Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > علم النفس الرياضى > السلوك العدواني السلوك العدواني
|
السلوك العدوانيمفهوم السلوك العدواني : السلوك : (( هو كل ما يصدر عن الانسان من نشاط داخلي من حالات شعورية كالتفكير والتخيل والرغبة والشعور بالارتياح او الانضباط ، ويشمل كل ما يفعله الانسان وكل ما يشعر به و كل ما يفكر به ))([1]). السلوك العدواني : (( سلوك اما يدفعه الاحباط او الغضب وهو رد فعل غريزي يتهذب بالتعليم او يدفعه التلذذ في ايذاء الاخرين وهو نوع من العنف يتسبب في الالم لفرد اخر ، او التلف لأشياء تخص المعتدي او شخص غيره ))([2]) . الـعــدوان: تقابل كلمة العدوان في اللغة العربية كلمة aggression) ) في اللغة الانكليزية إلا أن الكلمة الأخيرة تحمل أكثر من مفهوم العدوان في اللغة العربية حيث تشتمل على سلوك الإقدام والمبادرة فضلا عن العدوان. العدواني من الألفاظ التي نستعملها في حياتنا اليومية حكماً على تصرف ما أو على لفظ معين كأن تقول أن فلاناً عدواني أو قام بسلوك عدواني.([3]) ففي اللغة العربية ((يعني العدوان الظلم ، فالتعدي مجاوزة الشيء إلى غيره فيقال (عده تعدية فتعدى ) أي تجاوز)).([4]) فالعدوان من قولنا عدا فلان عدواً وعدواناً وعدا أي ظلم جاوز فيه القدر ، والعادي الظالم يقال فلان عدو فلان وفلان عدوك وهم عدوك ، وهما عدوك وفلانة عدوة فلان وعدو فلان أي أن العدوان مصطلح يأتي بمعنى الظلم كما في قوله تعالى (( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الآثم وَالْعُدْوَانِ )) أي لا تعاونوا على المعصية والظلم.
وقد يرد العدوان بمعنى التجاوز ((قال تعالى في سورة البقرة وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا )) وقيل في معناه :لا تقاتلوا غير من أمرتم بقتاله ولا تعتدوا أي لا تتجاوزوا إلى قتل النساء والأطفال 0وضمن مفردات علم النفس فالعدوان يعني أفعال ومشاعر عدائية وهو حافز يستثيره الإحباط أو تسببه الإثارة الغريزية وهو هجوم وفعل معاد موجه نحوه شخص أو شيء. فالعدوان سلوك يصحب الغضب والغضب يسبق العدوان.([5])
v ولا بد من التفريق بين مصطلح العدوان ومصطلحات اخرى ترتبط به مثل ( الغضب, العنف, العداء). الغضب (Anger): يعني حالات داخلية تتصف بجوانب معرفة خاصة واحساسات وردود أفعال فسيولوجية وسلوك تعبيري معين وهي تنزع للظهور فجأة ويصعب التحكم بها.
والعنف Violence)) )): هو الاستخدام غير المشروع أو غير القانوني للقوة بمختلف أنواعها بين لاعبي الفريقين المتنافسين0
أما العداء او العدائية :(( Hostility)) فيعني النزوع إلى تمني إيقاع الأذى بالآخرين0([6])
تعريف العدوان : لا يوجد تعريف محدد للعدوان لان هناك تعريفات كثيرة تناولته في عشرات الكتب والاطاريح فتارة نجده ناتج عن استعداد أو غريزة لدى البشر وأخرى نجده نتيجة للإحباط الذي يصاحب به الفرد وغيرها نجده سلوكا متعلما من البيئة وتقليد الاخرين المشكلات التي تواجه تعريف العدوان هو عدم التمكن بعض الأحيان من تحديد خط فاصل بين العدوان الذي يمكن أن يتحمله الإنسان ويتجاوز عنه وبين العدوان الضروري للبقاء واستمرار حياته أو العدوان المدمر و المخرب.