Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > المناهج وطرق التدريس > التعليم العالي ومتطلبات العصر


التعليم العالي ومتطلبات العصر


23 سبتمبر 2013. الكاتب : Tamer El-Dawoody

التعليم العالي ومتطلبات العصر

 

دراسة

الاستاذ الدكتور :محمود داود الربيعي –جامعة بابل –كلية التربية الرياضية

ان التغيرات السريعة والمتلاحقه في مختلف الميادين التعليميه والتكنولوجيه هي من مميزات هذا العصر والتي لايكفي ان نشجع على تحريكها او التوجيه بالتكيف معها ، بل علينا ان نختار بديلاً لها ونسيرها في الاتجاهات التي تؤثر بشكل مباشر على السياسه التعليمية في بلدنا.

ان التعليم العالي كاي نشاط انساني هادف يؤدي الى تحقيق اهداف معينه حتى في الحالات التي يغيب تصور واضح ومحدد لها وذلك انطلاقاً من كون التعليم وظيفة اجتماعية لاتنشا من فراغ ، بل في اطار مجتمعي مميز حيث تعمل جنباً الى جنب مع المؤسسات المجتمعيه الاخرى وكلها تتحرك حركه دنياميكية باتجاه خدمة النظام الاجتماعي وتنمية المجتمع ككل .

وبما ان غاية التعليم العالي هي اعداد الافراد للحياة في مجتمع معين ثم تنميته لاقصى درجة ممكنه ، لهذا اصبحت الجامعات قوه تستند الى مستويات واصول ونظريات ، وفلسفة وسياسات هادفة ، تعد حجر الزاويه في العملية التعليمية وهي المصدر والطريق الذي ينبغي سلوكه حتى تحقيق القوة للمجتمع .

وهذا يعني ان الجامعات ينبغي ان تكون على وعي تام بمعنى المواطنه القادره على تحمل مسؤولية البناء والتحدي ، كما ينبغي ان يقوم عملها على مفاهيم واضحه لطريقة تكوين هذه المواطنه والخبرات الكفيلة بتحقيق المجتمع في التقدم ومسايرة العصر وصنع حياة جديدة قوامها العلم والتكنولوجيا .

ولقد اصبح من الضروري ان تواكب الجامعات متطلبات العصر الحالي والمتوقع حدوثها مستقبلاً بالتركيز على المعلومات المقدمه للطلبة وايضاً على الطرائق والاساليب التي يعتمدها الطالب في الحصول على المعلومات ومن مصادر مختلفة ، ولهذا من الضروري اعادة النظر بالمناهج والمقررات الدراسية وتوفير الامكانات للطالب للحصول على المعلومة من خلالها ضمانه لعملية التعليم ولتغيير اساليبه المنتشرة في بعض كلياتنا التي تعتمد على التلقين والحفظ واستبدالها بطرائق واساليب حديثة ضماناً لتنمية قدرات التفكير والابداع عند التدريسيين والطلبة والاستفاده من عصر المعلومات والتقنيات الحديثه التي نعيشها .

ولما كان عضو هيئة التدريس يشارك بقسط واف في عملية تطبيق هذه الطرائق والاساليب فلابد من تحديثها وبما يتناسب مع اهمية الدور الموكل اليه ، وتطوير هياكل ونظم ومنهجيات الاعداد لعضو هيئة التدريس وذلك لمسايرة التغير الدائم والسريع وتقييم ادائه بواسطة معايير دقيقة تشدد على تحقيق انجازات اساسها الكفايه والفاعليه ، مما سيكون له الدور الفاعل في تهيئه المناخ المناسب لانجاح اعماله والوصول به الى ما نبتغيه من مستوى بناء ونافع .

ان التدريسيين العراقيين في حاجه ماسه الى مدهم بكل جديد ومفيد ، لان الانفجارات العلمية المتلاحقه التي يشهدها عالمنا المعاصر تطرح تحدياتإمامهم للاندماج بها , لذا بات من الضروري ترسيخ التعاون والتواصل والتبادل الفكري والجامعي والعلمي والثقافي بين الجامعات العراقية والعربية وكذلك العالمية بشكل يتناسب مع متطلب المرحلة الحالية وذلك باعادة العراق الى سابق عهده في جذب النتاجات العلمية وجعلة مركزيا علميا وثقافيا ومنبعا للتطوير وملاذا خصبا وعامل جذب لايقاوم لجميع ابناء الوطن العربي , وانطلاقا من هذا المفهوم لابد من التفاعل الحقيقي بين العراق وكل المثقفين والباحثين العرب الذين يتميزون باستعدادهم الفكري والثقافي والعلمي , ليكونوا اداة اساسية للتوصل الى تطوير جامعتنا وتحسين اداء طلبتها واساتذتها وبالتالي تثمين هذا التعاون ودفعه في اكثر من اتجاه ايجابي لخير الشعب العراقي ، عن طريق وسائل غير تقليدية ولا ان نغرق في متاهات الجدل بل علينا الاسراع بما ياتي :-

1-تامين المزيد من اجواء الاستقرار والثقة لاساتذة الجامعات وتبسيط وتسهيل مهامهم الادارية والقانونية والعلمية .

2-فتح الاختصاصات الضرورية وتوفير المختبرات حرصاً على الالتزام بالمستويات العلمية والتطبيقية المنشورة وحسب كل جامعه .

3-ابتداع اساليب وصيغ جديده لتوظيف رؤوس الاموال واستثمارها في الجامعات مما يعود بالنفع على الجميع .

4-اتاحة المجال امام طلبتنا بالمزيد من الابداع والمشاركه الفاعله في رفع مستوى الانتاج .

5-قطع الطريق على هجرة الخريجين والاساتذة وما يولده من تفريغ للبلد من طاقاتهم الحيوية الواعده.

6-شحذ الهمم نحو انجاز المهمات وتقويمها باتجاه اعتمادها مؤشراً صحيحاً وموضوعياً وهنا لابد من التفاعل الحقيقي بين العراق واشقائه العرب .

7-المستوى العلمي ومشاكل الجامعات وقضايا المناهج والبطالة للخريجين بحاجه الى دراسه علمية وتفكير سليم لوضع الحلول المناسبة لها والضغط على المسؤولين لايلائها اهمية مناسبة .

لهذا نجد بان هناك حاجه ملحه لتحليل عمل الجامعات العراقية واعادة تقويم اهدافها من اجل استيعاب متطلبات هذا العصر وما يتضمنه من قضايا ومشكلات مترابطة نتيجة ثورة المعلومات والتقدم العلمي والتكنولوجي والتغيير السريع وما نجم عن ذلك من تطورات متلاحقه وتراكم المعرفة وتزايدها بصفه مستمره وبخاصة التنوع الكبير للمعرفة البشرية .

ونأمل ان يكون هذا محققاً لبعض ما نرجو ، واملاً في الوقوف امام ذلك التطور المتسارع في هذا العالم المتغير ومحاولة اللحاق بابداعات العقل الانساني ومواكبة كل ما هو جديد ومفيد .


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us