التغذية الراجعة - Feedback
مفهوم التغذية الراجعة ( Feedback)
بدء الباحثون بدراسة مفهوم التغذية الراجعة تحت مصطلح علم النفس(السيبرنتك) الذي أبتكره وينر عام 1941 م والمشتق من الكلمة اليونانية (سيبر ناتز ) إذ أن هذا العلم أريد به أن يبين بأن العمل الناتج والناجح لا يعتمد على النتائج الجيدة فقط ( أنظمة العضلات ) ، ولكن يعتمد أيضاً على النصائح الملائمة وفي حالة تعلم المهارات الحركية قد يستطيع المتعلم ومن خلال خبرته أن يقارن بين النتيجة والعمل الذي يقوم به، فتقوم الأجهزة الحسية بمحاولات تعديل وإعطاء تغذية راجعة داخلية لتصحيح الخطأ .. ويسمى هذا النوع بالتغذية الراجعة الداخلية .
إن المبتدئين والأشخاص الذين لم يألفوا المهارات الجديدة فأنهم غير قادرين على تصور الحركة ، ومن ثم يلجأ إلى الحصول على المعلومات للتصحيح من خلال المصادر الخارجية ، التي تساعد على تعديل مسار حركته اللاحقة أن هذا النوع من أنواع التصحيح يطلق عليه بالتغذية الراجعة الخارجية .
وقد عدت التغذية الراجعة من أكبر المتغيرات العلمية أهمية في تحقيق التعلم والأداء الصحيح ، وأعطى لمفهوم التغذية الراجعة مكانة علمية بوصفها أعظم ما يعتمد عليها في وضع المقاييس والاختبارات النفسية والعقلية ، وعُدّ مفهومها أفضل متغير ينفرد دون غيره من المتغيرات في السيطرة على اكتساب المهارات .
وكذلك عرفت بأنها المعلومات التي تعطى للمتعلم عن الانجاز في محاولة لتعلم المهارة والتي توضح دقة الحركة خلال أو بعد الاستجابة أو كليهما .وتعد باعثاً مهماً جداً في السيطرة على حركة الإنسان وسلوكه ولتصحيح الأداء المستقبلي .
فكما عرفها ثائر غانم نقلاً عن كمال دسوق بأنها (( تقرير إدراكي مباشر عن نتيجة سلوك الفرد على غيره من الأشخاص )) .
وكذلك عرفها وجيه محجوب بأنها ((جميع المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها المتعلم من مصادر مختلفة سواء أكانت داخلية أم خارجية أوكليهما معا ً قبل أو بعد الأداء الحركي ، الهدف منها تعديل الاستجابات الحركية المثلى وهي أحدى الشروط الأساسية لعملية التعلم )) .
أما (Sage) فيراها عبارة عن ((المعلومات التي يحصل عليها الفرد أو يستقبلها كنتيجة لبعض المتغيرات ، ويضيف أن التغذية الراجعة هي المعلومات التي يستقبلها الفرد خلال أدائه لحركة أو بعدها )) .
أهمية التغذية الراجعة
إن للتغذية الراجعة أهمية كبيرة في عملية تعلم المهارات الحركية ومنها ما يأتي :ـ
- تعمل التغذية الراجعة على إعلام المتعلم نتيجة تعلمه ، سواء كانت صحيحة أم خاطئة ، مما يقلل القلق والتوتر والذي قد يعتري المتعلم في حالة عدم معرفة نتائج تعلمه.
- تعزز المتعلم وتشجعه على الاستمرار في عملية التعلم ، ولاسيما عندما يعرف بأن إجابته كانت صحيحة ،وهنا تعمل التغذية الراجعة على تدعيم العملية التعليمية .
- أن معرفة المتعلم أن إجابته كانت خطأ،وما السبب لهذه الأجابه الخطأ يجعله يقتنع بأن ما حصل عليه من نتيجة أو علامة كان هو المسؤول عنها ،ومن ثم عليه مضاعفة جهده في المرات القادمة .
- إن تصحيح إجابة المتعلم الخطأ من شأنها أن تضعف الارتباطات الخطأ التي حدثت في ذاكرته وإحلال ارتباطات صحيحة محلها .
- أن استخدام التغذية الراجعة من شأنها أن تنشط عملية التعلم وتزيد من مستوى الدافعية للتعلم .
- تُعرَّف عملية التغذية الراجعة المتعلم : أين يقف من الهدف المنشود ، وفيما إذا كان يحتاج إلى مدة طويلة لتحقيقه أم أنه قريب منه ، أي إنها تبين للمتعلم اتجاه سير تقدمه في العملية التعليمية .
