مهارات التدريس

تحتاج عملية التدريس الى دقة متناهية في الاعداد والتطبيق تقوم على اسس علمية نظرية وعملية , ولكي تصبح هذه العملية اكثر تشويقاً وفاعلية فان علينا ان نخطط جيداً للموقف التعليمي الذي سنقوم بتنفيذه خلال موضوعات التربية العملية باعتبارها الخطوة الاولى (للطالب / المدرس) لاكتساب الخبرة المهنية بطريقة مباشرة .

أن التدريس لا يعنى مجرد نقل المعلومات من المدرس الى طالب ولكنها تهدف أساسا إلى تعديل السلوك لابد أن يصحبها تعلم حقيقي والاتجاه اليوم لفهم عملية التدريس يتطلب القيام بضرورة تمكن المدرس من مهارات التدريس الأساسية التي تؤهله لتوفير مناخ اجتماعي وانفعالي جيد يؤدى الى تحقيق أفضل عائد تعليمي تربوي .

ويمكن التركيز على المهارات التدريسية التي نرى ضرورة توافرها عند المدرس والمدرس كي يحقق النمو المتكامل عند المتعلم والطالب .

هي مجموعة السلوكيات التدريسية التي يستعملها القائم بالتعليم في نشاطه بهدف تحقيق اهداف معينة .

وكذلك هي نمط من السلوك التدريسي الفعال في تحقيق اهداف محددة ويصدر من المدرس في شكل استجابات عقلية او لفضية او عاطفية وتتكامل في هذه الاستجابات عناصر الدقة والتكيف مع ظروف الموقف التدريسي . ([1])

ويمكن تعريف مهارات التدريس ايضاً بأنها مجموعة السلوكيات التدريسية الفاعلة التي يظهرها المدرس في نشاطه التعليمي داخل غرفة الصف او خارجها في شكل تحركات لفظية او غير لفظية، تتميز بعناصر السرعة والدقة في الاداء، وتيسر للعملية التعليمية تحقيق أهدافها المعرفية والمهارية والوجدانية ، سواء كان ذلك بفعل مثير معين أو بصورة تلقائية . ([2])

مهارات التدريس الأساسية وفق مراحل عملية التدريس :

التخطيط هو الجهد الفكري لرسم الصورة المستقبلية للشيء المراد التخطيط له في ضوء رصد المتغيرات المؤثرة على التخطيط من الداخل والخارج , وتحقق كفاءة التخطيط وفاعليته على سلامة تقدير حساب الزمن والجهد والتكاليف من جهة , وتناسب الامكانات والاهداف من جهة اخرى . ([3])

وتعني اي تغير يراد احداثه في سلوك المتعلمين كنتيجة لعملية التعلم.

وتعني ان نوعية المعارف والمعلومات التي يقع عليها الاختبار يتم تنظيمها على نحو معين سواء كانت هذه المعارف مفاهيم او حقائق ام افكار اساسية .

يجب على المدرس مراعاة الفروق الفردية للطلاب ومستواهم الفكري والمرحلة العمرية والبيئة .

فالتخطيط بصفة عامة أسلوب علمي يتم بمقتضاه أتخاذ التدابير العملية لتحقيق أهداف معينة مستقبلية وهو يعد من أهم العمليات في عملية التدريس ، الذي يقوم به المدرس قبل مواجهة الطلبة في الصف، ويشير التخطيط الى ذلك الجانب من التدريس الذي يقوم فيه المدرس بصياغة مخطط عمل لتنفيذ التدريس ، سواء كان طوال السنة أو لنصف السنة أو لشهر أو ليوم , وترجع أهمية التخطيط للتدريس الى أن هذا التخطيط المسبق ينعكس بصورة مباشرة أو غير مباشرة على سلوك المدرس في الصف أو أمام تلاميذه .(1)

ويعد التخطيط عنصراً مهماً في مجال الادارة التعليمية إذ يشكل مرحلة التفكير التي تسبب تنفيذ أي عمل الذي ينتهي باتخاذ القرارات المتعلقة بما يجب عمله وكيف يتم ومتى ، أي التقويم .

