Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > التدريب الرياضى > التعب العضلي وعمليات استعادة الاستشفاء التعب العضلي وعمليات استعادة الاستشفاء
|
التعب العضلي وعمليات استعادة الاستشفاءالتعـب يعتبر التعب العضليمن الموضوعات الرئيسة التي تهم المدربين واللاعبين والإداريين باعتباره أحد معوقات الأداء الرياضي الجيد وأحد أسباب الإصابات الرياضية . هو يعني عدم القدرة على الاستمرار بالجهد البدني بالشكل المطلوب أو هو هبوط وقتي للقدرة على الأداء ، وهو ظاهرة فسيولوجية كيميائية تحدث لأجهزة وأعضاء الجسم المختلفة نتيجة الأداء البدني أو المهاري أو الخططي الذي نفذها الرياضي خلال التدريبات . إن تقديم المعلومات الخاصة بالتعب العضلي وعمليات استعادة الشفاء هي من أجل أن يطلع المدرب واللاعب والإداري على مايحدث داخل أجهزة وأعضاء جسم اللاعب أثناء وبعد الجهد البدني من عمليات هدم وبناء وما تفرضه التدريبات الرياضية اللأوكسجينية والأوكسجينية من تعب على الجهاز العضلي والعصبي وعلى الأجهزة الوظيفية الأخرى .. وبناءً على هذه المعرفة يمكن إيجاد الحلول الخاصة بالتعب وآليات التخلص منه . والتعب يمكن أن يكون عاماً أي يشمل جميع أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة نتيجة مشاركة جميع أجهزة وأعضاء الجسم في الأداء الرياضي كما في السباحة والجري أو المباريات وقد يكون التعب موضعي .. أي يشمل عضلة واحدة أو مجموعة عضلية معينة نتيجة مشاركة هذه العضلة أو مجموعة العضلات في الأداء الرياضي .
وقد يكون التعب مؤقتاً نتيجة تنفيذ اللاعب للتدريبات اللاأوكسجينية أو الأوكسجينية وهى رد فعـل بدني طبيعـي وسليم حدث نتيجـة للجهـد الذي بذله الجهاز العضلي والعصبي أو نتيجة للتغيرات الكيميائية الكهربائية أو نقص في مصادر الطاقة نتيجة لاستهلاك معظمها أثناء التدريب ويمكن قياس التعب المؤقت من خلال المظاهر الميكانيكية الخارجية كانخفاض سرعة وقوة الأداء وعدم القدرة على التنفيذ بالشكل المطلوب ، وازدياد عدد الأخطاء أي انخفاض دقة الحركة وانخفاض التوافق الحركي ، وقد يكون التعب غير مؤقت أي يتميز بالاستمرارية النسبية لبعض الوقت قد يمتد لعدة أسابيع نتيجة الإفراط في التدريب الذي يسبب الإجهاد البدني والنفسي .. وهناك عدة أسباب لهذا التعب منها عدم تناسب الحمل التدريبي مع قدرات وإمكانيات اللاعب وعدم تناسب عمليات الحمل مع عمليات استعادة الشفاء وقد يكون التعب ذهنـي أي يحدث للجهـاز العصبي المركـز ( المخ ) كما في ممارسة الأعمال الذهنية أو الشطرنج وقد يكون التعب حسي كما في الألعاب التي تتطلب درجة عالية من التركيز الحسي المرتبط بنشاط الحواس كحاسة البصر والسمع كما في لعبة الرماية .
والسؤال الذي يُطرح (( ماذا يحدث لأجهزة وأعضاء الجسم المختلفة أثناء وبعد التدريب الرياضي )) .. والجواب على هذا السؤال هــو : - - عندما ينفذ اللاعب تدريباته اليومية فإن العمليات الفسيولوجية والكيميائية داخل أجهزة وأعضاء الجسم تمر بثلاث مراحل هي : - 1 ) مرحلة التعب (مرحلة الاستهلاك والهدم ) وهى المرحلة التي يقوم بها اللاعب بتنفيذ التدريبات الرياضية سواء كانت أوكسجينية أولأوكسجينية حيث تحدث عمليات هدم واستهلاك للطاقة أثناء التدريبات .
