Sport.Ta4a.Us المكتبة الرياضية > الفسيولوجى والتشريح > الهيكل العظمي للإِنسان الهيكل العظمي للإِنسان
|
الهيكل العظمى لجسم الإنسانعظام الإنسان
يبلغ عدد العظام الرئيسية في جسم الإنسان 206 عظمة يضاف إليها عدد آخر من العظام الصغيرة التي تدعى العظام السمسمية أو الغضاريف السمسمية والتي يختلف عددها بين شخص وآخر قد يزيد عددها عند بعض الأشخاص لأن لديه عدد أكبر من الضلوع ،كما قد يقل عددها لدى أشخاص آخرين إذ قد تلتصق إحدى العظام بعظمة أخرى ليشكلان معا عظمة واحدة وأهم العظام على الإطلاق هو عظم الظهر الذي يمتد من الرقبة إلى أسفل الظهر و يسمى العمود الفقاري .من 33 عظما منفصلا تدعى الفقرات ولهذا ينثني و يتحرك بسهولة . غالبية العظام يمكن معالجتها إذا تعرضت لكسر ما فتجبر و تطيب ، لكن إذا تعرض العمود لكسر مات الإنسان .
أقسام الهيكل العظمي العمود الفقري ، الجمجمـة ، الطرفان العلويان ، الطرفان السفليان ، القفص الصدري مقدمة من نعم اللّه على الإِنسان أن خلقه في أحسن تقويم، وجعله مرفوع الـرأس والقـامـة، معتـدل الجسم، ليقوى جسم الإِنسان على حفظ تنـاسقـه و اتـزانـه ويساعـده على الحـركـة مع العضـلات المتصلة به، كـما يحمي الأعضاء الهامة في الجسم كالـدمـاغ والقلب والـرئتـين والنخاع الشركي .
وظائف الهيكل العظمي :
· يشكل قوام الجسم ويحفظ اتزانه · يحمي بعض الأعضـاء المهمـة كالقلب، والرئتين، والمـخ، والنخاع الشركي ، والأعصاب · يساعد على الحركة لتعاون العضلات معه · يكسب الجسم القوة والصلابة و يتكون الهيكل العظمي من :
أولاُ : الهيكل المحوري: ويشمل العمود الفقري والجمجمة والقفص الصدري ثانياٌ : الهيكل الطرفي: ويشمل الطرفين العلويين والطرفين السفليين ويتركب الهيكل العظمي للإِنسان من عِظام موزعة على جانبي الجسم بالتماثل، وتتصل عظام الهيكل ببعضها بواسطة مفاصل.
أنـواع المفاصـل :
· مفصل عديم الحركة ، كالمفاصل بين عظام الجمجمة · مفصل قليل الحركة ، كـما هو الوضع بين الفقرات · مفصل حر الحركة ، كـما هو الوضع في الطرف السفلي ( اتصال الفخذ بعظام الحوض ) أولاُ : مكونات الهيكل المحوري :
العمود الفقري : يتكون العمود الفقري من 33 فقرة موزعة بالشكل الآتي : أ - 7 فقرات عنقية يرتكز عليها الرأس ب - 12 فقرة صدرية يرتكز عليها القفص الصدري من الخلف جـ - 5 فقرات قطنية في منطقة البطن د - 5 فقرات جذعية ملتحمة مفلطحة الجوانب في منطقة الجذع هـ - 4 فقرات صغيرة عصعصية ملتحمة في نهاية العمود الفقري تعرف بالعصعص أهميـة العمود الفقري :
أ - يحافظ على ما بداخله من أعصاب ب - يمتد فيه النخاع الشوكي جـ- يحافظ على القلب والرئتين لأن القفص الصدري يتصل به من الخلف د - يحافظ على بقاء الجزء العلوي من الإِنسان مستقيما سهل الحركة مرنا الجمجمة
هي علبة عظمية ليست عظمة واحدة، بل هي مجموعة عظام متصلة مع بعضها البعض بمفاصل ثابتة، وتحتوي بداخلها على أهم عضو بالجسم وهو المخ - وتتركب الجمجمة من 8 عظام . وتعتبر الجمجمة من أصلب عظام الجسم لكي تقوم بوظيفتها، وهي صيانة المخ من الأذى. و الجمجمـة تشـمل: أ - العظام المخية وتشمـل سقف الجمجمة وجانبيها وقاعدتها، وهي تحيط بالمخ وترتبط ببعضها بواسطة بروزات كالأسنان ب - العظام الوجهية وتشمل عظام الوجه والفكين وبينهما الفم وموضع العينين وموضع الأذنين والأنف والأسنان القفص الصـدري :
هو عبارة عن عظام قوامها الأضلاع والفقرات الظهرية والقص وهي مخروطية الشكـل متسعـة في الـوسط مدببة من أسفل والجزء السفلي منها غضروفي يمتد إلى وسط الصدر من الأمام . ويوجـد في القفص الصـدري اثنا عشر زوجا من الأضلاع، تتصل التسعـة الأزواج الأولى العليا منها بالقص بواسطة غضاريف تمكنها من الحركة أثناء التنفس، أما الأزواج الباقية من الضلوع فلا تتصل بالقص وتسمى بالضلوع السائبة (العائمة ومن الخلف تتصل الضلوع بالفقرات الظهرية). ثانياٌ : مكونات الهيكل الطرفي :
1 - الطرفان العلويان : يتركب الطرف العلوي من عظام الكتف ثم العضد فالساعد ثم الرسغ ثم الأمشـاط وتسمى راحـة اليد. فالأصابـع، ويتصل الطرف العلوي بالهيكل المحوري بواسطة الكتف.
