Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > المناهج وطرق التدريس > ماهية التقويم Evaluation ماهية التقويم Evaluation
|
ماهية وأنواع التقويمالمقدمة : إذا أريد لعملية التربية أن تؤدى وظيفتها بأقصى ما يمكن من الفاعلية ، فمن الضرورى للشخص الذى يتولى مثل هذه العملية أن يعرف كيف يحصل على معلومات تتعلق بمدى تقديم تلاميذه ومستوى تحصيلهم ، ويمكن القول أن التعليم الفعال توجهه معرفة بقدرة التلاميذ ، مقرونة بتقويم متكرر لدى التقدم الذى يحرزونه ، فبجانب تنفيذ البرنامج التعليمى المقرر ، يجب تقويم مدى تحصيل المتعلم . والتربية كثيراً ما تعرف بأنها عملية تستهدف استحداث تغيرات مرغوبة فى السلوك فى المجال المعرفى ، والانفعالى والنفس حركى ، وهذا يعنى أنه لا يمكن الافتراض بأن التعلم قد حدث فعلاً ما لم يجر نوع من التقويم لبعض التغييرات المستجدة ، واستخدام الأساليب الملائمة المتبعة فى التقويم وتفسير نتائجه . وتنقسم العملية التقويمية إلى ثلاث جوانب أساسية كما عرفها بارو وجى Barrow & McGee ) ) وهى التقويم والقياس والاختبار . وكثيراً ما يستعمل المصطلحان " التقويم " و " القياس " جنباً إلى جانب ، حتى أنهما يستعملان أحيانا كما لو أن كلا منهما يمكن أن يحل محل الآخر . ولهذا السبب فقد يسئ بعض الأشخاص فهمهما ويظنهما كما لو أنهما مصطلحين مترادفين ، مع أن هناك تمييزا واضحاً بينهما ( 2 : 319 ) ماهية التقويم : Evaluation قوم الشيء أى قدر قيمته ، فتقويم الشىء أى وزنه ، كما أن التقويم لا يقتصر على تقدير الشىء ووزنه وإنما يتعدى ذلك إلى إصدار أحكام على الشىء المقوم . فالتقويم يتضمن إصدار أحكام على قيمة الأشياء أو الأشخاص أو الموضوعات ، ويمتد أيضاً إلى مفهوم التحسين أو التعديل أو التطوير ، حيث أن هذه العمليات تعتمد أساساً على فكرة " إصدار الأحكام " فالتقويم هو الحكم على الأشياء أو الأفراد لإظهار المحاسن والعيوب ومراجعة صدق الفروض الأساسية التى يتم على أساسها تنظيم العمل وتطويره . وللتقويم أسس وقواعد عامة تراعى أياً كان المجال المستخدم فيه ، كما أنه يصطبغ بخصائص وطبيعة المجال الحادث فيه ، فالتقويم فى الصناعة يعكس طبيعة وأبعاد هذا المجال من تشغيل وعمالة وإنتاج وتسويق وإعلام ، والتقويم فى العلوم المالية والتجارية يعبر أيضاً عن مفهوم هذا المجال ، وهكذا . فى التربية ، أى التقويم التربوى ، قوم المعلم أداء التلميذ أى أعطاه قيمة ووزناً بقصد معرفة إلى حد استطاع التلميذ الإفادة من عملية التعليم المدرسية ، وإلى أى مدى أدت هذه الإفادة إلى إحداث تغيرات فى سلوك التلاميذ وفيما اكتسبوه من مهارات لمواجهة مشكلات الحياة الاجتماعية ، وفى ضوء عملية تحديد القيمة والوزن تتم عملية إصدار الأحكام ، وهى عملية تحدث فى ضوء مجموعة من الاعتبارات المتعلقة بأهداف العملية التعليمية . مما سبق يتضح أن التقويم فى مجال التعليم ( باعتباره أكثر مجالات التربية أهمية ) يتضمن تحديد مستويات التلاميذ وإنجازاتهم ومعدلات تقدمهم فى جميع الخبرات التى تقدمها المدرسة لتلاميذها ، والتقويم بهذا المعنى عبارة عن مؤشر يلقى الضوء على الحالة التعليمية للتلميذ ودرجة تحصيله وتفاعله ومدى تحقيق البرامج لأهدافها . ويعتبر تقويم إنجاز التلاميذ أهم أهداف التقويم فى التعليم ، ولكن هذا لا يعنى أنه مقصور على هذا المجال فقط ، بل أنه يتعداه إلى تقويم المدارس والطريقة والإمكانات والمنهج وكل ما يتعلق بالعملية التعليمية ويؤثر فيها ، فالتقويم فى التعليم يهتم بالتغيرات العرضية للشخصية ، وهو فى ذلك يتضمن تقويم