([7]) ومن التعريفات التي تناولت العدوان هي: العدوان هو: الحاجة إلى المهاجمة أو ألحاق الضرر بشخص أخر وهو محاولة التحقير وإلحاق الاذى والمعاقبة . ((موراي muray )) السلوك العدواني هو سلوك أعمال ايذائية تبدأ بالتصميم لعمل ايذائي (( فيشر fisher )). أما محمد حسن علاوي 1979 فعرفه (( بأنه التغلب على المعارضة بالقوة ، انتقاد الآخرين علناً ، الميل إلى لوم الآخرين والتنتر عليهم )).([8]) وقد عرفة العدوان ((الدكتور عامر سعيد الخيكاني )) العدوان : (( هو كل فعل أو فكرة يكون فحواه أو فحواها الأذى النفسي أو البدني أو المادي الموجه للغير والذات أو لكليهما معا ويكون التعبير عنه بأشكال مختلفة تبعا لثقافات الفرد التي تعلمها في حياته . وقد عرفة العدوان في رياضات المنافسات أيضا ((الدكتور عامر سعيد )) هو الفعل أو الفكرة الصادران من الرياضي بمفرده أو مع زملائه والضاران بالنفس أو الغير أو بكليهما معا وهذا العدوان يحدث بفعل مثير معين ويتم التعبير عنه بأشكال مختلفة حسب خبرة الرياضي التي اكتسبها من المحيط )).([9]) ويرى الباحث بان العدوان: هو سلوك او غريزة يحرك سلسلة من الانفعالات العدوانية المراد منها وقوع اذى معين بفرد اخر او بنفسه . أنواع العدوان : يمكن تقسيم العدوان في مجال التنافس بين الفرق الرياضية على نوعين مهمين على أساس الهدف منه أو على أساس النتيجة المتوقعة من أداء السلوك العدواني وعلى النحو التالي.([10]) 1. العدوان العدائي Hostile Aggression 2. العدوان الوسيلي Instrumental Aggression اولاً: العدوان العدائي: هو السلوك الذي يحاول فيه الفرد إصابة كائن حي أخر لإحداث الألم أو الأذى أو المعاناة للشخص الأخر وهدفه التمتع والرضا بمشاهدة الأذى والألم أو المعاناة التي لحقت بالفرد المعتدي عليه كنتيجة لهذا السلوك العدواني ويلاحظ السلوك العدواني في هذه الحالة بأنه غاية في حد ذاته . وتكون غاية السلوك العدواني إيذاء الخصم ، و ألحاق الأذى أو الضرر فعلا يفرض إيذاء الخصم بدنيا أو نفسياً مع الشعور بالتمتع والرضا نتيجة ذلك . مثلاً ضرب لاعب كرة القدم بساقه أو ضرب المنافس أو دفعه باليدين للسقوط والاعثار وتحقيق خسارة حقيقية لفريق الخصم.
ثانياً: العدوان الوسيلي: يقصد به السلوك الذي يحاول إصابة كائن حي أخر لإحداث الألم والأذى أو المعاناة للشخص الأخر بهدف الحصول على تعزيزاً أو تدعيم خارجي مثل تشجيع الجمهور أو رضا الزملاء أو أعجاب المدرب وليس بهدف مشاهدة مدى معاناة المعتدى عليه ، يكون السلوك العدواني في هذه الحالة وسيلة لغاية معينة . ومنهم من يضيف نوع اخر حسب الاسلوب ويقسم الى: ([11])
ويذهب ( سيلفا Silva) (1980) و( اورليك Orlick ) (1979) في محاولة لتفسير العدوان في المجال الرياضي حيث تأتي في مقدمة هذه المحاولات هي:([12]) السلوك الايجابي والسلبي: وقد الغى عامر سعيد هذه المحاولة في كتابه سيكلوجية كرة القدم واطلق علية بالسلوك الجازم.
بالسلوك الجازم Assettive Behavior : ويقصد به في مجال علم النفس الرياضي نوعاً من السلوك البدني و اللفظي الذي يقوم به اللاعب أثناء المنافسة الرياضية والذي يتميز بالقوة والشدة والحزم والتصميم والكفاح وإظهار مقدرة وطاقة بدنية فائقة من اجل تحقيق الفوز كما انه لا يخرج عن القواعد والقوانين الخاصة باللعبة أو الرياضة.
