ترجمة الاستاذ المساعد الدكتور
اثير محمد صبري
عضو الاكاديمية الرياضية العراقية
اعداد: ماركو بادورا
نتائج رمي الرمح للرجال :
هناك بعض التشابه بين ظروف سباقات رمي الرمح للرجال لدى مقارنتنا لها في بطولة العالم الأخيرة في برلين عام 2009م , وبطولة رمي الرمح في الدورة الأولمبية في بكين عام 2008م . لقد وجدنا بأن ثلاثة متسابقين فقط من أصل 47 متسابق شاركوا في مجموعتين في الدور التمهيدي للمسابقة , إستطاعوا تحقيق الرقم التأهيلي المطلوب للسباق النهائي وهو 82م , بينما إستطاع 4 متسابقين فقط تحقيق الرقم التأهيلي من أصل 38 متسابق شاركوا بالدورة الأولمبية في بكين عام 2008م . إستطاع اللتواني (فاسليفسكيز Vasilevskis ) أن يحقق أفضل إنجاز بين المشاركين في الدور التمهيدي للسباق , ولم يستطيع تحقيق أية ميدالية في السباق النهائي بعد يومين في برلين . أما النرويجي بطل العالم ( ثوركيلدسين Thorkildsen ) لقد واجه صعوبات في الدور التمهيدي للبطولة وأسعفه الحظ للتأهل للسباق النهائي . كذلك إستطاع جميع الرماة الفنلنديين الأربعة والرماة اللاتفيين الثلاثة من الوصول إلى الدور النهائي للبطولة . كما نلاحظ بان 5 رماة من أصل 6 شاركوا بالنهائي في رمي الرمح للرجال ينتمون إلى بلدان عريقة ولها ماضي معروف وأبطال كثيرين في فعالية رمي الرمح بإستثناء اليابان .
لقد تميز الدور النهائي لبطولة رمي الرمح للرجال بالإنجاز العالي للمتسابقين منهم الفائز الأول النرويجي ثوركيلدسين , والكوبي مارتينيز الذي حل ثانياً علماً بأنه سجل أفضل مسافة في الموسم وكانت مسافته ببرلين دون أفضل أرقامه بمسافة 76سم فقط . والياباني موراكامي الذي حل ثالثاً ببرلين وسجل مسافة دون أفضل رقم شخصي له بمسافة 13سم فقط , وبذلك إستطاع الفائزين بالميداليات الثلاثة تأكيد أرقامهم التي سجلوها في الدور التمهيدي للبطولة .
الجدول رقم (1) التحليل الكينماتيكي لبيانات سباق رمي الرمح للرجال :
وشمل جدول التحليل على القياسلت الكينماتيكية للمتغيرات الخاصة برمي الرمح التالية :
• أفضل مسافة مسجلة للرامي خلال موسم 2009 قبل البطولة .
• أفضل مسافة مسجلة في البطولة بإستثناء الأول الذي حللت ثاني أفضل محاولة له وهي 88,95م , بينما كانت أفضل محاولة 89,59م .
• متغير سرعة إنطلاق الرمح ( م/ث ) .
• متغير زاوية إنطلاق الرمح ( درجة ) .
• متغير زاوية ميلان الرمح أثناء طيرانه ( درجة ) .
• متغير زاوية هبوط الرمح على الأرض ( درجة ) .
• متغير طول خطوة التقاطع ماقبل الأخيرة ( م ) .
• متغير طول خطوة الرمي الأخيرة ( م ) .
• متغير بعد الرامي عن خط الرمي ( م ) .
• متغير زمن خطوة التقاطع ما قبل الأخيرة ( م/ث ) .
• متغير زمن خطوة الرمي الأخيرة ( م/ث ) .
• متغير زمن الإنطلاق ( م/ث ) .
