سرعة رد الفعل وزمن الحركة) . وفيما يلي نتناول مفهوم سرعة رد الفعل البسيط والمركب مع الامثلة وكيفية تطويرة . أ – مفهوم سرعة رد الفعل
يمكن تعريف سرعة رد الفعل بأنة الفترة الزمنية بين ظهور المثير (سمعي أو بصري) ولحظة الاستجابة له بالحركة ويعتقد البعض ان سرعة رد الفعل هي سرعة التحرك أو الانطلاق بأقصى سرعة وهذا المفهوم غير صحيح وذلك لان سرعة رد الفعل هي حالة فسيولوجية تكمن عملياتها داخل الجسم فقط وتبدأ مسار عملياتها من الدماغ إلى الجهاز العصبي ثم إلى الجهاز العضلي فبعد ظهور الإشارة أو المثير مثال ضربة اللاعب الخصم الإرسال بكرة الطائرة أو التهديف بكرة اليد أو ضربة الجزاء في كرة القدم فان سرعة رد الفعل تمر بالعمليات التالية:-
• استقبال المثير البصري وهي لحظة ضرب الكرة أو رميها من قبل الخصم حيث تم رؤيتها من قبل اللاعب أو حارس المرمى.
• تحليل وتفسير المثير داخل القشرة المخية أي تحليل ضربة أو رمية الخصم من حيث قوتها وسرعتها واتجاهها والحالات المتوقعة أثناء سيرها وهذا يستغرق أجزاء بالآلف من الثانية وبعد هذا التحليل والتفسير.
• اتخاذ القرار وإصدار الإشارات العصبية من المخ إلى العضلات عن طريق الأعصاب الحركية التي تتناسب مع قوة وسرعة واتجاه الكرة القادمة من الخصم ثم القيام بتنفيذ الواجب الحركي المناسب .
إن مجمل العمليات التي قام به اللاعب أو حارس المرمى خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة هي التي تمثل سرعة رد الفعل، أما القيام بالحركة والانطلاق لصد الكرة فليس لها علاقة بسرعة رد الفعل بل تمثل سرعة الحركة أو زمن الحركة او سرعة الانطلاق والتي تعتمد بشكل رئيسي على القوة الانفجارية للاعب للانطلاق على كرة الخصم او لصدها وعليه فان سرعة رد الفعل تعتمد بشكل مباشر على قدر الجهاز العصبي وأعضاء الاستقبال الحسي على استقبال المثير حتى بدء لحظة الاستجابة له بالحركة.
انواع سرعة رد الفعل هي:-
1 – سرعة رد الفعل البسيط
وهذا النوع من سرعة رد الفعل يستخدم في الألعاب التي يكون فيها نوع الإشارة أو المثير وتوقيت حدوثه واتجاه حركة اللاعب معروفة مسبقاً كما في بداية المسافات القصيرة والسباحة وهذا يعني ان اللاعب يعرف مسبقاً ان هناك صوت لطلقة المسدس واتجاه الركض أي ان هناك احتمال واحد للاستجابة للحركة هو الانطلاق للأمام ولهذا فهو لا يحتاج إلى تفسيرات وتحليلات كثيرة من قبل الدماغ وإصدار الأوامر لتنفيذ الواجب الحركي ولهذا سمي رد الفعل البسيط.
ومن الناحية التدريبية فان رد الفعل البسيط يمكن تطويره للاعبين للألعاب الفردية والفرقية على حد سواء على الرغم من ان هذا النوع من سرعة رد الفعل لا يستخدم كثيراً في الألعاب الفرقية والمنازلات الفردية.
يتخذ اللاعب وضعيات مختلفة للانطلاق مثلاً الجلوس، الانبطاح على البطن، الاستلقاء على الظهر، القرفصاء، الرقود الجانبي، الوقوف والظهر مواجهة لاتجاه الجري وعند سماع الصافرة من المدرب ينطلق اللاعب إلى الاتجاه المحدد له في التمرين وهذا يعني ان الصوت معروف من قبل المدرب وهي الصافرة والاتجاه معروف وهنا التركيز على صوت الصافرة واتخاذ القرار للانطلاق هو العامل الحاسم في سرعة رد الفعل.
• تطوير سرعة رد الفعل البسيط
يمكن تطوير سرعة رد الفعل البسيط من خلال تقنين الحمل التدريبي وفقا لما يلي: –
– الشدة = تمثل الانتباه والتركيز القصوي على لحظة صدور الصوت أو الإشارة أو رؤية الأداء الحركي للخصم لاختصار الفترة الزمنية للتفسير ثم تنفيذ الحركة بالشدة القصوى حتى يمكن تطوير سرعة رد الفعل وسرعة الحركة معا اي يكون التطوير يهدف اساسا الى تطوير الاثنان معا أي تخدم تطوير سرعة الاستجابة
– التكرار= (4) تكرارات لكل وضع أو لكل تمرين .