كما تطلق عليه بعض الدراسات المعاصرة بـ (( السلوك الجاد)) ويسمى( بالسلوك الجازم) أو (السلوك الحتمي) والفرق بين العدوان السلبي والعدوان الايجابي (السلوك الجازم) هو في نقطتين أساسيتين: 1. لا يتم بقصد إيقاع الأذى باللاعب المنافس والخصم ، بل انه ذو هدف محدد ، وهو الكفاح للاستحواذ على الكرة أو منع تسجيل هدف محقق . 2. لا يخرج السلوك الحاد عن القواعد والقوانين الخاصة باللعبة والخلق الرياضي .
v ويصف كل من (جاك و جودي) (Jack & Judy) السلوك الجازم بما يأتي:([13]) · زيادة الدافعية. · زيادة الطاقة البدنية. · عدم الخوف من الفشل. · عدم الخوف من حدوث الإصابة.
v العدوان كسمة وكحالة : أشار العديد من الباحثين في مجال علم النفس إلى انه يمكن تقسيم العدوان في ضوء عامل الموقف إلى نوعين هما : v العدوان كسمة Trait Aggression v العدوان كحالة State Aggression تفسر سمة العدوان على أساس الفروق الفردية الثابتة نسبياً والمميزة للشخصية من حيث اختلاف الناس في نزعتهم نحو السلوك العدواني في مواقف متعددة ومختلفة ، أما حالة العدوان فهي حالة انتقالية أو وقتية لدى الفرد وتختلف في شدتها وتتغير من وقت لأخر . أن الفرق بين كل من سمة العدوان وحالة العدوان هو عندمــا نقول أن ((فلان عدواني )) فقد تعني هذه العبارة أن فلان عدواني ألان أي في هذه اللحظة بالذات أو في الموقف أو في هذه الحالة وعندئذ نقصد بذلك العدوان كحالة0 كما قد تعني العبارة السابقة انه شخص يتصف بالعدوانية كظاهرة في سلوكه في العديد من المواقف ، وعندئذ فإننا نقصد بذلك العدوان كسمة0 وقد يبدو العدوان كسمة لدى الإفراد الرياضيين الذين يتصفون بالسلوك العدواني في عدد كبير نسبياً من المواقف سواء في مواقف المنافسات الرياضية أو في أثناء تعاملهم مع الآخرين في الحياة اليومية 0 كما قد يبدو العدوان كحالة لدى الأفراد الرياضيين الذين يلاحظ عليهم الأداء العدواني في مواقف المنافسة الرياضية في حين نجد أنهم نادرا ما يقومون بمثل هذا السلوك في مواقف أخرى في الحياة اليومية0 ويعرف (( كوكس Cox )) (1994) هذا النوع من العدوان على انه عدوان موقفي 0 أي يرتبط بموقف نوعي معين ولا يرتبط بموقف أخر.([14])
v النظريات التي فسرت السلوك العدواني : أن استعراض النظريات الأساسية التي فسرت العدوان يساعد كثيرا في تفسير هذه الظاهرة من خلال مدارس عديدة منها مدرسة التحليل النفسي ، ومدرسة علم النفس الفسيولوجي ، والمدرسة السلوكية في تفسير السلوك العدواني.
اولاً: نظرية الغرائزInstinctual Theory)): يعد( مكدوكل ) العدوان بأنه غريزة المقاتلة حيث يكون الغضب هو الانفعال الذي يعبر عن هذه الغريزة ، والغريزة عنده ليست مكتسبة وإنما استعداد فطري وأعطى أهمية الاكتساب في سلوك الكائن الحي ، لان الغرائز قابلة للتحويل بتأثير خبرة الفرد وتعلمه وتجاربه وذكائه وشدة اتصاله بالبيئة . وافترض ( فرويد ) Freud بان لدى الإفراد رغبة لاشعورية في الموت ، وان ثمة مكوناً أساسيا مهماً لغرائز الموت هو دافع الاعتداء وهو عبارة عن الرغبة في الموت موجهة أو محولة نحو أشياء غير الفرد نفسه ، ويرى فرويد أن دافع الموت يجبرنا على أن تهدم وتقهر وتقتل ، وقد صار فرويد في أخر الأمر يعد العدوان جزءاً مهماً من الطبيعة البشرية كأهمية الجنس.([15]) كما أشار كل من (الدرمان Alderman ) (1979) و ( فشير Fishe ) (1986) إلى أن هذه النظرية تحمل في طياتها من الدراسات والبحوث في مجال سلوك الإنسان.([16])