جميع الأبعاد والعناصر التى تؤثر على هذا الهدف الكبير . وفى هذا الخصوص يقول روثنى Rothney إن التقويم يساعدنا على تقدير فاعلية التدريس وأثره ، ويجعلنا نتشكك فى قيمة المناهج التعليمية ، والمواد الدراسية ، والوسائل التعليمية ، مما قد يدفعنا لأن نتعهدها بالتعديل والمراجعة أو رفضها باعتبارها عديمة الجدوى. فى ضوء كون التقدم عملية تقدير ووزن وإصدار أحكام على الأشياء والأشخاص والموضوعات عرف فؤاد أبو حطب وسيد عثمان التقويم التربوى والنفسى بكونه " إصدار حكم على مدى تحقيق الأهداف المنشودة على النحو الذى تتحدد به تلك الأهداف ، ويتضمن ذلك دراسة الآثار التى تحدثها بعض العوامل والظروف فى تيسير الوصول إلى تلك الأهداف أو تعطيلها . والتقويم فى التربية البدنية والرياضية Physical Education and sport لا يخرج عن المفهوم السابق ذكره ، فهو يتضمن تقديراً لأداء التلاميذ واللاعبين ، ثم إصدار أحكام على هذا الأداء فى ضوء اعتبارات محددة لمواصفات الأداء ، كما أنه يتضمن أيضاً تقويم مقدار الحصيلة outcome التى تعبر عن التغيرات التى تم الوصول إليها عن طريق ممارسة برامج التعليم أو التدريب ، كما أن التقويم يتضمن فى التربية البدنية إصدار أحكام على البرامج والمناهج وطرق التدريس وأساليب التعليم والتدريب والإمكانات وكل ما يتعلق بتعليم وتدريب المهارات الحركية والقدرات البدنية وأساليب وطرق اللعب ويؤثر فيها . ورغم تعدد الأنشطة الرياضية وكثرتها إلا أن التقويم قد طرقها جميعاً دون استثناء فصيغها بالصبغة العلمية التى هيأت لها الطريق السليم للتقدم والرقى . وفى هذا الصدد يقول بوتشر Bucher عن التقويم والقياس فى التربية البدنية " استخدام القياس والتقويم أمر يبدو حتمياً إذا ما أردنا أن نعرف مدى فائدة أو فاعلية البرامج التى تدرس وما يتم عن طريقها ، وإذا أردنا التحقق من أن هذه البرامج تحقق فعلاً الأغراض الموضوعة من أجلها ، فالقياس والتقويم أمور تساعد على تعرف مواطن الضعف فى الأفراد وفى البرامج ، كما أنها تبين قيمة التعليمات ومدى التقدم " . ( 4 : 37 – 39 ) " كما تشير ليلى عبد العزيز زهران إلى أن التقويم هو العملية التى يمكن عن طريقها التعرف على درجة تحقيق الأهداف المرسومة ، وهو هملية مستمرة باستمرار تنفيذ المنهاج ، كما أنها مكملة للخبرات المكتسبة منه ، ويقوم بها كل من المعلم والمتعلم . والتقويم عملية قياس لمجموعة الحصائل الناتجة من تنفيذ المنهاج ومقارنتها بالحصائل المتوقعة عند تخطيط هذا المنهاج ، وتقويم منهاج التربية الرياضية يستهدف الكشف عن النواحى السلبية والإيجابية فى مختلف نواحى المنهاج ، وهو عملية مستمرة لتقرير مدى ما يحققه المنهاج من أهداف وقياس مدى ما حصله التلميذ من خبرات تعليمية ، ويتناول التقويم :
( 3 : 127 ) تعريف التقويم : يعرف ويلى ( Wiley 1970 ) التقويم بأنه " تجميع واستخدام البيانات التى تختص بالتغييرات فى سلوك التلاميذ بقصد اتخاذ القرارات عن برنامج التعليم " . ويعرف بلوم( Bloom et al 1971 ) التقويم بأنه " تجميع منظم للبيانات من أجل تحديد إن كان قد حدث فعلاً تغيرات معينة لدى المتعلمين ، ولتحديد مقدار أو درجة التغير لدى كل متعلم " . وتفسر التعاريف السابقة التقويم على أنه " عملية دينامية لاتخاذ القرار ، وتركز على التغييرات فى سلوك المتعلمين ( المتعلم ) " وهى تشمل على الآتى : 1 – تجميع بيانات مناسبة ( القياس ) . 2 – الحكم على قيمة هذه البيانات بالنسبة لبعض المستويات . 