Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > علم النفس الرياضى > المدرب الرياضي ومهمة الاعداد النفسي المدرب الرياضي ومهمة الاعداد النفسي
|
المدرب الرياضي ومهمة الاعداد النفسيلايخفى على أحد أهمية الاعداد النفسي في تدريب الفرق الرياضية ، إلا إن السؤال المطروح الآن هو من الذي سيقوم باعداد اللاعبين نفسياً ؟ هل هو مدرب الفريق نفسه حيث نضيف لواجباته التدريبية البدنية والمهارية والخططية والمعرفية واجبات أخرى هي نفسية ، أم يتم إسناد هذا الواجب إلى مختص بعلم النفس يعمل إلى جانب المدرب كفريق عملٍ واحد لانجاز ذلك ؟ من الجدير بالذكر أن كثيراً من الخبراء والمختصين يرون في الاجابة عن التساؤل (آنف الذكر) إن هذه المهمة يفضل أن تناط بالمدرب فضلاً عن واجباته الأخرى المعروفة ويستندون في ذلك على عدة أسباب : (الصفار وآخرون:1987،ص137) و (ثامر محسن:1990،ص23) أولاً :-إن عناصر اللعبة هي وحدة متكاملة منسجمة ومترابطة يتمم بعضها بعضاً ويؤثر كل منها في الآخر ، لذلك لايمكن أن يتخلى المدرب عن أحد هذه العناصر والتي هي :- 1- الناحية البدنية . 2- الناحية المهارية . 3- الناحية الخططية . 4- الناحية النفسية . ثانياً :-إن المعايشة اليومية المستمرة بين المدرب ولاعبيه تجعله قادراً على فهم مشاكلهم النفسية وإنحرافاتهم السلوكية . ثالثاً :-في كثير من الأحيان ينحرف سلوك اللاعب وتظهر عليه بعض آثار الأمراض النفسية الخفيفة أو الشديدة نتيجة المؤثرات التي تحدث في التدريب اليومي أو السباق الرسمي كإنخفاض مستواه أو تكتل بعض اللاعبين ضده أو بسبب اللوم والتقريع من قبل المدرب أو لإصابته أثناء التمرين أو السباق ، لأن الآثار المترتبة على هذه الأمور وأمثالها يمكن أن يدركها المدرب بشكل أسرع وأوضح نظراً لكونه أحد أطرافها أو إنه قريب منها . رابعاً:- إن المدرب يتمكن من معالجة اللاعب نفسياً بشكل إنسيابي وطبيعي وبطريقة متداخلة مع النواحي الأخرى ، دون أن يشعر اللاعب إنه مستهدف لعلاج نفسي بسبب إنحراف سلوكه عن الطريق السوي . ليس هذا فحسب ، بل إن المدرب يتمكن من إستخدام بعض التمرينات المقننه لعلاج بعض الصفات النفسية السلبية التي تظهر على اللاعب كالخوف والانعزالية وعدم التعاون وما إلى ذلك من صفات . خامساً:- للاقلال من ظاهرة كثرة المسؤولين عن الفريق وتشعب مسؤولياتهم وما يجري من مشاكل كثيرة خاصة وإن عملية التدريب تتطلب مركزية قوية لادارتها ، وإن قيام المدرب بالاهتمام النفسي للاعبيه يرفع كثيراً من الحلقات الادارية الزائدة . سادساً:- إن لكل إنسان شخصيته الخاصة وسلوكه المميز ، وإن التعامل مع كل شخص يحتاج إلى أسلوب معين وسلوك يتلائم مع مميزات تلك الشخصية ، لذلك فإن كثرة الأشخاص الذين يتعاملون مع اللاعب تجعله بحاجة إلى طاقة نفسية إضافية لكي ينجح في العلاقة معهم جميعهم . سابعاً:-إن قيام المدرب بالاهتمام بالجانب النفسي للاعبين يسهم في رفع بعض الضغوط المالية عن النادي . ثامناً:- إن ذلك يعمل على إختصار الوقت وإختزال الزمن لأن المختص النفسي يحتاج إلى وقت خاص ومكان معين لمعالجة لاعبيه ، بينما يتمكن المدرب من القيام بذلك خلال الوحدات التدريبية ، والمحاضرات النظرية وداخل ساحة التدريب أو في قاعة المحاضرات . تاسعاً:-إن من أهم عوامل نجاح العملية التربوية النفسية هي حفظ أسرارها وعدم إشاعتها بين الآخرين ، ومن المعلوم إنه كلما كانت الحلقة التي تتعامل مع نفسية اللاعب ضيقة كان بالامكان حفظ الأسرار وكتمانها مما يساعد في نهاية الأمر على نجاح العملية التدريبية . عاشراً :-نظراً للعلاقة الوثيقة بين المدرب واللاعبين والمتأتية من طبيعة العملية التدريبية المستمرة فإن اللاعب يكون أكثر صراحة مع المدرب في كشف أسراره والتحدث عن مشاكله ، وحيث إن معرفة المشكلة النفسية وتحديدها تعد نصف الطريق إلى الحل والعلاج ، فإذا إستطاع المدرب النجاح في معالجة المشكلة بعد معرفتها وتحديدها فإنه يعد قائداً ناجحاً للاعبيه لذلك فالمدرب يتمكن من تحقيق الأهداف التدريبة النفسية إذا إستطاع أن يفهم ويفسر سلوك لاعبيه والدوافع التي تقف وراء هذا السلوك أولاً ، ويكون قادراً على التنبؤ (قدر الامكان) بسلوك لاعبيهوردود أفعالهم تجاه ما يحدث من أمور ثانياً ، ويستطيع تعديل هذا السلوك أو إزالته ثالثاً .
