تطرح المدارس أنشطة متنوعة، وتحرص على تشجيع الطلبة على المشاركة الفعالة في الأنشطة والمسابقات، ومازال هناك فئة من الطلبة يفضلون الأنشطة الرياضية والترفيهية ويبتعدون عن المشاركة في الثقافية والمسابقات العلمية . نتعرف في هذا التحقيق إلى سبب إقبال الطلبة على الأنشطة الترفيهية والرياضية على حساب الأنشطة العلمية والثقافية . ودور المدرسة في تعزيز الجانب الثقافي والعلمي لدى الطالب .

حميد عبدالله، مدير إدارة شؤون الطلبة في مجلس أبوظبي للتعليم، أشار إلى أنه بطبيعة الحال تلقى الأنشطة الترفيهية والرياضية قبولاً كبيراً لدى الطلبة، كونها تعتبر متنفساً لهم وفرصة لتفريغ طاقاتهم .

ويقول: نسعى في المجلس إلى دمج الأنشطة الرياضية والترفيهية بالأنشطة التعليمية والثقافية، والمزاوجة بين الأنشطة الرياضية والمحاضرات الأكاديمية، وطرح الأنشطة العلمية بأسلوب محفز للطلبة وتتناسب مع الفئة العمرية للطلبة، وطرح الأنشطة بطريقة متناسبة بحيث لا نفضل جانباً على آخر، وإعطاء كل جانب حقه من الاهتمام .

ويؤكد أن الأنشطة العلمية والمسابقات العلمية ومهرجان العلوم تلقى اهتماماً كبيراً وقبولاً من الطلبة، وأنهم حريصون على المشاركة في تلك البرامج العلمية التي تثري الجانب الثقافي لدى الطالب .

صلاح الحوسني، رئيس قسم الأنشطة بمنطقة الشارقة التعليمية يقول: إقبال الطلاب على نوع الأنشطة يحدد بعض العوامل منها احتياجات وميول الطالب، ونمط الإشراف والجهة المشرفة والإمكانات المتاحة . وإدارة المنطقة تسعى جاهدة لأن تحضى جميع الأنشطة المطروحة بفرص متساوية من الدعم والتسهيلات باعتبارها رافداً أساسياً للعملية التعليمية . وتفنيداً للرأي السائد بأن إقبال الطلبة على أنشطة معينة من دون غيرها، يوضح أن جميع الأنشطة تمارس ومن الجنسين، وواقع الأنشطة في الميدان خلاف المتوقع، والإحصاءات الواردة الينا من الميدان، تفيد المشاركة الواسعة في الأنشطة العلمية أكثر منها في الأنشطة الرياضية أو الترفيهية . وإن تباينت الرؤى والتوجهات حول ترجيح كفة نوع معين من الأنشطة، فيعزى ذلك لأسباب كثيرة قد تتعلق بالطالب أو بعملية تنظيم النشاط أو غير ذلك .

ويشير إلى أن مرجع الخلل ليس في النشاط وإنما في آلية تنفيذه وسبل طرحة من قبل المشرفين عليه وبالتالي عزوف الطلبة عنه .

ويقول الحوسني: يعمل قسم الأنشطة بالمنطقة على الاهتمام بالجانبين الإعلامي والتنظيمي للأنشطة من خلال اللقاءات التنويرية والتثقيفية مع إدارات المدارس ومجالس الطلبة فيها، وطباعة الإصدارات ودليل الأنشطة المدرسية .

ويضيف: التحصيل الأكاديمي يرتبط ارتباطاً إيجابياً بالمشاركة في الأنشطة . والطلبة المشاركون في الأنشطة الرياضية أو غيرها من الأنشطة الترفيهية يمتلكون القدرة على تحقيق الانجاز الأكاديمي ويتمتعون بروح المثابرة والجدية، خاصة إذا كانت هذه الأنشطة تمارس وفق توقيت وجدول تنظيمي لا يتعارض مع الحصص الدراسية وتحت إشراف معلم وتربوي متخصص يوازن بين الجانبين . .

ويشير إلى أن إدارات المدارس اتخذت بعض الإجراءات والسبل التي أسهمت في تعزيز المشاركين في الأنشطة العلمية، منها جعل النشاط جزءاً من المشاريع والأنشطة المصاحبة للمنهج . .تنظيم المعارض العلمية والفنية بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية والأكاديمية الأخرى، والتنوع والتجدد في طرح برامج الأنشطة العلمية، والتعاون مع القطاعات المجتمعية والخدمية الأخرى لدعم الأنشطة العلمية وتبنيها، وإشراك الطلبة أنفسهم بوضع وتصميم الأنشطة الخاصة بهم وتأهيلهم للمشاركة في المسابقات الإقليمية والدولية، وتماشياً مع هذه الإجراءات، يرى الحوسني أنه يجب تعزيز الأنشطة أكثر، ومن جانب آخر تثقيف أولياء الأمور بأهمية ممارسة الأنشطة العلمية والترفيهية واعتبارها شيئاً أساسياً فهي تثري الطالب فكرياً وعلمياً وجسدياً وتسهم في تنمية المواهب والقدرات، حسبما يؤكد .

عبدالرحمن عبدالله المعلا مدير، مدرسة المجد النموذجية أشار إلى أن الأنشطة الرياضية تستحوذ على الاهتمام الأكبر من الطلبة .