أما بالنسبة لكبح السلوك فيعتقد لورنز أن بالإمكان السيطرة على العدوان من خلال إتاحة الفرص للإنسان لتفريغ طاقته العدوانية عن طريق مثيرات العدوان التي تعمل عمل الإصبع في الضغط على الزناد فتطلق الطاقة وتتفرغ من سلوك عدوان ومتغيرات العدوان داخل البيئة تعمل كمفاتيح لإطلاق الطاقة الغريزية العدوانية.([17])
ثانياً: نظرية الاحباط ــــ العدوان Frustration Aggression Theory)): يحصل الإحباط عند الإنسان عندما تنشأ عقبة تمنع الفرد من الوصول إلى هدفه ، أو لتحقيق حاجة لديه أو رغبة عنده أو توقع أو عمل شيء , والعدوان هو احد ردود الأفعال الطبيعية للإحباط , قدم هذه النظرية مجموعة من الباحثين في مجال علم النفس ، كل من (دولارد Dollard وميلير Miller ودوب Dob و سيرز Sears ) , بأن الإحباط هو العامل الأساس والأول والأخير في العدوان ، ويرى أصحاب هذه النظرية أيضا أن العدوان لا يصدر عن غريزة ، بل يكون في العادة نتيجة إحباط سابق ، أو توقع لهذا الإحباط , كما تستند هذه النظرية إلى فرضية هامة هي إن العدوان يحدث دائماً نتيجة للإحباط ، كما أن الإحباط لا يؤدي دائماً إلى العدوان .([18]) واقترح بيركوفز Brekowitz أن الإحباط واحد من مسببات كثيرة أخرى للعدوان. وقد أشار باندورا Bandora (1967) و داين Diane (1978) إلى أن الفرد المحبط في الغالب يقوم بأفعال عدوانية أكثر من الأفراد الذين لا يمرون بمواقف إحباطية.([19]) ويفترض بيركوفز Berkowits أن الإنسان لا يعتدي إلا أذا غضب وتهيج وأسباب غضبه كثيرة منها الإحباط ، الاهانة ، الظلم ، الجوع ، النقد ، الضوضاء ، الحرارة وللتأكد من صحة هذه الفرضية أجرى بيركوفز وجماعته عدة تجارب لغرض دراسة القيمة العدوانية في العلاقات البيئية . وقدمت العديد من الدراسات دعمها فرضية الإحباط – العدوان ، فإذا ما كانت هذه النظرية صحيحة ، فأن المرء يتوقع أن يجد الظروف التي تنتج الإحباط و يجب أن تزيد أيضا في حدوث العدوان . وقد قام بيركوفز Barkowitz (1993) بإعادة صياغة هذه النظرية وأشار إلى أن الإحباط قد لا يستدعي بالضرورة السلوك العدواني ولكنه قد يسهم في زيادة استعداد الفرد للعدوان ، كما أن استجابة العدوان للإحباط يمكن تعديلها بالتعلم ، أي أن الفرد يمكن أن يتعلم عدم الاستجابة للعدوان كنتيجة للإحباط .([20]) ويرى الباحث أن هذه النظرية قد توضح بعض أنواع السلوك العدواني في مجال التنافس بين الفرق الرياضية وخاصة عندما يقوم الحكم في كرة القدم باحتساب خطا مصحوب بإنذار أو غير مصحوب بإنذار في بداية المباراة أو ضمن وقت الشوط الأول فيظهر هنا على ألاعب الذي احتسب عليه الخطأ الإحباط مما يجعل سلوكه عدوانيا داخل الملعب.
ثالثاً: نظرية التنفيس (تفريغ الانفعالات المكونة) Gath arsis theory: التنفيس في مجال علم النفس تفريغ أو أطلاق المشاعر أو الانفعالات المكونة عن طريق التعبير عنها أو التسامي بها الأمر الذي يؤدي إلى تفريغ أو تخفيف هذه المشاعر او الانفعالات نظراً لان كبتها يسبب حدوث بعض الاضطرابات النفس-جسمية . يعد فرويد (Freud 1930) من أوائل العلماء الذين اعتقدوا أن الطاقة العدوانية في الجسم يجب أن تتحرر بطرائق مقبولة اجتماعياً وبكميات صغيرة فإذا لم تتحرر بهذا الشكل سوف تتراكم وتتحرر بطرائق متطرفة غير مقبولة اجتماعياً حيث تؤكد هذه النظرية على أن العمل البدني سينفس عن النزاعات العدوانية وسيكون علاجاً وقتياً ينتج عنه توازن نفسي مفيد.