وبالرغم من تمكن الفائزين الثلاثة الأوائل بالبطولة من تسجيل أفضل إنجازاتهم , لقد خابت آمال بقية المشاركين في السباق النهائي لعدم تمكنهم من تحقيق الأفضل . ولدى المقارنة فأن متوسط مسافات الرماة الفنلنديين كان حوالي 6 أمتار دون أفضل مسافاتهم بالموسم . لم يستطع اللتواني كوفاليس تحقيق الزيادة التي حققها في دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008 . أما الألماني فرانك كان الأقرب للحصول على إحدى الميداليات الثلاثة , ولكنه إرتكب عدة أخطاء فنية أبعدته عن تحقيق ذلك علماً بأنه سجل أعلى قيم بسرعته أثناء الإقتراب قبل الرمي . ولذلك كانت نتائج جيدة للفائزين الثلاثة , كما تأكد أكثر من مرة بأنه يجب أن نسجل مسافة تزيد عن 83م في بطولات العالم للرجال لأجل تحقيق واحدة من ميداليات البطولة .
بالنسبة لمتغير قيم سرعة الإنطلاق لم نحصل على فروقات ملموسة بين تسجيلات أصحاب الميداليات وبقية المتسابقين في نهائي البطولة ( أنظر الجدول رقم 1 ) , وهذه النتائج هي عكس ما جاءت به نتائج تحليلات سباق رمي الرمح للنساء . أما بالنسبة لزاوية الإنطلاق لقد أظهرت النتائج زيادة في هذه الزاوية لدى أصحاب الميدليات الذهبية والفضية كثيراً عن بقية المتسابقين , كما وأظهرت النتائج فروقاً أصغر بين زاويتي إنطلاق الرمح وطيرانه أو ميلانه لدى الطيران ( متوسط الفرق بين الزاويتين = 2,2 درجة ) . لذا تظهر لنا هذه النتائج وبوضوح بأن قابلية الرامي على تغيير زاوية الإنطلاق أثناء الرمي تعد من العوامل المقررة والمهمة للحصول على أفضل مسافة رمي ثم الفوز بإحدى الميداليات . لقد تمكن اللتواني كوفاليس من إطلاق الرمح في أول محاولاته بزاوية 29,9 درجة , والفنلندي روسكانن بزاوية 28,3 درجة , ولم يتمكن الإثنان من زيادةهذه الزاوية أكثر بالسباق النهائي . هذا وأنهم سجلوا أفضل مسافات رمي لديهم بإستخدام زوايا للإنطلاق أكبر , بينما في السباق النهائي كانت زوايا ألإنطلاق صغيرة كما يظهر بالجدول رقم (1) .
لقد قام النرويجي بطل العالم ثوركيلدسين بإطلاق الرمح بزاوية (42 درجة) في اول محاوله له أي بزاوية عالية جداً لذا فأن الرمح هبط سريعاً على الأرض وكانت مسافة قليلة نوعما ( 77,80م ) , وعلى العكس تماماً من اللتواني كوفاليس والفنلندي روسكانن . ولكنه إستطاع في محاولاته الثانية والثالثة من تغيير زاوية الإنطلاق أي تقليلها أكثر كما تظهر لنا الصور المرفقة بالشكل ( 1 ) . كذلك إستطاع وبإقتدار أن يغير ليس زاوية الإنطلاق ولكن زاوية طيران أو ميلان الرمح لدى طيرانه أيضاً . كما أننا لم نشاهد إختلافات بين زوايا الإنطلاق وزوايا الميلان أثناء الطيران في محاولاته الثلاثة الأولى , بينما حصل إختلاف في محاولته الرابعة بمقدار ( 4,2 درجة ) .
إضافة لما تقدم وجدنا بعض الفروقات في توقيت الخطوات الأخيرة قبل الرمي بين أصحاب الميداليات وبقية المشاركين بالسباق النهائي . منها الزيادة في طول خطوة التقاطع ماقبل الأخيرة بخطوة الرمي الأخيرة , بينما سجل الآخرين فروقات صغيرة بين طول هاتين الخطوتين (1:1) وهذا يعني بأن الخطوتان متساويتان طولاً لديهم . ويمكن ملاحظة ذلك جيداً من الجدول رقم (1) لدى كل من اللتواني كوفاليس , والفنلندي روسكانن , والألماني فرانك .