أ - لـوح الكـتف : وهو عظم منبسط الشكل مثلث موجود جهة الظهر، طرفه الداخلي عريض والخـارجي مدبب، به بروز صغير يتصل به عظم رفيع متجه إلى الأمام ليتصل بالقفص الصدري ويسمى هذا العظم الترقوة. ب - الترقـوة : وهي عبارة عن عظم طويل يتصل بالكتف وبأعلى القفص الصدري وهي تساعد على توجيه الكتفين إلى الخلف. ج - العضـد : وهو عظم طويل قوي يكون الجزء الأعلى من الذراع ورأسها مستدير، يستقر في تجويف المفصل الكتفي وطرفها السفلي، وبه نتوءات بارزة تتصل بالزند اتصالا مفصليا لتكون المفصل المرفقي . د - السـاعد : يتركب من عظمتـين هما: الزنـد والكعـبرة، والطرف العلوي للزند سميك، ويتصل بالعضد، أما الطرف السفلي فرفيع ويتصل بعظمتين من عظام الـرسـغ، والزند هو العظم المواجه للخنصر أما الكعبرة فهي عظم أصغر من الزند ومواجه للإبهام، والزند يظل ثابتا في موضعه إذا قلبت اليد إلى الأسفل، أما الكعبرة فهي تتحرك بحيث تقاطع الزند، وهذا يساعد في انطلاق اليد في الأعمال اليدوية التي تؤديها. هـ - الرسـغ : وهو يتركب من ثـمانية عظام موضوعة في صفين متوازيين يتصل بعضهما مع العظام المجاورة لها بواسطة أربطة تسهل لكل منها حركة انزلاقية تمكن اليد من الانثناء على الساعد وحركة الرسغ مضافة إلى حركة الزند والكعبرة تعطيان اليد مرونة في حركتها.
و - اليـد : تتكون من عظام راحة اليد وتسمى الأمشاط، وعظام الأصابع وتسمى السلاميات، والأمشاط هي خمسة عظام طويلة رفيعة يتصل بكل منها أصبع مكون من ثلاث سلاميات ماعدا الإبهام فهو مكون من سلاميتين، ويتحرك الإبهام حركة واسعة لكي يمكنه من مقابلة الأصابع الأخرى وهذا يمكن الإنسان من استعمال أصابعه في القبض (التقاط) الأشياء الكبيرة والتقاط الأشياء الصغيرة. 2 - الطرفان السفليان : يتصل الطرفان السفليان بالهيكل المحوري بواسطة الحزام الحوضي الـذي يتركب من عظام الحوض (الحرقفتين والوركين والعانتين)، ويوجد بالسطح الخـارجي على جانبي عظام الحـوض تجويفات يعرف كل منهما بالتجويف الحرقفي وتستقر فيه رأس عظم الفخذ. ويتركب الـطرف السفـلي من عظم الحـوض التي يتصـل بها العظام الحرقفي ثم عظم الفخذ ثم الساق ثم العرقوب ثم القدم. أ - عظم الحرقفـة : هي عظمـة كبيرة سميكة مفلطحة تتصل من الخلف بعظام الفخذ وتتصل من أسفل بالفخذ. ب - عظم الفخـذ : هو عظم طويل قوي رأسه مستدير يستقر في التجويف الحرقفي وبطرفه الأسفل نتوءان كبيران يتصلان بالقصبة اتصالا مفصليا، مكونان المفصل الركبي . ج - السـاق : يتركب من عظمتين هما القصبة وهي كبراهما والشظية وهي الصغيرة منهـما ، ويوجد أمام المفصل الركبي عظم صغير مستدير يسمى الرضفة. وظيفتها حماية هذا المفصل ومنع انثناء الساق للأمام. د - العرقـوب : يتكون من سبعة عظام إحداها كبيرة ممتدة إلى الخلف وتكون عقب القدم. هـ - القـدم : يتكون من الأمشاط والسلاميات. والأمشاط خمسة رفيعة طويلة (راحة القدم)، وتتصل بكل مشط أصبع مكونة من ثلاث سلاميات ماعدا الإبهام فهو مكون من سلاميتين. وإبهام القدم لا يتحرك بسهولة كإبهام اليد. الغضـاريف الغضـاريف: هي أجزاء شبه صلبة قابلة للانثناء، بيضاء اللون شفافة وتأخذ في التصلب عند الكبر والتقدم في السن، وبذلك تضعف