Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > علم النفس الرياضى > سيكولوجية الرياضى مع تركيز على كرة اليد


سيكولوجية الرياضى مع تركيز على كرة اليد


6 مارس 2017. الكاتب : Tamer El-Dawoody

سيكولوجية الرياضي
مع تركيز خاص على كرة اليد

الهدف – أداة لازمة لكل من المدرب واللاعب والفريق.

بالنسبة للعديد من لاعبي كرة اليد نجد أن هدف ودوافع ممارسة كرة اليد تكون في البداية مفهومة ومرئية لكل من اللاعب والمدرب وللفريق.

على كل، هذا لا يغير من واقع أن قد يكون هناك فارق كبير بين موقف ووجهة نظر اللاعب تجاه التدريب والمباراة خاصة وأن اختلاف مستويات دوافع ومواقف اللاعبين تظهر بكل وضوح أثناء الأزمات.

وبالتالي، فمن المهم بالنسبة لكل من المدرب ولاعبي الفريق أن يوفر لديهم مفهوم واحد ووعي موحد تجاه هدف ودافع المدرب واللاعبينحتى يتم الحصول على نتيجة جيدة سواء على مستوي الروح الرياضية أو على المستوي الإنساني.

يجب أن يوضع اختيار وقت التدريب وكثافته – والتوافق الاجتماعي بين أفراده وتشكيل الفريق بأفضل طريقة ممكنة بحيث يتمشي مع هدف وموقف اللاعبين تجاه لعبة كرة اليد.
 

 يمكن أن يستفيد معظم اللاعبين والفرق والمدربين جيدا من خلال الاستخدام السليم للوقت للجهد لتوضيح أهداف الفريق وكذلك أهداف وطموحات كل لاعب. سوف تولد هذه الإيضاحات ظروف أفضل لزيادة الوعي حول إمكانيات وحدود الفريق و كل واحد من لاعبين.

ومن المناسب التعامل مع أهداف الفريق وأهداف كل لاعب به بموضوعية ومنهجية وشمولية في شكل حوار بناء يكون بين المدرب والفريق. ويمكن أن يتم هذا الحوار على سبيل المثال من خلال الاجتماعات العادية مع اللاعبين أو المحادثات الشخصية بين المدرب وكل لاعب على حدي.

من ناحية أخري، يعتمد النموذج الذي تم اختياره كثيرا على سن وجنس ودرجة طموح اللاعبين. ومن أهم الأهداف التي تتحقق من خلال هذه الحوارات المفتوحة بين المدرب والفريق هو تحقيق تفهم أفضل بين اللاعبين خاصة تجاه هدف ودافع كل لاعب مقارنة بأهداف ودوافع الفريق وحجم التدريب وكثافته لكل واحد من اللاعبين.

 من المهم بأنه بعد تحديد الاعتبارات الخاصة بالأهداف أن نجد أن هناك عديد من مختلف المواضيع التي تظهر وسيتم التعامل معها في الأجزاء التالية.

الهدف المحدد للفريق بالكامل ولكل لاعب فيه

يجب أن يشمل الهدف الأول على الهدف الجماعي فضلا عن العنصر الشخصي. من الضروري في الرياضة الجماعية أو رياضة الفرق مثل لعبة كرة اليد أن يكون لدي اللاعبين فكرة مشتركة حول نية اللعب في نفس الفريق.

يجب أن يكون الهدف محدد بدقة وواضح لجميع اللاعبين والمدرب على حد سواء وهو الأمر الذي سيحسن التفاهم ويدفع اللاعبين للتعاون. وينبغي أن تشمل أهداف المشتركة للفريق كل من حبهم لممارسة الرياضة إضافة إلى العناصر الاجتماعية. علاوة على ذلك، نجد أن هناك ميزة في إدراج الأهداف الشخصية داخل الهدف المشترك وهي أهداف محددة أكثر تجاه كل واحد من اللاعبين.

 علاوة على ذلك، لا بد من وجود توافق وتطابق بين الهدف المشترك للفريق والأهداف الشخصية لكل لاعب واحد.

في مجال رياضة الفرق مثل لعبة كرة اليد، بصفة دائمة يجب أن يكون للهدف الجماعي للفريق بالكامل أولوية أعلى عن الأهداف والمصالح الفردية. قد تكون مهمة صعبة - سواء بالنسبة المدرب أو للفريق- وذلك لإنشاء مساحة وحرية لـلاعب "الفريد". يجب أن يدرك كل من المدرب والفريق بأنه يجب أن تتوفر لديهم مجالات للرغبات والاعتبارات الفردية. قول سهل- ولكن يمكن أن ينضم اللاعب المحب للفردية إلى الفريق ولكن داخل حدود الفرق. طرحت سؤال في أحد الدورات الخاصة بالمدربين لو كان بإمكان الحصول على اللاعبة الشهيرة أنيا أندرسون  Anja Andersen لتلعب ضمن فريقي . وكان الرد "نعم" بشرط أن يقبل الفريق طريقة لعبها.