الشكل رقم (1) صور النرويجي ثوركيلدسين أثناء محاولته الأولى والثانية !
نتائج رمي الرمح للنساء :
لقد أظهرت الروسية أبكوموفا مستوى عالي أثناء الدور التمهيدي للبطولة في مسابقة رمي الرمح للنساء في بطولة العالم في برلين 2009 حيث سجلت مسافة 68,92م في أول محاولة لها مما أظهرت مستوى إنجازي لا يمكن الإستهانة به . أما الألمانيتان المرشحتان قبل البطولة لنيل الميداليات , لم يسجلا مسافة التأهل بالدور التمهيدي وهي ( 62م ) أي أنهما لم يظهرا بمستوى عالي بالتصفيات . أما بالسباق النهائي فقد سجلت الألمانية نيريوس ( S. Nerius ) مسافة 67,30م في محاولتها الأولى بالسباق ( وهي أفضل ثاني مسافة رمي لها في حياتها ) وإحتلت المركز الأول بالبطولة . وبهذه المحاولة الأولى والقوية إستطاعت أن تصدم المتسابقات جميعهن بالسباق النهائي . أما الروسية أبكوموفا لقد إستطاعت أن تظهر أفضل مستوى لها في محاولتها الأخيرة بالسباق . لقد أظهرت الروسية أبكوموفا والجيكية سبوتاكوفا محاولات جيدة لو إستخدمت بشكل أفضل لأستطعن تخطي الألمانية وذلك في محاولات رمي بعيدة عن قوس الرمي بمسافة 1-2م تقريباً . النتائج التي وردت بالجدول رقم (2) تظهر لنا مدى تقارب مسافات الرمي بين المتسابقات الثلاثة اللواتي حققن الميداليات بالبطولة . إستطاعت الألمانية نيريوس الفوز بأول ميدالية لها في بطولات العالم والدورات الأولمبية رغم مسيرتها الطويلة في رمي الرمح للنساء والتي حققت فيها ميداليات متعددة ولكن فضية وبرونزية فقط . هذا لم تستطع الجيكية سبوتاكوفا صاحبة الرقم القياسي العالمي برمي الرمح سوى تحقيق المركز الثاني بالبطولة هذه علماً بأنها حققت الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008 , وإحتلت الألمانية القوية الأخرى أوبركفول (C. Obergfoel) المركز الخامس بعيداً عن أفضل إنجازاتها بالموسم بحوالي 4 أمتار .
لقد حسنت الرومانية ستويان ( M. Stoian ) إنجازها الشخصي بالبطولة حيث سجلت مسافة 64,51م مساوية بذلك رقم الألمانية في محاولتها الأولى , وإحتلت المركز الرابع في البطولة . أما الألمانية الثالثة بالبطولة شتهال ( L. Stahl ) لقد أظهرت مستوى إنجازي ثابت تقريباً في الدورين التمهيدي والنهائي للبطولة . كما أنها كانت قد تأهلت لنهائي سباق رمي الرمح للنساء في بطولة العالم السابقة في أوساكا عام 2007 .
لقد شاركت أفضل بطلات العالم برمي الرمح للنساء في السنوات الأخيرة في بطولة العالم الأخيرة في برلين بإستثناء الألمانية أوبركفول . وكذلك الروسية أباكوموفا بالمقارنة بالتصفيات , والجيكية سبوتاكوفا بالمقارنة بالرقم القياسي الذي سجلته قبل عام من البطولة , والتي جابهت مشاكل تكنيكية في نهائي البطولة .