أنواع التغذية الراجعة
يعد موضوع التغذية الراجعة من أهم الموضوعات في مجال الدراسة والبحث، إذ أن التعرف على أنواع التغذية الراجعة ، ومعرفة كيفية استخدام كل نوع منها ،يتيح المجال أمام العاملين في مجال التعليم والتدريب للاستفادة من الأنواع التي تلائم الألعاب الرياضية المختلفة كل حسب اختصاصه.
ولقد تباينت المصادر المختلفة في تحديد أنواع التغذية الراجعة ،ويرجع التباين في تحديد المصادر لأنواع التغذية الراجعة إلى اعتماد العلماء على أسس ومبادئ مختلفة ،قسّموا على أساسها أنواع التغذية الراجعة.
وترى نهى الحسيناوي نقلاَ عن "يوسف الشيخ وسمث وجورجوس " على أن التغذية الراجعة تصنف إلى نوعين رئيسين هما :-
1 -التغذية الراجعة الداخلية
وهي المعلومات التي تأتي من مصادر حسية داخلية إذ تشترك فيها عدة منضو مات عصبية تؤثر في السيطرة على الحركة مثل التوازن وكذلك توحد لنا المعلومات التي تأتي عن طريق حاسة اللمس والضغط والامتداد والتقلص العضلي وبذا حركة الجسم نفسها تعطي تغذية راجعة عن طريق حافز، أي أنها تأتي من داخل الجسم لتخبر القائم بالحركة عن نوع الأداء الذي قام به .
2 - التغذية الراجعة الخارجية
وهي نقيض التغذية الراجعة الداخلية حيث تتعلق التغذية الراجعة الخارجية بالمعلومات التي ترتبط بالمهمة المراد تنفيذها ، ويتم التزويد بالمعلومات من خلال مصدر خارجي كالمدرب أو المعلم أو المرآة أو الجهاز الفيديو وتتم بشكل لفظي أو بشكل غير لفظي
وقد قدم "فاضل الأزيرجاوي " عن هولنك 1991 م Holding تصنيفاَ لأنواع التغذية الراجعة كالآتي :-
1- مصدر التغذية الراجعة ( الداخلي – الخارجية ).
2- التزامن مع الاستجابة ( المتلازمة – النهائية ) .
3- الفترة الزمنية بين حدوث الاستجابة وتقديم التغذية الراجعة ( الفورية – المؤجلة ) .
4- شكل المعلومات للتغذية الراجعة ( لفظية – غير لفظية ).
5- توزيع التغذية الراجعة ( منفصلة – متصلة (تراكمية )) .
6- مقدار المعلومات للتغذية الراجعة ( التكرار النسبي – تكرار مغلق ) .
7- طبيعة التغذية الراجعة ( فردية – جماعية ) .
8- بعد التغذية الراجعة ( ايجابي – سلبي)
3 - التغذية الراجعة الكينماتيكية :
وتعرف بأنها التغذية الراجعة حول خصائص ومميزات الحركة أو حول شكل الحركة الناتجة . وكذلك معلومات عن المظاهر الكينماتيكية الخاصة بالأداء من خلال التأكيد على ارتفاع مركز كتلة الجسم أو الزوايا المطلوب تحقيقها في مفاصل الجسم المختلفة عند تطبيق الأداء.....الخ.
لقد وضحت عدة دراسات وبصورة واضحة إن التغذية الراجعة الكينماتيكية تعتمد على طبيعة الهدف من المهارة ، ويرى(Carbon and Newell-1990 )إن الفائدة من التغذية الراجعة الكينماتيكية تعتمد على عدة عوامل ، معلومات عن نجاح الأداء والتوصل الى هدف المهارة ، وعلى الحالة المتميزة والدقيقة للقياس عن طريق التغذية الراجعة الكينماتيكية مقارنة بالتغذية الراجعة الإضافية أو الداخلية.
وبهذا تشير كثير من الدراسات إلى إن التغذية الراجعة الكينماتيكية يظهر تأثيرها بوضوح عند مماثلة او مطابقة الأداء مع هدف الحركة ، وفي دراسة قام بهاSchmidt And yong-1996) ) وجدوا إن التغذية الراجعة الكينماتيكية هي الأفضل في إنتاج معلومات عن شكل الأداء( KP ) وإنها تحسن وتعززه ناتج الأداء، بنما وجد( Brinson and Alain-1996 ) في دراستين مختلفتين إن معلومات التغذية الراجعة الكينماتيكية ربما تكون أكثر استخداماً عندما نريد إن نرتقي في النشاط وخاصة عندما نستخدم نشاطات أو أساليب حل المشاكل عند المتعلم .
كما يضيف( Magill -1998 )أخيرا انه من المهم إن يشير إلى أن المدرسين والمدربين والمعالجين يستخدمون عرض الأشكال البيانية (الكينماتيكية والكيناتيكية)للحركة كتغذية راجعة ،كما إن المبتدئين يستفادون من المعلومات الكينماتيكية والكيناتيكية لتطوير أدائهم .