– المسافة أو الزمن للتمرين قصير جدا حوالي 3 ثواني أو حسب نوع التمرين
– الراحة= رجوع النبض إلى اقل من 110 ض/د . أو من ( 2-3 ) دقائق .
ويمكن قياس سرعة رد الفعل عن طريق أجهزة خاصة تقيس الفترة الزمنية من لحظة ظهور المثير أو الإشارة إلى لحظة بدء الحركة للاعب كما في بداية العاب القوى والسباحة حيث ان مسدس البدء هو الذي يشغل ساعة التوقيت ويوجد في مكعبات البداية أجهزة خاصة تبدأ بالعمل من لحظة انطلاق المسدس إلى لحظة دفع مكعبات البداية ويمكن لهذة الأجهزة قياس الفترة الزمنية من وقت صدور صوت طلقة المسدس حتى لحظة دفع مكعبات البداية وهي التي تمثل سرعة رد الفعل وهناك اجهزة عديدة لقياس سرعة رد الفعل .
2 – سرعة رد الفعل المعقد أو المركب
مفهوم سرعة رد الفعل المعقد أو المركب هو ان نوع المثير أو الإشارة سواء كانت الكرة أو حركة اللاعب غير معروفة مسبقاً من حيث سرعة الكرة أو اللاعب أو اتجاهه أو توقيت حدوث الحركة من قبل الخصم ، فمثلاً الضربة الحرة المباشرة بكرة القدم فان حارس المرمى لا يعرف مسبقاً اتجاه الكرة نحو اليمين أو اليسار ولا يعرف سرعتها أو اتجاهها عالية واطئة وهل الكرة خلال مسارها ستصطدم باللاعبين أم لا وعليه فان هناك عدة احتمالات لمسار الكرة واللاعب الخصم أثناء ضرب الكرة وكذلك الحالة بالنسبة للهجوم بالملاكمة والتاكواندو والمبارزة والتهديف بكرة اليد وغيرها من الحالات وعليه يجب على اللاعب أو حارس المرمى اختيار الأسلوب الأمثل للرد على اللاعب الخصم أو كرة الخصم بما ينسجم مع تلك الاحتمالات الكثيرة ، ولهذا فان رد الفعل المعقد هو الأصعب والأكثر تعقيداً وفي كثير من الأحيان يكون العامل الحاسم في الكثير من مواقف اللعب في الألعاب الرياضية وخاصة في الألعاب التي يتقابل بها الخصوم.
وانطلاقاً من أهمية سرعة رد الفعل المعقد ذو الاحتمالات الكثيرة لذا يجب ان يخصص له حصة مناسبة من الحجم التدريبي تنسجم مع احتياجات اللاعبين ومدى تعرضهم لمثل تلك الاحتمالات أثناء المباريات أو المنازلات الفردية لان تدريبات سرعة رد الفعل المركب تعمل على تقصير الفترة الزمنية لاستقبال المثير وتفسيره وتحليله واتخاذ القرار المناسب لتنفيذ الواجب الحركي ضد تحركات الخصم أو كراته.
ويلعب التوقع الحركي دوراً فاعلاً في اختيار الأسلوب الأمثل للرد على تحركات الخصم في الألعاب الفرقية والمنازلات الفردية فمثلاً ان بعض من حراس المرمى يركز على حركة رجل اللاعب المنفذ لضربة الجزاء قبل تنفيذ الضربة بلحظات ولا ينتظر لحظة ضرب الكرة وينطلق على الكرة لصدها بناء على خبرته في توقع اتجاه الكرة وارتفاعها وسرعتها من خلال دراسة وتحليل سرعة اللاعب المنفذ واتجاه جسمه وقدمه قبل لحظة ضرب الكرة وهذا ينطبق أيضاً على المواقف المختلفة في كرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد حيث يلعب التوقع الحركي للاعب أهمية كبيرة في الدفاع عن منطقتة ، كما يلعب التوقع الحركي دوراً كبيراً في المنازلات الفردية كالملاكمة والمبارزة والمصارعة والتايكواندو حيث يستطيع اللاعب التخلص من ضربات الخصم من خلال توقعه بحدوث هجوم عليه والتوقع الحركي يتأسس على مدى خبرة اللاعب وطول الفترة التدريبية وقدرة الجهاز العصبي والجهاز العضلي على تحليل وتفسير واتخاذ القرار لخداع الخصم أو التخلص منه.