القدرة على الحركة عند الكبار . وظائف الغضـاريف: · تجعل الهيكل العظمي مرنا، فهي تسمح بتحريك الضلوع إلى الأمام عند التنفس فيتسع الصدر، وكذلك الوسائد الغضروفية التي توجـد بين فقرات العمود الفقري حيث تمكن العمود الفقري من الحركة والانثناء . · تسهل الحركة بين العظام وتمنع الاحتكاك بينها . · تحمي العظام من الصدمات . · تكـون بعض الأجزاء الكثيرة الانثناء كالمزمار في الحنجرة، وصيوان الأذن . الأسـنان :
الأسـنان : هي قطع صغيرة عظمية صلبة مثبتة في الحافة الحرة من عظام الفكين داخل حفر تسمى كل منها بالسنخ ويبـدأ ظهور الأسنـان عند الأطفال في الشهر السادس من عمرهم عادة، وتسمى بالأسنان اللبنية وعـددهـا 20، وعندما تتساقط بالتدريج ابتداءً من السنة السادسة من عمرهم تقريبا أو السابعة- تبرز مكانها الأسنان الدائمة وعددها 32 سنا موزعة بالتساوي على الفكين وهي منتظمة في الفم على شكـل نصف دائرة بترتيب محكم يدل على قدرة الخالق، قال تعالى: ( لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم )، ولا يكتمل بروز الأسنان الدائمة إلا بعد سن الثامنة عشرة. وللعناية بالأسنان ينصح بمراجعة طبيب الأسنان مرة واحدة في السنة أو كل ستة شهور. أنـواع الأسـنان:
تركيب الأسـنان: يتركب السن خارجيا من:
أمـا التركيب الداخلي للسن فنجده يتكون من العاج وهي مادة تشبه مادة العظام إلا أنها تحتوي على كمية أكبر من فوسفات الكالسيوم وكمية أقل من كربونات الكالسيوم. ويغطي العاج في منطقة التاج مادة صلبة بيضاء لامعة تسمى الميناء ويغطيه في منطقة الجذر مادة أقل صلابة من الميناء وتسمى الأسمنت تعمل على تثبيت جذر السن في السنـخ، ويوجد في وسط السن تجويف يسمى اللب تنتشر فيه أوعية دموية تغذى السن وأعصاب تتفرع لتصل إلى العاج فتعطيه الحساسية. أسباب تشقق طبقة الميناء:
وعندما تتشقق طبقة الميناء تدخل الميكروبات الضارة إلى طبقة العاج اللينة وتتكاثر داخل السن وتحفر فيها شيئا فشيئا حتى تصل إلى قاع السن وعندها يشعر المريض بالألم الشديد في أسنانه وعليه مراجعة الطبيب. الجهاز العصبي و الحواس :
الجهـاز العصـبي : هو الجهاز الذي ينظم العمليات الحـيوية المختلفـة الضرورية للحياة ويجعل كل عضو يقوم بعمله في الوقت المناسب و يسيطر على الحـركـات الإرادية واللاإرادية. النيورون: الوحدة البنائية للجهاز العصبي وهو عبارة عن خلية عصبية. تتكون الخلية من كتلة بروتوبلازمية بها نواة وتتفرع منها زوائد متشعبة من طرف وزائدة طويلة من الطرف الآخر. ويتكون الجهاز العصبي من ثلاثة أجزاء هي:
أولا : الجهاز العصبي المركزي (الدماغ):
يوجد الدماغ في الجمجمة، وتحيط به ثلاثة أغشية تعمل على حمايته وتغـذيته، ويشمل الدماغ المخ والمخيخ والنخاع المستطيل. المـخ : يتكـون من نصفين كرويين، سطحهما العلوي محدب كثير التعاريج وأنسجتها السطحية سمراء اللون، وهي أجسـام الخلايا العصبية بينما الأنسجـة الداخلية بيضاء وهي الألياف وزوائد الخلايا العصبية، وبين النصفين شق عميق. تتجمع الخلايا العصبية في مجموعات داخل النصفين الكرويين وتسمى (المراكز العصبية) ولكل مركز عصبي وظيفة خاصة، فهناك مركز عصبي للإبصار، وآخر للشم، وثالث للمس ورابع