4 -التغذية الراجعة الآنية (المتزامنة )
ويقصد بها التغذية الراجعة الخارجية التي تتوفر وتعطى أثناء الحركة مع مراعاة انه لابد هذا التصحيح عند ورود الأداء الخاطئ ، وتعد التغذية الراجعة المتزامنة بمثابة مراجع لتصحيح دائم بواسطة الخلايا العصبية الحركية الموجودة بالألياف العضلية مما يؤثر في استمرارية التصحيح والتقدم والتعلم . ويتم أعطاء التغذية الراجعة المتزامنة عن طريق التأشير على أعضاء الجسم التي لا تكون في الوضع الصحيح ، أو عن طريق الكلام ، إذ يختبر المعلم المتعلم عن أخطاء أدائه في وقت يجري فيه المتعلم تطبيقات المهارة والحركة .
وتستخدم التغذية الراجعة المتزامنة أو الآنية في الفعاليات الرياضية التي تستغرق وقتاً ليس قصيراً وكذلك في الفعاليات التي لا تتميز بالسرعة الكبيرة .
5- التغذية الراجعة النهائية
وهي التغذية التي تتم عقب الانتهاء من الحركة ، وهذا النوع من التغذية الراجعة يحدث مباشرةً بعد أو بعد الانتهاء من أداء الحركة أو الفعالية وذلك لأنه كلما كانت التغذية الراجعة آنية وسريعة كانت أفضل.
وعادة تأخذ شكل المعلومات حول النتيجة K R) ) ومعلومات حول الأداء ( K P).
ويمكن أعطاء المعلومات حول النتيجة بعد الأداء مباشرة , ويمكن أيضاً تأخير أعطاء ، هذه المعلومات .
*KR ويعني معلومات حول نتائج الحركة وتسمى تغذية راجعة بمعلومات حول النتيجة.
*RP ويعني معلومات حول الأداء لغرض تصحيح المسار الحركي أو استخدام القوة الناسبة.
6 - التغذية الراجعة الكينتكية :
وتعرف بأنها التغذية الراجعة حول مميزات وخصائص القوة المستخدمة في الحركة، وهي تتضمن أيضا معلومات عن ما يمكن الشعور به من مقادير القوة المبذولة أثناء الأداء .
ولقد تناولت دراسات أخرى استخدام التغذية الراجعة لتدريب لاعبي العاب القوى سواء بالرمي أم بالقفز ، إذ وجد أن هناك عدة متغيرات يمكن أن يتم شرحها للاعب تتيح له فهم واستيعاب الأداء فضلا عن تدرج عملها من السهل إلى الصعب ، لكي يكون الأثر ايجابياً عند تطبيق الأداء وتطوير إمكانية اللاعب ذاتيا في تصحيح النواحي الفنية والتصور الحركي للأداء.
، إذ يمكن إفهام اللاعبين عن ما يمكن أن يسلطوا من مقادير القوة على الأرض واتجاهها( كأن تكون مائلة وليست عمودية) ونتيجة لهذه القوة نجد أن رد فعل الأرض يمكن أن يتحلل إلى مركبتين احدهما أفقية والأخرى عمودية وحسب متطلبات الأداء ومسار مركز ثقل اللاعب أثناء هذا الأداء، وهذا يمكن إيضاحه للاعب بشكل معلومات يمكن أن يستفاد منها أثناء الأداء وتحسينها خلال التدريب وبالتركيز على الشروط الميكانيكية المناسبة للأداء ، وباستمرار إعطاء هذه المعلومات يمكن أن يتوافر الضبط المطلوب لميكانيكية العمل العضلي العصبي ويتكون التوافق الجيد للأداء.
حجم التغذية الراجعة أن حجم المعلومات المعطاة إلى المتعلم يجب إن تتناسب مع مستوى المتعلم من الناحية العمرية وكذلك مع مرحلة التعلم أنهم عادةً لا يستوعبون معلومات كثيرة في وقت واحد، لذلك يستحسن إعطاء تغذية راجعة بسيطة وتصحيح خطأ واحد فقط في المحاولة الواحدة .
من هذا يتضح أنه كلما زاد حجم معلومات التغذية الراجعة قلّت الفائدة منها. لذلك يجب إن تكون التغذية الراجعة قصيرة ومركزة ، ويفضل أعطاء تصحيح واحد في المحاولة الواحدة وإعطاء فرصة التدريب واستخدام التصحيح في بعض المحاولات .ومتى ما تم التصحيح يمكن للمدرب أو المدرس الانتقال إلى تصحيح خطأ آخر ،ويجد ر القول هنا بأنه يجب على المدرب إن يركز أولاً على الأخطاء الكبيرة ثم يتحول التركيز على الأخطاء الأقل عندما يضمن أن المتعلم قد تجاوز تلك الأخطاء وهكذا إلى أن يصل إلى أعطاء التغذية الراجعة للأخطاء الصغيرة جداً .