واذا كانت العملية التعليمية حقاً عملاً يوصل الى أهداف وغايات نبيلة ، فهي عمل (مهني) يلزمها التخطيط المكتوب مادامت تحكم العقلانية والفاعلية وتحدد بهما، ولهذا يحتاج المدرسالى تخطيط مقرره أو وحدته أو درسه ، شأنه في ذلك شأن من يقومون بالأعمال المهنية الاخرى .(2)

إن التخطيط للتدريس يعني الاعداد لموقف سيواجه المدرس ، وبالتالي فإن عملية التخطيط تتطلب رؤية واستبصاراً ذكيين من قبل المدرس ، ومن هنا جاء وصف عملية التدريس بالعقلانية، فهي تعتمد على قدرة المدرس على التصور المسبق لعناصر ومتغيرات الموقف التعليمي . ([5])

1. الخطة السنوية: وهو التخطيط الذي يكون لسير العملية التعليمية للمقرر الدراسي .

2. الخطة الفصلية : خطة متوسطة المدى مشابهه للخطة السنوية لكنها لفصل دراسي واحد .

3. الخطة اليومية : وهي خطة توضع للدرس اليومي لتحقيق الاهداف منه .

عناصر تخطيط الدرس في مجال التربية الرياضية :

1. البيانات العامة للدرس 7.التشكيلات المستخدمة

تتمثل اهمية التخطيط للتدريس في الجوانب الاتية : ([7])

1- يودي التخطيط للتدريس الى مساعدة المدرس على مواجهة المواقف التعليمية بثقة وروح معنوية عالية .

2- تؤدي عملية التخطيط الى تنظيم عناصر الموقف التعليمي وتنظيم تعلم الطلاب .

3- تؤدي عملية التخطيط الى مساعدة المدرس على النمو المهني المستمر .

4- تؤدي عملية التخطيط الى توضيح الرؤية امام المدرس فيما يتعلق بتحديد الاهداف التعليمية .

يسعى المدرس الى اتخاذ ما خطط له اثناء تفاعله مع الطلاب ويتوقف نجاحه في ذلك على اجادة مجموعة كبيرة من المهارات الفنية المتخصصة مثل مهارات عرض الدرس واثارة دافعية الطلاب وتعزيز استجاباتهم .

ويعد التنفيذ المرحلة التي تنقل بها الخطة والمقترحات من عالم التفكير والتخيل إلى حيز الوجود ، وهي مرحلة النشاط والحيوية ، أذ يبدأ الطلاب الحركة والعمل ويقوم كل طالب بالمسؤولية المكلف بها، ودور المدرس تهيئة الظروف وتذليل الصعوبات كما يقوم بعملية التوجيه التربوي ويسمح بالوقت المناسب للتنفيذ حسب قدرات كل منهم .

فالتنفيذ الجيد للدرس وتسييره بصورة جيدة دليل على التخطيط والاعداد الجيدين له ، وهناك متطلبات يجب ان يراعيها المدرس خلال تنفيذه الدرس منها :

1- اثارة الدافعية لدى المتعلمين : يحتاج تنفيذ الدرس الى توافر قدر كبير من الدافعية لدى المتعلمين ويستطيع المدرس اثارة الدافعية من خلال طرح الاسئلة عليهم او عرض يقوم به ويكون ذلك في بداية الدرس وخلاله .

2- المرونة وسعة الاطلاع : ان اختيار المدرس لمادة تعليمية معينه لإثارة الدافعية وتهيئة الطلاب لا يعني ان استخدامها امرا حتميا ولذا يضطر المدرس الى تعديل خطة الدرس بصورة جزئية وهذا يعني ان تتوافر لدى المدرس المرونة وسعة الاطلاع التي تساعده للتصرف بحكمه لكل ما يحدث .

3- مهارة اعداد الاسئلة : وهي ما يميز للمدرس مستوى وقدرة المتعلمين .

4- الوسائل التعليمية : المدرس يحدد الوسيلة المناسبة لدرسه حسب طبيعة الدرس واهدافه ومحتواه في مرحلة تخطيط الدرس واعداده .

المقصود بتنفيذ الدرس القيام بجميع الأعمال التي تؤدى إلى تقديم التعليم للأنشطة التي تحتويها أجزاء الدرس المختلفة , والتي يتم التخطيط لها مسبقاً بهدف وصول مادة التعلم إلى المتعلم بأقصى درجة من الاستفادة التامة , ومراعاة الجوانب المؤثرة في التنفيذ وتربط مهارة التنفيذ ارتباطا وثيقا بعملية التخطيط, و يتوقف نجاحها بدرجة كبيرة على الخطة الموضوعة للدرس , وتبدأ عملية تنفيذ الدرس منذ اللحظة التي يقابل المدرس للطلبة في الفصل وينتهى بعودتهم إليه مرة أخرى , لذا فتعتبر مهارة التنفيذ الخطوة التالية لتخطيط الدرس والتي تعتمد اعتمادا كليا على مهارة التخطيط , ويتوقف نجاحها بدرجة كبيرة على جودة الخطة الموضوعة للدرس .