للذوق، وخامس للسمع... الخ. بالإضافة إلى المراكز الحسية الموجودة في المخ كـما يوجد مركز للحركات الإرادية واللاإرادية، ومركز للذكاء والإدراك. المخـيخ: يتكون من كتلة واحدة مكونة من ثلاثة فصوص، نصفي كرتين وجزء صغير مركزي يسمى الدودة لأنه يشبهها، وهو يقوم بالمحافظة على توازن الجسم وتنظيم الحركات الإِرادية كـما يزيد من قوة ومرونة العضلات، ويبلغ عرضه 3-4 بوصات وطوله 5 ر2 بوصة وسمكه 2 بوصة. النخـاع المستطيل: يقع أسفل المخ والمخيخ وهو على هيئة مخروط مسحوب إلى الأسفل، يسيطر على الحركـات الـلاإرادية مثل حركات القلب والتنفس كـما يقوم بتوصيل التيارات إلى المخ من النخاع الشوكي وإليه. الحـبل الشوكي: هو حبل عصبي يمتد داخل القناة الشوكية، ويعتبر امتدادا للدماغ ويتكون الحبل الشوكي من طبقتين: أ - الداخلية منه هي المادة السمراء ب - والخارجية منه هي المادة البيضاء ويقوم الحبل الشوكي بتوصيل الإِشارات العصبية من وإلى الدماغ من جميع أجزاء الجسم، لكنه أيضاً يقوم بالرد على جميع الحركات المنعكسة، أي: الرد على المؤثرات الفجائية التي يتعرض لها الجسم دون الرجوع إلى الدماغ، وإن كان يبلغ الدماغ بهذا بعد أن يرد عليها. ثانيا : الجهاز العصبي الطرفي: يتكون من الأعصاب المخية والأعصاب الشوكية، ويتضمن الأعصاب التي تتصـل بالمخ والنخاع وهي تصل إلى كل أجزاء الجسم وبعض هذه الأعصاب يحمل وسائل الحس من الجلد إلى المخ والنخاع والبعض الآخر في اتجاه مضاد يجعل عضلات الجسم تؤدي عملها. الأعصـاب: هي ألياف رقيقة بيضاء تتكون من عدد من الخيوط المحاطة بغلاف رقيق موزعة على أجزاء الجسم ويتفرع العصب باستمرار إلى فروع أدق حتى ينتهي بين خلايا الجسم بأجسام مجهرية تسمى النهايات العصبية وهي التي تتأثر بالمؤثرات الخارجية الخارجة، ولا ينتقل التيار العصبي إلا في اتجاه واحد. والأعصاب بوجه عام ثلاثة أنواع:
ثالثا : الجـهاز العصبي الذاتي "اللاإرادي": يتكون هذا الجهاز من قسمين كبيرين هما : 1. الجهاز العصبي السمبتاوي 2. الجهاز العصبي نظير السمبتاوي ويسيطران - كلاهما - على عضلات الأحشاء والأمعاء والقلب والأوعية الـدموية وينظمان - كلاهما - حركتها وانقباضها، فبينما يسبب الجهاز السمبتاوي إسراع ضربات القلب مثلا نجد أن الجهاز نظير السمبتاوي مهدىء للقلب وتتوقف سرعة دقات القلب على التوازن بين هذين الجهازين.. والجهاز العصبي السمبتاوي يتكـون من عقد موجودة على جانبي العمود الفقري ومتصلة ببعضها البعض بحبل عصبي، أما الجهاز العصبي نظير السمبتاوي فيتكـون من جزئـين أحدهما موجود مع بعض أعصاب الدماغ، والآخر موجود مع بعض أعصاب منطقة الجذع. أعصاب الحس وهي (12) عصبا:ً
كسور العظام :
كسر في عظام الجمجمة : تطلق كسور العظام في علم التشريح على الكسور أو الشروخ التي تصيب العظام أو الغضروف العظمي. ولا تؤثر هذه الكسور سواءكانت بسيطة أو مغلقة على الجلد، إلا إذا كانت كسورا مركبة أو مفتوحة ففيها يتمزق الجلد وغالبا ما تظهر العظام. وأما تعريف الكسوربأنها كسور فردية أو جماعية، فإن ذلك يشير إلى عدد الكسور في نفس العظمة. وتكون كسور العظام كاملة إذا كان الكسر كليا أو غيركاملة إذا وقع الكسر في جزء يبعد عن