Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > المناهج وطرق التدريس > التطبيق الميداني في المدارس التطبيق الميداني في المدارس
|
التطبيق في المدارس
بقلم الدكتور أياد صالح سلمان
إن استثمار فترة التطبيق واعتبارها فرصة عظيمة تتجلى في الدخول في مرحلة جديدة تتبلور فيها شخصية المدرس وإحساسه بقيمة التدريس ووقوفه لأول مرة أمام مجموعة من الطلاب في مرحلة عمرية هي مرحلة المراهقة ، وهذه التجربة الفريدة التي يخوضها المدرس المطبق هي فرصة عظيمة إذ تبرز هنا الكفايات التدريسية والإبداع الفني في التدريس وتبرز فيها الطاقات التي قد لا تبرز بوضوح في الدروس العملية في المرحلة الجامعية . الفرق بين التطبيق في الكلية والتطبيق في المدارس إنَّ وقوف الطالب كمدرس أمام زملائه في الصف الواحد تتداخل فيها طبيعة العلاقة بينه وبين الطلاب إذ إن الطالب الذي يتسم بكثرة المزاح مع زملائه لا يمكن أن يكون حازما ً وجادا ً في الدرس وحتى لو استطاع و تظاهر بذلك فإن زملائه قادرين وبكل سهوله في التأثير السلبي عليه وحتى يكونون قادرين على إضحاكه ، وقد يتغاضى الدكتور التدريسي في الكلية عنه فإن هذا التأثير يكون واضحا ً خصوصا ً إنه يمر في مرحلة جديدة . بينما لا تبرز هذه الصعوبة في التدريس في المدارس ، إذ ينفرد المدرس المطبق في مهمته الأولى من نوعها فهي تجربة فريدة بالنسبة له ، ومن الممكن أن يجعلها فترة ممتعة وتجربة لا تكرر فهي اختبار لقدراته واختبار لتحقيق أهدافه السلوكية فهو الآن في تجربة تؤهله للدخول في مهنة التدريس التي تعد من المهن النبيلة . أهمية اللقاء الأول أن أول لقاء بين أي شخصين تتحدد فيه معالم شخصية المتحدث ، بل أن هيئة الشخص المتحدث وانتقاءه للكلمات اللائقة والمهذبة تعكس شخصيته وتطرقه الى مواضيع مهمة تخص مجال عمله تبرز فيها ثقافته واتزانه ، بل أن البعض له فراسة تكشف شخصية المقابل من خلال نظراته وطريقة كلامه . إنّ من المهم العناية الفائقة في اللقاء الأول سواء ً كان مع مدير المدرسة أو مع المدرسين ، والأهم من ذلك اللقاء الأول مع الطلبة في مرحلة التطبيق في المدارس ، إذ إنَّ من المهم أن يعكس المدرس طبيعة العلاقة التي ستكون بينه وبين الطلاب وكلنا يتذكر العبارة المشهورة التي تنص على إن ( الرياضة حب وطاعة واحترام ) ، فالعلاقة ينبغي أن تكون مبنية على أساس المحبة وهي متوافرة في درس التربية الرياضية فمدرس التربية الرياضية هو محبوب من الجميع وينبغي أن يستثمر المدرس هذا المبدأ في غرس مبادئ التربية من خلال الرياضة ، فالتربية هو الهدف الأسمى ومن خلال الرياضة وحب الناس لها نغرس مبادئ التربية وهي تكون أكثر تأثيرا ً إذا استطاع المدرس أن يُقرنْ هذه المحبة بالطاعة والاحترام ، فتكون العلاقة بينه وبين الطلاب تغمرها المحبة وطاعة أوامر المدرس مع الاحترام المتبادل وهنا يستطيع المدرس المطبق أن يثبت أسمى معاني التربية إذا استثمر المواقف السلوكية بالشكل الصحيح . إنَّ أي مشكلة قد تزعج المدرس المطبق وهي بنفس الوقت إذا حدثت مع المدرس التربوي الفعّال فهو قادر على استثمار هذه المشكلة وحلها بطريقة يستفيد منها الجميع وهو قادر على أن يربي من خلال هذه المشكلة باقي الطلبة بطريقة غير مباشرة من خلال استخدام الحكمة التي أودعها الله جلَّ جلاله في قلوب التربويين المخلصين وهي مهمة سامية ، والحكمة تؤتى من الله عز وجل فهو ( يُؤتي الحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ ومَنْ يُؤتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أوتِيَ خَيْرَا ً كَثيرَا ً وما يَذَّكَّرُ إلا أًولو الألباب) سورة البقرة : الآية 269.وينبغي على المدرس ان يستثمر الحكمة في حل المشاكل خصوصا ً إذا ما علمنا أن قلوب الطلبة مفتوحة للمدرس والطاعة والمحبة والاحترام هي التي تسود في العلاقة بينه وبين الطلاب. وأخيرا ً لابد أن نذكر في هذا المجال أن المدرس المطبق هو سفير الكلية إلى المدارس فهو يعكس صورة طلاب كلية التربية الرياضية ، وهنا تكمن خطورة وأهمية مرحلة التطبيق ، فإذا كان المدرس المطبق ذو شخصية علمية مثقفة ومتزنة يمتلك الحدة في مواقف ، والمرونة في مواقف أخرى ، وقادر على ضبط نفسه في المواقف السلوكية المختلفة فهو ناجح في عمله وحياته وعكس صورة طيبة عن نفسه أولا ًوعن الكلية التي درس فيها وعن مستوى الطلاب في هذه الكلية ، إما إذا كان ذو شخصية هشة غير قادر على ضبط الدرس ، ليس له علاقات طيبة مع المدير والمدرسين لا يستثمر المواقف السلوكية بالشكل الصحيح ولا يستثمر حب الطلاب لهذا الدرس وغير قادر على التأثير فيهم فهو يعكس الصورة السيئة للكلية ولزملائه إذ إن سمعة الكلية وسمعة طلابها مرهونة بسلوك المدرس المطبق ، فنرجو من أبناءنا الطلبة الأعزاء مدرسو المستقبل رجال الغد أن يكونوا على قدر المسؤولية وهم أهل لها . العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية - www.sport.ta4a.us |