ويقول: تتوزع المناشط على مدار الأسبوع، الطالب عليه أن يسجل في أكثر من منشط، ولا يكتفي بالتسجيل في النشاط الرياضي، فبالتالي نتمكن من تعزيز الجانبين العلمي والثقافي لديه .

ويوضح أن الأنشطة تدعم الطلبة، وتجدد نشاطهم، وتصقل مهاراتهم، وتكسبهم معلومات تهمهم في حياتهم المستقبلية، وتدعم العملية التعليمية من خلال الربط بين المادة العلمية والأنشطة .

محمد سالم المراشدة مدير مدرسة القدوة للتعليم الأساسي يقول: نلاحظ من خلال الواقع الميداني، أن الطلبة لديهم توجه للأنشطة الرياضية والترفيهية، ويوجد إقبال كبير على تلك البرامج، في حين أن الإقبال على الأنشطة العلمية والثقافية أقل .

ويقول: نحرص في المدرسة على اتباع أسلوب المسابقات العلمية والثقافية لتشجيع الطلبة على المشاركة في الأنشطة العلمية وزيادة جرعة الثقافة لديهم، إضافة إلى ربط المسابقات العلمية بالمناهج الدراسية، وبالتالي نجد إقبالاً، ونحرص على تكريم المشاركين حتى يتحمس الآخرون على المشاركة في المسابقات اللاحقة . وفي نهاية كل عام يوجد تقييم لكل طالب، فيما يخص تفاعله مع الأنشطة اللاصفية، وبالتالي يحصل الطالب المشارك في الأنشطة المختلفة على درجة أعلى من زملائه الذين لم يشاركوا .

سالم يوسف، مدير مدرسة الضياء للتعليم الأساسي، أشار إلى أنه توجد جماعات مختلفة للأنشطة في المدرسة، ولكن لا توجد حصة نشاط مستقلة، ولا يسمح الجدول بوضع حصة نشاط فيه . ويطالب الوزارة بتخصيص حصة نشاط .

ويقول: إقبال الطلبة على الأنشطة يعتمد على ميولهم، فهناك نسبة منهم يفضل الأنشطة العلمية، وآخرون يفضلون الرياضية والترفيهية، ولكن نحرص من خلال الجماعات على تحبيبهم بالأنشطة العلمية .

صلاح شرارة، مدير مدرسة دبي الدولية، أشار إلى أن الطلبة يشاركون في الأنشطة الرياضية والترفيهية بشكل كبير، ولكن هناك من يفضلون الالتحاق بالأنشطة العلمية .

ويقول: الإقبال على الأنشطة الترفيهية هدفه الخروج من إطار المواد الدراسية، ولكن لو طرحنا النشاط الترفيهي في أيام العطل فالإقبال يكون قليلاً .

ويشير إلى أن المدرسة هي التي تؤهل الطالب وتعطيه الحافز للإقبال على النشاط العلمي، وجعله جزءاً من التقييم السنوي، وبالتالي يتشجع الطالب للمشاركة في النشاط العلمي والاستفادة منه . لافتاً إلى أن المشاركة في الأنشطة العلمية والثقافية إجبارية، وبالتالي هذا الأمر يعزز الجانبين الثقافي والعلمي لديه .

منى الجزيري مديرة مدرسة حصة بنت صقر للتعليم الأساسي أشارت إلى أن الإقبال على الأنشطة يعتمد بالدرجة الأولى على أسلوب المعلم في جذب الطلب إليها .

وتوضح أن الطلبة الذين يقبلون على الأنشطة الرياضية يحصلون على جرعات علمية من خلال تقديم معلومات لهم حول الجسم ونوعية الغذاء الصحي ويخوضون اختبارات في هذه المعلومات لضمان الاستفادة، لافتة إلى أن الإقبال على الأنشطة الرياضية الترفيهية كبير من أجل التخفيف من اليوم الدراسي .

ويؤكد ذلك الطالب خالد الحوسني، الصف العاشر، الذي يفضل المشاركة في الأنشطة الرياضية، وعن ذلك يقول: نحتاج إلى فترة راحة في المدرسة، ونفضل قضاءها في الأنشطة الرياضية التي تجدد نشاطنا وتعطينا الحماس لإكمال بقية الحصص .

أما الطالب سالم الملا، الصف التاسع، فيرى أن الأنشطة الثقافية والعلمية تبعث الملل في النفس، لذا يفضل المشاركة في الرياضة .

ويقول: تحرص إدارة المدرسة على التنويع في الأنشطة، لكنها تجبرنا على المشاركة في العلمية والثقافية .

المشاركة في الأنشطة الرياضية من الضروريات في حياة الطالب محمد الحمادي الصف الثامن، ويقول: تطرح المدرسة أنشطة رياضية متنوعة، وأشارك بها بكل حماس، ولكن الأنشطة الثقافية الإقبال عليها قليل، وإدارة المدرسة تشجعنا على المشاركة في المسابقات العلمية .

يشارك الطالب احمد راشد الصف الخامس في الأنشطة الرياضية والعلمية، ويقول: الأنشطة الرياضية ترفه عنا، وتبعدنا عن الروتين الممل، ونحتاج للرياضة بشكل يومي، وفي الوقت نفسه، أحرص على المشاركة في الأنشطة العلمية التي تثري الجانب الثقافي لدي.