الساق العظمي حيث تنثني أو تتهشم العظام. وغالبا ما تحدث حالات الكسر غير الكامل لدىالأطفال الصغار الذين ما زالت عظامهم مرنة. وتنتج معظم الكسور بسبب الصدمات الشديدة وإن كانت الأنشطة البسيطة مثل قذف كرة - على سبيل المثال- قد تسبب كسرا فيبعض الأحيان. ومن الأعراض الشائعة للكسر الألم الموضعي الشديد في مكان الكسر والألم عند لمس هذا الموضع وورم يصاحبه بعضالتشوه. ولقد أولى الأطباء المسلمون أهمية كبيرة للعظام وما يعرض لها من آفات مثل آلام المفاصل وخلوعها، وشروخ العظام والزياداتالحادثة فيها. كما تم تصنيف الكسور وطرق علاجها. فأصبح هناك طرقا لعلاج كسور عظام الفك، وطرقا لكسور عظام الجسم، وأخرىلكسور عظام الجمجمة. كسور عظم الفك : يقع للفك السفلي في كثير من الأحوال خلع يصاحبه كسر مفرد، وتتطلب إعادته إلى موضعه دقة متناهية حتى لا تحدث مضاعفات. وفيالقرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي قدم الزهراوي وصفا دقيقا لهذه العملية فقال: "يدخل الإصبع السبابة من اليد في فم العليل، وترفعبه حدبة الكسر من الداخل برفق إلى الخارج، ويدك الأخرى من خارج العظم تحكم بها تسويته". ثم يذكر بعد تأمين الرد الصحيح للفكوالإطباق التام مع الفك الآخر، أن يثبت طرفي الكسر، بوضع جبيرة سلكية من الذهب أو الفضة ، على الأسنان المتبقية والموجودة. ثميضع بعد ذلك نوعا من المراهم يستعمله كضماد يسميه (القيروطي) على الناحية المصابة من الخارج. وهو يعطي تعليمات حازمة للمريضتنص على الراحة التامة وعدم الحركة، مع الحمية الفموية السائلة، وأن يظل الحال على ذلك مدة ثلاثة أسابيع وهي المدة المطلوبة لالتئامالكسر. أما في حالة ظهور مضاعفات في تلك الفترة، وهي في الأغلب ورم في منطقة الكسر مع ألم شديد، فهو يشرح المعالجة كما يلي: "ينزع الطبيب المقلاع الذقني في الحال، ويمسح منطقة الكسر من الخارج بالماء الفاتر، ويضع كمادة أو رفادة من الشاش المغموس في الخلأو الزيت أو دهن الورد لمدة ليلة أو أكثر لتسكين الألم وإزالة الوذمة الالتهابية الناجمة عن حدوث الكسر حتى إذا زالت هذه الأعراض،فهو يعيد المقلاع الذقني، وهكذا حتى يتم الشفاء كما قدم الأهوازي شرحا مفصلا لطريقة علاج الكسور الحادثة في الفك السفلي بقوله: "متى انكسر اللحي الأسفل من خارج، ولم يفصلما انكسر فينبغي أن تنظر، فإن كان الكسر في الفك الأيسر، فينبغي أن تدخل الإصبع الوسطى من اليد اليسرى والسبابة في الفم، وترفعبهما الحدب الحادث في الفك إلى خارج، حتى يستوي وتسويه على شكله من الخارج باليد اليمنى. وإذا كان الكسر في الفك الأيمن، فدخلأصابع اليد اليمنى، وافعل بها مثل ما ذكرت لك، وأنت تعرف رجوع الفك إلى حاله، من استواء الأسنان التي فيها ورجوعها إلى أصلهاالطبيعي. فإن انكسر اللحي واندار ما انكسر، فينبغي أن تستعمل اليد من الناحيتين بمعاونة بعض الخدم لك، حتى ترده إلى حقه وشكله،وينبغي أن تشد الأسنان التي في اللحي المكسور، برباط من ذهب أو فضة بعضها إلى بعض إن أمكن ذلك، فإن لم يمكن فتربط بخيوط منإبريسم مفتولة فتلا جيدا، ثم تستعمل الرباط الذي ينبغي أن يربط، وهو أن تصير وسط الرباط على القفا، وتمد الطرفين من الجانبين، وتمربهما على الأذنين إلى أن يصير اللحي إلى محله". كسور عظم الجسم: تتعدد أسباب الإصابات الحادثة لكسور عظام الجسم، حسب الآلة الفاعلة لذلك، وفي هذه الحالة تختلف طرق العلاج حسب الأثر.