وكما توقعنا بأن أفضل المتسابقات بالعالم برمي الرمح إستطعن تحقيق أعلى سرعة إنطلاق في محاولاتهن بالسباق . بالإضافة إلى صاحبات الميداليات الثلاثة إستطاعت كل من الألمانية أوبركفول والكوبية مينينديز ( صاحبة الرقم القياسي العالمي السابق وبطلة العالم عام 2005 ) أن يظهرن سرعة إنطلاق عالية بالمحاولات . وبإستثناء كل من الجيكية سبوتاكوفا والروسية أباكوموفا , إستطاعت جميع المتسابقات أن يحققن زوايا إنطلاق متقاربة جداً ( 33,2 – 33,9 درجة ) أنظر الجدول رقم (2) .
الجدول رقم (2) التحليل الكينماتيكي لبيانات سباق رمي الرمح للنساء :
لقد جابهت البطلة الجيكية سبوتاكوفا وبشكل واضح جداً صعوبات يالحصول على زاوية إنطلاق مثالية في محاولاتها . لقد أطلقت الرمح بمحاولتها الثالثة بزاوية 38,8 درجة وهي زاوية كبيرة بالمقارنة بزاوية الإنطلاق التي سجلتها في محاولة تسجيل الرقم القياسي العالمي قبل عام حيث كانت 34,5 درجة فقط . وفي السباق النهائي للبطولة ببرلين لقد إستمرت بزيادة زاوية الإنطلاق من 35,6 درجة في المحاولة الأولى إلى 38,8 درجة في محاولتها الثالثة الأفضل بالسباق إلى 43,6 درجة في محاولتها الأخيرة التي لم تسجل بها سوى ( 59,74م ) . وبالمقارنة مع مسافة رميها التي سجلت بها الرقم العالمي ( 72,28م ) قبل عام , لقد سجلت قيم فرق كبيرة بين زوايا إنطلاق الرمح وزوايا طيرانه بعد الرمي ( حوالي 6 درجات , لاحظ الجدول 2 وصور الشكل رقم 2 أيضاً ) .
أما الروسية أباكوموفا فلم تستطع أداء محاولاتها بنفس الهدوء في السباق النهائي وكما كانت بالدور التمهيدي للبطولة والذي سجلت خلاله مسافة ( 68,92م ) , لقد تأثرت كثيراً من الناحية النفسية بمحاول الألمانية نيريوس الأولى التي كانت هي الأبعد بالبطولة ( 67,30م ) مما سببت لها ولجميع المتسابقات الأخريات ضغطاً نفسياً كبيراً . وبالرغم من تسجيلها سرعة إنطلاق عالية في السباق النهائي وفي محاولتها السادسة , إلا أنها لم تستطع تسجيل سوى مسافة ( 66,06م ) وكانت زاوية إنطلاق الرمح فيها صغيرة نوعما , والفرق بين زوايا الإنطلاق وزوايا الطيران كبيرة أي الضعف تقريباً , وزاوية هبوط الرمح على سطح الأرض كبيرة نوعما أيضاً .
ومن هذه التحليلات الكينماتيكية لم نجد فروقاً معنوية بين الفائزات بالميداليات الثلاثة وبقية المتسابقات بالنهائي في طول وزمن خطوة التقاطع . أما بالنسبة لخطوة الرمي الأخيرة فقد كانت أقصر طولاً وأقل زمنا لدى صاحبات الميداليات الثلاثة الأولى مقارنة ببقية المتسابقات الأخريات . أما بالنسبة للعلاقة بين طول خطوة التقاطع وخطوة الرمي الأخيرة فقد وجدنا بعض الفروقات الفردية لدى المتسابقات جميعهن . وهذه العلاقة كانت طبيعية لدى الألمانية نيريوس , والروسية أباكوموفا, والألمانية شتهال , واليونانية ليكا , وكانت طول الخطوة الأخيرة أطول من خطوة التقاطع ماقبل الأخيرة لدى الجيكية سبوتاكوفا , والألمانية أوبركفول , والرومانية ستويان , والكوبية مينينديز ( لاحظ هذه البيانات في الجدول رقم 2 ) .
الشكل رقم (2) صورمقارنة للجيكية سبوتاكوفا في بطولات العالم :