رابعاً: نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning theory: يفسر أصحاب هذه النظرية ( البرت باندورا) وزملاءه ، السلوك العدواني بأنه سلوك متعلم ومكتسب ، وليس غريزيا ، وتتعامل هذه النظرية مع العدوان بوصفه سلوكا اجتماعيا وهو ناتج عن خبرات مكتسبة بدأت في الطفولة المبكرة ، وتخضع لمعايير سلوكية منها العقاب والثواب والتعزيز. فيوضح باندورا 1973 Bandura أن المبدأ الأساسي لنظرية التعلم بالوسائل عندما بين أن دعم ومكافأة سلوك معين يؤدي إلى احتمالية تكرار هذا السلوك في المستقبل أي أذا تصرف الفرد بعدوانية وتسلم مكافأة لسلوكه هذا فانه يكرر سلوكه العدواني في مناسبة أخرى .([21]) فالشخص الذي يلاحظ غيره وهو يقوم بالاعتداء ثم يكافأ على اعتدائه فان من المتوقع أن تبرز العدوانية لدى الشخص الملاحظ لاسيما الأفعال المرتبطة بالمشاعر السارة وبالعكس فان النموذج المعاقب على أفعاله العدوانية فأنه من المتوقع أن تنخفض لديه الميول العدوانية لارتباطها بمشاعر عدم الارتياح.([22]) أما مبدأ التعلم بالمشاهدة فقد افترض(بندر وروس Bandure and Ross) أن الأطفال يتعلمون من أفلام التلفاز والسينما ومن القصص التي يقرؤونها ومن الحكايات التي يسمعونها ، حيث يحصلون على نماذج السلوك العدواني التي يقلدونها أو يحصلون على المعلومات التي تمكنهم من الاعتداء على غيرهم أو على أنفسهم . كما يعتقد سيلفا (Silva ) أن دعم الإدارات الرياضية واستحسان الزملاء والجمهور والتغطية الإعلامية وقواعد الألعاب تعزز السلوك العدواني في الملاعب وعند الوسط الرياضي ، كما أن اتخاذ الآخرين نماذج مثالية يقتدي بها أبطال رياضيون يسلكون هذا النوع من السلوك يؤدي إلى تعلمه واحتمالية تكرار أعمال العنف والشغب والعدوان في الرياضة.([23]) لذلك تعد نظرية التعلم الاجتماعي من النظريات التي اهتم بها علماء النفس الرياضي حديثاً ، وهي لها علاقة وطيدة ، بل أنها أساسية وذات أهمية كبيرة في النشاط الرياضي ومستوياته ، إذ أنها تذهب إلى أن السلوك العدواني ، هو سلوك اجتماعي مكتسب يتعلمه اللاعب كما يتعلم أي نوع من أنواع السلوك البشري الأخرى .
وقد أشار(( البرت بانديورا)) إلى أن نظرية التعلم الاجتماعي تأسست على جانبين رئيسيين هما : 1- النمدجة أو القدوة modeling 2- التعزيز الاجتماعي social reinforceme
خامساً: نظرية الفسيولوجيةPhysiological theory : يؤيد كثير من الباحثين أن العنف جزء أساسي في طبيعة الإنسان ، وانه التغيير الطبيعي لعدة غرائز ، لان كل العلاقات الإنسانية ونظم المجتمع وروح الجماعة يحركها من الداخل هذا الشعور بالعدوان ، بل أن العدوان هو القوة وراء القدرات الخلاقة والذكاء. كما أن لهذه النظرية فرضية أساسية وضعها العالم موير Moyer عندما ذكر أن هنالك شبكة عصبية موروثة في الدماغ تعمل بحضور مثيرات معينة ناتجة سلوكاً عدوانياً تجاه هذه المثيرات . كما وضح أن هنالك أساليب فسلجية لأشكال العدوان ، وقد تمكن من أن يميز سبعة نماذج عصبية هرمونية معتمداً فيما أذا كان السلوك خارجياً أو داخلياً ( ذاتياً ) أو سريع الإثارة أو بسبب الخوف ( له علاقة بالملكية الخاصة ) موروثاً من قبل الأم او وسائلياً. ([24]) كما قدم فيشر (Fisher 1976) ثلاث طرائق لقطع Shaeeoff الأساسيات العصبية للعدوان هي. ([25]) 1. إجراء عملية في الشبكة العصبية التي تسيطر على العدوان . 2. إضعاف الشبكة العصبية التي تسيطر على العدوان لمعالجة آلية ميكانيكية غدد صماء معينة. 3. الإثارة الكهربائية للشبكة العصبية التي تمنع العدوان والغضب .