وعليه فان اللاعب وخاصة في الألعاب الفرقية والمنازلات الفردية بحاجة إلى تنفيذ استجابات سريعة كرد فعل للمتغيرات والمواقف المختلفة التي تحدث في اللعب كتحركات الخصم والزميل والتغيرات المفاجئة لسرعة واتجاه الكرة. ولهذا فان رد الفعل ما هو إلا استجابة لاختبار رد فعل مناسب للمواقف المختلفة التي تحدث في والتي تعرف برد فعل الاختبار.
ان زمن رد الفعل المعقد يعتمد على عدة عوامل هامة هي:-
1- قدرة وكفاءة الجهاز العصبي والعضلي للاعب وتناسق العمل بينهما.
2- درجة التركيز على المثير سواء كان سمعي مثل طلقة المسدس أو بصري كما في المباريات.
3- القدرة على الإدراك والتفسير والتحليل واتخاذ القرار المناسب.
4- الخبرة المكتسبة من سنوات التدريب السابقة.
5- العمر.
6- الجنس.
• تطوير سرعة رد الفعل المعقد
يمكن تطوير سرعة رد الفعل المعقد من خلال تنفيذ التمارين التي تحسن من مستوى سرعة التفكير والتحليل واتخاذ القرار كأداء تمارين من وضعيات مختلفة كالوقوف والجلوس والانبطاح على البطن والاستلقاء على الظهر وربطها مع الحركات التي قد تحدث أثناء اللعب ومن هذه التمارين:-
– ضرب الكرة على حائط متعرج ومحاولة السيطرة عليها .
– ضرب الكرة على أرض متعرجة ومحاولة السيطرة على الكرة .
– يقف اللاعب وظهرة مواجهة للمدرب وعند سماع إشارة المدرب يدور اللاعب ويتوجه نحو الكرة التي يرسلها المدرب والتي قد تكون عالية أو واطئة ، يميناً أو يساراً .
– يجلس اللاعبين وظهورهم مواجهة للمدرب وعند سماع إشارة المدرب يدور اللاعبين وينطلقوا إلى الأمام ثم يقوم المدرب بإعطاء الإشارة لتغير اتجاه اللاعبين وقد تكون الإشارة نحو اليمين أو اليسار أو الرجوع للخلف .
– استخدام الكرات التي ترتد باتجاهات مختلفة وغير معروفة بسبب ان مركز ثقل الكرة خارج مركزها فترتد بطريقة غير معروفة .
– استخدام تدريبات على لوحة الكترونية فيها عدة مصابيح باتجاهات مختلفة عندما يضي المصباح يعمل على لمس المصباح المضي باليد أو بالرجل ثم حساب عدد المصابيح التي تم لمسها بالوقت المناسب في الدقيقة الواحدة أو حسب برمجة الجهاز وكلما كان عدد اللمس اعلى كلما دل ذلك على سرعة الاستجابة وعمل اختبارات تتبعية شهرية حتى يمكن معرفة مستوى التطور بزمن الاستجابة .
– وهناك العديد من التدريبات بالملعب او على الاجهزة الالكترونية لاتسع المقالة لذكرها جميعها …
• تقنين الحمل التدريبي
ان تدريبات سرعة الاستجابة ( اي سرعة رد الفعل وسرعة الحركة ) لايمكن تأديتها بالسرعة البطيئة لانها سوف لن تؤدي الهدف المطلوب منها لان لابد ان يكون الادراك الحسي الحركي عالي جدا اي يجب ان تكون التفسيرات قصيرة جدا وبحركة سريعة جدا لتنفيذ الواجب الحركي حتى نحقق الهدف الذي نريد تنفيذة ، وعلية فان تقنين الحمل التدريبي ( الشدة – الحجم او المدة للتمرين – الراحة والكثافة ) يجب ان تنفذ التدريبات بالشدة القصوى ولفترة قصيرة وبراحة مناسبة وهذا يشمل جميع الفترات التدريبية والتي نعني بها فترة الاعداد العام والخاص والمنافسات … ولكن ممكن استخدام الاستجابات البطيئة وبتنفيذ بطئ في حالة تعليم تدريب جديد او لشرح مهارة او خطة تدريبية تتطلب سرعة استجابة عالية جدا وفي هذة الحالة يمكن ان نؤدي التدريب ببطئ للتعلم فقط ولكن للتطوير يجب ان تكون كل التدريبات بالشدة القصوى وبراحة رجوع النبض الى 120 ضربة بالدقيقة وبين المجموعات الى 110 ضربة بالدقيقة وبفترة زمنية قصيرة طبقا لنوع وهدف التدريب وهكذا يجب ان نطور سرعة الاستجابة او سرعة الادراك الحسي الحركي … مع تحياتي د. جبار رحيمة الكعبي – الخبير الفني للاتحاد القطري لالعاب القوى .
العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية - www.sport.ta4a.us |