 للأسف، يحدث غالباً أن المدرب قبل وفي ظل المتطلبات الصارخة للموسم أن يتعامل مع جميع اللاعبين بالمساواة بنفس القدر ولكن أظهرت الحياة أنه من الصعب أو من المستحيل الامتثال لذلك وبعبارة أخرى تعتبر معاملة المدرب لجميع اللاعبين سواسية من المهام المستحيلة، وربما تكون مهمة غير مرغوب فيها.

الهدف - تجنب فقد الهدف

ثانيا، يجب أن تكون الأهداف - سواء أكانت للفريق بصفة عامة أو لكل لاعب على حدي- واقعية وفي نفس الوقت تدعو إلى التحدي. إذا كانت الأهداف المحددة سهلة جداً لتحقيقها فستقوم عادة بتقليل جهد وطاقة معظم اللاعبين.

من ناحية أخرى يجب ألا تكون الأهداف صعبة، وبالتأكيد ليست غير واقعية أو صعبة المنال. هنا يكون أمام المدرب مهمة هامة حيث أنه كثيرا ما يكون المدرب هو الذي يضيع الهدف الخاص بطبيعة وبمستوى الهدف.

إذا حاول المدرب الوصول إلى بعض الأهداف الطموحة جدا وتكون في نفس الوقتً غير واقعية- وخاصة خلال مهلة زمنية قصيرة – فقد ينشأ عن ذلك خطر كبير ينتج عنه انخفاض كل من دافع وجهد اللاعبين. وأكثر من ذلك سيواجه المدرب مخاطر تكون ناتجة من انخفاض الثقة تجاهه وبناء شخصية اللاعبين. يجب أن يعمل المدرب – على عكس من اللاعبين - على كل من الأمد القصير والأمد الطويل.

كثيرا ما يتم قياس جهد كل من الفريق والمدرب وفقا لمعيار بسيط نسبياً - وهو ربح أو خسارة المباريات. وفي معظم الأحيان تتناسى البيئة المحيطة من إجراء العديد من تقييمات تجاه الجهد الذي يبذله الفريق في مقابل كفاءة الفريق أو الفرق المنافسة.

لهذا السبب فمن المهم جدا، أن يقوم المدرب بالنظر إلى جهود ونتائج الفريق وكل واحد من اللاعبين ويقوم بيقين كامل بتحليل وتقييم كل منها. وكمدرب يجب أن يأخذ الحيطة بألا يركز كثيرا على مباراة واحدة. وبعبارة أخرى من المهم، أن يقوم كل من المدرب والفريق بتقييّم هذا الجهد والنتائج على فترة طويلة من الزمن على سبيل المثال: نصف أو الموسم بأكمله.

إذا كان المدرب يتطلع فقط إلى المباراة التالية أو إلى الأسابيع القادمة، فإن الفرص والأفكار "الغير متماسكة" كثيرا ستؤثر على العمل مع الفريق. ومن خلال ذلك فقد توجد خطورة كبيرة  في نسيان شيء ما في "الخيط الأحمر" سواء أكان في التدريب أو في مباريات.

وفي كثير من الأحيان يخلق ذلك انعدام للأمن والقلق سواء بالنسبة للمدرب وكذلك اللاعبين.

الهدف ليس الكلمات والشعارات الكبيرة بل أيضاً اتخاذ إجراءات راسخة وملموسة.

ثالثا: يمكن الحصول على مزايا كبيرة إذا كانت الأهداف ملموسة ومحددة. وسينطبق ذلك على  كل من الروح الرياضية والأبعاد البشرية.

دون القول يجب أن يكون هناك هدفاً محددا بالنسبة للفريق وهذا يعني ما يجب أن يفعله الفريق أو أن يكون للفريق حياة اجتماعية جيدة سواء في أرض الملعب أو خارجها. ويجب الإعلان ونشر هذه الأهداف العامة وهذا يعني أنه يمكن للمدرب واللاعبين فهم وتفسير "الواقع" في اتجاهات مختلفة جدا.