أوقات أعطاء التغذية الراجعة
ونقصد بها ( زمنها) وارتباطها ونتيجة الأداء وهي تكون أما :
1- قبل الأداء : قبل تنفيذ أو بدء الحركة .
2-أثناء الأداء : خلال أداء المهارة أو التمرين .
3- بعد الأداء :نهاية أداء المهارة .
وعليه ومن خلال المعلومات الموجهة للمتعلم يمكن معرفة نتائجها فهي :
1- معلومات فورية ــــــــــــــــــــــــ تنتج تغذية راجعة فورية
2- معلومات سريعة ـــــــــــــــــــــــ تنتج عنها تغذية راجعة سريعة
3- معلومات متأخرة ــــــــــــــــــــــــ تنتج عنها تغذية راجعة متأخرة .
المصادر:
(1)طالب حسين حمزة المسعودي : تأثير التكرار الكلي والنسبي المصحوب بالتغذية الراجعة التصحيحية في تعلم الحركات الأساسية للسباحة الحرة ،رسالة ماجستير ،جامعة بابل ، 2002 م ، ص22 .
2) )Schmidt A-Rchard: Motor control and learning illinois , Human kentics Book, 1982 ,p,527. 1) ) )
3)وجيه محجوب : التعلم وجدولة التدريب ، مطبعة وزارة التربية ، بغداد ، 2000 ، ص78
4)ثائر غانم حمدون : أثر التغذية الراجعة باستخدام النموذج والنموذج - الصورة المتحركة على الأداء المهاري لفعالية القفز العالي بطريقة (( الفوسبري)) ، رسالة ماجستير، جامعة الموصل،1993 م ، ص 8 -7 .
5) George . sage: in ,robber:motor Learning &control .physioLog icaL brown ,publishers ,dopugre .Lowas. 1989
(6)مروان عبد المجيد إبراهيم : أسس علم الحركة في مجال الرياضي ،ط1 ، مؤسسة الورق ،عمان ،2000 م ،ص227 .
7) هدى عبد السميع عبد الوهاب ألدروبي: تأثير التغذية الراجعة الفورية والمؤجلة في تعلم بعض المهارات الأساسية للكرة الطائرة ،رسالة ماجستير ، جامعة بغداد ،2000م ، ص9 .
8) عبد الله حسين اللامي :أساسيات التعلم الحركي ، ط1 ،مجموعة مؤيد الفنية ، الديوانية ، 2006م ، ص78
9) جبريل جويد محمد العودات : أثر استخدام بعض أساليب جدولة التمرين في تعلم الأداء الفني وتحسين الانجاز لبعض مسابقات الرمي ، أطروحة دكتوراه –تعلم حركي ، جامعة الموصل 2004 م،ص23 .
10) Schmidt A-R :.Motorlearning and performance III,haman kinetic Book ,champaign IIIinois , 1991 K p.155. (11) محمد محمود الحيلة : التصميم التعليمي 12)نظرية وممارسة ،دار الميسرة للطباعة والنشر ،كلية العلوم التربوية ،عمان ،1999،ص262 -26
13) نغم صالح نعمة تأثير التغذية الراجعة باستخدام الحاسوب في تعلم مهارتي الأعداد واستقبال الإرسال بالكرة الطائرة ، رسالة ماجستير ، جامعة بابل ، 2004 م.، ص 13 .
14) عباس احمد السامرائي ، عبد الكريم السامرائي :كفايات تدريسية في طرائق تدريس التربية الرياضية ،مطبعة دار الحكمة ، جامعة البصرة ، 1991 م ص122
15) نهى عناية الحسيناوي : تأثير التغذية الراجعة المتزامنة والنهائية في تعليم سباحة الظهر ،رسالة ماجستير ،جامعة بغداد، 2000 م ، ص17
16) فاضل الأزيرجاوي : أسس علم النفس التربوي ، دار الكيب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل ،1991 م ،ص179 .
17) حسين سعدي إبراهيم : تأثير التدريب بأسلوب التعلم التعاوني ودائرة التعلم على وفق بعض المؤشرات البايوميكانيكية في نقل التعلم والاحتفاظ بالأداء ، ص 75
18) صريح عبد الكريم الفضلي: تطبيقات البيوميكانيك فى التدريب الرياضي والأداء الحركي، مطبعة العكيلي ، بغداد ،2007 م ،ص143 .
برجاء ذكر المصدر حتى تعم الفائدة :المكتبة الرياضية الشاملة : التغذية الراجعة - Feedback