ويمر التنفيذ بعدد من الإجراءات والخطوات ومن أهم هذه الخطوات والإجراءات ما يلى :

* التقاء المدرس بالمتعلم ويتم ذلك في حجرة الدراسة , ومن ثم يتوجه الطلاب الى غرفة خلع الملابس لارتداء الملابس الرياضية , ويجب ان يشرف المدرس وبنفسه على خروج الطلاب الى الملاعب في نظام تام حتى لا يؤثر على سير العملية التعليمية في بقية صفوف الدراسة , وبحيث يضمن عدم إضاعة الوقت في الوصول الى الملاعب .

* الذهاب الى أماكن النشاط وبحيث يجب ان يتم تقسيم الطلاب في بدء العام الدراسي الى مجموعات ثابتة مع وضع دليل قائد لكل مجموعة , ويدرب المدرس هؤلاء القادة على قيادة الصف الى الملاعب بأسرع الطرق وأسهلها .

* الاصطفاف وأخذ الغياب من الأمور الهامة , والتي توضح مدى إقبال الطلاب على دروس التربية الرياضية ومدى استفادتهم منها , وبحيث تتضمن إعفاء الطلاب المرضى تجنبا للمشكلات الصحية ويتم تسجيل ذلك في دفتر تسجيل الحضور والغياب .

* تنفيذ أوجه النشاط بالدرس وهذا الجزء الرئيسي من عمل المدرس , والتي يبدأ فيه بتنفيذ ما تم التخطيط والإعداد له والتي يتضح قدره المدرس فيها على الاستفادة من إمكاناته الشخصية والمهنية وما اتيح له من إمكانات من أدوات وأجهزة وملاعب بصورة تحقق الأهداف التي وضع من اجلها موضوع الدرس , متبعا في ذلك الطرق والأساليب المتاحة لتدريس المحتوى من خلال تجهيز بيئة تعليمية فعالة .

التقويم هو احد عناصر عملية التدريس وهو التصحيح والتصويب وهو عملية تشتمل على عمليات فرعية تؤدي اليها مثل تقويم الاهداف وتقويم المحتوى وتقويم الانشطة وتقويم التقويم نفسة .

والتقويم عملية مستمرة تبدا قبل ان يبدا التدريسي وتسير معه خطوة خطوة , فالمدرسون في حاجة الة جمع المعلومات عن قدرات الطلاب واتجاهاتهم ويحتاجون الى قرارات تستند الى هذه المعلومات .

هناك عدة اساليب للتقويم مثل الاختبارات المقاليه والملاحظة والاداء او القيام بالأعمال والسلوك وقد يكون التقويم من الخارج او ان يقوم به المتعلم بنفسه ويسمى في هذه الحالة بالتقويم الذاتي .

يؤكد التقويم اهميته من خلال الوظائف التالية :

1- توضيح الاهداف التربوية والتأكيد من ان تخطيط وتنفيذ وتطوير المنهج يرتبط ارتباطا وثيقا بالأهداف المرسومة .

2- الحكم على قيمة الاهداف التربوية للمؤسسة التعليمية المعنية ومراعاتها لخصائص المتعلم وحاجات المجتمع .

3- الكشف عن مدى نجاح الاستعداد والاجراءات والعمليات التنفيذية من طرائق وانشطة تعليمية .

4- معرفة نتائج البرامج التعليمية وذلك بتحديد ما يحصل عليه المتعلم من تعلم مقصود وغير مقصود وتحديد مدى استفادته والكشف عن حاجاته لغرض تطوير المنهج تبعا لذلك .

5- المساعدة في اتخاذ قرار بشان البحث عن البدائل لمنهج تعليمي او برامج تعليمية مقترحة .

6- المساعدة في تطوير اجراءات جديدة في ضوء التطورات في العلم وذلك بالاحتكام الى بعض النماذج التربوية المتقدمة في النظرية والتطبيق ومحاولة الاستفادة منها مرحليا .

يتسم التقويم التربوي الفعال بخصائص اساسية هي : ([9])

1- الشمول : بمعنى ان عملية التقويم تشمل كل عناصر ومكونات الشي المراد تقويمه ، فهي تشمل في المجال التربوي الطالب والمدرس والمنهاج وطرائق التدريس .