v أسباب السلوك العدواني في الرياضة:([26]) يمكن تصنيف العوامل التي تتسبب في ظهور السلوك العدواني للاعبين إلى ثلاث فئات هي: 1- العوامل المرتبطة بخصائص الأنشطة الرياضية . 2- العوامل المرتبطة بخصائص المنافسة الرياضية . 3- العوامل المرتبطة بخصائص اللاعب الرياضي.
v العوامل المرتبطة بخصائص الأنشطة الرياضية: الأنشطة الرياضية تحمل بين طياتها خصائص نفسية تشجع العدوان ، وان هناك أنشطة رياضية تتميز بدرجة عالية من العدوانية التي تسمح قوانينها وقواعدها بالاحتكاك المباشر والاشتباك والالتحام والضرب مع المنافس وان هذه الأنشطة الرياضية من المحتمل أن تجذب نحوها الأفراد الذين يتميزون بدرجة عالية من العدوانية. وعليه يمكن تصنيف الأنشطة الرياضية على أساس درجة العدوانية وحدود القواعد والقوانين إلى خمس فئات وكما يأتي : 1. أنشطة رياضية تشجع العدوان المباشر: أن قواعد وقوانين هذه الأنشطة تشجع العدوان البدني المباشر نحو المنافس بدرجة كبيرة عن طريق الاشتباك والالتحام وبتوجيه الضربات مثل الملاكمة ، المصارعة ، الكاراتيه. 2. أنشطة رياضية تشجع العدوان المباشر بدرجة محدودة: حيث تسمح قواعدها وقوانينها بالاحتكاك المباشر مع المنافس وعلى نطاق محدد مثل كرة اليد ، القدم ، السلة . 3. أنشطة رياضية تتميز بالعدوان غير المباشر: وتسمح قواعدها وقوانينها بتوجيه الاستجابات العدوانية نحو المنافس بشكل غير مباشر مثل كرة الطائرة ، كرة المضرب مع الأداة . 4. أنشطة رياضية تتميز بالعدوان الموجه نحو الأداة: حيث تتميز قواعدها وقوانينها بالأداة المتوازي مع المنافس Parallelsports مثل الجولف. 5. أنشطة رياضة لا تتضمن العدوان المباشر وغير المباشر: حيث لا تتطلب استجابات عدوانية سواء من المنافس أو الأداة مثل التمرينات الحرة .
ثانيا: العوامل المرتبطة بخصائص المنافسة الرياضية :([27]) أن للمنافسات الرياضية وما توفره من ظروف وانطباعات لدى اللاعبين الأثر البالغ في ظهور السلوك العدواني فهي توفر وتحمل خبرة نجاح بعضهم وخبرة فشل بعضهم الآخر والإحباط المتولد جراء ذلك تجعل الرياضي اكثر تهيأً لظهور العدوان ولو أخذنا دراسة (فولكامر) التي حللت اكثر من ( 1800 ) مباراة بكرة القدم نرى أن أهم العوامل المسببة للسلوك العدواني هي: 1- المكسب والخسارة: أكدت النتائج أن " الخاسرين يميلون إلى إبداء مستويات عالية من العدوانية بعد المباريات من تلك التي يبديها الفائزون. 2- تقارب النتائج : أن العدوان يقل عندما تكون نتيجة المباراة متقاربة جدا بين الفريقين . 3- تباين النتائج: أظهرت نتائج الدراسة أن العدوان يقل حدوثه عند تسجيل أهداف كثيرة. 4- ترتيب الفريق: الفريق أو اللاعب الذي يحتل المؤخرة يظهر قدرا اكبر من السلوك العدواني عن اللاعب أو الفريق الذي يحتل المقدمة. 5- مكان المنافسة: أثبتت الدراسة أن الفرق الفائزة ( التي تلعب خارج ملعبها ) تلعب بعدوانية اكثر من تلك الفرق التي تلعب على ملعبها. 6- أهمية المباراة: أن المباراة التي تكتسب الأهمية والحساسية في نتيجتها تكون اكثر عرضة للعدوان والانفعال. 7- وقت المباراة: عندما يتغلب التعب ويتمكن من اللاعب أو الفريق يجعله عاجزا عن مجاراة الخصم ويؤثر ذلك في تعجيل ظهور العدوانية ضد المقابل. 8- الصحفيون ووسائل الأعلام: تؤثر وسائل الأعلام تأثيراً كبيراً في وجود السلوك العدواني وكذلك عملية الحد من ذلك فالأخبار والمقالات الصحفية والنقد اللاذع له الأثر وكذلك التوجيه والتأثير والتثقيف إيجابيا بذلك.
