Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > المناهج وطرق التدريس > التربية البدنية في العصر المسيحي الأول و الإقطاعي و نظام الفروسية


التربية البدنية في العصر المسيحي الأول و الإقطاعي و نظام الفروسية


أمس, 12:57. الكاتب : Tamer El-Dawoody

محاضرات تاريخ التربية البدنية

التربية البدنية في العصر المسيحي الأول و الإقطاعي و نظام الفروسية


عندما ولد المسيح كانت الإمبراطورية الرومانية قد بلغت أوج عظمتها العسكرية و السياسية و مع ذلك كانت عوامل التفكك قد بدأت تؤثر فيها نتيجة الخلافات الداخلية و ابتعاد الرومان عن الصفات و العادات و التقاليد و الضوابط الخلقية التي امتازوا بها في عصرهم الأول نتيجة للتطورات التي حدثت في المجتمع الجديد، إن هذه الظروف و العوامل التي أخذت تضعف الإمبراطورية الرومانية كانت بنفس الوقت عوامل مساعدة في نجاح الدعوة المسيحية التي كانت تدعو إلى الإيمان باله واحد و العطف على الغير و الخوف من حساب الآخرة.



كان لهذه الدعوة نتائجها الايجابية في إيجاد مجتمع مؤمن بدين واحد لا يفرق بين الأفراد لاختلاف مكانتهم الاجتماعية مما ساعد على القضاء على الرق بصورة تدريجية و هكذا أصبحت الكنيسة ذات نفوذ متغلغل في المجتمع الروماني، كما إنها تمكنت من إخضاع الغزاة لقيادتها فيما بعد.


إن الأغراض التربوية المسيحية تتسم بالسمو و الوضوح و هدفها إعداد الفرد في ظل الإيمان باله مقدس و إيجاد علاقات إنسانية بين الأفراد.


لقد ركز رجال الدين المسيحي على النواحي الروحية و إيجاد مثل تربوية و خلقية لذا نجد أكثرية رجال الكنيسة قد عارضوا التربية البدنية إلا القليل منهم أمثال ( كليمنت الاسكندري) إذ حاول أن يوازن بين الفلسفة الإغريقية و التعاليم الدينية و ذلك لاعتقاده بان التمارين و الألعاب الرياضية ذات فوائد صحية و اعتقد إن المصارعة و العاب الكرة و المشي تدعوا إلى النشاط فضلا عن توفير التمارين و الألعاب الملائمة للمرأة، و على الرغم من ذلك نجد أن الكنيسة قد أبعدت كل ماله صلة بالتربية البدنية من وسائلها التربوية و التعليمية.


أولا: أسباب معارضة الكنيسة تعود إلى ثلاثة عوامل هي :-


1- طريقة الألعاب الرومانية الوضيعة و الصلة ما بين الألعاب الرياضية و النشاط البدني الروماني و الديانة الوثنية و الفكرة المهيمنة الخاصة بالأخلاق الشريرة في البدن.


2- كان رجال الكنيسة قلقين من ناحية دور هذه الأنشطة الرياضية على الدين فوجودها كان بمثابة القيام بتمثيل عبادة الإمبراطور كما كان يحدث في كثير من الاحتفالات التي أقيمت لشرف الآلهة الوثنية فقد احتوت هذه المهرجانات على طقوس دينية وثنية كان لها تأثيرا خطيرا على المسيحية.


3-اعتقادهم إن الجسد أداة للاثم و الخطيئة لذلك وجب إهماله و العناية بالنواحي الروحية و كانت صيحة المسيح عليه السلام (انقذوا أرواحكم).


لذا لقيت التربية البدنية ظروفا غير مشجعة بل حوربت إذ عمد الرهبان إلى تحريم جميع الأنشطة البدنية الجمالية التي تمارس من اجل المتعة الدنيوية و التسلية و الترويح كما حاربت الكنيسة الحمام الروماني لاعتقادهم إن التدهور الخلقي هو الذي اوجد حالة العري و الاختلاط في الحمام كما منعت المسيحيين من حضور حفلات السيرك و أعطت عقوبة صارمة لمن يخالف ذلك و لم يسمح للمصارع باعتناق الدين المسيحي إلا بعد إن يتعهد باعتزاله المصارعة.


أما الرقص فقد اعتبر وسيلة من وسائل الدين و لكن بمرور الأيام اندثرت الرقصات الدينية إذ حرمت العروض الراقصةو كانت الأديرة هي المدارس الوحيدة و التي ظهرت ما بين القرنين السادس و الحادي عشر و التي شمل التعليم فيها على البنات و البنين


 

ثانيا: شملت أهداف المدارس على ما يأتي:-


1- القيام بالإرشاد و الوعظ الديني.


2- التحق الطفل فيها عند بلوغه السابعة أو الثامنة من العمر.


3- شملت المناهج الدراسية على علوم اللاهوت و التدريب على تعلم بعض الحرف و الزراعة.


4- تطورت البرامج الدراسية و أصبحت تشمل قواعد اللغة و البيان و المنطق و الحساب و الهندسة و علم الفلك و الموسيقى.