فيعدد ابن العين زربي أسباب الكسور مشيرا إلى ما كان منها عرض باد مثل السيف والخنجر فيستدل عليه بالمشاهدة ويتبعها بطلان فعلالعضو المصاب وفي ذلك يستعمل منقاش لإخراج كسر العظام. أما ما كان من السهام والشوك والعظام وسائر الأجساد الحادة فإنها إنكانت قد غابت ولا يمكن إخراجها فتجب بالكلابتين التي بالسهام، أو يوسع فم الجرح بالمبضع إن كان الجرح ضيقا. ويضيف ابن العين زربي في طرق علاج الخل ع والكسر والوثي ، فيقول: "إن أعظم الخطأ عند وقوع الضربة أو السقطة والخلع والكسروالوثي أن يؤلم الموضع بالغمز والرباط الشديدين. فإذا حدثت ضربة أو سقطة لم يحدث معها خلع فإنه لا يحتاج أن يغمز الموضع ولا أنيشد البتة بل يمسح مسحا رفيقا إن لم يكن الكسر كبيرا ويغمد بغماد الجير المسكن للوجع ويشد شدا خفيفا... أما علامة الكسر فهي أنيتبين نتوء العظام ومدافعتها فأما الشق والوثي في العظام فلا يحتاج أيضا إلى مد وتسوية وأما في الخلع فلا بد من أن يمد برفق حتى يمكن أنيرد لمكانه... ومتى هاج تحت الرباط وجع يحل الرباط ويطلى بماء حار ويترك ساعة حتى يتنفس ثم يعاود... وإن كان معه جرح ترك فمالجرح مكشوفا ليسيل منه الصديد، ويشق لإخراج الشظايا وإن كانت متبرية تنشر... ويستدل على الكسر بالتواء العظم وبالخشخشة عندتحريك العضو، وعلى الخلع بتغير الوضع والنشوز، وعلى الوهن والوثي بانعياق الحركة والتألم من غير كسر ولا خلع... أما علاج الكسرفهو أن يرد المعالج شكل العضو بدون عنف بل بلطف وتأن إلى هيئته الطبيعية لئلا تنكسر الشظايا والتفريسات التي تحدث من الكسر منالجهة التي مال أحد الكسرين إليها ويغمد... ويجب أن يمنع المريض من تحريك العضو المكسور... أما في الخلع فينبغي أن تبادر إلى مدالعضوين المنخلع مفصلهما كل واحد منهما إلى جهة مضادة مدا رقيقا وعلى استقامة، ثم ركب زائدة أحد العظمين في حفرة الآخر". كسور عظم الجمجمة : لقد فرق الأطباء المسلمون بين الجراح التي تكون في الجسم وبين الشجاج التي تكون في الرأس. ويعود سبب هذا التفريق إلى حقيقة علميةأوضحها ابن سينا في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي وهي أن عظام الجمجمة إذا انكسرت لا تلتئم بالطريقة التي تلتئم بها باقيعظام الجسم بل تبقى منفصلة وبشكل دائم وما يجمعها بعد الكسر سوى نسيج ليفي مجمع. وقد قسم ابن سينا كسور عظام الجمجمة إلىنوعين حسب ما يصاحبها من الجروح. فالأولى الكسور المغلقة وهي التي لا تصاحبها جروح وهذه خطرة لما يرافقها من التورم واحتباس الدموالصديد، والثانية هي الكسور المفتوحة وهي التي تصاحبها جروح. ولقد حدد الأهوازي الأشكال المختلفة لكسور الجمجمة ذاكرا الكسر البسيط وهو ذو الشق الواح د دون خروج العظم عن موضعهوالكسر القوي وهو خروج العظم المكسور إلى الخارج، وكذلك كسر القحف وهو الكسر إلى أجزاء كثيرة صغيرة، وكسر الشعرى وهوالشق الرقيق الذي يخفى عن اللمس وربما كان سببا في موت الإنسان. كما بين الأهوازي أن خطر هذه الكسور لا يرتبط بأشكالها