بعد أن عرضنا هذا الرأي المستند على أسبابٍ واقعية في تعامل المدرب مع لاعبيه ، وقد يكون الأمر معمولاً به بشكل كبير جداً في أغلب الفرق الرياضية ، إلا إننا لانجده يعالج جميع الأمور بالشكل المطلوب ، فالمدرب هو إنسان متخصص في تدريب وإعداد فريق كامل بكرة القدم مثلاً (ونقصد الاعداد لكل مكونات اللعبة بما في ذلك النواحي النفسية) وهو يحاول إعداد جميع هذه المكونات وفق إنطباعاته الشخصية عن لاعبيه المستنده إلى الملاحظة الذاتية له عنهم والتي ستؤدي (دونى أدنى شك) إلى تقويم ذاتي عن اللاعبين قد لايستطيع المدرب معه أن يعد جميع هؤلاء اللاعبين بالكفاءة نفسها ، وقد لايستطيع معالجة المشكلات التي تعترض لاعبيه بعلمية مدروسة (مع مراعاة إستثناء بعض المدربين الذين يكون لهم وقت طويل مستمر مع المجموعة نفسها ، مما يمكنهم من طبع بصماتٍ إيجابيةٍ ومؤثرة في حل مشكلات لاعبيهم). ولكن من وجهة النظر العلمية المتخصصه في عالم التدريب أضحى في هذا اليوم هناك مدرب خاص باللياقة البدنية للاعبين يساعد المدرب في عمله ، والسؤال المطروح أليس هذا ضمن مسؤوليات مدرب الفريق الأساسي ؟ وجوابه نعم ولكن عملية إسناد هذا الدور إلى متخصص باللياقة البدنية تحت إشراف المدرب لابأس به لأنه سيقود بالتأكيد إلى نتيجة جيدة ، وهناك أيضاً مدرب خاص لحراس المرمى . والسؤال المطروح أيضاً أليس حارس المرمى لاعباً في الفريق يتدرب مع اللاعبين ؟ والجواب نعم إلا إن لديه مهارات تختلف عن بقية اللاعبين لابد وأن ينفرد بالتدريب عليها ، لذا تم وضع مدرباً خاصاً به يعمل تحت إشراف المدرب الأساسي . والحال نفسه مع الكادر الطبي للفريق حيث لابد وأن يشخص هو وليس المدرب جاهزية اللاعبين للأحمال التدريبية المختلفة في وحدات التدريب وجاهزيتهم لخوض المباريات ويعمل مع المدرب الأساسي . والآن بعد أن إستعرضنا ما سبق نجد إن المدرب يقف على رأس فريق تدريبي يشتمل على مدرب اللياقة البدنية ومدرب حراس المرمى والمعالج الطبيعي والطبيب وكلهم يعملون بتناسق الجهود مع المدير الفني للفريق (الذي غالباً ما يكون المدرب الأساسي لفريق كرة القدم) . والآن (بعد هذا الاستعراض للمهمات التدريبية) ألا تستحق الجوانب النفسية والمعنوية التي يتميز بها اللاعبون في المواقف الرياضية المختلفة (ذات الأهمية البالغة في التدريب والمنافسة والمتفق عليها بالاجماع) وجود متخصص بذلك يعمل مع المدرب لزيادة دافعية اللاعبين وحل مشكلاتهم المتنوعة والمختلفة بأسلوب علمي مدروس مبني على إستكشاف الخصائص الشخصية لجميع اللاعبين مع مراعاة الفروق الفردية وإستكشاف الدوافع التي حركت وتحرك سلوكهم في التدريب والمنافسة لكرة القدم وغير ذلك من القضايا الشخصية لديهم من أجل الوقوف بشكل واضح على طبيعة التعامل معهم وفهم سلوكهم ومن ثم محاولة التنبؤ به مستقبلاً مع ملاحظة وضع العلاجات لمشكلات اللاعبين كلٌ طبقاً لخصائصه وإستجاباته الشخصية . والمشكلات التي تتعلق بالصحة النفسية والتي تتطلب تدخل المختص النفسي في مجال كرة القدم كثيرة ومتنوعة ، ومن أمثلتها تدريب اللاعبين على التحكم في الانفعالات التي يتعرضون لها وإعدادهم نفسياً قبل