ثالثا : العوامل المرتبطة بخصائص اللاعب الرياضي:([28]) قد تختلف شخصية الرياضي عن شخصية زميله في الفعالية نفسها وهذا الاختلاف يؤدي إلى فروق فيما بينهم قد تشتمل على التعامل مع مثيرات العدوان والاستجابة لها. فكل رياضي يتعامل مع هذه المثيرات وفق ما يحمله من خصائص شخصية قد تدفعه للسلوك العدواني أو لا تدفعه وهي كالآتي: أ- الاستثارة الانفعالية: حيث يتميز كل فرد بمستوى معين لشدة الاستجابة نحو المواقف التي يقابلها فهناك من يستجيب بشدة انفعالية عالية مما يؤهله أكثر من غيره لسلوك العدوان. ب- الاتجاه النفسي نحو المنافس : أظهرت نتائج الدراسات ان الصيغة التي يدرك اللاعب بها منافسه ونواياه، تؤثر في سلوكه نحو ,فالإدراك السلبي او الاتجاه السلبي للاعب نحو منافسه يزيد من احتمال السلوك العدواني نحو المنافس. ت- الخوف من الانتقام (الثأر): أشارت بعض الدراسات الى ان اللاعب الذي يتوقع ان يقابل سلوكه العدواني بعدوان مضاد او عقاب شديد سوف يراجع نفسه قبل الإقدام عليه، وهذا يعني ان سلوكه العدواني قد تحدد نتيجة الخوف من انتقام المنافس. ث- الحالة البدنية والمهارية: حيث ان لضعف اللياقة البدنية وضعف المهارة دور كبير في السلوك العدواني للاعب. الفروق بين الجنسين: تبين نتائج البحوث ان الذكور أكثر عدوانية من الإناث ويرجع تفسير ذلك الى عوامل التنشئة الاجتماعية التي تفرض على الإناث قيودا أكثر في السلوك. المصادر
· عامر سعيد الخيكاني : علم النفس الرياضي , ط1 , النجف الاشرف , دار الضياء للطباعة والتصميم , 2015. · عامر سعيد الخيكاني وآخرون: علم النفس الرياضي، ط2، النجف، دار الضياء للطباعة والتصميم، 2016. · ابو طالب محمد سعيد : علم النفس الفني ، وزارة التعليم العالي ، جامعة بغداد ، كلية الفنون الجميلة ،1990 . · ابن الفضل جمال الدين محمد بن منظور المصري : لسان العرب مادة (عدا) ،ط1،بيروت ، دار صادر ،مج15. · اسامة كامل راتب : علم النفس الرياضي ،ط1، القاهرة ،دار الفكر العربي ، 1995 . · اسامة كامل راتب : علم نفس الرياضة المفاهيم – التطبيقات ، ط3، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 2000 . · جمال محمد الخطيب : تعديل سلوك الاطفال المعوقين ، عمان ، الاردن ، دار اشرف للطباعة والتوزيع ، 1993 . · جابر عبد الحميد وآخرون , معجم علم النفس والطب النفسي. دار النهضة العربية. القاهرة. 1988م . · جمال الخطيب, تعديل السلوك الإنساني، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ،2003م . · صباح حنا هرمز ، يوسف حنا ابراهيم : علم النفس التكويني ، الموصل ، دار الكتب للطباعة والنشر ،1988. · سعد محسن : السلوك العدواني في الرياضة ، بحث مقدم الى المؤتمر الاول لكليات التربية الرياضية في العراق ،1985. · سكنر ، داون : نظريات الشخصية ، ترجمة حمد ولي الكريولي ،مطبعة جامعة بغداد ،1983. · محمد حقي الفت : علم النفس المعاصر ، نشأة المعدن ، الاسكندرية ،1983. · محمد بن ابي بكر بن عبد القادر الرازي : مختار الصحاح (عدا) ، الكويت ، دار الرسالة ،1983. · محمد حسن علاوي : سيكولوجية الجماعات الرياضية ، مركز الكتاب للنشر ،ط1 ، القاهرة ،1998. · محمد جاسم عرب وحسين علي كاظم : علم النفس الرياضي، ط1،النجف الاشرف، دار الضياء للطباعة ،2009. · .severy ,H: Acotemary Iutroduction to social Psychology John willey sone , New York ,1976,P:278.2.