فقط بليرتبط بآلية حدوثها وبالأعراض العصبية الناتجة عنها. كما حدد الزهراوي الأعراض والعلامات لكسور الجمجمة طريقة أخرى لاكتشافها وهي طريقة الاستكشاف الجراحي للوصول للتشخيصالنهائي للإصابة فيقول: "ونتعرف جميع هذه الأنواع بالكشف عليها وتفتيشها بالمسابير وانتزاع اللحوم الفاسدة من عليها، وأما النوعالشعرى فيعرف بأن يكشف على العظم ويمسح ويلطخ عليه بالمداد فإن الكسر يظهر أسود". ويشرح الزهراوي الخطوات العملية لجراحة كسور الجمجمة بقوله: "فإن كان كسر العظم قد بلغ إلى الغشاء المغشي على الدماغ وكان معهشم ورض فينبغي أن تقطع الجزء المتهشم المرضوض على ما أنا واصفه لك وهو أن تحلق رأس العليل المجروح... فإن عرض لك عندالكشف على العظم نزف دم أو ورم حار فقابل ذلك بما ينبغي وهو أن تحشو الموضوع بخرق مغموسة في شراب ودهن ورد وفق الجرح حتىيسكن الورم وتأمن النزف ثم تأخذ في تقوير العظم وذلك يكون على أحد وجهين من العمل، فأما الوجه الواحد فهو أن تقطع العظم بمقطعلطيف ضيق الشفرة... فإن كان العظم قويا صلبا فينبغي أن تثقب حوله قبل استعمالك القاطع بالمثاقب التي سموها غير غائضة". وقد شرح الزهراوي أيضا طرق تضميد جروح الجمجمة بعد عملية الجراحة فيقول: "فخذ خرقة كتان واغمسها في دهن ورد وتضعها علىالجرح كله برفق وتشد ذلك برباط شدا رقيقا بمقدار ما تثبت الرفائد على الموضع". وفي الطب الحديث يتم علاج التلوث في الكسور المركبة باستخدام المطهرات والمضادات الحيوية. وإذا كانت الأجزاء المكسورة تقع بالقربمن بعضها الآخر، فإنه قد يتم استخدام الشد أو السحب لإعادة هذه الأجزاء إلى وضعها الطبيعي على الرغم من أن المعالجة الخارجية باليدقد تؤدي إلى تضميد هذه الأجزاء. وإذا لم يتم الرجوع إلى الوضع الطبيعي بهذه الطريقة، فعادة ما يتم إجراء عملية يتم فيها ربط الأجزاءالمكسورة باستخدام اللولب أو الصواميل أو ا لمسامير أو الأسلاك أو الألواح المعدنية. وهو ما أشار به الأطباء المسلمون في علاج كسور عظام الفك وبمجرد الرجوع للوضع الطبيعي يتم تأمين الكسور خارجيا باستخدام جبيرةأو لفائف من الجبس لتثبيت الكسور والإسراع بالعلاج. وفي حالة كسر الأضلاع، فإنه يتم وضع حزام على الصدر لتقليل الألم الذي قدينتج عن حركة التنفس. وأثناء العلاج، يقوم الجسم بتخليق أنسجة جديدة لربط الأجزاء المكسورة، حيث تتقوى المواد المعدنية بالأنسجةلتكوين بنية عظمية جديدة صلبة . تطوير عظام صناعية بديلة للعظام المكسورة طور مركز أبحاث الخزف المتطورة في توكسون بولاية أريزونا الأميركية نوعا جديدا من البوليمر يمكن استخدامه في صنع مادة مسامية تماثل في صلابتها وقوتها العظام الحقيقية بحيث يكون الجسم قادرا على أن يمتصها تدريجيا وتستبدل بعظام جديدة. وقام علماء بالمركز بتعديل نموذج أولي لآلة لإنتاج العظام والأجزاء الصناعية عن طريق بنائها أو نسخها طبقة فوق الأخرى بحيث يتسنى صنع جزء مفقود من العظام في بضع ساعات أو أقل. ونقلت مجلة نيوساينتست العلمية أن هذه الطريقة قد تحسن علاج الكسور الجسيمة بدرجة كبيرة وبالتالي فإنها تجنب المرضى أن ينتهي بهم الحال بأطراف أقصر بعد الجراحة. وقد تنقذ المريض من فقد أطرافه في حالات الحاجة إلى