المباريات المهمة ، والرعاية النفسية لهم في مختلف مراحل الضغوط النفسية التي تكون لهم بسبب التدريب أو التعامل السيء الذي يتلقونه من مدربيهم أو الحكام في الملعب ، وهذه مهمة نفسية بالدرجة الأولى حيث يتطلب الأمر الاعداد المسبق للأوقات العصيبة عند اللقاءات الرياضية المثيرة ، وكيفية مواجهة الجمهور ، وتجنب التأثر سلبياً بوسائل الاعلام عند النقد ، أو التأثر بمواجهة الأضواء التي تتركز على الرياضيين بصورة كبيرة ، والتدريب على التصرف السليم عند المنافسة مع الفرق الأخرى ، وكذلك وقاية اللاعبين مع الانحرافات التي تؤثر على مسيرتهم الرياضية . وبذلك نرى إنه يمكن أن يضاف المختص بعلم النفس مع فريق التدريب ليشكل معهم إضافة نوعية قد تؤدي إلى أفضل الانجازات في ظل أجواء التعاون المتبادل بينه وبين اللاعبين من جهة وبينه وبين المدرب الأساسي من جهة أخرى ، حيث تتركز كل مهماته بمتابعة سلوكيات اللاعبين وتوثيقها في سجلات خاصة سرية ومحاولة الكشف عن مسببات السلوكيات السلبية منها لوضع الحلول الملائمة لها لتلافي تأثيرها ذي الخطورة البالغة الذي قد يكون على الفريق فيما لو لم تعالج في وقتها وبالطريقة السليمة التي تنم عن دراية واسعة في تخصص علم السلوك (علم النفس) ، ويفضل أن يكون هذا المتخصص (الباحث النفسي) ملماً وبشكل جيد بلعبة كرة القدم وماتنطوي عليه من ظروف قد تؤدي إلى السلوكيات الايجابية أو السلبية التي يسلكها اللاعبون . وإسناداً لما ذهبنا إليه من أهمية وجود الأخصائي النفسي مع فريق كرة القدم فقد أورد بعض الباحثين جملة من الواجبات التي يضطلع بها لدوره الفاعل في تطوير مستوى أداء اللاعبين ليكون أحد مقومات التفوق والنجاح للفريق بشكلٍ عام ، ومن هذه الواجبات الآتي :- 1- يرفع من مستوى الأداء للاعبين من خلال تطوير مهاراتهم العقليه بتعليمهم صياغة الأهداف ، وتنمية التخيل الايجابي ما قبل المنافسة ، وزيادة الثقة بالنفس والدافعية لديهم . 2- يعود اللاعبين ذهنياً على التركيز على المهمات والواجبات المطلوبة منهم في الملعب مع عدم التأثر بالبيئة المحيطة من خلال تدريبهم على أهداف قصيرة معينة مصاغة من قبل اللاعب نفسه والسعي لتحقيقها وفق ظروف متنوعة من أجواء المنافسات . 3- يعمل على إزالة التوتر والقلق المصاحب للمنافسات الذي قد يكون عند اللاعبين من خلال تدريبات الترويح والاسترخاء وتعزيز الثقة بالنفس . 4- يقوم بتطبيق برامج التحكم بالضغوط النفسية لكل لاعب على حدة بحيث يستطيع اللاعب التعامل معها والتحكم بانفعالاته مستقبلاً قبل وأثناء المنافسه بشكل إيجابي وتحويل الضغوط الذي يواجهها اللاعب من محبطات ومسببات للخسارة إلى دوافع تحدي ومسببات للنجاح . 5- يعمل على تعزيز روح الفريق ككيانٍ واحد من خلال خلق التجانس وإزالة الخلافات بين أعضاء الفريق والشعور بالانتماء للفريق كمجموعة . 6- يدرب أعضاء الفريق إداريين ومدربين ولاعبين على تعزيز وإستخدام الاتصال والتخاطب اللفظي والتعبيري الهادف من خلال التوجيه غير المباشر أو المحاضرات والندوات العامة ، كذلك من خلال اللقاءات والمقابلات الفردية لأعضاء الفريق لما في ذلك من فاعلية وأثر كبير على تغيير إتجاهاتهم وتحسين أدائهم أثناء المنافسة . 