2 ) مرحلة استعادة الاستشفاء وهى المرحلة التي تعقب مرحلة تنفيذ التدريبات الرياضية وتستمر فتراتها تبعاً لنوع التدريب وشدته وحجمه والراحة بين التكرارات وبين المجاميع .. فمن المعروف لكل حمل تدريبي فترة زمنية للاستشفاء تتناسب معه ، ومرحلة الاستشفاء لاتعني فقط عودة المؤثرات الفسيولوجية والكيميائية إلى الوضع الابتدائي قبل التدريب .. بل إن أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة وبعد تناول وجبات غذائية تتناسب مع طبيعة الحمل التدريبي يبدأ الجسم باستعادة ماتم استهلاكه من طاقة وبفترات زمنية مختلفة .. بل يخزن الجسم طاقة أكبر من الطاقة لتي أستهلكها أثناء التدريبات وخاصة إذا كانت التغذية جيدة وتتناسب مع ماتم استهلاكه أثناء التدريب ، ولو تم تعويض ما أستهلك من الطاقة المستهلكة فقط لما تم تطوير الحالة التدريبية للاعب من خلال زيادة مخزونان الطاقة من الفوسفاتية والكربوهيدراتيه والدهـون .
3 ) مرحلة فوق التعويض وهى تعني أن الجسم بعد التدريبات الرياضية قد عوض ماتم استهلاكه من مصادر الطاقة بشكل أكبر مما تم استهلاكه .. وهذا يعنـي أن مصادر الطاقـة الموجـودة في الجسم بعد فتـرة الاستشفاء تكون أكبر في كثيـر من الأحيـان مـن الطاقـة التـي كانت موجـودة أصلاً بالجسم قبل التدريب وبذلك فإن مستوى الطاقة يرتفع قليلاً عن نقطة البداية وتسمى هذه ( مرحلة فوق التعويض ) .
ونتيجة للتدريبات الرياضية وحدوث التعب وعمليات استعادة الشفاء تحدث الاستجابات والتكليفات الوظيفية لأجهزة وأعضاء الجسم المختلفة وهذه التكيفات على ثلاثة أنواع .. هي : - 1 ] تكيفات بسيطة أو عدم وجود تأثير واضح للتكيف وتحدث هذه التكيفات نتيجة أداء تدريبات بسيطة لا تؤثر بشكل واضح على الحالة الوظيفية للاعب وخاصة عند تكرار هذه التدريبات بفترات زمنية متباعدة مثل التدريب مرتين في الأسبوع.. هذه الفترة كفيلة بأن تنهي تأثير هذه التكيفات ، وهذه التدريبات لا تحدث تطوراً واضحاً وملموساً بمستوى الحالة التدريبية للاعب لبساطتها ولبعد الفترة الزمنية بين وحدة تدريبية وأخرى .
2 ] تكيفات واضحة وملموسة على مستوى الحالة التدريبية للاعب وتحدث هذه التكيفات نتيجة أداء التدريبات اللاحقة خلال أو بعد مرحلة فوق التعويض للجوانب الفسيولوجية والكيميائية لأجهزة وأعضاء الجسم المختلفة وهى المرحلة المناسبة لأداء التكرار التالي للتدريبات أي أن الفترة الزمنية بين الحمل التدريبي الأول والحمل التدريبي الثاني تكون مثالية ، ونظراً لتكرار الأحمال التدريبية وفقاً لهذا المبدأ .. فإن مستوى الحالة التدريبية للاعب سوف تتحسن بشكل واضح وملموس وهناك بعض التدريبات يتم تنفيذها قبل الوصول إلى مرحلة فوق التعويض وهى تدريبات الحمل الزائد والغرض منها هو لتحسين التكيفات الخاصة بالمباريات .. وتقع هذه الحالة من التكيفات ضمن مصطلح (( التعب المؤقت ))
3 ] عدم حدوث التكيفات تحدث هذه الحالة عندما تؤدي التدريبات اللاحقة قبل الانتهاء من مرحلة الاستشفاء للتدريبات السابقة حيث تكون فترة الراحة بين الوحدات التدريبية قليلة ولا تسمح بعودة الأجهزة الوظيفية والعضلات إلى مرحلة جيدة من الاستشفاء مثل التدريب بحمل قصوى عصراً وتدريب قصوى صباح اليوم الذي يليه .. حيث تؤدي التدريبات الصباحية أثناء عمليات استعادة الاستشفاء لمعظم العمليات الفسيولوجية والكيميائية داخل الجسم وقبل أنيتم الاستشفاء من الحمل التدريبي السابق ، ونتيجة الاستمرار بالتدريبات ووفقاً لهذا المبدأ الخاطئ في التدريب ولفترة طويلة فإن قدرته وكفائتة اللاعب على الأداء سوف تنخفض وبالتالي عدم حصول تكيفات فسيولوجية وكيميائية داخل أجهزة وأعضاء جسم اللاعب وينخفض مستوى الحالة التدريبية وهذا يندرج تحت مصطلح ((التعب الذي يتميز بالاستمرارية النسبية)) وهو تعب سلبي وله تأثير على صحة اللاعب البدنية والنفسية ويؤدي إلى انخفاض المستوى بشكل واضح وملموس وربما يؤدي إلى حالة الإجهاد . العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية - www.sport.ta4a.us |