3 – اتخاذ قرارات على أساس هذه البيانات واقتراح البرامج البديلة . فالوظيفة الأساسية للتقويم هو تيسير القرارات الواعية فى مجهود ما لتحسين تعلم التلاميذ . ويستخدم فى التقويم طرقاً للقياس ، إذا طبقت على المنهج التعليمى أو العملية التعليمية تكون النتيجة بيانات كمية أو نوعية معبر عنها بأسلوب اعتبارى أو أسلوب موضوعى ، تستخدم للمقارنة بمحكات موضوعية . فنجاح التقويم يتوقف أساساً على قيمة البيانات التى تجمع فإذا كانت القياسات غير ثابتة وغير صادقة ، فلا يكون التقويم دقيقاً ، فعملية القياس هى الخطوة الأساسية فى التقويم ، فالقياس الجيد يؤدى إلى تقويم جيد ( 2 : 319 ، 320 ) . " إصدار أحكام على القيمة وهى عملية تحدث باستمرار فى حياة الأفراد وتتخذ صورا مختلفة وأساليب متنوعة " ( 1 : 18 ) " عملية تعتمد على طرح الأسئلة ثم الحكم من خلال الإجابات التى يتم الحصول عليها بهدف اتخاذ قرارات تعمل على تحسين المنهج " ( 6 : 46 ) " العملية التى يمكن عن طريقها التعرف على درجة تحقيق الأهداف المرسومة وهو عملية مستمرة باستمرار تنفيذ المناهج كما أنها مكملة للخبرات المكتسبة منه ويقوم بها كل من المعلم والمتعلم " ( 3 : 39 ) " عملية تحليل العملية التعليمية وتفسيرها بقصد إصدار القرارات لتثبيت أو تعديل أو تطوير هذا الواقع التربوى ( 5 : 12 ) أنواع التقويم أولاً : التقويم الموضوعى Objectve Evaluation حيث أن التقويم يتضمن عملية إصدار أحكام على قيمة الأشياء أو الأشخاص أو الموضوعات فإنه يتطلب للوصول إلى أحكام موضوعية استخدام المعايير أو المستويات أو المحكات لتقدير هذه القيمة Value . 1- المعايير Norms إن الدرجات الخام المستخلصة من تطبيق الاختبارات ليس لها أى مدلول أو دلالة إلا إذا رجعنا إلى معيار يحدد معنى هذه الدرجات ، فيدلنا مثلاً على مركز الشخص بالنسبة للمجموعة ، وهل هو متوسط أو فوق المتوسط أو أقل من المتوسط ، وما مدى بعده عن متوسط المجموعة التى ينتمى إليها ، وما هو وضعه بالنسبة لأقرانه من أفراد عينة التقنين . ولذلك فإنه للوصول إلى المعايير يجب تحويل الدرجات الخام إلى درجات معيارية ، ومن المعروف أن المعايير هى أحد الأهداف الأساسية التى ترمى إليها عملية تقنين Standardization الاختبارات ، حيث تشتق المعايير من عينة التقنين التى تمثل المجتمع الأصلى المدروس Population ، والدرجات الخام المستخلصة من تطبيق الاختبارات على عينة التقنين هى مصدر المعايير ، ويتم ذلك باستخدام بعض الأساليب الإحصائية المعينة . وتبرز قيمة استخدام المعايير فىمجال التربية البدنية عند استخدام الاختبارات التى على شكل بطاريات نظراً لاختلاف وحدات القياس فى الاختبارات التى تتضمنها عادة مثل هذه البطاريات ، فبعضها يستخدم السنتيمتر والآخر يستخدم الزمن ( ثانية ، دقيقة ، ساعة ) والثالث يستخدم عدد مرات التكرار ... إلخ ، لذلك يسعى الباحثون إلى تحويل الدرجات الخام، ( المختلفة فى وحداتها ) إلى درجات معيارية ( موحدة فى وحداتها ) فتسهل بذلك عملية التقويم ، وعادة ما تأخذ هذه المعايير شكل جداول يطلق عليها البعض اسم " المسطرة " ومن أشهر الدرجات المعيارية : 1 – الدرجة التائية T.score 2 – الدرجة الزاوية Z.score 3 – الدرجة المئينبة Persontile score ويشير روثنى Rothney إلى أنه من الضرورى لكى نحكم على قيمة العمل أن نقارن مجموعتنا بالمجموعة المعيارية من حيث الأغراض والإمكانات والمنهج وأسلوب التعليم. والمعايير هى أساس الحكم من داخل الظاهرة موضوع التقويم وليس خارجها ، وتأخذ الصيغة الكمية فى أغلب الأحوال وتتحدد فى ضوء الخصائص الواقعية للظاهرة . 