7- يقوم وبشكل كبير بتغيير السلبيات من إخفاق أو تذبذب في المستوى التي شوهدت في المباراة السابقة حتى لايتم نقل هذه الخبرات إلى المباراة اللاحقة من خلال تغيير إتجاهات اللاعبين نحو أنفسهم وتعزيز الثقة لديهم وإستعادة حقنهم بجرعات تشجيعية تعرفهم بامكاناتهم العقلية والبدنية والمهارية وقدرتهم على تخطي الصعاب وإحراز النصر ونقله كخبرة تدريبية مرغوبة في اللقاءات اللاحقة . 8- يعتني بالحالات النفسية للاعب الناتجة عن الاصابات الرياضية التي تعرض لها والتي قد تصل أحياناً إلى شعور اللاعب بالاحباط التام ونهاية مستقبله الرياضي وذلك من خلال إعادة تأهيل اللاعب نفسياً وعقلياً لما في ذلك إنعكاس سريع في التحسن البدني. 9- يقوم بتعويد اللاعبين على مهارات القيادة والقدرة على إتخاذ القرار المناسب وطريقة حل المشكلات بأسلوب علمي من خلال إعطائهم أدواراً ريادية وجعلهم يقومون بتحليل الأخطاء التي يقع فيها زملاؤهم أثناء التدريب وعرض الحلول المناسبة لتلافي تلك الأخطاء أثناء المباريات . 10- يعود اللاعبين على تقبل النقد بروح رياضية عالية سواء من المدرب أم الادارة بإدراك وجهة نظرهم والتعامل معها على إنها عوامل موجهة ومحفزة لتحسين الأداء . 11- يوفر العديد من الاختبارات والمقاييس النفسية للاعبين حتى يستطيعوا التعرف على طبيعة شخصياتهم وإمكاناتهم وقدراتهم الانفعالية ونقاط القوة لديهم لتأكيدها وتعزيزها ، كذلك نقاط الضعف لديهم لتقويمها أو تلافيها . 12- يوفر العديد من الوسائل المرئية كالصورة وأفلام الفيديو التي تعرض أثر الحالة النفسية على أداء اللاعب أثناء المباريات بهدف تحليلها ، حيث إن البطولات العالمية والأولمبية فيها العديد من الدروس والتي يمكن الاستفادة منها بشكل فاعل وذلك من خلال عرض مواقف نفسية سلبيه تعرضت لها بعض الفرق العالمية وأدت إلى خسارتها كذلك عرض مواقف نفسية إيجابية تعرضت لها بعض الفرق الأقل شهرة أدت إلى تغيير النتيجة والحصول على نتائج مبهرة . 13 - يتعامل مع بعض الحالات الفردية للاعبين الذين يعانون من ضغوط نفسية تصل إلى الاحتراق النفسي الناجم عن الارهاق البدني والانفعالي الذي قد يتعرض له اللاعبون من كثرة التدريبات والمباريات ، مما يشعر اللاعب بالملل وعدم الرغبة في العطاء . 14- يقدم الحلول والطرائق الصحيحة المناسبة لعلاج أو لتفادي بعض المشاكل العارضة كزيادة الوزن أو الاضطربات الغذائية التي يتعرض لها اللاعبون خاصة بعد الاصابات والانقطاع عن التدريبات والناتجة من زيادة في إفرازات هرمون الأدرينالين الذي يجعل اللاعب في حالة من إرتفاع ضغط الدم المستمر نتيجة الاصابة . 15- يوفر الاستشارات النفسية لجميع أعضاء النادي أو الفريق والتي لاتقتصر على الضغوط والمشكلات النفسية في مجال الرياضة فقط وإنما تتعداها إلى ضغوط الحياة العامة التي يتعرض لها اللاعبون أو أعضاء النادي مثل حالات الكآبة والحزن والوفاة والخلافات العائلية والمشكلات النفسية الأخرى التي تسبب ضغوط الحياة بصفة عامة . العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية - www.sport.ta4a.us |