Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > المناهج وطرق التدريس > التربية البدنية في حضارة وادي الرافدين و أهدافها و إغراضها و الآثار المكتشفة التي فيها مشاهد للألعاب الرياضية


التربية البدنية في حضارة وادي الرافدين و أهدافها و إغراضها و الآثار المكتشفة التي فيها مشاهد للألعاب الرياضية


20 سبتمبر 2024. الكاتب : Tamer El-Dawoody

محاضرات تاريخ التربية البدنية

التربية البدنية في حضارة وادي الرافدين و أهدافها و إغراضها و الآثار المكتشفة التي فيها مشاهد للألعاب الرياضية

1- التربية البدنية في حضارة وادي الرافدين

قامت في بداية الألف الثالث قبل الميلاد دويلات متفرقة في مدن مختلفة في جنوب العراق حكم كل منها سلالة مستقلة و تطورت حينها الكتابة و أصبحت ملائمة للتدوين فاخذ ملوك السلالات يصفون حروبهم و أعمالهم و يسطرون ذلك على ألواح الطين و الحجر، و بذلك انتقل العراقيون إلى عهد جديد أطلق عليه المؤرخون العصر التاريخي أو فجر السلالات و امتد ما بين نهاية عصر جمدة نصر(2900 ق.م) و بداية عهد الإمبراطورية الاكدية السرجونية عام (2350 ق.م) و هو من أغنى ادوار العراق من الوجهة الثقافية، و قد وجدت أثار في سبار (أبو حبة) و شوربال و كيش (تل الاحيمر) و أورك (الوركاء) و لكش و اشنوني (تل اسمر). 

و تتمثل أهداف التربية في حضارة العراق القديمة بالاتي:- 

1.   جعل الناشئ يشق طريقه في الحياة العملية معتمدا على نفسه.

2.   تولى الكهنة مهمة التربية فقاموا بتعليم الكتابة و دراسة التاريخ المتعلق بالملوك و الأبطال و عرفوا القصص و الشعر الحماسي.

3.   شكلت المهارات العسكرية جزءا أساسيا من برامج التربية البدنية و كانت ممارسة الألعاب تعد الوسيلة للاحتفاظ باللياقة البدنية من اجل الاستعداد الدائم للدفاع عن الوطن.

4.   كان الشباب من أبناء النبلاء يتلقون دروسا تعليمية في التمرينات البدنية و السباحة و الرماية و القوس و النشاب و ركوب الخيل تحت إشراف معلمين مسئولين.

2- أغراض التربية البدنية في العراق القديم 

للتربية البدنية في العراق القديم عدة أغراض هي كالآتي:

أ ـ الغرض العسكري :

لقد دلت لنا القطع الأثرية التي عثر عليها في المقبرة الملكية و منها (راية أور) و(نصب النسور) على أن السومريين كانوا يمتهنون التدريب البدني لإيجاد الجيوش القوية لحماية الدولة و الدفاع عنها، لذا نجد أن صنف المشاة هو الغالب على بقية الصنوف، كما استعملوا العربات الحربية و السيوف المختلفة كالسيف المقوس و السيف على هيئة أوراق الشجر فضلا عن القوس و السهم، و مع مرور الزمن تطور نظام الجيش و أسلوب تدريبه و نوع أسلحته فضلا عن تطور أسلوب الحرب و نظامه الذي كان يعتمد على خفة الحركة و المناورة في الهجوم و الدفاع كما ادخل نظام المبارزة رجل لرجل و الذي تطلب لياقة بدنية عالية اعتمدت على تطوير عناصر اللياقة البدنية من خلال التدريب الشاق المتواصل وفق برامج تدريبية منظمة كما تذكر النصوص المسمارية الكثير عن التجنيد العسكري (قانون حمورابي)، و في العصر الأشوري تطورت الجيوش المدربة القوية بشكل كبير و هذا يدل على وجود برامج تدريبية متطورة، كما تطورت الأسلحة المستخدمة كالمقالع و الرماح الطويلة و الفؤوس و العربات الخفيفة ذات العجلتين و الدبابات أو الكباش لدك الحصون و المدن.