2- الاستمرارية : عملية التقويم غير مرتبطة بزمن محدد تتم من خلاله بل تكون في جميع مراحل العملية التربوية ابتداءاً من مرحلة التخطيط الى مرحلة ما بعد التنفيذ .

3- التعاون : ان عملية التقويم عمل يتطلب تضافر جهود جميع من له علاقة بالشيء المراد تقويمه لضمان التوصل الى نتائج حقيقية صادقة .

4- الخبرة : وهي ان تكون للقائم بالتقويم الخبرة والتخصص الكافيين للتقويم للتوصل للأهداف المرجوة من التقويم .

5- الصدق وعدم التحيز: اذ انه من الصعب الوصول الى نتائج صادقة في التقويم اذا لم تتم عملية التقويم في ظروف تتسم بالحرية والصراحة والصدق لكي تعزى كل نتيجة الى اسبابها الاصلية ، اما اذا كانت احكام التقويم مبنية على التحيز والرغبات الشخصية فان ذلك يجعل هذه العملية بعيدة عن الصدق والثبات والموضوعية .

يجب على المقوم ان يضع النقاط الاتية موضع الاعتبار عند تقويم المنهج الدراسي :

2- تنظيم المنهج بحيث يسمح بإيصال الخبرات التعليمية للطلبة .

3- تنظيم المنهج وافساح المجال للطلبة للقيام بنشاطات مختلفة سواء كانت رياضية او اجتماعية .

4- تنظيم المنهج وتكوين المهارات الاساسية للطلبة .

5- تنظيم المنهج لإفساح المجال للطلبة بالاشتراك في وضع خطط النشاط التعليمي .

6- تعديل المنهج بما يتلائم وقدرات وميول الطلبة .

7- هل يحقق المنهج الدراسي بوجه عام الاهداف التي تنشدها المدرسة ابتدائية كانت او متوسطة او اعدادية .

ان تقويم اداء الطلبة في التعليم يتضمن تقويم نتائج التعليم وتحديد ما يتحقق من الاهداف التعليمية في مختلف المجالات المعرفية والمهارية والتي تتمثل بتقويم ما يلي :

1- اكتساب الطلبة للمهارات المتضمنة في خطة المادة التدريسية .

2- اكتساب الطلبة للمعارف والمعلومات في موضوع ما .

3- اكتساب الطلبة الاتجاهات والقيم والميول المتوقع تحقيقها في خطة المادة التدريسية .

4- اكتساب الطلبة المهارات العملية المتضمنة ما في خطة المادة .

1- الارتباط بأهداف واضحة في صياغتها وعملية قياسها وتقويمها .

2- الشمول ، بحيث يغطي كل جوانب العملية التربوية .

3- المشاركة والتعاون بين كل الاطراف المتصلة بالعملية التربوية .

(1) محمود داود سلمان الربيعي و سعيد صالح حمد أمين : الاتجاهات الحديثة في تدريس التربية الرياضية ، ط1 , العراق ، 2010 ، ص22 .

(2) فاضل خليل ابراهيم : المدخل الى طرائق التدريس العامة ، ط1 , الموصل ، دار ابن الاثير للطباعة والنشر ، 2010 ، ص26 .

(1) احمد ماهر انور حسن (واخرون) : التدريس في التربية الرياضية بين النظر والتطبيق ، ط1 , القاهرة , دار الفكر العربي ، 2007 ، ص135 .

(2) فاضل خليل ابراهيم : المدخل الى طرائق التدريس العامة ، ط1 , الموصل ، دار ابن الاثير للطباعة والنشر ، 2010 ، ص26 .

(1) كمال عبد الحميد زيتون : التدريس – نماذجه ومهاراته ، القاهرة ، عالم الكتب ، 2003 ، ص371-372 .

(2) خليل ابراهيم شبر وآخرون : أساسيات التدريس ، عمان ، دار المناهج للنشر والتوزيع ، 2010 , ص 73 .

(1) عزت جرادات ( وآخرون) : التدريس الفعال ، عمان ، دار صفاء للنشر والتوزيع ، 2008 ، ص82 .

(2) رحيم يونس كرو : المناهج وطرائق التدريس ، الاردن ، دار دجلة ، ط1 ، 2009 ، ص303 .

(1)محمد سلمان فياض واخرون : طرائق التدريس الفعال ، ط1 , عمان ، دار صفاء للنشر والتوزيع ، 2011 ، ص84 .

(1)محمد سلمان فياض : المصدر السابق نفسه ، ص167 .

[9])) رحيم يونس كرو : مصدر سبق ذكره ، ص261 .