بدلاً من ذلك يجب أن يكون تكون الأهداف راسخة ومحددة. على سبيل المثال يمكن القيام بذلك من خلال إتباع الطريقة التالية: أن يقوم الفريق بتحديد النقاط التي يجب أن يحققها من خلال عدد معين من المباريات. من خلال العمل بأهداف محددة وملموسة يمكن تحقيق توقعات اللاعبين فيما بينهم وكذلك توقعات المدرب تجاه اللاعبين والعكس صحيح. في مثل هذه الحالة تكون الأهداف أكثر دقة و سهلةالاستعمال. كما ينبغي أن يدرك المدرب أن السيطرة على الفريق هي التي تحدد خط الهدف  الجماعي للفريق وقد يكون من الصعوبة أن يعطي كل واحد من اللاعبين مرئياته خلال اجتماعهم لمناقشة ما يتعلق بما هو مهم للفريق. وهذه هي مهمة المدرب – وبطبيعة الحال من خلال التعاون الوثيق مع قائد فريق أو المتحدث عنه – بحيث يقوم المدرب شخصيا بالحديث مع كل لاعب لتوضيح الرؤية الشاملة الخصاصة برغبات واهتمامات اللاعبين الفردية.

الاحتمال الآخر أن يطرح المدرب بعض الأسئلة على كل لاعب على حدي ويستوضح منه عن الأهداف الشخصية والجماعية والرغبات، وكذا الجوانب الضعيفة والقوية.

والهدف المحدد هو خيارا يمكن تغييره وله الأولوية

رابعا: يجب أن يكون من الممكن تغيير وإعطاء الأولوية إلى الأهداف.

قد يكون من الضروري ومن المرغوب فيه في كثير من الأحيان أن يتوقف المدرب والفريق بعد مضي فترة زمنية معينة ويقومون بعمل تقييم يحددون من خلاله قربهم أو بعدهم عن الهدف المحدد. وربما يكون الفريق قد حقق بالفعل الهدف المرسوم وقد يحين الوقت لإعداد تحديات جديدة أو ربما يكون اللاعب  قد تطور كثيرا وأنه يتعين على المدرب تحديد مطالب جديدة له فيما يتعلق بتقنيه الفردية. على سبيل المثال: قد يعرب اللاعب - أثناء إجراء حواره مع المدرب - عن طموحات تشير إلى الاتجاه في التعلم أشكال حركية جديدة في تسديد الكرة أو التدريب على حركات دفاعية جديدة.

قد تتوفر أيضا إمكانية عدم تحقيق الهدف المحدد للموسم وقد ينجم ذلك وقوع الفريق في مجموعة مكونة من فرق أفضل منه بكثير. أو إذا كان يواجه الفريق منافسات قليلة قوية جدا خلال موسم بأكمله. إذا لم يتمكن كل من الفريق والمدرب في هذه الحالات بتناغم طموحاتهم وأهدافهم المشتركة، فقد ينشأ عن ذلك منازعات ومشاكل خطيرة، سواء داخل أو خارج أرض الملعب.

وأخيراً وفي معظم الأحيان هناك إلزام من قبل كل من المدرب والفريق لإصلاح ترتيب الأولوية بين مختلف الأهداف خاصة في حالة إضافية عدد من الأهداف التي تتعارض مع بعضها البعض. وفي هذا الصدد فمن ذات الأهمية المحافظة على المناقشة حول ترتيب الأولويات في حوار مفتوح ويطرح أمام  الجميع كيف رسخت الأولوية.

في نهاية من المهم جدا بعد انتهاء الموسم أن يتم تحليل وتقييم الموسم بالكامل. هنا يجب أن توضع كل الإيجابيات والسلبيات التي أثرت على الهدف أو الأهداف سواء تم الوفاء بها بالكامل أو جزئيا أو على الإطلاق إلى الأمام.

ينشئ الهدفً الجيد والواقعي الوعي الكامل لكل من اللاعبين و المدرب. وللأسف غالباً ما يقلل كل من المدرب والفريق من شأن ومن أهمية تحديد هدف الفريق. وهو ما يمكن أن يعطي لكل واحد من لاعبي الفريق والمدرب عددا من المزايا الإيجابية التي تنعكس على التدريب وعلى المباريات.

تلخيصا: يمكن القول، بأن الهدفً الجيد ينقل إلى  اللاعبين  أهمية التدريب بوصفه تحديا وذو صلة بما يتعلق بالمباريات، وان اللاعبين يعتبرون أنفسهم كجزء من الفريق الذي يعمل وفقا لخط مصمم من التوجيهات وأن له أيضا أثر على زمالة اللاعبين سواء داخل أو خارج أرض الملعب.


العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية -  www.sport.ta4a.us