تدريب الأطفال ونظرية الاستعداد
يعتقد بعض الاباء ان من الضروري الحد من النشاط التلقائي الذي يقوم به الطفل خلال السنوات الأولى من حياته. فهم يرون ان فسح المجال امام الطفل للتعبير عن النشاط الحركي الزائد قد يؤدي به في المستقبل إلى ان يكون طفلاً مشاكسا في سلوكه، أو ان هذا النشاط الزائد قد يضر بصحته أو ان السماح له باللعب دائماً قد يؤدي به إلى ان يكون عدوانياً في سلوكه مع رفاقه الاطفال. فالطفل يعمل ويكتسب الخبرة والمهارة بجوانبها المتعددة عن طريق اللعب، وان اللعب ضروري لنمو تفكيره ونموه البدني كذلك فمن خلال اللعب يستطيع الطفل ان يوسع من مجالات حياته العقلية والاجتماعية. ونلاحظ بعد دخول الطفل المدرسة يبدأ اهتمامه بالالعاب الرياضية وبالمشاركة الفعالة لاصدقائه في الصف فيما يقومون به من نشاط ترفيهي. وغالباً ما تكون الفعاليات جماعية وخاضعة إلى قواعد يجب الالتزام بها. وتعد التمارين البدنية مهمة للاطفال، إذ عن طريقها يتعلمون الموازنة والسيطرة واكتساب الرشاقة. فإذا كانت العضلات قوية تمكن الطفل من المشاركة في اللعب الفعال. اذ يهتم الاطفال قبل انتهاء السنة الثانية من العمر باللعب الانفرادي رغم وجودهم مع بعض في مكان واحد. وفي السنة الثالثة أو الرابعة من العمر، يبدأ الاطفال باللعب سوية في جماعات. عندما نريد ان نقارن بين الاطفال وبقية الكائنات الحية فنلاحظ ان الانسان هو اضعف كائن حي بعد الولادة اذ يحتاج إلى فترة حوالي خمسة عشر سنة إلى ان يتم تطوره حيث يقضي 1/3 عمره للتطور و 2/3 العمر في المحافظة على هذا التطور. وبتطور الجهاز العصبي عند الانسان في عمر 6 سنوات يكون الطفل جاهز للتعلم، وتطور الانسان يعتمد على الاجهزة الوظيفية مثل جهاز اللمف والجهاز العصبي والمخ والجهاز الحركي وايضاً الجهاز التناسلي. ان الجهاز العصبي يتطور نتيجة القراءة والاستمرار في القراءة والمطاولة على الحصول على المعلومات وينخفض بعد ذلك تدريجياً نتيجة ترك القراءة وبتقدم العمر. وان ممارسة النشاط الرياضي له خصوصية فالتمرين والحركة بالنسبة للاطفال في البداية يؤثران على الجهاز القلبي اذ يساعداه على التطور نتيجة التدريب. كما انه من خلال التدريب يمكن ان يتم تطوير عضلات التنفس حيث يتم اتساع الرئة وتبدو العضلات اكثر قوة، وللتدريب اثر كبير على الجهاز العضلي عن طريق زيادة سمك الليف العضلي وزيادة بالمقطع العرضي للعضلة ايضاً وزيادة في كمية النسيج العضلي حيث تكسب العضلة قوة وتحمل لمواجهة متطلبات الحركة التي تمارس. وهناك تغيرات كيميائية في المادة الموجودة بالعضلة اذ تسهل مرور الاشارات الحركية. وتتأثر الغدد اللمفاوية حيث تبدأ بالوازن عكس عدم ممارسة الرياضة، كما ان الجهاز التناسلي يبدأ بالتطور نتيجة التدريب وممارسة اللعب. ان لكل لعبة او فعالية رياضية تأثير على نمو الاطفال، اذ كلما كبر الطفل نلاحظ سهولة تعلم المهارة، واذا كانت صعبة يجب عند تقدم العمر ان يكون لها تأثير أي هناك تناسب طردي بين صعوبة المهارة وعمر الطفل وعلى العكس في المهارات البسيطة نحتاج إلى اعمار صغيرة والتوافق يكون بعد 6 سنوات وكلما كان التكنيك صعب كلما ساعد على التدريب عليها. ان لكل صفة بدنية عمر مناسب يتم البدء فيه للتدريب فمثلاً صفة الرشاقة مثل القفز إلى الماء تبدأ من 5 – 6 سنوات وللمتقدمين من 13 سنة فما فوق والمستويات العليا من 19 – 20 سنة. وقد يرغب الطفل إلى عمل دون ان يملك الاستعداد الكافي للنجاح فيه. فلو استطعنا قياس استعدادات شخص نريد ان نختار له المهنة أو الدراسة التي تناسبه وفرنا عليه كثيراً من الوقت والجهد ولو استطعنا قياس استعداد شخص قبل ان يبدأ التدريب على عمل معين لساهمنا مع المجتمع بحمايته من خسارة مؤكدة لا داعي لها. فكثير من الشبان يتوقون إلى ان يكونوا طيارين، لكن بعضهم بفشل اثناء التدريب. ان للاستعداد اختبارات خاصة تسهدف التنبؤ بصلاحية الفرد ومدى نجاحه في عمل لم يتدرب عليه. ومن هذه الاختبارات اختبارات الاستعداد الدراسي أو الاكاديمي واختبارات الاستعداد المهني. اذ يتألف الاختبار من اسئلة عدة يتم الاجابة عليها، وان هذه الاختبارات تختلف عن اختبارات الذكاء، والتحصيل فان الاستعداد اما ان يكون لغوي، او حسابي وايضا الاستعداد الميكانيكي، والاستعداد للاعمال الكتابية، والاستعدادات الاكاديمية. ان نظرية الاستعداد تصنف الناس وفقاً للسمات أو الانماط، اذ ان من المفترض ان كل خاصية تستمر نسبياً خلال فترة الحياة وفي مواقف مختلفــة. يستطيع الطفل ان يستعمل الخبرات التي تعلمها واستعمالها عند ممارسته النشاط الرياضي ويرجع الاستعداد إلى النضوج الجسمي فعند اكتماله يجب ان يمارس الطفل النشاط الرياضي وهناك آراء عديدة منا ما يوجب ان يكون وجود حافز للقيام بالنشاط الرياضي واستخدام اساليب معينة يجب ان يأخذ الطفل الحركة من البداية من قبل المعلم بنفسه فتجمع المعلومات والخبرات سوف يساعده على القيام بالمهارة بدقة وصحة ايضاً. وهناك مرحلة حرجة يتم فيها اخذ العمر الذي يلائم النشاط الرياضي أو أداء التدريب الاحسن إذ نحتاج إلى تدريب قصير على شرط توفير البيئة الملائمة للتدريب وهو اكمال النضوج إذ يجب على المدرب ان يحلل المهارة ويحلل حركات الطفل أي اختباره لبعض الحركات التي تفيده مثل اختبار السباحة قبل تعليم السباحة بالتكنيك الخاص بها. اما بالنسبة للبرامج التي تعطى فيجب ان تكون مشوقة ومتنوعة وان يتم التأكيد على المهارات التي يتم تعلمها من خلال وصف أو وضع الهدف من التدريب ويجب عدم الاسراع في الوصول إلى الهدف المراد منه، ويتم اختيار نوع اللعبة التي تتلائم مع عمر الطفل والرغبة والاستعداد الوراثي للطفل.
العودة إلى الصفحة السابقة
- المكتبة الرياضية -
www.sport.ta4a.us |