2- التربية البدنية في المجتمع الإقطاعي


انتشر الإقطاع في العصور الوسطى بعد موت الإمبراطور ( تشارلمان ) عام 418م، و كان موته إيذانا بقيام نظام اجتماعي جديدو سميت الفترة من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر بعهد الإقطاع، و حتمت الظروف الاجتماعية على الطبقة الحاكمة أن تربي أبنائها تربية خاصة على نظام الفروسية، و ظهرت طبقة النبلاء و طبقة العبيد، و مارس الفلاحون بعض ألوان من النشاط الرياضي كناحية ترويحية مثل الرقص في جماعات.


3- التربية البدنية في عصر الفروسية و مراحل الإعداد البدني


منذ العصر القديم و الأقوام تمارس التمارين العنيفة للإعداد العسكري و في العصور الوسطى كان سلاح الفرسان الركيزة الأساسية في القوات المحاربة لذلك أعطيت المبارزة بالسيوف على ظهور الخيل مكانة متميزة في تدريبات الفرسان.


و الفروسية هي محاولة لتنظيم المجتمع الإقطاعي و كانت تضم النبلاء فضلا عن أولئك الذين قبلوا الالتزام بتقاليدها و هي لم تكن وراثية بل مفهوما تقوم ورائه تربية سيطرت على المجتمع الإقطاعي و هي النوع الوحيد من التربية التي تلقاها النبلاء.


أ- أهداف التربية البدنية في عصر الفروسية. تمثل ما يأتي:-


¯ إعداد الفرسان للدفاع عن النفس و الكنيسة و المثل التي يؤمن بها الفارس و التي تعد من مستلزمات الفروسية.


¯ إعداد الشباب للحياة الحربية في عهد لم تكن للنبلاء آية حرفة أو عمل غير الحرب، إذ تنشب المعارك فيما بينهم لسبب خلاف يتعلق بالشرف أو لمحاولة الاستيلاء على الأملاك.


ب- أغراض التربية في عصر الفروسية فتتضمن ما يأتي:-


1.   تدريب و إعداد الفرسان على احترام التقاليد الاجتماعية و الخلقية سواء في الحرب أو الدين.


2.   التمسك و التقيد بسلوك معين على الطاعة التامة لسيده و سيدته و القتال من اجلهم.


3.   التميز بالشجاعة و الشرف.


4.   وضع كل طاقات الفارس في خدمة الكنيسة و القتال في سبيلها.


5.   الدفاع عن الفقير و المظلوم و الكفاح في سبيل الحق و الابتعاد عن كل ما يسئ له.


6.   عدم ارتكاب الخطيئة و الابتعاد عن الرذيلة و الإيمان بالمثل العليا.


7.   المحافظة على إقامة الشعائر الدينية و الدفاع عن المرأة و الأرامل و الأيتام.


ج-مراحل التربية البدنية في إعداد الفرسان


كان المنزل أو القصر أو الكنيسة هي الجهة المسئولة عن توفير وسائل التربية للطفل إذ يتلقى تعليمه الأول في منزله تحت رعاية الأم بعد ذلك يرسل إلى إحدى قلاع اللوردات أو إلى احد رجال الكنيسة لاستكمال تربيته ثم يتجه الذين يرغبون في إكمال دراستهم إلى الالتحاق بإحدى الجامعات أما أولاد النبلاء كانت رغبتهم تنحصر في الفروسية و انضمامهم إلى الفرسان لذا كانت البرامج و العلوم التي يتلقوها تنحصر على التربية البدنية في القصور و يتدربون على فنون القتال من خلال عملية الصيد، أما في ساحات القصور فكان يجري تدريبهم على التمارين الخفيفة و ممارسة الرقص، و تنقسم عملية إعداد الشباب إلى عدة مراحل هي الأتي:-


1- المرحلة الأولى: تبدأ من سن السابعة حتى الرابعة عشر و فيها يعد الصبي كخادم.


2- المرحلة الثانية: تبدأ من سن الرابعة عشرة حتى بلوغه الحادية و العشرين و يعد الصبي كوصيف.


3- عند اختتام المرحلة الأولى تجري بعض الطقوس الدينية احتفالا بهذه المناسبة و يمنح الشاب سيف البالغين.


4- يستمر الصبي بالعمل كوصيف لخدمة سيده النبيل لمدة سبع سنوات قبل أن يصبح مؤهلا للترشيح كفارس.


5- وجب على الصبي إثبات براعته خلال هذه الفترة ليصبح فارسا مؤهلا لحمل اللقب و يكون سيده هو المسئول عن تقييمه فإذا رفض النبيل ترقية الشاب إلى منزلة الفرسان كان من حق الشاب أن يلجأ إلى نبيل أخر لنيل هذا الشرف.


6- تجري مراسيم خاصة عند منح الشاب لقب فارس تشرف عليه الكنيسة تبدأ بتطهير الشاب و استحمامه في الليلة السابقة لمنحه اللقب و بعد الاستحمام يؤدي بعض الطقوس الدينية حتى الصباح.


7- أما في اليوم الثاني يتشارك النبلاء مع الشاب في الزي الرسمي و كذلك رجال الدين و بعد انتهاء مراسيم الصلاة يركع الفارس أمام النبيل الذي اشرف على تدريبه و تعليمه ثم يؤدي القسم و يضع النبيل طرف سيفه على كتف الفارس و يمنحه لقب فارس.


8- يبارك رئيس رجال الدين الفارس ليكون في خدمة الدين و الشرف ثم يرتدي الفارس سيفه و يترك الكنيسة و يقضي بقية اليوم في حفلات و مسابقات إذ يشارك الشباب لأول مرة في الحياة كفارس.


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us