ب ـ الغرض البيئي:

إن العامل الثاني الذي ساعد على العناية بالإعداد البدني من قبل العراقيين القدماء هو عنف البيئة الطبيعية في بلاد الرافدين قديما مما كانت تدعوا إلى تدريب بدني عنيف للسيطرة عليها.

ج ـ الغرض الديني: 

لقد كان للعامل الديني أثرا في دعم الإعداد البدني و تمثل ذلك في مزاولة الكهنة للمصارعة و التي عدت أساسا لدعم العامل العسكري، لأنها شكلت الأساس في إعداد المقاتل العراقي حيث اعتمد القتال قديما على الاشتباك القريب. 

د ـ الغرض الترويحي: 

لم يكن لدى العراقيين الترويح غرضا أساسيا و لكنه عرف ضمنا. 

 3- الآثار المكتشفة في العراق التي فيها مشاهد رياضية

وجدت العديد من القطع الأثرية التي تعود للعصور السومرية و البابلية و الآشورية و التي فيها مشاهد رياضية مثلت مختلف الألعاب منها ما يأتي: 

1ـ المصارعة :

عثر على لوح من الرخام يمثل القسم الأسفل منه ثلاث مراحل من نزال المصارعة بين مصارعين عثر عليه في خفاجي و يقدر زمنه بنحو 2600 ق.م، الوضعية الأولى تمثل القسم التحضيري للمسكة و الشكل الثاني مثل كسر مركز الثقل في المصارعة أما الشكل الثالث فقد مثل انتهاء المسكة و انتصار القائم بتطبيقها و عدول خصمه بنظرة إلى الخلف فضلا عن العديد من الآثار التي دلت على ممارسة هذه اللعبة. 

2ـ الملاكمة :

زاولوا الملاكمة و استعملوا أقدم قفاز في تاريخ الملاكمة إضافة إلى ارتدائهم لباس خاص بالملاكمة تكون من تنورة قصيرة امتدت إلى الركبة، و عثر على مجسم فخاري يعود إلى العصر البابلي يقدر زمنه بحدود 2000 ق.م مثل مشهدا للملاكمة. 

3ـ السباحة: 

عدت طبيعة ارض بلاد الرافدين و وجود النهرين العظيمين عاملا و دافعا لممارسة السباحة و الغوص، و قد عثر على قطعة تعود إلى العصر الأشوري يظهر فيها ثلاث جنود احدهم في وضعية السباحة بطريقة الزحف بينما الآخران يعتليان القربة المفردة المنفوخة و يضعها كل منهما تحت صدره و يمسك بيساره احد رأسي القربة و يوظف يمينه كمجداف يعمل حركة صوب الجهة المطلوبة. 

4ـ التجديف:

مارس القدماء التجديف بالزوارق و الاكلاك و القفة الكبير و الصغير.

5ـ المبارزة : 

عد السيف من أقدم الأسلحة التي عرفتها بلاد وادي الرافدين كما يظهر في (راية أور) و هي تظهر أن السلاح الشائع في الاشتباك مع العدو هو الرمح و السيف المقوس و كذلك السيف على هيئة أوراق الشجر. 

6ـ الخيل و العربات: 

استعمل العراقيون العربات في القتال بل إنهم أول من عرف العربة في التاريخ. 

7ـ مصارعة الحيوانات: 

عدت ملحمة كلكامش من أشهر ما ذكر و وصف فيه عن مصارعة الثيران و الحيوانات المفترسة.

8ـ الرقص: 

مارس العراقيون القدماء الرقص خلال الطقوس الدينية و المناسبات المختلفة، و من المشاهد البابلية التي دلت على ذلك، مشهد راقص بمصاحبة العزف على القيثارة، كما عثر على أواني فخارية عليها رسوم راقصات. 

9ـ الصيد: 

مارس العراقيون الصيد حيث عد من الوسائل المهمة في إعداد المقاتلين فضلا عن انه من الألعاب المسلية في أوقات الفراغ، و مارسه الملوك، خاصة صيد الأسود، إذ عثر على مسلة صغيرة تعود إلى 3000 ق.م فيها مشهد لصيد الأسود كما كانوا يصيدون الماعز و الغزلان باستخدام كلاب الصيد.


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us