بترها. وأضافت المجلة أن الفكرة تكمن في مسح العظام المكسورة باستخدام التصوير الطبقي بالأشعة بمساعدة الحاسوب أو التصوير بالرنينالمغناطيسي وتكوين نموذج مجسم ثلاثي الأبعاد للجزء المفقود. ويتم تغذية المعلومات في جهاز الحاسوب الخاص بمركز أبحاث الخزف المتطورة لإعداد نموذج بالحجم الطبيعي للجزء الصناعي. وبذلك يمكن استخدام العظام الصناعية لتعويض العظام المكسورة أو المفقودة بدلا من الدعامات أو استخدام أجزاء من عظام مناطق أخرى بالجسم. وقالت المجلة إنه قد تم تجربة هذه الطريقة على الحيوانات لكن تطبيقها على البشر يتطلب أن تخضع للاختبار لكي تقرها إدارة العقاقير والأغذية الأميركية وهي عملية تحتاج إلى سنوات. علوم و تكنولوجيا: عظام حسب الطلب داخل الجسم واشنطن-وكالات : نجح فريق دولي متخصص في الهندسة الطبية والحيوية لأول مرة، في تنمية عظام جديدة سليمة، في أحد أجزاء الجسم، واستخدامها في ترميم العظم التالف أو المصاب في مناطق أخرى من نفس الجسم.وأوضح الباحثون في جامعة فاندربيلت أن هذا البحث، الذي نشرته مجلة "أحداث الأكاديمية الوطنية للعلوم" تحت عنوان "هندسة الأعضاء داخل الجسم: المفاعل الحيوي للعظام" يعتمد بالدرجة الأولى على الإجراءات العملية الحالية في مجال الهندسة النسيجية مشيرين إلى أن الإنجاز الجديد يتمثل في تنمية أحجام مقبولة من العظم، حسب الطلب وذلك من خلال برمجة الجسم على إنتاج هذا العظم بنفس العمليات الحيوية، التي يستخدمها أصلا.وأشار الخبراء إلى أن لهذا البحث تطبيقات مهمة، ليس في مجال هندسة العظام فحسب بل لهندسة أي نوع من الأنسجة أيضا مما سيغير طريقة إجراء تقنيات الهندسة النسيجية في المستقبل موضحين أن الأسلوب، الذي يستخدمه أخصائيو الجراحة التقويمية حاليا لترميم الكسور العظمية الخطيرة يتمثل في إزالة قطع صغيرة من العظم من ضلع المريض أو وركه ولحمها مع العظم المكسور. ويستخدم الجراحون نفس الأسلوب للحم فقرات العمود الفقري، لمعالجة إصاباته الخطيرة وآلام الظهر ولكن بالرغم من أن هذا الأسلوب فعال في منطقة الترميم إلا أن عملية الإزالة مؤلمة للغاية، وتسبب مضاعفات خطيرة. ويرى الخبراء أن ثبوت فعالية الأسلوب الجديد في الدراسات السريرية سيمكن من تنمية عظم جديد لجميع أنواع الإجراءات الترميمية، بدلا من إزالة جزء من العظام الموجودة كما سيساعد الأشخاص المصابين بأمراض عظمية خطيرة من خلال تنمية عظام بديلة في مرحلة مبكرة، وتجميدها، لاستخدامها عند الحاجة.وبالرغم من أن العظم الحي يستمر في النمو وإعادة التشكل إلا أن المحاولات العديدة لتنمية العظم خارج الجسم باءت بالفشل في حين حظيت المحاولات الحديثة في تنمية عظام داخل الجسم بنجاح محدود، ولكنها كانت شديدة التعقيد، إضافة إلى تكاليفها العالية، وعدم موثوقيتها. ونبه الباحثون إلى أن العظم الجديد يتمتع بنفس قوة العظم الأصلي وخصائصه الميكانيكية ويندمج مع العظم المصاب، ويلتحم معه بطريقة جيدة لذا يتم حاليا إجراء العديد من الاختبارات عليه، فإذا أثبتت نجاحها، يمكن الموافقة على استخدامه كعلاج للبشر، وتطبيقه على أنسجة أخرى، كالكبد والبنكرياس. العودة إلى الصفحة السابقة - المكتبة الرياضية - www.sport.ta4a.us |