· Zillman ,D.Hostility and Aggression , New York ,1979,P233. · Bandura , A,Ross,Dand Ross ,S,Transmiss iou of Aggession Teory lmitation of Aggressive models , Journal of abnormal and social psychology ,Vol 636 ,1961,P,575-582.
[1] ابو طالب محمد سعيد : علم النفس الفني ، وزارة التعليم العالي ، جامعة بغداد ، كلية الفنون الجميلة ،1990،ص20 [2] محمد حقي الفت : علم النفس المعاصر ، نشأة المعدن ، الاسكندرية ،1983،ص79. [3] عامر سعيد الخيكاني: علم النفس الرياضي , ط1 , النجف الاشرف , دار الضياء للطباعة والتصميم , 2015 , ص281. [4] محمد بن ابي بكر بن عبد القادر الرازي : مختار الصحاح (عدا) , الكويت , دار السلام , 1983 , ص 419. [5] ابن الفضل جمال الدين محمد بن منظور المصري : لسان العرب مادة (عدا) ،ط1،بيروت ، دار صادر ،مج15،ص33. [6] عامر سعيد الخيكاني: ( المصدر السابق) . 2015 , ص 281. [7] اسامة كامل راتب : علم النفس الرياضي ،ط1، القاهرة ،دار الفكر العربي ، 1995،ص207. [8] محمد حسن علاوي : سيكلوجية الجماعات الرياضية ، مركز الكتاب للنشر ،ط1 ، القاهرة ،1998،ص137. [9] عامر سعيد الخيكاني : (مصدر سبق ذكرة) , ص 282. [10] محمد حسن علاوي : ( مصدر سبق ذكرة ) , ص 122ــ 123. [11] جمال الخطيب: تعديل السلوك الإنساني، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ،(2003م) , ص33. [12] اسامة كامل راتب : (مصدر سبق ذكره) , ص 207 ــ 208. [13] محمد حسن علاوي : ( مصدر سبق ذكره) , ص 127. [14] اسامة كامل راتب : ( مصدر سبق ذكره) , ص 208. [15] سكنر ، داون : نظريات الشخصية ، ترجمة حمد ولي الكريولي ،مطبعة جامعة بغداد ،1983،ص22. [16] محمد حسن علاوي : ( مصدر سبق ذكرة) , ص 129. [17] سكنر ، داون : )المدر السابق) ، ص22. [18] محمد حسن علاوي : (مصدر سبق ذكرة) , ص 129. [19] صباح حنا هرمز ، يوسف حنا ابراهيم : علم النفس التكويني ، الموصل ، دار الكتب للطباعة والنشر ،1988،ص486.
[21] سعد محسن : السلوك العدواني في الرياضة ، بحث مقدم الى المؤتمر الاول لكليات التربية الرياضية في العراق ،1985،ص485. [22] )2 Zillman ,D.Hostility and Aggression , New York ,1979,P233 3 Bandura , A,Ross,Dand Ross ,S,Transmiss iou of Aggession Teory lmitation of Aggressive models , Journal of abnormal and social psychology ,Vol 636 ,1961,P,575-582 [24] احمد عكاشة : علم النفس الفسيلوجي ، كلية الطب ،ط3، جامعة عين شمس ، دار المعارف المصرية ،1975،ص182. 2 Moyer .K.E:Kind of Aggression and their physiological basis, communication inbehavoral Biology ,Vol,Z,1968,P65,87. [26] اسامة كامل راتب : علم نفس الرياضة المفاهيم – التطبيقات ، ط3، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 2000،ص212-214. [27] - محمد جاسم عرب وحسين علي كاظم : علم النفس الرياضي، ط1،النجف الاشرف، دار الضياء للطباعة ،2009، ص126. [28]- عامر سعيد الخيكاني وآخرون: علم النفس الرياضي، ط2، النجف، دار الضياء للطباعة والتصميم، 2016, ص281 العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية - www.sport.ta4a.us |