2 – المستويات Standards تتشابه المستويات مع المعايير فى أنها أسس داخلية للحكم على الظاهرة موضوع التقويم ، إلا أنها تختلف عن المعايير فى جانبين هما : ( أ ) تأخذ الصورة الكيفية Quality ( ب ) تحدد فى ضوء ما يجب أن تكون عليه الظاهرة . واستخدام المستويات فى التربية البدنية شائع أيضاً مثل المستويات التى تحددها كلية التربية الرياضية لقبول الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة ، حيث تشترط هذه الكليات نجاح الطالب فى شهادة الثانوية العامة بمجموع معين ، وضرورة تجاوزه لمستوى محدد فى اختبارات مقننة لقياس الاستعدادات البدنية ، هذا علاوة على كفاءته الطبية والقوامية واجتيازه لاختبارات الشخصية التى تنبأ باستعداداته لأن يكون مربياً رياضياً ، ومثال أخر لاستخدام المستويات ما يستخدم فى بعض الاختبارات التى تقيس كفاءة الجهاز الدورى التنفسى ، حيث تحدد مستوي معيناً من الأداء إذا تعداه الرد يعد لائقاً ، وإذا يتجاوزه يصبح " محتاجاً إلى عناية " . 3 – المحكات Criteria المحكات أسس خارجية للحكم على الظاهرة موضوع التقويم ، وقد تأخذ الصورة الكمية أو الكيفية ، ويعتبر المحك ( أو الميزان ) من أفضل الوسائل المستخدمة فى الحكم على صدق الاختبارات Validity ، والمقصود بصدق الاختبار أن يكون الاختبار صادقاً فيما وضع لقياسه ، فإذا كنا نسعى إلى بناء بطارية اختبارات لقياس اللياقة الحركية Motor fitness مثلاً ، وأردنا أن نتحقق من مقدار صدق هذه البطارية فى قياس ما صممت لأجله ، فإننا قد نستخدم طريقة المحك ، وملخصها أننا نحاول إيجاد معامل الارتباط بين البطارية المستحدثة واختبار أخر للياقة الحركية سبق إثبات صدقه على أن يطبقا معاً فى نفس الوقت ، فإذا كان الارتباط بين الاختبارين عالياً فإن ذلك يعتبر مؤشراً يعبر إلى حد كبير عن صدق الاختبار المستحدث . مثال : اختبارات السرعة والمرونة والرشاقة وغيرها من عناصر اللياقة البدنية ، فالتقويم يكون بناءً على محكات ومعايير خاصة فى مثل هذا النوع . ثانياً : التقويم الذاتى Egocenteric Evaluation لا يتوقف الإنسان عن التقويم وإعطاءه قيمة لما يدرك ، إلا أن هذا التقويم فى معظمه من النوع الذى يمكن أن نسميه " التقويم المتمركز حول الذات Egocenteric وهو يعنى أن أحكام الفرد تكون بقدر ارتباطها بذاته ، وهو يعتمد فى إصدار هذه الأحكام على معايير ذاتية مثل المنفعة أو الألفة أو نقصان تهديد الذات أو اعتبارات المكانة الاجتماعية أو سهولة الفهم والإدراك . وقد تكون أحكام الفرد فى صورة قرارات سريعة لا يسبقها فحص وتدقيق كافيان لمختلف جوانب الموضوع المقوم ، هذه الأحكام يمكن أن نسميها آراء Opinion أو اتجاهات Attitudes كما أنها تتصف أحياناً بكونها لاشعورية . مثال : الحكم على سلوك اللاعب أثناء أدائه فى الملعب . ثالثاً : التقويم الاعتبارى Subjective Evaluation وهو نوع من التقويم لا يعتمد على المعايير والمستويات والمحكات بالمعنى الإحصائى المفهوم ، ويكون فى ضوء خبرات وآراء واتجاهات القائمين بالقياس ، وهناك العديد من الأنشطة الرياضية التى تعتمد على هذا النوع من التقويم يتم تقويمها فى ضوء شروط موحدة ما أمكن الاتفاق عليها مسبقاً بين المحكمين للاقتراب ما يمكن من الموضوعية ، وهو نوع أقرب من التقويم الذاتى عنه إلى التقويم الموضوعى . مثال : البطولات التنافسية فى الجمباز الإيقاعي التى يتم التقويم فيها بناءً على تقويم المحكات كلاً على حده ثم تجميع درجاتهم وتأخذ متوسطها وتعطى الدرجة للاعب . المراجع :
العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية - www.sport.ta4a.us |